الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (58) من موقف “المراتب”

حوار مع الله (58) من موقف “المراتب”

نشرة “الإنسان والتطور”

14-4-2012

السنة الخامسة

 العدد: 1688  

 

حوار مع الله (58)

من موقف “المراتب” (1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

  إن عصيت النفس إلا من وجه لم تطعك من وجه

فقلت له:

أتعرف على تعددى أنفساً إليك

لا أعصى “هذه” وأطيع “تلك”

لا أحاول أن أقسّمها أو أقاسمها،

لا أساوم وجها لوجه، ولا وجها بوجه،

أطوّعها لأكونها، فتكوننى، فنكون نحن واحدا إليك واحدا أحد، فرد صمد

ما أعصاه منها هو ما ينفصل عنى وعنك، فألحق بها لا أتبعها ولا أنكرها

نتبادل الأدوار، فنتصالح بك إليك: إلى أن ترضى فنرضى

كل وجوه وجودى تبتغى وجهك،

أعصى إحداها فأجدها تدفعنى إليك وهى تطيعنى رحمة منك

 ثم ننضم فى رحابك: فى لحظةً مرعبة رائعة،

تحفّ بنا رحمتك،

 إلى ما بعد المدى.

****

من موقف “المراتب” (2)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

صاحب العلم إذا رأى صاحب المعرفة

آمن ببداياته وكفر بنهاياته

وصاحب المعرفة إذا رأى من رآنى كفر ببداياته ونهاياته

وصاحب الرؤية يؤمن ببداية كل شئ ويؤمن بنهاية كل شئ

فلا سترة عليه ولا كـفران عنده

فقلت له:

درجات، يحوى بعضها بعضا.

البدايات لا تفيد شيئا إلا إذا أمعنتَ النظر إلى سلامة اتجاه السهم

كل نهاية بداية، وكل بداية بلا نهاية

حين تهتز نهاية العلم أمام إحاطة المعرفة، لا تقل قيمة العلم وإنما تمتد إلى المعرفة.

وحين تتواضع أبعاد المعرفة أمام نور الرؤية، لا تَبْطُل نهاية المعرفة وإنما تطمّع صاحبها فى الرؤية.

فإذا كانت الرؤية هى تواضع البداية نحو امتداد النهاية، فلا ستر عليها

وإذا كانت الرؤية هى التى تكشف البدايات داخل حرف النهايات فلا كفران معها

صاحب الرؤية هو صاحب الحركة الخلاقة، وهو يخلع السترة ويرفض الكفران حتى يخلص إليك

السعى الأمل الكدح

لعل وعسى…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *