نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 30-8-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4381
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
طيب
*****
الكتاب الثانى: “جدلية الجنون والإبداع” (الحلقة السابعة)
د. رضوى العطار
المقتطف: “كفاءة الوجود البشرى” ليحل محل تعبير “الصحة النفسية”
التعليق: تعبير جيد حدا أو مبدع كمان!
د. يحيى:
ربنا يسهل.
د. رضوى العطار
المقتطف: إنها دعوة أن نقبل حالة الجنون وليس الجنون، باعتبارها حالة نحترم بدايتها دون مسارها (إلى التدهور والنكوص المستتب). هذا الاضطرار الحذر (الجنون فى رحاب العقل) هو المخرج المحتمل لمواجهة غلبة رفضنا للجنون كليةً وابتداءً ، مما يترتب عليه رفض للحركية ضمنا، ومن ثم تراجع احتمالات الإبداع الذى يتفق معه (مع الجنون) فى البدايات.
التعليق: اوافقك تماما، وجهة نظر تطورية وإنسانية للغاية.
د. يحيى:
هيا نحاول.
د. رضوى العطار
المقتطف: أما حالة الإبداع فهى التى تقابل الأطوار الولافية التعزيزية لنشاط الحلم بعد التفكيك المبدئى، كما تظهر فى تأليف الحلم قبيل اليقظة أو حتى بعدها، ولكنها ليست هى ما يقابل حكى الحلم مسلسلاً مفصلا، أو مزيفا بتلفيق بعض الذاكرة.
التعليق: عندى صعوبة فى فهم ما تقصده بوعى الحلم رغم كثرة ما قرأت لك فى هذه الفكرة.
د. يحيى:
الوعى عموما موضوع صعب، وقد اختزل أكثر حين استقطب لما هو ضد اللاوعى كما أراد فرويد، وقد حاولت أن ألم ببعض أطرافه من كتاب هنرى إى حتى بعد أن ترجم من الفرنسية إلى الانجليزية، ولم أملك ناصيته تماما لكننى انتهيت بعد قراءة كتاب “أنواع العقول” “دانيال دينيت” وعنوانه الفرعى:
“نحو محاولة فهم للوعى”، إلى التسلم بأن كل المتاح فى مرحلة المعرفة الحالية، هو دفع محاولة فهم المسار إلى الإلمام بماهية الوعى وهو الذى دعمه دينيت بالمعطيات التطورية من أن الإنسان يحمل كل ما سبق من “عقول” وأن كل “عقل” هو “منظومة وعى” هادفة لمرحلتها، وأنها تظل كامنة عند الإنسان إلا فى دورات الإيقاع التى تجددنا كل ثانية، فما بالك بكل دورة ليلنهارية (نوم/حلم/اللاحلم) .. الخ
وتوجد عشرات النشرات فى شرح ذلك.
شكراً.
د. رضوى العطار
المقتطف: تراجع الإفادة من نتائج تنشيط الحلم حتى يتضاءل دوره الابداعى بتزييفه بالحكى المصنوع أو بالتفسير المتعسف (انظر الفصل الأول)، أو بإغفاله كلية، ومحاولات محو آثار حركته أولا بأول، وأيضا
التعليق: مرة اخرى، لا افهم ماذا تقصد من الإفادة من تنشيط الحلم؟ كيف تمكن تلك الإستفادة؟
د. يحيى:
برجاء الرجوع إلى ردى السابق عليكى.
د. رضوى العطار
المقتطف: إن إبداع الذات فى اضطراد نافع، فى تواصل متناغم مع الكون
التعليق: اوافقك تماما واعتقد ان ابراهام ماسلو رماه الوعى الكونى Cosmic Conciseness
د. يحيى:
الوعى الكونى بالذات عقل أوسع من إمكانية استيعابه،
فهو ليس له حدود ولا مثيل ولا نهاية، لكنه دائم الحضور فى تفاعل إيقاعى نابض.
أ. فؤاد محمد
ولو غلبت حالة الإبداع طوال الوقت (وهو فرض مستحيل)، لتقلص الوجود باسطا ما احتوى فى تشنج ممتد حتى قد ينقلب الإبداع إلى عكسه
احتاج توضيح أكثر يا دكتور لهذة الجزئية..
د. يحيى:
يستحسن – بعد إذنك- قراءة الموضوع مكتملا، إما فى الكتاب وهو متاح فى الموقع مجانا، وإما بعد أن يكتمل هذا الجزء فى النشرات حيث ينشر حاليا مسلسلا.
أ. فؤاد محمد
المقتطف: وعلى ذلك فإن الحالة التى نسميها هنا الجنون والتى نصر على أنها إحدى الحالات اللازمة لكفاءة الوجود البشرى، هى مرحلة زمنية (مهما قصر زمنها) قد تتحور أو تنتهى، وقد تسكن وتتراجع لتعلن حالة العادية وقد تتمادى للتفسخ فالناتج السلبى فقط فهو الجنون بمعنى المرض..
التعليق: اذا نحن هنا امام الجنون وحالة الجنون .. الجنون الجنون يحمل الناتج السلبى وحالة الجنون بها من الايجابية والحركه لو تم توجيهها اليس كذلك ؟
وهل بالامكان أن ننتقل بالجنون من كونه اقامة الى حالة؟؟؟
د. يحيى:
بالنسبة للجزء الأول: ما وصلك هو جيد وفى سياق ما أعنى،
وبالنسبة للسؤال الأخير: نعم،
وهذه هى وظيفة العلاج المكثف الممتد والتأهيل النمائى.
*****
الكتاب الثانى: “جدلية الجنون والإبداع” (الحلقة الثامنة)
أ. مصطفى اسماعيل
عذرا خرجت منى هذه القصيدة لشخصية غير ناطقة بالعربية وهى شخصية خاصة جدا مبدعة جدا فلم استطع الا ان اخاطبها بلغتها. وحين حاولت الترجمة كى تسمح لى بنشرها وجدت انها لن تحمل ما اردت ان تحمله. فعذرا وعفوا
د. يحيى:
عزيزى مصطفى، شكرا جزيلا، وبعد
أسف لعدم نشر تعقيبك بالانجليزية، فأنا ليس لى علاقة بنبض الشعر بأى لغة غير لغتى الفصحى، وعاميتى المصرية،
فأعذرنى إذا لم أنشر إلا بلغتنا الرائعة
أنا آسف.
أ. فؤاد محمد
المقتطف: إن هذا الإبداع البديل عند ما يكون بديلا عن نمو صاحبه (إبداع ذات المبدع) قد يمثل نوعا من الإسقاط الذى يترك شخصية المبدع دون تغيير جوهرى بعد كل خبرة إبداع، وذلك لأن صاحبه - مرة أخرى- قد حط حركية الإبداع فى الخارج، فحلت محل ذاته، فهو بإبداعه هذا لايجادل جنونه، وإنما يستبعده، إذ يحل محله (محل جنونه) ثم إنه – بإبداعه البديل- يظل قادرا على تغطية تناثر الجنون القابع فى الداخل وقمع
التعليق: وصلنى عن الإبداع البديل هنا انه دفاع بطريقه ما ضد الجنون وليس هضما او امتصاصا له..
د. يحيى:
هذا صحيح
تقريباً!
د. مصطفى السيد
المقتطف: وقد تتبادل خبرة الإبداع البديل هذا مع نوبة جنون عند الشخص نفسه، ويظل احتمال التناوب قائما ما ظلت علاقة الإبدال هى العلاقة الغالبة.
التعليق: ذكرنى هذا بـ “صديق” فصامى – مبدع (شاعر شاب مميز بحق) يتضاد ابداعه مع علاجه – كلما ساءت حالته صفا شعره وراق.
د. يحيى:
هذا وارد، وعلمى، وصحيح.
د. مصطفى السيد
تعليق عام: أعتقد مبدئيا (بغض النظر عن بعض الحالات) أن الإبداع يحتاج إلى عقل واع؟ ونظام وترتيب فالإبداع نسق – وشكل – وبناء – وقواعد تحتاج الى تماسك وتركيز ويدمره التفسخ أو حتى الخلط – بل إن المثال الذى ذكرته سابقا (الصديق الفصامى) قد يعد حالة خاصة ليس فقط لاستثناءه من هذه القاعدة جزئيا – ولكن لأن نمط ابداعه الأساسى (شعر النثر) اقل تقيداً بالقواعد والنظام – بل قد يعتبر التفسخ قيد ابداعاً بشكل ما، اقصد فى المجمل إن الجنون قد يحفز الابداع ولكن فى حدود لا تتعدى التماسك.
د. يحيى:
لا أعتقد أن مراحل الإبداع، أو إيقاعيته، أو نبض غموضه، أو مراحل ولادته قد وصلتك يا دكتور مصطفى بشكل كامل.
أدعوك لمعاودة قراءة الموضوع (مجتمعا) على بعضه.
د. أية الخطيب
تم قراءته أجد صعوبات فى فهم المحتوى لصعوبة اللغة.
د. يحيى:
عندك حق
ومع ذلك….
*****
الطبنفسى الإيقاعحيوى (46) Biorhythmic Psychiatry المقابلة الإكلينيكية (12)
التاريخ العائلى (7) موقع الوراثة فى الطبنفسى الإيقاعحيوى (التطورى)
د. أحمد الأبراشى
المقتطف: هو أن الحياة كلها هى محاولات بالآليات والدفاعات الصحية وأيضا بالتجليات والاضطرابات المرضية النفسية محاولات لمواجهة هذه الظاهرة الشيزيدية حتى لا تنتكس الحياة لما لم (تخُلق له) وهو النزوع إلى الانسحاب والتراجع بإلغاء “الموضوع” بإنكاره أو التنكر له.
التعليق: اعجبنى التعبير وحضرنى قوله تعالى (لتعارفوا )
د. يحيى:
هذا ربطٌ جيد
شكراً.
*****
مقتطف من كتاب: الترحال الأول: “الناس والطريق”
الفصل الثانى: “بعد ظهرِ يوم سبتٍ حزين” (11)
أ. فؤاد محمد
المقتطف: وإذا كنت قد وصفت حالى حين زال الحاجز بين الداخل والخارج، فأحسست أنه لم يبق علىّ إلا ان أورق وتتفتح براعمى، “أخذنى” الجمال حتى أصبحتُ جزءا من كل: جزءاً لا يمكن فصله، لم أعد أنا هو “أنا”، إلا بقدر الجزء الذى أمثله من هذا الكل، أخذنى الجمال كما أنا
التعليق: جميل هذا الذوبان، يزيد جماله ان تلحظه فترصده هكذا.
د. يحيى:
لم أكن أعرف أن ما يسمى “أدب الرحلات” يمكن أن يفرز مثل هذا النوع من التشكيل النابض.
شكراً.
*****
حوار مع مولانا النفرى (353)
من موقف “قلوب العارفين”
د. رجائى الجميل
نعم تعلمت منذ ربت على كتفى برحمته – فى لحظات متناهية الصغر – انى لابد ان احزن طول الوقت الا فى هذه اللحظات المتناهية الصغر حين تصلنى رحمات الرضا.
حين اخلد الى نفسى – دونه – أَضل وأُضل . حتى لو ظننت ان عملى حسنا فليس هناك اى عمل حسن الا به معه منه اليه.
د. يحيى:
تقبل الله
د. مصطفى السيد
كما فهمتها ربما كان يقصد بالرؤية الشعور بالوجود؟ لعل الشعور بالوجود محزن للمتأمل العارف – للحاجز (الحجاب) بين وجوده والوجود الاعلى.
د. يحيى:
لعل
د. دعاء مجدى
شعرت بمقاومة أثناء قرأتى للحوار، ربما لأنه قد غذى جانب الخوف عندى.
د. يحيى:
ربما
ولـِمَ لاَ
الخوف أيضا بداية لمعرفة أخرى.
أ. أحمد رأفت
لقد وصلنى أن الامانه وحمل المسؤولية ثقيل
د. يحيى:
“إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً”
“وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً”
أ. أمير حمزة
المقتطف: كيف لا تحزن قلوب العارفين وهى ترانى: أنظر إلى العمل فأقول لسيئه كن صورة تلقى بها عاملك وأقول لحسنه كن صورة تلقى بها عاملك
التعليق: ليس فى الرؤية وقفة ولا عبارة فمقام الرؤية فناء الأشياء لا شىء سوى وجهه سبحانه ولا يبقى سوى وجهه الكريم ” لكن هل العلم أن يرد العقل جميع الجزيئات وجميع الظواهر إلى الواحد إلى الله خالقها …ومن ثم تبدأ معرفته فيسمى عارفا؟ _والمعرفة عند الصوفى أرقى من العلم …لأنها معرفة الله.. واستشهد فى قوله:” الواقف بحضرتى يرى المعرفة أصناما ويرى العلم أزلاما”
د. يحيى:
أهلا بك
*****
الأربعاء الحر: (مقتطف …. وموقف)
“عودة الداء، وتساقط الأنفس، وإعادة الولادة”
أ. فؤاد محمد
فهم التركيب البشرى فى الصحة والمرض من هذا البعد “الأواب” فالطبيعة البشرية طبيعة دينامية دوارة فى الصحة والمرض.
استخدام الشاعر للفظة “اواب” رائعه جدااا لدرجة انى حاولت استبدالها بالفاظ اخرى كانت اضعف فى المعنى والايقاع…
د. يحيى:
عندك حق.
أ. أمير منير
المقتطف: “..أن ثمة داء كان يشكو منه شاعرنا ويعرفه، وأنه داء “يعاود” صاحبه، وأن له إرهاصات سابقة منذرة يستشعرها أمثال شاعرنا من مرهفى الحس وذوى القدرة على رصد التغيرات الداخلية”
التعليق: هل معنى هذا أن أى مرض له إرهاصات سابقة تمكننا من رصد التغيرات الداخلية وإمكانية التعلم ، هل هذا فى صالح المريض حاليا أو لا؟
د. يحيى:
على أن يكون الرصد المبدئى مجرد “فرض” أو “فروض” قابلة للاختبار، والمراجعة، والتراجع عنها، أو تحويرها، وتخليق فروض جديدة، وهكذا وهكذا وهكذا، حتى نحقق غاية مهنتنا: الشفاء بمعنى دفع مسيرة النمو.
د. دعاء مجدى
جاء فى ذهنى سيدنا أيوب ولا أعلم إذا كان الاسم يعنى الأواب الحركة ما بين العودة والرجوع، وإرتباطه فى أذهاننا بالصب فهل هناك ارتباط بين الصبر والإياب.
د. يحيى:
طبعا
الارتباط وارد
والصبر ملء بالحركة، فهو ليس سكونا وانتظارا فحسب.
د. محمد صلاح
الحقيقة فى القراءة الأولى قد يبدو الأمر أنه محاولة لإعطاء بُعد آخر للأبيات لا تحتمله أو فتح مساحة تأويل للنص هو أبعد ما يكون عنها، لكن فى القراءة الثانية يختلف الأمر تماما، حتى أنه يمكن إعتبار هذا المقال – بلا مبالغة – نص موازى فى الإبداع لأبيات امرىء القيس.
التراث الشعرى العربى على الرغم مما تكدست به المكتبات من شروحات ونقد وتحقيق إلا أن به العديد والعديد من مساحات القراءة والتواصل معه لم يتطرق إليها أحد. هذا المقال بما يقدمه يفتح بابًا جديدًا للتواصل مع النصوص والشخوص المهمة ولتحليل وفهم هذه التجارب الشعرية الخصبة.
أرجو من حضرتك بسط الأمر على تجارب أخرى من التراث كأبى العلاء والمتنبى وطرفة بن العبد وحتى الشعراء الصعاليك أمثال تأبط شرًا وعروة بن الورد.
وأخيرًا شكرًا خالصًا وتقديراً حقيقيا لهذا الجهد وهذه الهدايا.
د. يحيى:
حاضر!!