الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (37): من موقف “المحضر والحرف”

حوار مع الله (37): من موقف “المحضر والحرف”

نشرة “الإنسان والتطور”

19-11-2011

السنة الخامسة

 العدد:  1541

 

حوار مع الله (37)

من موقف “المحضر والحرف”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

أجللتك فاستخلفتُكْ

وعظمتك فاستعبدتُكْ

وكرّمتك فعاينتُكْ

وأحببتك فابتليتُكْ

 

فقلت له:

صعبٌ، صعبٌ، صعْب، ولا مفر من قبوله ما دمتُ قد تصديتُ لها:

 الأمانة.

من ثقلها وعجزى كدت أقول ليتك ما أجللتنى، ولا استخلفتنى ولا عظّمتنى، ولا كرّمتنى ولا أحببتنى، فكدت لا أجدنى.

ليس من حقى

لم يعد من حقى

حتى لو أدركت أننى لست حِمْلَهَا:

لا أنكر النعمة وإنما أشفق علىَّ منها.

أحاول أن أكون أهلا لخلافتك، وعبادتك، ومعاينتك وأن أصبر على ابتلائك اعترافا بفضلك وحمدا لنعمتك، ولا حول لى ولا قوة إلا بك.

 أخشى ألا أكون على مستوى إكرامك،

إن رفضتُ النعمة رفضتُ إنسانيتى، رفضت فرصتى إليك،

كيف أتلكأ فى قبول إجلالك لى، فاستخلافك إياى

إن حملتُ الأمانة كنت ظلوما لنفسى جهولا بما ينتظرنى وتنتظره مني.

أنت عند حسن ظن عبدك بك

 علىّ أن أحسن ظنى بك أكثر فأكثر، فأقدر أكثر فأكثر.

أخشى أن أطمع فى كرمك ورحمتك فأنسى

أنطلق من عبوديتى لك إلى عظمتى بك

أزداد عبودية فأزداد عظمة فأزدار حرية إليك.

هل الكرم من الكرامة؟ وهل ثم كرامة وتكريم إلا مِنك وبك؟

أرعب حين أشعر أنك تعايننى فأفرح

لا أزعم أننى تحملت ابتلاءك لى

لا أدعى أننى قادر على الصبر عليه لكن حين يحضرنى حبك تقدمة له، أفهم وأحمد.

وقال له (لمولانا النفـّرى):

(من موقف المحضر والحرف أيضا)

وقال لى:

إن أخذتك بذنب أخذتك بكل ذنب

حتى أسألك عن رجع طرفك وعن ضمير قلبك.

وقال لى إن قبلت حسنة جعلت السيئات كلها حسنات.

فقلت له:

 الذنب فى رحابك ليس ذنبا.

أثق فى عدلك وأطمع فى رحمتك.

فمن أين يأتى الذنب؟

لا يطمعنى عفوك فى التمادى، وإنما يثير حيائى منك.

إذا طرفت عينى بعيدا عنك أذنبتُ فى حق نفسى لا فى حقك.

وإذا وجب قلبى مرة واحدة لغيرك حرمت نفسى من نبضةٍ أنا أولى بها إليك.

هذا هو العقاب،

 وأنت أعدل من أن تعاقبنى مرتين.

تسألنى عن رجع طرفى فأصاحب حدْس لحظاتى

يمتلئ وقتى بك

تسألنى عن ضمير قلبى وأنت أعلم به

تسألنى وأنت أعرف بجوابى

تتراكم الذنوب ولا تأخذنى بها، فتتراجع

الحسنات مرهونٌ قبولها بأن تكون خالصة لك،

إن خلُصت حسنة واحدة إليك، فقد عرفتك،

وإن عرفتك فمن أين تأتى السيئات

تجعلها كلها بكرمك حسنات،

العدل العدل

الرحمن الرحيم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *