الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار / بريد الجمعة

حوار / بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 15-4-2022

السنة الخامسة عشر

العدد:  5340

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

رمضان كريم

*****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 14):

قال لى:

يا عبد

إن لم تدرِ من أنتَ منى:

فما أنا منك ولا أنت منى:

أى عمل تعمله لى وأنت لا تدرى من أنت منى

وفى أىّ مقام تقوم بين يدى

وأنت لا تدرى من أنت منى

فقلت لمولانا:

عذرا يا مولانا، عذرا وسماحا

ما هذا الشرط الذى بدا لى أنه من المستحيل أن أبدأ به؟

“أدرِى مـَـنْ أنا منه”!!؟

وكيف أدرى وهو صاحب الفضل والنور والإنارة إلاّ أن يهدينى إليه؟

وهل كل ما أفعله وأشعر به وأرجوه إلا لأدرى من أنا منه؟

حين أصْـدُقـُـه: أطمئن دون أن أدرى

فأنا لا شىء إلا أن أكون فيما يضعنى حيث دَرَى بى

أنا أعمل كل عمل، وأمتنع عن أى عمل وأنا أحاول أن أتحسس أن ما أعمله وما أعزف عن عمله: هو كله منه وله  

حتى لو غفلت أنا عنه

إن كل ما أعمله قليلـُهُ وكثيره: هو السبيل أن أدرى بعض ما أنا منه

فكيف تكون نتيجة سعيـِى هذا هي هى شرط معرفتى مقامى منه، ومقامه منى

وهو غاية قصدى، وهو هو منطلق بـَـدْئـِى ومنتهاىْ

من أنا منه؟؟!!

أدعوه تعالى أن ينعم علىّ بأن يكون صدقى وعجزى:

                  هو هو ما يجعلنى أدرى ما أنا منه

أو على الأقل: أننى أحاول ذلك جاهدا ليـْـلَ نهار.

د. مدحت منصور

عندما قرأت كلام مولانا النفري .. تذكرت قول الله تعالى في الحديث القدسي “أنا عند ظن عبدي بي”.

د. يحيى:

آسف يا مدحت

الحديث القدسى الذى استشهدت به جيد وله دلالته،

لكن علاقته بهذه المخاطبة ضعيفة جدا

                                                         *****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات عودة إلى: (المخاطبة رقم: 13):

وقال لى:

إن نمتَ في الصراخ نمتَ في المجاورة

وإن نمتَ في المجاورة نمتَ في الإشهاد

وإن نمتَ في الإشهاد فمستيقظ غير نائم وحي غير ميت

فقلت لمولانا: 

مازلت يا مولانا بفضل صحبتك بما أستطيع، وهو أقل مما كنت أرجو: أقف في حرم النوم محتفلا هائما حائرا تائها انتظر منه وبه ما يكمل وجودى، وأرحل فيه بما تسمح به رحابته، وأغوص في بحوره الهائلة الحانية الزاخرة الغامضة الغائرة، وأرفض اختزاله بالتركيز على الأحلام وتفسيرها، وما هي إلا تأليف سطحى قبيل اليقظة، النوم يا مولانا هو عالـَمٌ آخر، وهو أبعد عن رتابة الاغتراب الجاثم المتحذلق وسلسلة المنطق الخانق الغبى، الذى نزحم به ساعات الصحو الخائب!!

حين انتهزت فرصة حوارى معك فتصالحت أكثر على النوم يا مولانا، انتبهت كيف أنه هو المحيط المتفاعل الحاوى، المكمـّل، والمعوّض عن خيبة الصحو وحذلقته.

انتهيت يا مولانا في حوارى السابق حول نفس “النص” أننى لم أعطللصراخحقه وفضله، فلم أعترف له أنى آنس به فى النوم أكثر من رخاوة النعاس ونعومة الاسترخاء. حين أدخل إلى النوم واسلم روحى لبارئها (باسم رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهم إنْ قبضت روحى، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا….الخ) أشعر أننى رحلت إلى عالم أرحب وأطيب، بكل ما يحوى من تشكيلات وانقلابات وكوابيس تهدد باستمراره، توقفت اليوم عند فكرة أننى أنام “في الصراخ” مع أن المفروض أن الصراخ يوقظ النائم لا يهدهده، يقول مولانا هنا عنه: “إن نمت في الصراخ نمت في المجاورة”، كيف أنام في الصراخ مع أن المفروض أنه يوقظ النائم، وكيف تكون المجاورة التي تعنى “الأمان” هي المهد الذى يهدهدنى الصراخ فيه، فهى تهيىء لى النوم الحيوى الصاخب، ثم يأتي  “الإشهاد” وهو ضرب آخر من الأمان والتأمين.

………….

…………

صالحتنا يا مولانا أكثر على ثلث حياتنا التي نمضيها “معه” في ساعات النوم (8 من 24 ساعة) نصحح فيه ما أفسده الصحو اللاهث المغترب، ونفرح ونحن ضيوفا “عليه” إلى أن نبعث من جديد حين نصحو “الحمد لله الذى أحيانى بعد ما أماتنى وإليه النشور”، إلى أنْ نلقاه.

أ. سحر أبو النور

ياااه استحضرت  إزاي الأطفال خاصة كلما كانت أعمارهم حديثة عهد بالسماء ينامون في الصراخ بصورة تتجلى فيها المجاورة والاشهاد ، اللهم لا تحرمنا هذا يا رب العالمين

يكاد شعوري يلامس اليقين أن مولانا النفري يسعد بتناولك يا مولانا الحكيم لمخاطباته بما أنعم به عليك الله من بصيرة حية بنوره وزكاة وعي، رحابكما نور على نور والحمد لله رب العالمين  …..

د. يحيى:

أكثر الله خيرك يا سحر

وكل عام وأنت بخير ويقظة،

ونوم “زاخر به” وبفضله

*****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 13)

قال لى:

يا عبد إنما أظهرتك لعبادتى

فإن كشفت عن سر ذلك فلمحادثتى

فإن أقبلت عليك فلمجالستى،

ما أظهرتك لتدأب فيما سترك عنى

ولا بنيتك وصنعتك لتقبل وتدبر فيما فرقك عن محادثتى

فقلت لمولانا:

هو البادى بالفضل، الغامر بالرضا

فليس أمام من غـَـمـَـره بكل هذا الهدْى إلا أن يسارع بالإمساك بالفرصة:

وحين يشترط عبادته، ومحادثته ومجالسته، فهو يبدأ بالفضل أيضا

وهو لم يظهرنى إلا لأواصل الكدح إليه فيما ستره عنى

وهو الذى أنعم علىّ ببنائى وصَنَعنى،

 فكيف أقبل أو أدبر فيما يفرقنى عن محادثته

لا يفعل ذلك إلا أعمى، جاهل، ناكر

وهو لم يسبغ علىّ كلّ ما تفضل به إلا لأنه رأنى أهلا لذلك

فأكرر حمده أن أكون عند حسن ظنّه بى فأضمن رضاه، وأنا أحسن طاعته.

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف:… وهو لم يظهرنى إلا لأواصل الكدح إليه فيما ستره عنى

التعليق: المعنى جديد وغريب ومحير ومطمئن ومفرح ومحبب ومحرك، كأنى أرانى أكدح إليه بيقين إظهاره فى ضياء ستره …فتح الله لكما يا موالينا، وجمعنى بكما فى ستره وفى إظهاره

د. يحيى:

اللهم آمين

*****

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60) الحالة: (53) كيف نتعلم الصبر على عدم الفهم لصالح المريض؟

أ. سحر أبو النور

أنا بقرأ حوار حضرتك أو بالأصح بتعلم من حوار حضرتك لفت انتباهي قولك بخصوص فهم  للحالة من خلال التقمص وما عاشه المعالج من خبرات بكونه شخص ولبس طبيب وإذا لم تتح له خبرتها كشخص  فبما خبره من خلال خبرات أستقاها من حالات أخرى عالجها، وهذا يترجم مقولة حضرتك عبقرية الصدق “بأننا نعالج بما نحن”

أظن أن الوعي بهذا يساعد على فتح باب الصبر على الأمور التى يصعب علينا فهمها وذلك لأننا لم نحط بها خبرا  وأعتقد أن الوعي البينشخصي يتجلى اثره فى هذا كله حتى وإن لم ننتبه الله يديم النفع على يديك ويزيدك من فتوح العارفين، والحمدلله رب العالمين على نعمة وجودك معنا، الله يبارك لنا فيك يا معلمنا الحكيم.

د. يحيى:

المقولة إن شئتِ الدقة هى:

“نحن نعالج بما هو نحن”

وعندك حق يا سحر، فحوارات الوعى الآن تأخذ حقها، ويشرق نورها وينشط دورها، أكثر من محاورات (مناقشات الكلام)

والصبر على الأمور يعطى للزمن حقه في إعادة التشكيل إلى أصله مادام السهمُ متجه إلى التكامل والهارمونى: “ربى كما خلقتنى”

*****

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” الفصل الثالث: “التاريخ المرضى السابق” (1)

 د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف: …يبحث عن ذلك لا لتبرير المخالفة، وإنما لفهم المعنى الذى يفسر ظهور المرض أو تماديه، وكذا الأعراض عموما من هذا المنطلق.

التعليق: لعل هذه الخاصية تكون من أهم الخصائص المميزة للطبنفسى الايقاعحيوى التطورى، لكن أظن أن ممارستها بحاجة إلى تدريب خاص يحتاجه المعالج بهذه المدرسة، فعلى سبيل المثال: عملية تفسير وفهم معنى الأعراض، كيف يتمكن المعالج من القيام بها وتوصيلها للمريض دون أن يكون فى ذلك اتهاما للمريض بادعاء المرض؟

 وكيف يستطيع المعالج نفسه أن يتلقى ويفسر ويفهم،ويصيغ فروضه، ثم يتحقق منها ويراجعها، وينقدها؟ لا تؤاخذنى يا مولانا، إنه تكنيك علاجى شديد الخطورة والصعوبة، بنفس قدر الفائدة المرجوة منه، لكنه يحتاج وحده إلى مزيد من الشرح والتطوير والتدريب، ألاتتفق معى أنه بحاجة مثلا إلى تصميم بعض الورش التدريبية حتى يتمكن المعالجون من ممارسته؟ ألا يحتاج منا أولا أن تمنحه إسما، وخطوات وآليات لتطبيقه بشكل عملى؟!

د. يحيى:

نعم هو شديد الخطورة والصعوبة، لكنه هو هو الذى يقرب مهنتنا من “فن الطب النفسى” أكثر من علم الطب النفسى المستورد جدًا

وأنا معك أنه يحتاج إلى مزيد من الشرح والتطوير

لكن الأهم كما قلت “مزيد من التدريب والاشراف”،

مثل أي فن من الفنون

*****

تعليق عام: على حرب روسيا وأوكرانيا

أ. محمد شاهين

يدور سجال في العالم كله تقريبا في محاولة لمقارنة بوتن / روسيا بالغرب عموما . هذا سجال اجوف غبي ..الخ.

د. يحيى:

عذرا يا أخى محمد شاهين

هذا مقال في السياسة كله، صحيح أن مهنتنا تتلامس مع أحوال الناس ومصارعة أية قوى غاشمة

لكن هذا يأتي في مقام آخر وسياق آخر،

عذرا لعدم نشر مقالك لخروجه عن السياق الطبى فهو مقال فى عزّ السياسة والعياذ بالله!!.

*****

مقتطف (87) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب)

 الفصل الثالث: (من 211 إلى 398) مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”!

 د. مدحت منصور

أستوعب .. خوف الذكر من قبول أنثاه والعكس خوف المرأة من قبول ذكرها .. وكل عام وحضرتك بخير.

د. يحيى:

وانت بالصحة والسلامة

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف: …‏فتصبح‏ ‏العلاقة‏ ‏الجنسية‏ ‏الثرية‏: ‏أربعة‏ ‏فى ‏واحد‏..، ‏لينفصلا‏ ‏إلى ‏اثنين‏ ‏أكثر‏ ‏تكاملا‏ ‏ونضجا‏

التعليق: أول مرة أنتبه لفكرة العدد هنا ،مفهوم جديد لعلاقة بين أربعة يلتحمون فى واحد ،وكأنها محاولة الاكتمال ولملمة شتات النفس معا،ثم العودة لانفصال إلى اثنين ،حلوة الرمزية جدا ،٢:٤:١:٢، والله يا مولانا حديثك عن الجنس أمتع من ممارسته (سامحنى واغفر لى وقاحتى )

د. يحيى:

ليس في العلم وقاحة يا ماجدة

أنار الله بصيرتك أكثر فأكثر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *