الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (41) : من موقف “إقباله”

حوار مع الله (41) : من موقف “إقباله”

نشرة “الإنسان والتطور”

 17-12-2011

السنة الخامسة

 العدد:  1569

حوار مع الله (41)

من موقف “إقباله”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

إنما أحشرك مع أبناء جنسك.

وقال لى أبناء جنسك أبناء شهوتك أو تركك وليس أبناء جنسك أبناء عملك ولا أبناء معرفتك

فقلت له:

اللهم لا تحشرنى – برحمتك – مع أبناء جنسى،

إذا كان ما يجمعنى معهم لنكون جنسا هو الشهوة أو الترك، فلا كان الجمع فى جنس أو فى نوع إن جرى هذا أو ذاك فى غير رحابك

الشهوة بنا هى ضد الوجْد بك،

والترك لا يتم إلا بأن نستغنى بنا عنك.

عملى هو معرفتى، ومعرفتى هى عملى، وكلاهما لك وبك.

معرفتى لا تجمعنى إلى جنس خاص أنتمى إليه دونك،

هى تجمعنا إليك فيكون جنسنا فى رحابك، فلا تجنّس يجمعنا بدونك.

أنا لم أنتم لا إلى الشهوة ولا إلى الترك إلا لأكسر وحدتى حين نسيتك من فرط غباء طمعى ووهم غرورى.

أبناء عملى لا يعودون كذلك حين يكون عملى خالصا لوجهك

وأبناء معرفتى يذوبون معا فى المعرفة الأكبر إليك

لا أكون مع أبناء جنسى إلا على حساب علاقتى بك

وأنت أرحم بى من أن تحشرنى معهم

*****

من موقف “إقباله”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

وكلت الظنّ بالعمل

يحسُنُ إذا حَسُن، ويسوءُ إذا ساْء

فقلت له:

هذا هو.

لا أجد موقعا لحسن الظن ابتداء، ولا لسوئه، مادام ثَمَّ عمل يقيس هذا وذاك

نعمل، ونرى، وترى، فيتأكد صدق الظن أو زيفه

ترى عملنا وترانا

فإذا حسُن العمل فقد كان الظن حسنا

إنما النيات بالأعمال

لا يظهر صدق النوايا إلا من خلال نتائج الأعمال

والعكس صحيح.

لا أحسب الأعمال إلا إن ارتبطت بحقيقة نوايا بواعثها

إنما الأعمال بالنيات

العمل هو الظن وقد تجسد واقعا

والظن هو مشروع عمل لا قيمة له إلا إذا حققه العمل،

أنا لا استبين ما وقر فى الظن إلا بعد أن يحققه العمل

العمل المنفصل عن الظن لا هو عمل، ولا يغنى الظن الملتبس عنه شيئا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *