الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حكمة المجانين: تحديث 2011 : ‏15 – ‏الغاية‏ ‏والوسيلة

حكمة المجانين: تحديث 2011 : ‏15 – ‏الغاية‏ ‏والوسيلة

نشرة “الإنسان والتطور

8-1-2011

السنة الرابعة

 العدد: 1226

 

يوم إبداعى الشخصى:

حكمة المجانين: تحديث 2011

 ‏15 – ‏الغاية‏ ‏والوسيلة

‏(585)‏

الغاية‏ ‏قد‏ ‏تبرر‏ ‏الوسيلة‏ فتستعمل اللغة السائدة ‏حتى ‏يسمعك‏ ‏الناس، ‏لكن الوسيلة قد تطمس الغاية إذا ركزتَ أكثر فأكثر على أن “يسمعك الناس”.

(585/)

‏الظلام‏ ‏والنسيان‏ ‏والوحدة‏ ‏قد‏ ‏تنسيك‏ ‏الغاية‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تصل‏ ‏إليها حتى تستعبدك ‏الوسيلة‏ ‏تحت‏ ‏أخبث‏ ‏العناوين،

 ‏سارِعْ‏ ‏واحم‏ ‏نفسك‏ ‏بالنور‏ ‏والآخرين‏ .‏

‏(586)‏

إن‏ ‏من‏ ‏يخاف‏ ‏من‏ ‏امتلاك‏ ‏الوسيلة‏ ‏التى ‏تساعد‏ ‏فى ‏ترجيح‏ ‏كفة‏ ‏الخير‏ … ‏يعفى ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏اختبار‏ ‏قدراته‏ ‏وصدقه،‏ وأيضا من التعرف على أبعاد غايته.

(587)‏

الوسيلة تستدرجك باستمرار إلى وسيلة أخرى فأخرى، حتى تصبح هى هى نهاية المطاف، دون أن تدرى.

‏(588)‏

الذين‏ ‏يهاجمون‏ ‏الثائر‏ ‏على ‏المكاسب‏ ‏الوسيطة، ‏يحسدونه‏ ‏على ‏قدرته‏ ‏على ‏حسن‏ ‏استعمالها، ‏ويبررون‏ ‏بالتالى ‏عجزهم‏ ‏عن‏ ‏الحصول‏ ‏عليها‏ .‏

‏(589)‏

الذين‏ ‏يهاجمون‏ ‏الثائر‏ ‏على ‏المكاسب‏ ‏الوسيطة‏ ‏‏يريدون‏ ‏احتكارها‏ ‏ليدعموا‏ ‏بها‏ ‏قدرة‏ ‏الشر‏ ‏ضد‏ ‏عجز‏ ‏المثالىّ ‏الأعزل‏ .‏

‏(590)‏

مكاسبك‏ ‏التافهة‏ (‏الزائفة‏)، ‏ونقصك‏ ‏الظاهر ‏يسمحان أن‏ ‏تراجع‏ ‏نفسك ‏حتى ‏لا‏ ‏تتأله.‏

‏(591)‏

لا تدافع‏ ‏عن‏ ‏نفسك لتبرر‏ ‏اكتسابك‏ ‏المكاسب‏ ‏الوسيطة، ‏فناقدوك‏ ‏نافعوك‏ ‏لا محالة‏:

 ‏إن‏ ‏كانوا‏ ‏صادقين، ‏فنقدهم‏ ‏لصالحك‏: ‏تألم‏ ‏وتعلم‏ ‏وعدّل‏ ‏مسارك‏ ‏

وإن‏ ‏كانو‏ ‏كاذبين، ‏فلن‏ ‏يضرك نقدهم، ولن يتفهموا دفاعك

وإن‏ ‏كانوا‏ ‏عميانا عن ما‏ ‏تستعمل‏ ‏فيه‏ ‏قدرتك، ‏فدفاعك‏ ‏لن‏ ‏يبصرهم‏ ‏لأن‏ ‏عماهم‏ ‏دفاع‏ ‏عن‏ ‏عجزهم‏ .‏

الرد‏ ‏الأوحد‏ ‏هو الاستمرار فى ‏الفعل‏ ‏الصبور‏ ‏المستمر‏ ‏النافع‏ ‏الناجح‏ .‏

 (592)‏

ليس‏ ‏من‏ ‏الأنانية‏ ‏أن‏ ‏يرتبط‏ ‏العمل‏ ‏الخالد‏ ‏باسمك، ‏لأن‏ ‏اسمك‏ ‏حينذاك‏ ‏ليس‏ ‏أنت‏ .‏

‏(593)‏

لابد‏ ‏أن‏ ‏توقف تمادى‏ ‏نمو‏ ‏قوتك‏ ‏المادية‏ ‏إذا‏ ‏أيقنت‏ ‏أنها‏ ‏فى طريقها إلى أن‏ ‏تسودك، ‏ولكن‏ ‏إياك‏ ‏أن‏ ‏تعتبر‏ ‏ذلك‏ ‏بطولة‏ ‏فى ‏ذاتها، ‏إنه‏ ‏العجز‏ ‏الذكى ‏المتواضع‏، والخوف المشروع.

‏(594)‏

الخوف‏ ‏من‏ ‏امتلاك‏ ‏الوسيلة‏ ‏هو‏ ‏شرف‏ ‏العاجز

والجرأة‏ ‏على ‏امتلاك‏ ‏الوسيلة‏، دون الانحراف عن الغاية، ‏هى ‏شرف‏ ‏القادر

 ‏(595)‏

ينبغى ‏أن‏ ‏نكف‏ ‏عن‏ ‏الفخر‏ ‏بالعجز‏ ‏فى ‏عالم‏ ‏الغابة‏ ‏الإلكترونية الجديدة‏ ‏

(595 /)

‏لايعيب‏ ‘‏الوسائل‏’ ‏أن‏ ‏أغلب‏ ‏من‏ ‏يحصل‏ ‏عليها‏ ‏يكتفى ‏بها، ‏إنتزعها‏ ‏أنت‏ ‏منهم‏ ‏وأحسن‏ ‏استعمالها‏، وأكمِلْ‏

‏(596) ‏

إذا‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏أن‏ ‏تدافع‏ ‏عن‏ ‏عجزك‏ ‏إلا بادعاء استغنائك عن الوسيلة، فلا تواصل الزعم – أو الاعتذار – بأنك لا تملكها (الوسيلة).

‏(597)‏

العاجز‏ ‏الذى ‏يعاير‏ ‏القادر‏ ‏على ‏قدراته ويخيفه منها‏ ‏ينفعه‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏لا يدرى، فهو ‏يذكره‏ ‏أن‏ ‏يضعها‏ ‏ ‏ ‏فى ‏مكانها‏ ‏الذى ‏قد‏ ‏يحميه‏ ‏من‏ ‏لمزه‏، ليمضى هو قادرا فى طريقه.

(598)‏

لو‏ ‏كانت‏ ‏القدرة‏ ‏الفائقة تحمل غالبا خطر استعمالها فى ‏الشر ‏لأعفى ‏الله‏ ‏أنبياءه‏ ‏من‏ ‏الجهاد‏ ‏والدعوة والريادة.

‏(599)‏

حتى تطمئن إلى سلامة وسائلك عليك أن تتدرب على حلّ‏ ‏أصعب‏ ‏المعادلات‏ ‏ومنها‏:

 ‏أن‏ ‏تقدر‏ ‏دون‏ ‏ظلم،

 ‏وأن‏ ‏تكبر‏ ‏دون‏ ‏غرور،

 ‏وأن‏ ‏تعى ‏دون‏ ‏تعالٍ،

 ‏وأن‏ ‏تمتلك‏ ‏دون‏ ‏أن تنسى من أين وإلى مَنْ،‏

وأن تعرف دون أن تتوقف

وأن تحب دون انتظار مقابل من نفس المصدر

وأن تقول دون أن تقدس قولك

وأن تنصت دون أن تسارع بالترجمة إلى منظومتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *