الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (53) من موقف “بين يديه”

حوار مع الله (53) من موقف “بين يديه”

نشرة “الإنسان والتطور”

10-3-2012

السنة الخامسة

 العدد:  1653   

حوار مع الله (53)

من موقف “بين يديه” (1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

غلبت أنوار ذكرى على الذاكرين فأبصروا قدسي

فكشف لهم قدسى عن عظمتى فعرفوا حقي

فأسفرت لهم عظمتى عن عيانى فخشعوا لعزّي،

فأخبرهم عزّى بقربى وبعدى فاستيقنوا قربي

فأجهلهم بى قربى فرسخوا فى معرفتي

فقلت له:

رسوخى فى معرفتك بمفتاح جهلى: لا يعنى أننى عرفتك

به أطمئن أننى قريب منك

وقربك هو دليلى أننى على الطريق إليك بفضل جهلى

أنهل من جهلى بك أنوارَ معرفتك

ومن القرب منك حفزَ سعيى إليك

ومن قدس أقداسك هيبة عظمتك

ومن عظمة حضورك جمال نورك

ومن تجلى عظمتك معالم طريقى

ومن قوة عزك خشوعى لك

ومن خشوعى لك يقينى بقربك من جديد

أنوار ذكرك لا تكشف عنك، هى علامة إليك

من يزعم معرفتك لم يعرفك

ومن لم يعرفك يستهدى بجهله نحوك

لا تلهنى صفاتك عن حتم تجاوزها إليك

الكدح السعى

الجهل النور

والطريق هو غاية الطريق

*****

من موقف “بين يديه” (2)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

أنا المهيمن فلا تخفى على خافية،

وأنا العليم فكل خافية عندى بادية.

وقال لى:

أنا الحكيم فكل بادية جارية،

وأنا المحيط فكل جارية آتية

فقلت له:

فكيف أستطيع بعد ذلك أن أخدع نفسى؟

هى بادية عندك دون سواك

استلهم من بعض نورك ما استضئ به إليك

وهى جارية إليك دون وصول

فأعِنّى على رفض وهْم الوصول حتى أواصل محاولة الوصول

ما دامت “الجارية” “آتية” فلماذا أسرع الخطى؟

وما دامت الآتية جارية فلماذا أخاف التوقف؟

مادمتَ مِنْ ورائنا محيط بلا أول ولا آخر، فلماذا الدوران

كل ما هو “هنا والآن” هو: “هنا والآن”

مفتاح اللا زمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *