حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 21-10-2022
السنة السادسة عشر
العدد: 5529
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
شكرا
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف: …التفكيك شبه الإرادى الغائى اللاحق والمُوَاكب، وخاصة تفكيك التركيب الجامد فى عملية إنتاج إبداع غائى أو إرادى بالتفكيك لإعادة التوليف.
التعليق: لم أفهم المقصود هنا، الا عندما حدثتنا اليوم عن ما يقوم به العلاج الجمعى من تفكيك لمريض اضطراب الشخصية ثم إعادة تركيبه لبنائه وهو ما أطلقت عليه mini psychosis، لكن تساؤلى الآن هو عن كيفية القيام بهذه العملية خارج العلاج، اى فى الحياة اليومية، هل نكتفى بما تحدثه فينا حركية الحلم؟ ام أن هناك شيئا آخر؟
ولدى طلب يا مولانا، تناول غريزة العدوان جديد وصعب، ليتك تقدمه فى عدد من الندوات الشهرية
د. يحيى:
أولا: أعتقد أن التفكيك فالتركيب والتشكيل هو قاعدة نشطة جارية طول الوقت مدى الحياة، ومن أهم تجلياتها إيقاع الحلم المنتظم، لكنها غير مقتصرة على هذا الإيقاع فهى تحدث طول الوقت ليل نهار ما دمنا أحياء دون أن نرصدها.
ثانيا: أدعو الله أن يسمح لى ما تبقى من العمر أن أستجيب لطلبك يا ابنتى بإذن الله تعالى.
*****
أ. سحر أبو النور
تعليق عام: مولانا الحكيم سبق وبحت لك أن متعة الغوص فى الاصداء لا يفوقها إلا غوصا فى أصداء الاصداء وها أنا أكرر: أنه قد صـَعـُب علىّ الغوص فى أصداء الاصداء لهذه الفقرة ربما لأن وعيها فاق مستوى استيعاب وعيي وربما لأني جهلت هذا الربط الذي أشرت إليه حضرتك بينها وبين فقرات سابقة وربما … لست أدري
لكني على يقين أن هناك ما يصل إلى وعينا حتى دون أن ننتبه وندري وأنا احترمت هذا وأكتفيت بما وصلني هنا والآن دون انتباه ورصد …….
ربنا ما يحرمنا من تواصل وعينا بوعي حكيم مثلك وعيه نور من نور على نور
د. يحيى:
أشكرك دائما يا سحر يا إبنتى، وأفرح حين يصلنى هذا الاحتمال الذى أعيشه، ولا أستطيع شرحه بما يستحق وهو أنه يصل إلى وعينا الكثير والكثير دون أن ننتبه إليه أو أن نرصده.
هكذا يتواصل الحمام مع الحمام والغزلان مع الغزلان …الخ، وهو ما يبقيهم أحياء مثلنا- دون أن ينقرضوا حتى الآن!!
د. ماجدة عمارة
المقتطف: ولكنه لم يكن يعرف أن الاعتراف به وبفضله هكذا لايتم إلا بشروط، وأنه يحتاج إلى درجة أكبر من الظلام (المضىء) بل يحتاج إلى درجة من إيمان العجائز الذى يبرر الإذعان المطلق وأن يسلم نفسه تماما، ولكن يبدو أنه حتى هذا التسليم أصبح غير ممكن “سعيد من يستطيع أن يسلم نفسه”، إذ كيف يمكن أن يفعل وسط كل هذا الظلام من ناحية، والرصاص من جميع الجهات كالمطر…
التعليق: يا مولانا أعود فأذكر مقولتك لنا، فى إحدى المناسبات، “تتزنق وتنط من فوق جبل ،ساعتها تشوف ربنا” لعلى استدعيتها الآن لأكمل بها كلامك فى هذا الصدى، وأقول معك: لعله الخوف استدعى الطمأنينة به، ولعله الظلام أضاء بنوره… والسعيد منا من يقفز إليه ويتلقف حبل وصله. فلنسلم، يا رب سلم
د. يحيى:
وصلتك الرسالة يا د. ماجدة
شكراً
د. مروة عبد اللطيف
المقتطف: مأزق شديد الصعوبة: آمـَنَ، ثم أنـْكـَرَ، ثم آمـَنَ، ثم شـَكّ، ثم عاد أكثر إيمانا لكنهم أنكروه حتى لم يمكنوه من أن يدعى الاستسلام لهم.
التعليق: اعجبتنى
د. يحيى:
هذا طيب
يثبت ترجيحى أن إبداع التلقى يكمل محاولة النقد.
*****
أ. سحر أبو النور
المقتطف: والعاقبة عندكم فى متاهة شلل الوعى، دون الوعى بالشلل.
التعليق: ما أخطرها وما أسوأها من عاقبة، فإذا كان شلل الوعي مصيبة فالمصيبة الأكبر هى عدم الوعي بهذا الشلل، فليس هناك أمل فى الشفاء من شلل الوعي إلا عبر الوعي بهذا الشلل….. وهكذا الحال فى كل داء
دمت مولانا الحكيم ودامت حكمتك معين لا ينضب
د. يحيى:
أشكرك يا سحر كما أفعل دائما
بارك الله فيك، وأدام لى تشجيعك.
*****
وقال لى:
يا عبد استغن بى ترَ فقر كل شيء
يا عبد من استغنى بشئ سواى افتقر بما استغنى به
أ. محمد شاهين
التعليق: الاستغناء به عمن سواه هي درجة عالية جدا من الحضور والايمان والنضوج والوعي.
اظن ان اقل اقل القليل (وانا لست منهم طبعا) هو من وصل الي هذه الدرجة ولكني اتحسس طريقي اليه بتلمس إحاطته بكل شيء.
د. يحيى:
هذا طيب وممكن، مع التحذير من استسهال هذه المسألة هكذا.
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف: (على نشرة نقلة مع مولانا النفرى كتاب المخاطبات المخاطبة رقم: 40)
المقتطف (من النشرة) : يا عبد استغن بى ترَ فقر كل شيء & يا عبد من استغنى بشئ سواى افتقر بما استغنى
تعليق د. ماجدة: يا مولانا، يصلنى فعل الأمر “استغن” كأنه عطاء الغنى للفقير إليه، كأنه يقول لى: أعطيتك حتى أصبحت “غنية”،هذا عندما أرى نعمه فأحمده عليها، أما فى غير تلك الحال، تتحول غنية إلى غبية، وياويلى من نقلة تلك النقطة !
د. يحيى: أكاد لا أوافق على هذه النقلة المزعجة (لى على الأقل) ما بين “غنية” و”غبية” وبعد، هل تسمحين أن أطلب منك قراءة النشرة ثانية والتركيز على روعة التوحيد دون أية شبهة شرْكٍ، ولو كدبيب النملة
تعليق على التعليق: حاضر يا مولانا …..لا اله الا الله وحده لا شريك له، وصلت يا مولانا، وصلت فرأيت معها “يا عبد من استغنى بشئ سواى افتقر بما استغنى “ورأيت شركى به الذى أفقرنى بما استغنيت به عنه “…. الآن أريد أن أشاركك ببعض مما أبدعته فى مؤخرا… تلقيت منذ طفولتى حدوتة ست الحسن، لكن أمى رحمة الله عليها كانت تحكيها لى باسم “سليسلة” فأحببت اسم “سليسلة” وفضلته على ست الحسن، وأحببت سليسلة التى رأت الجمال في كل ما حولها فاكتسبت من كل شىء جماله، وأحببت ذكائها الذى راوغت به امنا الغولة فنجت من شرها، وأحببت بقرتها التى كانت تضع أمامها كسرة الخبز وقطعة الجبن فتحولها لها إلى أطيب ما تشتهى النفس من طعام، أما عندما كادت زوجة الأب لسلسلة وأرادت ذبح بقرتها حين عرفت أنها سر قوتها وجمالها، ووجدت أن سليسلة قد استجابت، واستسلمت، بل وأمرت بقرتها أن تستجيب للذبح الذى استعصت عليه، فلم أقبله أبدا، ولم أفهم كيف استطاعت سليسلة أن تقول لبقرتها “التى تطعمها وتغنيها”: “ادبحى يا بقرتى” الآن فقط، وبعد الشغل الذى قمت به معى طيلة هذا الأسبوع، قبلت بذبح البقرة، وقلت مع سليسلة “ادبحى يا بقرتى”، وكأنى لم أكن لأرى توحيدك وتوحيد مولانا النفرى الا بعد أن أذبح بقرتى التى كنت أغتنى بها فتفقرنى، الآن، وقد ذبحتها، فرأيته: أحد أحد، وحده المغنى، والغنى به وحده، أقولها معكما ومع ميادة: لا اله الا الله وحده لا شريك له… اللهم اغننى بفضلك ورحمتك عمن سواك، واجعل ما انعمت على به وصلا معك عبر عبادك، وأعـَنـّى على تحمل آلام غربتى والصبر عليها حتى ألقاك دون حائل أو غطاء
د. يحيى:
اللهم آمين
*****
أ. محمد شاهين
المقتطف: يا عبد احمل علمك فى تعلمك
فإذا علمتـَـه فألق ما معك
التعليق: العلم يبدأ في دائرة محدودة مهما كبرت اذ يستخدم معطيات وادوات محدودة ايضا مهما اتسعت . التعلم يأتي من خلال نتاج العلم بعد تطبيقه في حدود معطياته ولكن يظل التعلم اساسا من جدلية الحضور وحتمية الجهل والاعتراف به طول الوقت . اذن فالعلم قاصر طول الوقت . والتعلم قد يخرج من دوائر العلم المعروف او يضيف اليه او يلغيه اذا ثبت قصوره – وهو قاصر. اذا لم يستعد كل عالم ان يتعلم دائما من داخل وخارج علمه فهو ليس بعالم . وقديكون الجهل نورا . يهدي الي التعلم والعلم معا .
د. يحيى:
شكرا
وأرجو أن تعيد قراءة ما تفضلت بإرساله
ربما يصلك تتنفعنا به
د. ماجدة عمارة
المقتطف: هذا ما يسمح لى أن ألقى ما معى ليحل محله ما هو أكثر حركية وأوسع إبداعاً .
التعليق: فرحت جدا بنشرة اليوم يا مولانا، لعلها بسبب مواكبتها لما ينتابنى هذه الأيام من اكتشافات لما لا أعلمه، فكلما عرفت شيئا جديدا، تزداد مساحة وعيى بما لم أعلمه بعد ،ذلك الذى أصبحت أأتنس به وأطمئن إليه، كما أمتن له…يتراءى لى تعبيرك هنا يا مولانا كالساقية التى كانت تروى الأرص بحركية الملء والتفريغ فى دورات متعاقبة، وكأنها تملأ لتفرغ، وتفرغ لتملأ ….
د. يحيى:
شكرا يا د. ماجدة على متابعتك
وإن كنت لا أوافقك في الاستشهاد بهذا التمثيل فعندى أن الصورة أعقد من ذلك بكثير
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف: إذا حرمتَ الآخرين من حقوقهم لأنهم أقل منك ذكاء، فحافظ على تنمية غبائهم طول الوقت: وعليهم أن يدفعوا ثمن غبائهم المكتسب وسوف تدفع أنت ثمن ذكائك المناوِر ويرسب الجميع حتى بعد إضافة درجات الرأفة ومبررات الاعتذار
التعليق: لعل الرسوب الذى تشير إليه هنا ،هو صيحة التحذير من انقراض الجنس البشرى التى تذكرها لنا مرارا.. ربنا يستر
د. يحيى:
لعله كذلك!
د. ماجدة عمارة
المقتطف: يا غبى..! يا من أعلنت أنك ستعطينى حريتى، أنا لا أقبلها إلا صفقة “الحزمة الكاملة”: لابد أن أستولى على حريتى وحريتك معا.
التعليق: استوقفنى لفظ “أستولى”، فعدت إلى تعبير “ستعطينى”، فتعجبت ومضيت فى طريقى إليها، إليگم، إليه…..
د. يحيى:
بالسلامة،
ربنا يستر
*****
2022-10-21
صباحالخير يا مولانا
المقتطف : أدعو الله أن يسمح لى ما تبقى من العمر أن أستجيب لطلبك يا ابنتى بإذن الله تعالى.
التعليق : اللهم أمين ، اللهم استجب ، اللهم انك أرحم وألطف وأقرب وأكرم من أن تحرمنا الحضرة قبل أن تكتمل الرسالة ونتسلم الأمانة ،فتنعم على حبيبك بجنة وصلك ومعيتك