الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (38) : من موقف “الموعظة”

حوار مع الله (38) : من موقف “الموعظة”

نشرة “الإنسان والتطور”

 26-11-2011

السنة الخامسة

 العدد:  1548

 

حوار مع الله (38)

من موقف “الموعظة”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

تب إلىَّ ولستَ بتائب أو تعلن لي،

وأعلِنْ لى ولستَ بمعلن أو تصبر،

واصبر لى ولست بصابر أو تؤثر.

وقال لى أعلن توبتك لكل شىء

يستغفر لك كل شىء

****

فقلت له:

شرطك لتقبل توبتى هو أن أعلن لك لا أن أعلن لهم، قبلتُهُ.

وصيتك لى بالصبر تؤكد لى أنه إعلان لى ولك دونهم، وإلا ففيم الصبر.

الصبر الحى النابض يقربنى إليك فإليهم

 فيؤثّر

الصبر المر الخامد لا يتعدى حدود ذاتى

 فيفتّر

أصبر لك إلى ما بعد الصبر، لكن لا أصبر على غضبك أو إبعادى عنك

أعلن توبتى لكل شئ، فيوصلها إليك كل شىء، وأنت أعلم بها، وبه، وبى.

يستغفر لى كل شئ حين لا أشركه فى وحدانيتك.

****

تابع: من موقف “الموعظة”

وقال لى:

أظهرنى على لسانك كما ظهرت على قلبك

وإلا احتجبت عنك بك.

وقال لى إن احتجبت عنك عصيتنى فى كل حال

وأنكرتنى فى كل فال.

وقال لى إن لم تظهرنى على لسانك لم أنصرك على عدوّك

 

فقلت له:

أظهرك على لسانى ليس بالحرف ولا بالصفة، ولكن بالحمد والفعل السعى،

إذا احتاج الحمد إلى الحرف فلا مفر. وإذا احتاجت الصفة إلى العلانية فلا خوف علىّ منها إن كانت إليك أولا، فأخيرا

احتمال أن أحتجب عنك بى كان شِرْكا خفيا غائبا عنى!!! كيف خِفىَ علىّ هكذا؟!

حين كان يملؤنى الغرور والعمى فأخلط بينى وبينك، احتجب عنك بى.

العصيان هو أن أنساك.

أنا لا أنساك إلا إذا احتجبتَ عنى فلا أنساك لأن حجابك هو دعوة لأجتهد أكثر إليك.

أما أن أنكرك فهذا خارج مقدوري.

أن أظُـهرك على لسانى فهو تذكرة لى ضد ضياعي بعيدا عنك.

تنصرنى على عدوى، وأنا عدوى، إن أنا لم ألجأ إليك منك.

أنا أتوب إليك حتى قبل أن أذنب،

بينى وبينك ما لا أريد أن أطلع غيرك عليه.

 فما حاجتى إلى شهادتهم بأن أظهرك على لسانى؟

فاحلل عقدة من لسانى، يفقهوا قولى

لا تدعنى وما أقدر عليه، بك تتضاعف قدراتى جميعا بلا نهاية

يكفينى  أنك ظهرتَ على قلبى

 حين يختلط الإيمان بالدم واللحم لا أفرق بين قلبى ولسانى، وليقرأنى من يشاء

ومن لا يقرأ لا يفهم

أما من لا يفهم فقد يقرأ

يكفينى اجتهاد كل منهما مادمتَ فى قلبى

لن تحتجب عنى إلا إذا توقفتُ عن السعى إليك تحت وهم أنه يكفينى أنك ظهرت على قلبى

أعصيك لثقتى فى رحمتك، أما أن أعصيك فى كل حال فهذا هو المحال، وأنت أرحم بى من كل احتمال

أنكرك لأعيد التعرف عليك أقرب فأوسع

أما أن يمتد النكران فى كل فال، فماذا يتبقى منى ليسعى إليك.

أتوب، وأعلن، وأصبر، وأؤثر، وأستغفر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *