الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

9-3-2012

السنة الخامسة

 العدد: 1652

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

ليكنْ..

ولتستمر المحاولة..

ولله الحمد..

ولكم الفضل.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (53)

 الإدراك (14)

ثلاثة فروض أساسية

أ. عمر صديق

استاذي العزيز، اعتقد انه سيلزمني ان اعتذر مسبقاً للإطاله لان الموضوع اصبح ذا اهمية جميلة ومثيرة، لن اتوقع ان احصل على اجوبة كثيرة ولكني افكر بصوت عال، ابدأ بالافتراض الاول وهو ما اعربت مسبقاً عن مدى اهتمامي له من سنوات كلما سمعتك تتكلم عنه وهو: تعدد الذوات:

– 1 ذكرت انها حقيقة فسيولوجية بقدر ما هى نفسية! كيف؟ يا ريت تعطي مثال.

د. يحيى:

هى كذلك من واقع نظريتى فى الأحلام، لأن الأحلام ظاهرة فسيولوجية قبل أن تكون نفسية، وقد ربطت فى هذه النظرية بين نوم حركة العين السريعة، وهو النوم الحالم أو النقيضى (وهو ما أسماه أ.د. أحمد مستجير نوم “الريم” REM)، وبين هذه الذوات الداخلية وهى تتحرك بسرعة أثناء الحلم وافتراضت أن العيون تتبعها فعلاً بهذه الحركة وبذا ربطت بين الفسيولوجيا وظاهرة التعدد من المنظور التركيبى النفسى، بالإضافة إلى تدعيم فرض “واقعية” المعلومات (الذوات) فى عالمنا الداخلى.

أ. عمر صديق

2 – عدم وجود علاقة بين الذوات واللاشعور؟ يا ريت توضح اكثر بمثال.

د. يحيى:

نظرا لاحترامى الشديد لكل مستويات الوعى، فإننى أرفض أن أسمى المستوى غير الظاهر اسماً منفياً بـ “لا” أى لاوعى، لأنه “وعى آخر”، وآخر، وآخر، له حضوره، وقوانينه، وفاعليته،  وجاهزيته.

أما المثال، فإذا كان لديك الوقت والصبر فقد تجده فيما نشرنا هنا فى باب “حالات وأحوال”

وعذرا لعدم تحديد حالة بذاتها.

أ. عمر صديق

3 – هل الاحلام هى نتاج الذوات المستبعدة فقط؟

د. يحيى:

لا طبعا،

 الأحلام تستمد مادتها من كل المستويات بما فى ذلك ما يسمى “فضل النهار” Day Residue أى ما تبقى من أحداث نفس النهار، ولم يُهضم (يُتَمثَّل) بعد.

أ. عمر صديق

 – 4 تنشيط الادراك للذوات مرتبط بالإبداع! هل هؤلاء الذوات لهم خصائص مستقلة كما الذات الرائدة؟ مثلاً صراع الخير والشر. ام ان كل واحدة منها لها تمثل حالة منفردة لخاصية معينة؟

د. يحيى:

تأكد قبولى للتعدد من نظرية التحليل التفاعلاتى Transitional Analysis  (إريك بيرن) الذى أكد على ثالوث الذات الوالدية Parant Ego State، والذات الطفلية  Child Ego State، والذات اليافعةAdult Ego State، لكن تطور الأمر بى بعد ذلك من خلال ممارسة العلاج الجمعى، ومن خلال النقد الأدبى الذى أقوم به، وإلى درجة أقل أقرأه، ومن خلال تنظيرى فى الإبداع والأحلام، تطور إلى قبول تعدد بالغ الكثرة، حتى كدت أرى فى كل كيان مشتمل (ولو كان هذا الكيان كلمة واحدة جامعة) ذاتا متكاملة، لكننى عدت فتراجعت خوفا من التمادى فى الكثرة ومن ثم فى مزيد من عدم الفهم،

 لكن علىّ هنا أن اعترف لإريك فروم بسبقه حين وصف بجوار ما هو حالات الذات Ego State تجليات أصغر اسماها وحدات الذات  Ego Units لكنه كان يشير بها إلى وحدات النمو أكثر من الإشارة إلى محتويات النفس تركيبيا.

أما حكاية صراع الخير والشر فهى اختزال أحذر منه .

وأخيراً فإنه لا يوجد ذوات منفصلة أو مستقلة، وإنما متفاعلة.

أ. عمر صديق

ثانياً: الادراك المتجاوز للحواس

 لا ادري لماذا خطر لي هذا الكلام بعد قراءة هذه الفقرة، وكأن الجان والملك هو: ما قبل الحواسي والانسان هو الحواسي والجدل بينهما هو مابعد الحواسي! ولكن هذا فتح لي باب لا استطيع اغلاقه، وخطرت لي ايات كثير ومقولات وتفاصيلوووووو.

د. يحيى:

أعترف بوضوح أننى أتعامل مع الجان باعتباره “حالات ذات أخرى”، ولم أجد فى هذا ما يتنافى مع أى نص دينى، لكن علاقتى بالملائكة من حيث هذا القياس أضعف كثيرا، أو قل إنها معدومة.

لكن علاقة كل ذلك بالإدراك المتجاوز للحواس سواء كان “قبل الحواس” أو”بعد الحواس”، فهى بعيدة عن تنظيرى، وعن تصورى، لكننى أتناولها من منطلق تطورى حيث أنتمى إلى القانون الحيوى، أى نظرية الاستعادة Recapitulation Theory التى تقول: إن الأنتوجينيا تكرر الفيولوجينيا  (إن النمو الفردى يكرر النمو الحيوى) فنحن – البشر- نحتوى كل ما سبقنا من أحياء، ليس بالضرورة فى صورة حالات ذات، ولا وظائف معينة بالذات مثل الإدراك قبل الحس.

أما الإسراع بالاستشهاد بآيات بذاتها، فبرغم فائدتها، وأننى اضطر إلى ذلك أحيانا، فأنا أحذر منها، ولا أميل للتماد فيها خشية فتح باب ما أرفضه تماما وهو ما يسمى “التفسير العلمى للقرآن”.

أ. عمر صديق

ثالثاً العين الداخلية

بعد قراءتها شعرت ان هناك الكثير من المعلومات تداخلت، حتى اني اردت مسح ما علقت مسبقاً ولكني سأرسله لاني كنت اكتب بالتسلسل على كل نقطة حتى لا انسى ما يجول في خاطري، فقد اجبت في هذه الفقرة عن بعض التساؤلات، ولكن هناك شيء واحد وهو انك بدأت بقبول  حقيقة انها واقع داخلي! كيف؟

د. يحيى:

هذه أصعب منطقة، وأعقد فرض، برغم حضوره نافعا فى الممارسة الإكلينيكية ولولا المرضى الذهانين (المجانين) واستجاباتهم لى فى العلاج من خلال هذا المنطلق، ولولا نظريتى فى الأحلام وعلاقتها بحركة العين السريعة أثناء نوم “الريم”، ولولا النقد الذى أمارسه من هذا المنطلق، ولولا شجاعة “سمز” Sims بتسميتها كذلك فيما يتعلق بنوع معين من الهلاوس، لولا كل ذلك ما جرؤت أن أفتح هذا الملف هكذا على الملأ.

ولنا عودة.

د. أسامة فيكتور

مقتطف: من أولا: فرض (نظرية/حقيقة) “تعدد الذوات

لم أستوعب نمرة (3) فى الفرض الأول:

إن الذوات المتنحية (أو المستبعدة مرحليا) تقوم بنفس وظائف الذات القائدة المنظِّمة ولكنها لا تعلن نتائج نشاطها إلا من خلال الذات الرائدة، أو بالتبادل أثناء دورات نوابية أخرى، فسيولوجية أو نفسية بل كليهما (أساسا: دورات اليقظة/النوم/المنتظمة).

تعليق: أريد توضيحاً أكثر لهذه الجزئية.

د. يحيى:

نبدأ بسيجموند فرويد وقوله “حيثما الهو (أو: الهى) يكون “الأنا”  Where the Id is, the Ego is There”“، فأنا لم أفهم هذه العبارة حين قرأتها لأول مرة بحقها أبدا، لكننى من خلال هذا المقتطف وغيره وصلنى أن الذوات الأخرى، خاصة التى تمثل ما هو “قبل اللغة”، وقبل “الترميز” وقبل تكوين “المفاهيم”، لا تستطيع الحضور فى عالم الظاهر المرصود إلا من خلال الذات الأحدث ولو بطريقة مختلطة أو متداخلة أو مشوهه، هذا فى حالة السواء، لكنها تحضر بطريقة إعادة التشكيل فى حالة ما هو “إبداع فائق”.

أما حكاية الحضور بالتبادل أثناء دورات نوابية فأعنى بها التبادل بقانون الإيقاع الحيوى، وبالذات إيقاع النوم واليقظة، وإيقاع النوم غير الحالم متبادلا مع النوم الحالم (برجاء قراءة ردى على الصديق “عمر” حالا، وأيضا يمكنك الرجوع إلى نظريتى فى الأحلام) (حركية الوجود وتجليات الإبداع – الفصل الأول – “الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع”).  

أ. علاء جرادة

مزيدا من التقدم والنجاح

فعلا مقالة رائعة جدا

د. يحيى:

شكراً.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (54)

 الإدراك (15)

  مرة أخرى: من أين نبدأ؟

“لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار”

د. ماجدة صالح

بعد قراءتى لهاتين اليوميتين، وخاصة بعد الاستشهاد بالقرآن الكريم، أدركت أن قد يكون من الأفضل تسمية “عين الإدراك الداخلية”، بالبصيرة لأننى أعتقد أن هذه الكلمة تشمل على كل ما تعنيه العين الداخلية للإدراك (بصرا وسمعا وحساً وفكراً…) هذا طبعا على قدر فهمى المتواضع للفرض.

د. يحيى:

لك حق كالعادة من حيث المبدأ.

لكن للأسف كلمة “البصيرة” شائعة، وقديمة، وأرى أنها أعجز من أن تحتوى المعنى العيانى الذى  أقصده باسم “العين الداخلية”، وأعتقد أن سيمز Sims أيضا يرفض تسميته البصيرة.

البصيرة قد تشمل الاستبطان، والرؤية الصادقة، والوعى الذاتى، وكل ذلك ليس مرادفا للممارسة العيانية بالمواجهة مع ما هو “عين داخلية”.

ولنا عودة أيضا.

أ. يوسف عزب

لدي اكثر من استفسار وقد يكون بعضها راجع لقصور المتابعة فاعتذر اذا كانت نابعة من هذا السبب

 اولا مازلت اري انني بحاجة بعد هذه الفروض  ان اعرف الرابطة بين شعب(مفردات) الادراك – وكيفية شحذها- وبين الطريق اليه

د. يحيى:

أنا لم أتكلم يا يوسف عن شعب ولا عن مفردات الادراك، وإنما عن مستويات الوعى وأنواع وقنوات تواصل الادراك، والفروق شديدة

أما كيفية شحذها فهى تحتاج إلى نوع آخر من التربية وتجاوز للمنطق الأرسطى، واحترام للفن والأدب الأحدث فالأحدث سواء سمى الحداثة أو ما بعد الحداثة، كما تحتاج إلى تدريب على كل وسائل الابداع فى كل مجالاته طول الوقت، دون تهميش التدريب عى”إبداع التلقى”.

أ. يوسف عزب

ثانيا قلتم اننا ننتمي الي ثقافة في الوجود الحيوي ..التي نمارسها اوينبغي ان نمارسها…تختلف عن ثقافة اخري تهمش موضوع الدين والايمان

 أرى فارقا كبير بين” نمارسها” و”ينبغي ان نمارسها” فالثانية تلغي الاولي

 د. يحيى:

ليس صحيحا:

“نمارسها” لأن بعضنا مارسها ويمارسها من أول النفرى حتى أحفادى عَلىِ ثم حَسَنْ ثم نُورْ مرورا بليلى وكريم، وكذلك يمارسها أصدقائى أبو عيد وعم السعداوى رحمه الله وأيضا مرضاى فى العلاج الجمعى وتلاميذى أثناء التدريب،

 أما “ينبغى أن تمارسها” فهذا خطاب إلى من يدعى أنه يعرف الإسلام أو الدين أو الله أصلا وهو مسجون فى ألفاظ انتهى عمرها الافتراضى، متجمدٌ تحت ثقل جبل مارد ثابت وصى.

أ. يوسف عزب

فاذا كنا لانمارسها وانما ينبغي ان نمارسها فقد نكون مثلهم (الثقافة الاخري) او اسوأ منهم.

د. يحيى:

احتمال أن نكون أسوأ منهم وارد جدا، أما احتمال أننا مثلهم فأرى أننا لا نستأهل حتى أن نكون مثلهم بحالتنا الراهنة لأننا لا نتقن ما يتقنون، فنحن نرقص على السلم، ومع ذلك فهم ليسوا النموذج الأمثل للبشر (ربى كما خلقتنى)

فى سن 15 كتبت قصيدة لم أنشرها طبعا بعد أن وصلنى من أستاذى المرحوم محمود محمد شاكر مدى سطحيتها قلت فيها عن ناسنا الأعجز حتى عن التقليد، وعنهم ضمنا، ما يلى:

ومَنْ هؤلاء الذين أنادى          ومن هؤلاء القطيع يمر

أراهم يحاكون نقصا وجهلا           وناسا ضعافاً عديمى الأثر

فحتى المحاكاة لا يتقنوها           مسوخ قرود بقايا بشر

أ. نادية حامد

أعجبنى جدا استقبال حضرتك للقرآن الكريم على أنه وعى خالص ووصوله للوعى البشرى دون شروط فهو يصل كما حضرتك ذكرت (للطفل – الأمى – الشيخ) وألاحظ وصوله بسرعة بشكل كبير للأطفال.

د. يحيى:

هذا طيب.

*****

حوار مع الله (52)

من موقف “بين يديه”

أ. عمر صديق

لأول مرة يصلني شئ جديد من مقولة “اعمل خير وارميه فى البحر”، فعلاً لم يخطر ببالى ان ارميه لمن؟ ولكن يا ترى ما الاصل الحقيقى للمقولة؟

د. يحيى:

لا أعرف أصل المقولة

وشكراً يا مولانا النفرى.

د. شيرين

المقتطف: لا أذكّرهم بسطوتك، فأنا لا أخاف منها، فكيف أخيفهم بها.

التعليق: كيف لا نخافها (فصف لهم رحمتى، فإن أجابوك، وإلا فاذكر عظيم سطوتي) وسطوته عز وجل هي نقيض رحمته ، فبقدر الرحمة الواسعة….تكون السطوة العظيمة!!!!

د. يحيى:

أنا فعلا لا أخاف من سطوته، أعمل حسابها لكننى لا أخاف منها، ومولانا النفرى قال “أذكر عظيم سطوتى”، ولم يقل: أرهبهم بعظيم سطوتى، ولا أَخِفْهم بعظيم سطوتى،

 أنا لى عشم بلا حدود أن تكون سطوته نفسها هى نوع من الرحمة.

أ. هدى أحمد

قديما قالوا اهلك الفتي طول اجتهادة فمتي يؤتي الجهد ثمره مع التوكل علي الله دون الخوف من النتائج او العواقب.

د. يحيى:

التوكل على الله لا يمنع ضرورة الخوف من النتائج والعواقب.

*****

 تعتعة الوفد

ثقافة الحرب: أصل كل الثورات

أ. عمر الصديق

استاذي العزيز، لكم هو جميل هذا المقال لما يذكر ويصحي وينبه، فعلاً هذا الفرق بين ثقافة الحرب وفعل وحب الحرب,\” لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا\” وما قاله عز وجل من استعداد للحرب ليس حباً او فعلاً للحرب ولكن ارهاباً للعدو فانظر كيف اغتيلت هذه الكلمة واصبح التبرم منها هو عنوان السلام.

لكل ما يجري وجرى في الساحة من اشياء مثيرة للجدل ومن جميع الاطراف وكأن الحق اصبح غريباً ولا يستطيع احد ان يميزه فهذه هي الجماعات الاسلامية وغير الاسلامية بكل فرقها والكل يدعي ان الحق معه, والكل متخاصم ومتنافر,والكلام كثيررررر.

د. يحيى:

أخشى ما أخشاه أن يتشوه الإسلام بمن يزعمون التحدث باسمه أكثر مما يشوهه من يعلنون العداء له، وفى رأيى أن التشويه من المنتمى أو المحب لا يكون مقصودا بالضرورة، وهو قد ينتج عن الاستسهال والاستعجال والتسليم لتفسيرات قديمة لم تعد تصلح لشىء ينفع الناس ويمكث فى الأرض.

 أ. عمر صديق

اعتقد انه اصبح من الصعب ربط الاحداث بدقة لكثرة تداخلها وكأن هناك خطة كبيرة جداً مرسومة ومنفذه وكم اراك تقترب منها وتكتب عنها بصيغ مختلفة، هناك عالم اسمه عمران حسين وهو من اصول هندية تخصص بدراسة علم اخر الزمان ايسكتولوجي منذ حوالي عشرون عاما او اقل، وعنده اراء مثيرة للإهتمام جداً يفسر هذه الاحداث بشكل متسلسل،, وعنده عدة كتب ومحاضرات، العجيب انه تحدث عن ما سيحدث في عالمنا منذ سنوات، ليس من باب التنباً ولكن بمجرد قراءة المعطيات وبنور من النور، فاستغربت ولا زلت مستغرباً! ولكن ماذا بعد الاستغراب؟!؟ عذراً للإطالة.

د. يحيى:

بعد الاستغراب : النقد والحذر والاستمرار والمراجعة والإصرار على تحمل مسئولية ما نقرأ مثلما نتحمل مسئولية ما نكتب وما نفعل، هو كل ما نستطيعه فى الوقت الراهن.

أ. يوسف عزب

فهمت جيدا معني ثقافة الحرب وهي غير الحرب ، ربما فى ذلك حالتها من الحفز والاستعداد الذي لا ينتهي وبالاختصار ثقافة الحرب هي ( البروسيس الخاص بالحرب)، ولكن استشعر خطر هائل من كلام سيادتك وهي ان هذه الثقافة ذاتها -الان- تستدعي- وعيا ونضجا هائلا يحفظها بعيدا عن فعل الحرب مجتمعنا وما به من صفة القطيع وهذه الصفة تهدده ايضابانزلاقه-بغباء ودون استعداد- الي فعل الحرب بديلا عن ثقافة الحرب امر يجعلنا نقول ان الارحم من ذلك ثقافة السلام

د. يحيى:

أولاً: شكرا لما وصلك

ثانياً: لا يوجد شىء اسمه نعيش ثقافة الحرب على شرط ألا نحارب، لابد أن نعيش الخطر بحجمه،

 والاستعداد بموضوعيته،

 ثم التحكم بمسئوليته،

 وإلا فنحن نضحك على أنفسنا

ثقافة الحرب فيها احتمال الحرب طول الوقت، لكن دون السعى إليها، ودون تحديد وقتها

ثم إن صفة القطيع ليست خاصة بنا، والجيوش التى تساق لقتل الأبرياء فى العراق أو باكستان أو ليبيا ليست قطعانا، بل جنودا ليس عندهم اختيار إلا إطاعة الأوامر، فيصبحون آلات عمياء لقتل الأبرياء.

الذى يعلن الحرب هو من يجلس على قمة القطيع وهو لا يحارب شخصيا بنفسه

أما “ثقافة” السلام فأنا ضدها على طول الخط لأنها ضد الحياة تاريخيا وحاضرا، تاريخيا بحسب قانون التطور الذى فشل أن ينجح فى امتحاناته 99.9 من الأحياء أثناء الحروب بين الأنواع، وحاضرا بحسب تنويع آليات الحرب وامتدادها من الحروب الجسدية إلى الحروب المالية والاستقلالية والافتراسية والالتهامية تحت عناوين خادعة كاذبة

وإليك يا يوسف بعض الروابط التالية بنشرات “الإنسان والتطور”:

  • ثقافة الحرب من صلاح جاهين إلى نجيب محفوظ (1 من 2)، نشرة: 15-5-2010، العدد: 988
  • ثقافة الحرب، ونظرية المؤامرة، والجهاد الأكبر‍!، نشرة: 8-5-2010، العدد:981
  • ثقافة الحرب: أصل كل الثورات، نشرة : 4-3-2012، العدد: 1647
  • “نجيب محفوظ يعلمنا، “القتل العبادة” = ثقافة الحرب!!” 26-5-2010
  • “ثقافة الحرب و”مليونية التحرير”، 5/5/2011

فإذا لم يكن عندك وقت فخذ هذين المقتطفين من مقالى فى الوفد أخيراً بتاريخ 29-2-2012، لعلهما يذكرانك بموقفى من  ثقافة السلام (بغض النظر عن معاهدة السلام، أو وثيقة الاستسلام)، ثقافة السلام هى أن ننخدع فنصدق أنه لم تعد بنا  حاجة إلى شحن وعينا طول الوقت بأنه على بعد خطوات منا وحش مفترس، يملك سلاحا ذريا، ودعما دوليا متآمرا، يقتلنا ويطردنا يوميا من فوق أرضنا ثم من فوق الأرض كلها. المطلوب منا – حتى نعيش ثقافة السلام !!– هو أن نسترخى، ونأخذ بالأحضان هذا الصديق الجار المسالم الذى يحتفظ بالقنابل الذرية ليرصها ديكورا فى صالات المفاوضات، ويزين بها ممرات محافل مؤتمرات القمم العربية……

على رجلى دم .. نظرت له ما احتملت

على إيدى دم .. سألت: ليه؟ لم وصلت

على كتفى دم وحتى على راسى  دم

أنا كُلِّى دم .. قتلت؟ .. والا اتقتلت؟

(وأيضا:)

من بين شقوق الشيش وشقشقْت لك

مع شهقة العصافير وزقرقْت لك

نهار جديد أنا .. قوم نشوف نعمليه

أنا قلت يا ح تقتلنى .. يا ح اقتلك

البديل عن “ثقافة الحرب” وهو المطروح على الوعى العربى حيث يقع الوعى المصرى فى بؤرته، هو ما يسمى “ثقافة السلام”، ولا أقصد معاهدة السلام (أكرر: التى أيدتها بكل وضوح، وأنا ممرور بكل قسوة)، المطلوب بما يسمى ثقافة السلام هو أن نتآخى مع عدو يحمل لنا كل هذا الاحتقار والتهوين، وهو يحتفظ لنفسه بكل الفخر الآنى والتاريخى، والتميز الدينى، والقنبلة الذرية وأدوات التجارة والاستغلال، نتآخى معه لأن هذا هو غاية المراد من الهزيمة فالمعاهدة معا حسب توصيات سادة العالم، ليستمروا هم فيما هم فيه وأكثر وأثرى وأعتى، ونستمر نحن فيما نحن فيه وأذل وأدنى،

ثم اسمح لى يا يوسف أن أذكر لك بيتن من الشعر لم أعثر فى حاسوبى على موقعهما  فى أى قصيدة كتبتها، فكتبتهما من الذاكرة لأوضح لك أن ثقافة الحرب هى فروسية القتال والقتل بكل شرف وعدل الفروسية،

القتل فعلٌ فارسٌ       حتما يموت إن ظلمْ

لكن دسَّ السمٍّ فى نبض الكلام     قتلٌ جبان

*****

تعتعة التحرير

مستويات العدل و”عقيدة القاضى”

أ. يوسف عزب

شكرا لايضاح سيادتك مستويات العدل ومسئولية القاضي .. وحضرني واقعة كما حضرني فرض لا اعرف هل لهما علاقة بالموضوع ام لا

الواقعة: انه سنة 84 ذاع موضوع تعذيب السياسين في سجون مصر ونشرت تقارير منظمة العفو وبالصور والاسماء عن القائمين بالتعذيب والمجني عليهم كما تناولت الامر جرائد المعارضة والشارع.. ولما استفحل الامر فوجئنا ان النيابة العامة بدأت تحقيقات وانتهت الي تقديم 50 طابط الي المحاكمة ومنهم مامور سجن الاستئناف وفرحت فرحة شديدة واثناء المحاكمة تحدثت لزميل لي -سياسي مخضرم- وقال لى لا تفرح ..فالنظام اذا وجد ريح عاتية في مواجهنه يأتون باضعف القضايا وبلا ادلة او ادلة واهية وتقدم للمحاكمة ليكون النظام فعل ماعليه فعله والباقي في يد القضاء الذي لايجد امامه قضية من اصله فيصدر حكمه بالبراءة.. وبالفعل اخذ ال50 ضابط براءة

اما الفرض الذي حضرني – بفضل سيادتكم- فقد سالت نفسي سؤالا- ماذا لو لم تنجح هذه الثورة وقدم الثوار للمحاكمات وجدت ان الثوار سيقدمون للمحاكمة من نفس النيابة ونفس النائب العام ونفس القانون  ونفس القضاءبدون ادني تغيير ولكن بادلة محكمة ومتقنة وستصدر احكام رادعة

 لا اعرف ما علاقة هذا وذاك بالضبط بالموضوع

 ولكني اذكر سيادتك بما استبقته النيابة في مرافعتها بقولها ان الجهات الحكومية لم تتعاون معها في الادلة.. علي الرغم من سلطتها ليس فقط في الزام هذه الجهات بتقديم مالديها وانما حبس ممثليها اذ امتنعوا عن تقديم الادلة

د. يحيى:

طبعا هناك علاقة وثيقة

لكن يظل مبدأ الشرعية، – كما علمتمونا إياه – هو مبدأ الشرعية، ويظل القانون هو القانون وعلينا أن نصحح أخطاءنا أولا بأول ما أمكن ذلك وهو ممكن جدا.

د. مصطفى مرزوق

صعوبات القاضى كثيرة، وصعوبتى الكبرى فى القياس على آخر تجربة مع القضاء فى قضية التمويل الأجنبى، حقيقة الإحباط سيد الموقف ولا أنتظر الكثير أو حتى القليل.

أتشكك فى كون القضية جنائية وليست سياسية، ولكن يبدو أن رأيى ليس له وزن فى ذلك.

د. يحيى:

الفصل بين المحاكمة السياسية والمحاكمة الجنائية واجب حتمى ولا سبيل إلى تجاوزه، مادامت الأمور قد وصلت إلى هذا الحد من الخلط.

تمييز هذا من ذاك ليس صعبا، لكن ما يسمى المحاكمة السياسية إما أن يتم عن طريق مجلس شعب (وليس بالضرورة السلطة القضائية، وإما عن طريق السلطة القضائية ولكن فى إطار محكمة استثنائية مؤقتة تنشأ بقانون مستقل لهذه المحاكمة، ولفترة محدودة.

أ. عمر صديق

استاذى العزيز، على الرغم من انى قرأت الحلم فى بريد الجمعة ولم افضل ان اعلق عليه لكن اليوم طرحته من جديد، فوددت ان استوضح واعلق واسأل.

طبعاً قد قرأت وسمعتك تتحدث فى احدى لقاءتك تتحدث عن المحكمة الاستثنائية، ولم اشعر او اشك نهائياً ان القصد من الكلام كان غير ما تقول! وعندما قرأت انك لم تكن جاداً فى ذلك، لم استسيغ ذلك النمط لانى صدقته فعلاً وحتى انى اقتنعت به ولو جزئياً! فكيف ذلك؟

د. يحيى:

لم أستطع أن أربط بين استنتاجك “حقيقة موقعى من رفض المحاكم الاستثنائية”، ثم يلى ذلك استنكارك لتصديقك واقتناعك بما قلتُ دهرا، عذرا.

أ. عمر صديق

لقد انتهيت تواً من مشاهدة اخر لقاء، ولدى تساؤل، تعليقك على عدم الوصايا الذى تذكره دائماً وما يترتب عليه، وذكرك لامور معينة كالاسلام والايمان والكفر والنار وما الى ذلك، اجدنى فى حيرة، مع العلم انى اتفق مع ما تذكره الى حد ما، خصوصاً ان ما هو متواجد على الساحة من جماعات وطريقة التعامل مع الدين قد يكون غير مستساغ لكثير من الناس لعدم الدراسة الكافية او استعمال الوصاية بشكل غير مقبول. ولكن اخشى اننا بذلك ننسى ما اوصى به الله ونتخطى ايات واوامر وما الى ذلك من اجل ان نبرهن اننا دين السماحة واعتقد ان هذا ما حصل مع الاديان الاخرى اذ تساهلوا وحرفوا حتى نسوا. فنرمى السلة بما فيها (استعارة من لقاءك). فاجدنى حائراً بين التشدد والتفلت وكلاهما مر!!!

 كنت ارجو ان اطيل اكثر حتى ابين رأيى بشكل اوضح، ولكنى مقتنع انك تقرأ ما بين السطور وتستطيع ان تتفهم قصدي.

د. يحيى:

المسألة ليست فى الحيرة بين التشدد والتفلت، المسألة: أن التفسير الوصىّ حل محل المتن الأصلى، وأن العقول المجمّّدة الملتزمة بالحرف (بلغة النفرى) حلت محل الوعى الطازج المتلقى للإلهام المتجدد،

 أنا أخاف مثلك وأكثر من فتح الباب على مصراعيه، لكننى أخاف أكثر كثيرا من التسليم للذين تصوروا أو يتصورن أن لهم عقولا أفضل من عقلى، (عقولنا)، وحق أوسع من حقى، (حقوقنا) وفهم أشمل من فهمى، (أفهامنا)، ولولا ثقتى بصدق اجتهادى وحتم مراجعتى ما جرؤت على الاستلهام بما يفيدنا، وأنا أقيسه بمقياس أنه لا يمكث فى الأرض إلا ما ينفع،

 ثم إنى أعلم تماما أن هؤلاء الذين عينوا أنفسهم أوصياء على فهمى وعقلى، وحدسى، وإدراكى، واستلهامى، وإبداعى، سوف يتبرأون منى إذا أنا اتبعتهم دون أن استعمل فهمى وعقلى وحدسى وادراكى واستلهامى، وإبداعى.

 والله يحكم بيننا،

 ولا يبقى إلا ما ينفع.

*****

حوار/بريد الجمعة (2-3-2012)

أ. يوسف عزب

بريد الجمعة الكراسة62 اعتذر عن الخطأ فانا رجعت الي الكراسة 51 وليس 59

ففي اثناء نظركم62 اشرتم انكم تناولتم قبل ذلك (ياما امر الفراق) في 51 واحالتم عليها ورجعت لها فوجدته ذكر اسماء بناته وجاء بها ايضا هذا المقطع من الغناء الا اني اردت القول انه برغم ورود المقطع ذاته في51 الا انني وجدت احتمال ورود المقطع (ياما امر الفراق) في 62 بعد ذكر اسم ابنتيه قد يرتبط بالحزن علي احتمال فراقهم وهو في هذه المرحلة من العمر، الامر الاخر وهو انه عندما نبهتني سيادتك في الرد ان اسم ابنتيه يرد في معظم الكراسات مع ابيات اخري وحديث اخر..فهذا زود عندي احتمالية ان يكون اسماء بناته هم مفتاح التداعي لديه

د. يحيى:

يا عم يوسف ربنا يخليك،

ما هذا “الفراق” الذى تتكلم عنه؟

 شيخنا لم يفارق كريمتيه أبدا، لا فعلا ولا مجازا، ولا هما فارقتاه، وأنا تجنبت الحديث فى هذه المنطقة بشكل حاسم لحبى لهم جميعا واحترامى لما لا أعرف.

أعتقد يا يوسف أن المبالغة فى التربيط السببى هكذا يعرض هذه القراءة لصفحات التدريب لمزيد من التعسف أكثر مما هى كذلك.

*****

حوار/بريد الجمعة (24-2-2012)

 د. محمد أحمد الرخاوى

كابوس د.رفيق حاتم

….

 “…. كنت أحادث حماتي هاتفيا فقالت لي ان الثورة لم تكتمل. فقلت لها أن الثورة لم تبدأ اصلا!! فانزعجت انزعجا شديدا لانها صدقت أو فهمت!!!

أذكر ذلك لاني طبعا متابع لما يسمي الثورة منذ بدأت ولم أتحمس لاني أؤمن كما ذكرت انت من قبل بحكاية الوعي الجمعي الذي يمكن أن يكون –بيتكون في وساد اللاشعور الجمعي– ولكن يناطحه كل القوي العدمية او التي تنظر تحت اقدامها دون تقمص المسيرة الطولية للبقاء في ذاته لذاته.

المهم من غير كلام مجعلص فكرتنني أزمة القاضي بتاع حسني مبارك بأزمة الشعب المصري وهو بيحكم علي حسني مبارك.

كتبت حاجة اسمها بين وهم الديمقراطية وافراز النخبة غالبا حابعتها لك في بريدك الخاص او يمكن قبل يوم الجمعة اللي جاية.

الخلاصة يا عمنا: حسني مبارك طبعا باع نفسه لليهود ولأمريكا بامارة ال10% بتوع السعر العالمي للغاز وتواطؤه في حصار غزة علي المستوى الخارجي

وطبعا كم المعتقلين دون محاكمات والدولة البوليسية علي مدى 30 سنة واضح.

كيفا تكونوا يول عليكم ياتري احنا ناويين نكون عشان ربنا يولي علينا كيفما نكون؟؟؟؟؟؟؟

د. يحيى:

أهلا محمد

كلما غبتَ عنا انتظرت خيرا جديد

(إنْ غابْ مرسالك استرْجاه!! مثل عامى من بلدنا)

لكنك مازلتَ مصرا

وأنا مازلتُ منتظرا

وحتى تأتى الثورة الحقيقية القادمة، دعنا نُعِدّ لها بغير ما تسب وتلعن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *