الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (33) : من موقف “الدلالة”

حوار مع الله (33) : من موقف “الدلالة”

نشرة “الإنسان والتطور”

9-1-2011

السنة الرابعة

 العدد:  1227

يوم إبداعى الشخصى

   حوار مع الله (33)

من موقف “الدلالة”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

الشهوة نار تأكل الوقار

ولا طمأنينة إلا فيه

ولا معرفة إلا فى طمأنينة.

وقال لى: الهوى يأكل ما دخل فيه

فقلت له

الوقار؟!!

 ولِم الوقار؟!!

وصلنىى كيف أن الهوى يأكل ما دخل فيه.

وما يدخل فيه

وما يقترب منه

الهوى جوع بلا قرار.

الهوى يشرب الماء مالحاً فيعطش أكثر.

لكن كيف تأتى الطمأنينة من الوقار؟

علمتنى أنه لا معرفة إلا فى طمأنينةٍ، ولا طمأنينةَ إلا فى المعرفة.

لكن  ما للـوقار والطمأنينة

 أخاف من الوقار بأن يقترن بالسكينة، ولم أرفض ما لم يصلنى.

هل الوقار الذى تشير إليه غير الوقار الذى نخاف من ثباته فلا نثق فيه؟

هل يجوز أن يكون فى الوقار حركة راقصة متناغمة تحتوى العالم بكل الوقار؟

إذا اختلطت الطمأنينة بالمعرفة، فلا شهوة ولا هوى،

بل فرحة اليقين المتجدد.

هل هذا هو الوقار الذى تُعلمنا إياه؟

إنْ كان ذلك كذلك:

 فهو كذلك.

******

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

إن رددت القلوب إلى ذكرى فما رددتها إلىَ.

وقال لى أنا العزيز الذى لا يهجم عليه بذكره

ولا يطلع عليه بتسميته.

وقال لى: أنا القريب الذى لا يحسّه العلم،

وأنا البعيد الذى لا يدركه العلم

فقلت له

القلوب إذا توقفت عند ذكرك تحولت إلى عقول وأرقام

أحب الذكر لأتذكر

يردّنى قلبى إليك دون توقف: بذكرك وبدونه

ما بين الرؤية والرؤية يحلو الذكر: يطمئننى أنك لست بعيدا، ولا أنا.

الذكر بأسمائك ليس تسمية، وإنما هو تذكرة حتى تتجلى

ليس لعلمهم أعضاء حسٍ.

قلبوها حِسبة حِذْق رَقَمِي.

لا ألومهم إذا لم يحسوك لا قريباً ولا بعيداً، بعد أن استغنوا عن إحساسهم بظاهر عقولهم، واستغنوا عن علمهم بظاهر ألفاظه، فاستغنوا عنك  باثبات معرفتك

أشفق عليهم، وأدعو لهم،

ولا أنتظر منهم خيرا إلا برحمة منك

أجتهد أن أكف أذاهم عن من لا يعرفهم ممن ضل الطريق إليك.

منك البدء وإليك المنتهى،

كيف يحسك هذا العلم إذا ما اقتربت أكثر من حاجته إليك

وكيف يدركك العلم إذا ابتعدت أكثر من حساباته

هم لا يعرفون أنك أقرب إليهم منهم

وأنك أبعد عنهم بعلمهم عنك

فاغفر لهم،

واقبلنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *