حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 16-9-2022
السنة السادسة عشر
العدد: 5494
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
طيب !!
لا مقدمة
*****
الأصداء
90 – المهمة:
قالت لى أمى: “إذهب الى جارتنا وقل لها هاتى الأمانة”. “فسألتها وانا أهم بالذهاب وما الأمانة؟”. فقالت وهى تدارى ابتسامة: “لا تسأل عما لا يعنيك ولكن إحفظها عندما تتسلمها كأنما هى روحك”. وذهبت إلى جارتنا وبلغتها الرسالة فحركت أعضاءها لتطرد الكسل وقالت: “يجب أن ترى بيتى قبل ذلك”. وأمرتنى أن أتبعها ومضت أمامى وهى تتبختر. وانقضى الوقت مثل نهر جار، وكانت أمى ترد على خاطرى أحيانا فأتخيلها وهى تنتظر.
أصداء الأصداء
نرجع فجأة إلى المجهول المعلوم، فنتذكر الطفل حين أرسلته أمه ليشترى شيئا من السوق قيمته مليما، ينسى الشئ ولا يذكر إلا أن قيمة المطلوب كانت مليما على وجه التحديد (فقرة 22)، هنا نجد الأمانة أيضا مجَهَّـلة تماما، ولا يذهب بنا الخيال إلى علاقة أوديبية مع الجارة التى مضت أمامه وهى تتمختر، مع أن هذا جائز، لكنه ليس هو المهم الآن فى قراءتى، المهم أن الذى وصلنى أن ثمة أمانة يحملها الإنسان، ولا يعرف طبيعتها تفصيلا، وذلك منذ الصغر، حتى الأمانة التى ذكرها القرآن الكريم لم يتفق عليها المفسرون، فهى مجهولة، وستظل كذلك سواء كانت الوعى، أم الحرية، أم الإرادة، أم المعرفة، أم القدرة على الإبداع، وأن هذه الأمانة المجهولة لها صاحبة تعرفها، وأن من العدل أن ترجع إلى صاحبتها، سواء كانت صاحبتها تلك هى الطبيعة أم الحقيقة أم الخـَلـْق نفسه الذى به حملناها، بمجرد أننا خـُلقنا، ثم إننا معرضون للتلهى عنها، بما هو حولها وليس بما هى، ومهما كان التلهى مبررا، ولذيذا، فإننا نشعر فى داخل داخلنا أنه ليس معنى أننا نحملها (الأمانة) أنها أصبحت ملكا لنا، بل إن صاحبتها الحقيقة (الأم) تنتظر أن نفى بمسئوليتنا إذْ حملناها، فهى تخطر ببالنا طول الوقت وتنتظر منا ما لا نفعله، فهل نفعل؟
(قارن كيف تلهى الفتى بالاستعداد مع الجارية عن الوعد مع سيدتها فقرة 22)
أ. سحر أبو النور
شعرت وأنا اقرأ الاصداء بتعدد الأمانات، فحمل الرسالة أمانة وإبلاغها أمانة والحفاظ عليها أمانة وتوصيلها لصاحبها أمانة وإحترام تحمل عنصر الغيب والجهل بمهيتها أمانة وأيضآ إحترام توقيت وانتظار صاحب الأمانة أمانة
وبين هذا الكم من الأمانات فى رحلة أداء أصل الأمانة يتباين أداء الإنسان فى مسيرة إنهاء مهمته ربما يؤدي هذا ويتعثر فى هذا وتلهيه الدنيا عن ذاك ولكن يبقى الأمل بتمام أداء المهمة على الوجه المكلف به طالما ان صاحب الأمانة لم يغب عن الخاطر ……….
مولانا الحكيم إن كانت الاصداء مبدعة ف أصداء الاصداء ملهمة
د. يحيى:
شكرا
بارك الله فيك يا سحر يا إبنتى
*****
وقال لى:
يا عبد إذا جزت النفع والضرّ
أخذت بذنبك من آخذ
وغفرت بحسنتك لمن أغفر
فقلت لمولانا:
بصراحة يا مولانا لم أفهم كيف يحمل شخصٌ ما ذنب آخر حتى يأخذه ربنا بهذا الذنب
ولا كيف يغفر ربنا بحسنه عبدٍ مهما كانت حسنة خالصة لوجهه يغفر لها لآخر فضلا وتكريما وثوابا لما فعل “هو” لا “هذا الآخر”
أعلم أنه “العدل” نفسه، وليس العادل فقط!!
ما ذنب أى آخر حتى يحمـَّـل ذنب غيره.
وكيف يحق الغفران لآخر من حساب صاحب الحسنة والإحسان
أنا آسف:
أنا لا أعترض يا مولانا،
فقط من حقى ألا أفهم
رجعت إلى السطر السابق في المخاطبة فوجدت ما يلى:
“يا عبد إذا رأيتنى جزتَ النفع والضرً
وصلنى أن هذه الرؤية التي تصل إلى أن يحل هو في وعيى حلولا حقيقيا، تجعل ذنوبى ليست ذنوبا مثل الذنوب، وحسناتى كذلك،
فهو إذ يأخذه بذنبى ويغفر له بحسنتى أطمئن أنا إلى هذا التوحد الرائع المستحيل!!
والله أعلم
أسف يا مولانا،
لى حدود لا أتجاوزها.
التعقيب: أ. سحر أبو النور
المخاطبة دي يتشابه معناها بمعنى الحديث الذى روي عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
(من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها و من سن سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها)
و دايما كنت اتسأل أو ليس كل فرد مسؤول عن اختياره فما ذنب أو ما فضل من سن هذا أو ذاك فى إختيار الأخر الحر …..!؟ ” ثم ما معنى الآية الكريمة إذن ” لا تذر وازرة وزر أخرى
ثم أقول ربما كان هذا الحديث للزجر كي يفكر كل منا جيدا فى أثر فعله فى الحياة بما يجعله يحسن إختياره …. يعني الأمر أشبه بجرس الإنذار قبل الاقدام على الفعل ربما ……
مولانا الحكيم طمأنتني عبارة حضرتك ” فقط من حقي ألا افهم ” و كأني و أنا ارددها بطبطب علي
د. يحيى:
شكرا يا سحر
“وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً” (سورة المائدة- آية 32)
*****
2022-09-16