الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (138)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (138)

نشرة “الإنسان والتطور”admin-ajax (6)

الخميس: 29-8-2019                                  

السنة الثانية عشرة

العدد: 4380

فى رحاب نجيب محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقيةadmin-ajax (7)

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 

 الحلم‏ (138)

شارع طويل عريض وأنا أسير فيه على مهل غافلا عما حولى وإذا بيد تربت على كتفى فالتفت أمامى فرأيت امرأة آية فى الجمال والرشاقة ودهشتُ، فابتسمتْ، فابتسمتُ، فأسرعتْ نحو بيت أنيق أخضر فاستقر رأيى على أن أتبعها ولكننى التفت حولى لحظة ليطمئن قلبى وفى هذه اللحظة تدفق جنود الأمن حتى سدوا الطريق سدا وتعذر علىّ التقدم ولكن عينىَّ لم تتحولا قط عن البيت الأنيق الأخضر.

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

تقدم منى أحد رجال الأمن وتصورت أنه سيسألنى، أو ربما يقبض علىّ بتهمة ما، لكنه تخطانى ومضى فى طريقه، فالتفت ناحية وجهته، فتبينت أن هناك على الناحية الأخرى نفس البيت الأنيق الأخضر، فتصورت أننى أخطأت فتأخرت خطوتين، ونقلت بصرى بين الناحيتين وعرفت أننى لم أخطىء، وأنهما بيتان كأنهما توأمان واحترت كيف سأميز أى منهما التى دخلت إليه المرأة حين ينصرف رجال الأمن الذين ظلوا فى أماكنهم يسدون الطريق، وفجأة امتلأ الشارع كله على الجانبين ببيوت مشابهة طبق الأصل، خضراء وأنيقة، قلت كَمُلَتْ، لكننى انتظرت أيضا واثقا أننى حين أناديها بعد انصرافهم سترد من البيت الذى دخلته دون سواه، وبدأ رجال الأمن يتحركون، قلت فُرجَتْ، لكنهم بدلا من أن ينصرفوا راحوا يوزعون أنفسهم على البيوت التى تخلقت حتى اختفوا جميعا داخلها، وظللت فى الشارع وحدى أتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعنى.

admin-ajax (4)

 admin-ajax (5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *