الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (34): من موقف “الوحدانية”

حوار مع الله (34): من موقف “الوحدانية”

نشرة “الإنسان والتطور”

29-10-2011

السنة الخامسة

 العدد:  1520

   حوار مع الله (34)

من موقف “الوحدانية”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 ذكرى أخصّ ما أظهرت وذكرى حجاب.

فقلت له

عرفت أن فى ذكرك حجاب حين واصلت الذكر دون أن تظهر لى، فوصلتنى رحمتك بى

وحين قلت له أن ذكرك أخص ما أظهرت فرحت لأن الأخص هو إلى الأعم، ولم أطمع أكثر من ذلك

الحجاب بالذكر يخفف عنى، وهو يمهد لى السبيل حتى أتحمل الحجاب من فرط بهـْــــر نورك.

نحن نحتاج أن نبرر حقنا فى السعى بالذكر وبالضعف وبالأمل إليك.

 الذكر شوق، والشوق لا يزال شوقا طالما السعى يظل سعيا.

وقال لى:

وقال لى إذا بدوتُ لم تر من هذا كله شيئا

فقلت له

كلما سعيت لتبدو لى، تمنيت ألا تبدو

والآن اطمأننت أنك حين تبدو، لا أرى شيئا من هذا كله

فأظل أسعى حتى لا تبدو، أى تبدو

أنا إن لم أر من هذا كله شيئاً، فقد رأيت كل شيء.

من موقف “الإختيار”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

إذا رأيت النار فقعْ فيها ولا تهرب

فإنك إن وقعت فيها انطفت

وإن هربت منها طلبْتكَ وأحرقتْكَ

فقلت له

لا مهرب من نار هى ضريبة الجسارة اللازمة للتقدم إليك.

الهرب منها هرب منك، هذا هو الجحيم بعينه.

 لا أحد يعبر الصراط إلا فوق نار لا ضمان له أن يقع فيها، فليفعلها بإرادته جسورا مقتحما

أن أقع فيها سعيا إليك هو المسار الوحيد أمامى

لا ضمان إلا ضمان العدم لمن آثر السلامة.

النار لا تطلب أو تلاحق إلا الجبان الهارب منها، فهى بداخله وهو يجرى أمامها فى المحل، فيدور حول نفسه وهى تحرقه

الجسور المقدم عليها هو الذى إذا وقع فيها قام وهو أقدرعليها، ليستمر

لم أشعر أنها تنطفى، بل لعلها تتحول بردا وسلاما حتى ألتقط أنفاسى لأقوم

أخرج منها لأقع فيها، ثم أخرج لأقع لأقوم، ثم أخرج لأقع لأقوم،

يقينى أنى ألقاك أستمده من يقينى من غباء الهرب واستحالته معا

*****

من موقف “عنده”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

فضلى أعظم من الحرف الذى وجدت علمه،

ومن الحرف الذى علمت علمه، ومن الحرف الذى لم تجد علمه،

 ومن الحرف الذى لم تعلم علمه

فقلت له

هم ليس عندهم إلا الحرف.

المصيبة أنهم أحيانا يلوحون لى به دليلاً عليك!

بل هم يحاولون إثبات وجودك برص الحروف بجوار بعضها فتظلم عليهم الدنيا كلهم، من تصوّر أنه أثبتك ومن عجز فلم يثبتك بحروفه الخائبة، فأنكَرَكْ

 أهل الحرف لا يعرفون الفضل إلا من خلال الحرف،

ولا فضل للحرف، ولا الحرف يـُظهر فضلك.

كل ما وجدتُه، وما لم أجده وما علمتُ علمه وما لم أعلمه، هو بفضلك،  فكيف لا يكون فضلك أعظم من كل هذا؟!

الحرف الذى علمت علمه أو وجدت علمه، والحرف الذى لم أعلم علمه أو لم أجد علمه، لم يوصلنى أى منها ولو إلى عتبة بابك

فضلك الأعظم هو الأعظم إليك

والحرف حرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *