الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (55) من موقف “عهده”

حوار مع الله (55) من موقف “عهده”

نشرة “الإنسان والتطور”

24-3-2012

السنة الخامسة

 العدد: 1667

حوار مع الله (55)

من موقف “عهده”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

سبَّح الأبد، وهو وصف من أوصافى فخلقت من تسبيحه الليل والنهار وجعلتهما سترين ممدودين على الأبصار

 والأفكار وعلى الأفئدة والأسرار.

وقال لى:

الليل والنهار ستران ممدودان على جميع من خلقت

وقد اصطفيتك فرفعت السترين لترانى

وقد رأيتنى فقف فى مقامك بين يدىّ

قف فى رؤيتى وإلا اختطفك كل كون

فقلت له:

لم أكن أعرف أن الأبد وصف من أوصافك

لا أتعّرف عليك من أوصافك ولا من أسمائك

أهتدى بها إلى أسهم الطريق إليك

لم أكن أعرف أن الأبد يسبِّح، مع أننى أعرف أن كل ما يدور فى الأفلاك من الذرة إلى كل الوجود يسبِّح بحمدك ويقدس لك

تشغلنى كل الأستار الممدودة على الأبصار وعلى الأفئدة وعلى الأسرار، وأحبها، هى لا تحول بينى وبينك

الستر يقول ما وراءه لمن يرى ما وراءه دون حاجة إلى رفعه

لماذا بالذات الليل والنهار؟

 الليل ستر، نعم، فكيف النهار؟

النهار ستر أخفى فهو أخطر

تتحرك الأستار وتتبادل فى دورات الليل والنهار

أنت وراء وأمام الستر، فلماذا ترفعه عنى.

حين أتيقن أنى أقف فى مقامى بين يديك وليس فى مقام موقعى أنا، يرتفع الستران باصطفائك لى، أحمدك وأنا لا أصدق.

فرحة …..!!

خوف …..!!!!

حين أقف فى رؤيتك أحتاج أن أضبط دوراتى فى نغم كونك

أدور مع الليل والنهار

ألعب وراء ستر الليل، وأتحذلق خلف ستر النهار

تغفر لى، فأجدنى واقفا من جديد فى رؤيتك

لا يخطفنى أى كون إلا إذا نسيت

النسيان ستر آخر يذكّرنى بضعفى

ترحمنى: أذكر فأتذكر،

 يرتفع الستر لأطلبه، فأذكر، وأتذكّر،

تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل

أفرح وأنا خائفٌ فرحان

أميل مع الشمس وضحاها. أناجى القمر إذا تلاها.

يحتد بصرى إليك دون أن أراك فأراك حتى لا أراك لأراك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *