الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (40) : من موقف “القوة”

حوار مع الله (40) : من موقف “القوة”

نشرة “الإنسان والتطور”

 10-12-2011

السنة الخامسة

 العدد:  1562

 

حوار مع الله (40)

من موقف “القوة”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 حكمى الذى يجرى فى كل شئ قهرا

هو حكمى الذى يدنيك إلى طوعا

فقلت له:

أن أدنو إليك قهرا فما فضلى فى ذلك؟ أنت صاحب الفضل

وأن يجرى حكمك فى كل شئ قهرا فما الغريب فى ذلك؟ أنت القوى القيوم

أن أربط بين هذا وذاك: فهذا هو جهادى إليك.

وأن أدنو إليك طوعا فهو اختيارى الذى أكرمتنى بامتحانى به

أنت تهدى من تشاء، أن يهتدى

حكمك أن أدنو منك طوعا، هو الأمانة التى حملتُها قهرا، لأمارسها طوعا

وهو هو الذى يدنينى منك مادمت قد سمحتَ لى بالاختيار،

يخطر لى أن أتنازل عن حقى فى الاختيار فأجدنى فى منزلة أدنى من حكمك لى، لا علىّ

ظلمت نفسى إذ حرمتها من قهرك العدل

 وأكرمتُها حين قبلت امتحان الوعى طوعا.

******

وقال لى:

إذا أذنب الواجد بى جعلت عقوبته أن يذنب ولا يجد بي.

وقال لى إذا أذنب وهو واجد بى استوحش من نفسه

واحتج لى عليها، وإذا أذنب ولم يجد بى أنس

بمبلغ تأويله واحتج على

فقلت له:

أن أذنب فى رحابك ليس ذنبا

الذنب عقوبة لا تحتاج إلى عقوبة عليها،

يصير الذنب ذنبا حين أذنب وأنا لا أجِدُ بك

أبتعد فأستوحش من نفسى فيتضخم الذنب أكثر

احتج عليها وأنا أرجو وجهك

فأحتج لك كرما منك

التأويل مثل المعاذير، لا تنطمس بصيرتى إلا إذا لم أجد بك

آنس لتأويلى حين يحتد عماى فأتجرأ وأحتج عليك غباء وسخفا

فما بالك إن اقترن تأويلى بالحرمان من الوجد بك

حين أذنب وأنت معى، يغلبنى الحياء، فأستوحش من نفسى، وأكره الذنب.

 لولا عشمى فيك لما رجعت إليك.

حين أذنب فأبرر، وأفسـّر، يبدو كأنى أعذرنى، وإذا بى أصرّ على ذنبى.

بالتأويل يحرمنى ذنبى من الوجد بك،

خجلا أو عمًي.

الوجد بك فرصة لأعيد تخليق نفسى من خلاله، حتى وأنا مذنب.

الذنب دون الوجد بك يفسد تناغمى فيك،

حين أحتج عليك بأى من ذلك أظلم نفسى مرتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *