حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 27-8-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 5109
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
………….
لا حرمنا الله منهم
وأعاننا الله جميعا..!
وغفر لنا ..!
*****
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف : “فالتزموا الصمت” ثم تفرقوا تفرق الشهداء……….. هذا الموقف هو الذى يجعل هؤلاء الأبناء شهداء، إذ تغتالهم أنانية، ومـَنّ، وعمى الآباء، هكذا.
التعليق: جمع الأصداء مع أصدائها جعلنى أتساءل عن تفرق الأبناء، هل يكون أيضا نتاجا لأنانية الأباء؟ وهل من الأباء وعماهم هو الذى يحيل الأبناء إلى أنفسهم، لينشغل كل منهم بحاله، فتكون النتيجة أن يعيدوا إنتاج أنانية آبائهم، فيظل الحال هكذا دواليك؟
د. يحيى:
ربما
للأسف
أحيانا
*****
أ. فؤاد محمد
المقتطف: وأين موقعه (كرسيه) الذى يسمح له بكل هذه المرونة والرصد؟.
- هل هو وعى فائق فرضِىّ أو هو وعى فائق فِعِلْىّ، ( ذات تكاملية هى ديستويفسكى نفسه حالة كونه يرصد ذواته) من الواقع المرصد/ المصهر/ المصدر؟
الأرجح عندى أن الفرض الأخير هو الأقرب للصواب، ولكن لابد من إثبات ذلك، بتفصيل لاحق (ليس فى هذه الدراسة).
التعليق: دكتور يحيى ما المقصود بوعى فائق فرضِيّ. ووعى فائق فعلى !!
د. يحيى:
أولاً : التساؤل ليس للاختيار، والإجابة الأرجح هى: هذا وذاك معا.
ثانياً: الوعى “الفائق” هو وعى أرقى من الوعى “السائد”!
ثالثاً : وهو وعىٌ “فرضى” طالما هو قيد الاختبار، و”فعلىّ”: حين يكون أقرب للتحقيق
لأنه لا يتحقق كاملا أبدا
رابعاً: أما التفصيل اللاحق فهو فى واقع الأمر تفصيل سابق، ويمكنك الرجوع إلى كل ما كتبته عن حركية دوائر الوعى “إليه” فى الموقع www.rakhawy.net وغيره.
أ. فؤاد محمد
المقتطف: فهى ليست رواية آنية تدور فى اللحظة، وإنما هى تدوِّر اللحظة، وتحدد أغلب توجهاتها، وتترحل فى أعماقها، ثم تنطلق منها إلى ما بعدها حتى أبعْد البعد (سوف يتذكر هذا التعبير، سوف يتذكرون لون الوجه…. الخ
التعليق: أجدنى دائما مذهولا أمام لحظات ديستوفسكي.. كيف لهذا المبدع أن ينطلق من نبض اللحظه حتى يمزقها لوحدات متناهية الصغر فيذوب فيها ليخرج لنا منها فاردا المها وشرها وبؤسهل ونبضها وعمقها هكذا .
د. يحيى:
لأنه ديستويفسكى
(ولا أقول لأنه مبدع صرعى)، مع أنه كذلك
*****
أ. محمد الحلو
المقتطف: (ولتكن تجلياته الأبقى من خلال الاستمرار “فى الناس”).
التعليق: استوقفتنى جملة فى الناس، وفى القراءة الأولى للحكمة كلها معرفش ليه كنت هقرأها (( مع الناس))، بس بعد التركيز حسيت إن (( فى الناس)) أعمق وأشمل، وقعدت أردد (( فى الناس)) بدون ما اقدر أحدد بالضبط أو أوصف صداها اللى بيتردد جوايا….
د. يحيى:
أعمل اليوم مع وفى صحبة ناس الداخل بقدر مع أعمل مع من فى الخارج،
مواكبةً، وتنظيراً، وعلاجاً، وإبداعاً
وربنا يستر
وهو المستعان .
أ. محمد الحلو
المقتطف: ولتكن تجلياته الأبقى من خلال الاستمرار ”فى الناس”،))
التعليق: مش عارف ليه لما قرأت الجملة دى نط فى دماغى الحديث الشريف اللى بيقول (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)) وحسيت إن الخلود (( لو افترضنا ان فيه مطمح للخلود لا يحمل صفة الأنانية)) قد يكون فى الأفعال الغير مباشرة وتحمل صفة الاستمرارية. (( قد يكون مافيش علاقة باللى أنا قولته واللى حضرتك تقصده بس هو ده اللى دار فى ذهنى فأحببت أن أشارك به لتبين الخطأ من الصواب))
د. يحيى:
ما دار فى ذهنك هو “تناصٌّ” جيد
ويمكنك الرجوع إلى ما كتبتـُه مؤخرا عن “التناصّ”
أ. محمد الحلو
المقتطف: “تواجدَ مع الناس بصدق”
التعليق: وكيف يتحقق هذا الصدق؟
د. يحيى:
كله إلا تعريف الصدق
فالصدق ليس إلا الصدق
ولعله أقرب إلى “ما وقر فى القلب وصدقه العمل”.
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف : أليس من الأجدى يا دكتور يحيى أن يشار إلى التشخيص المبدئى على الأقل فى نهاية التدريب وملامح العلاج من اجل ان تكون الفائدة أعم خاصة للمبتدئين فى العلاج النفسى، وأن تتم الإشارة إلى أهم التقنيات والإستراتيجية فى التشخيص ….
التعليق : ترددت كثيرا قبل أن أحادث حضرتك فى هذا الموضوع، لكن هذا المقتطف هنا شجعنى على الحديث ، من حيث أننى أبحث فى موضوع ” تقنيات العلاج فى مدرسة الرخاوى ” ودائما أتساءل عن تطبيقات نظرية الايقاعحيوى التطورى ،وكيف يمكن ترجمة هذه النظرية إلى تكنيك علاجى يمكن تدريب المعالجين عليه لفترة محددة ،بطريقة معينة ،بحيث يستطيع المتدرب بعدها أن يعالج بمدرسة الرخاوى ،أو يمكنه مثلا أن يعلن أنه يمارس علاج : المواجهة ،المواكبة ،المسئولية ،كما يعلنون أنهم يمارسون علاج القبول والالتزام ،أو العلاج الجدلى السلوكي،أو غيرها من المدارس العلاجية ذات التكتيكات المحددة والواضحة ؟!
د. يحيى:
كتبت عشرات الصفحات فى موقعى عن التشخيص وفوائده، وأيضا عن قصوره وإعاقته.
التشخيص مثل اسم الطفل فى شهادة الميلاد لا يمكن الاستغناء عنه.
لكنه لا ينبغى أن يحل الاسم محل الشخص طفلاً أو ناضجاً مريضا أو صحيحا محله جملة وتفصيلاً.
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف : ….الشقة عند الست عموما، خصوصا الست اللى ما بتشتغلشى، بتبقى امتداد للذات من غير ما نعرف
التعليق : أعجبنى هذا التعبير ، وكنت قد قرأت تعبيرا مشابها له عند الأستاذ نجيب محفوظ ، أظن فى رواية” أولاد حارتنا “: الجملة كانت تصف رعاية سيدة لبيتها قائلا : “تعامل بيتها كقطعة من جسدها”، فقلت فى نفسى : هكذا التناص وإلا فلا، ثم بحثت فى داخلى عن مايمكن أن أشارك به فى هذا التناص ،لأتداخل معكما ،فوجدت أن البيوت التى أزورها لها حضور يحاكى حضور ساكنيها ، ووجدت أننى كتبت عن هذا المعنى فى محاولة قديمة لكتابة الرواية، بدأتها ولم أكملها ،فتجددت لدى الرغبة فى إكمالها ،أظن أننى يمكن أن أكملها فى ظل وجودى فى حضرتك ، يارب ، دعواتك.
د. يحيى:
هذه حركية طيبة سليمة
هيا
****
2021-08-27