حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 9-11-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4087
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
“ وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى”
****
د. مريم
انا اتلخبطت …يعنى لحد قبل ما اقرأ النشره كنت فاهمه أن التعاطف على إطلاقه مضر اللى هو الشفقه …وده بيخلي المعالج يطبطب ع العيان ويصعب عليه حاله كده ويقصر النظر من رؤيه شامله تساعده على تفعيل نمو العيان. وكأنه بيتوحد بيه وبيغرق فى تفاصيله
اما انى اتعامل مع العيان بنظره رحمه وتواجد واكون شايفه المشاكل بشكل واقعي وناضج عنه واخد أيده لأنه يشوفها معايا عشان يعرف يحلها ده المفيد …
يمكن المعنى الأول ده يكون موقف المعالج من الحاله بينما التعليقات هيه الموقف التانى …ولا انا اللى مش عارفه افرق
طيب وهو ايه اللى ممكن يطمنى كمعالج بانى واخد بأيد العيان مش هو اللى شاددني وراه؟
د. يحيى:
يامريم “التعاطف” غير “الشفقة” غير “الطبطبة”.
أما المواجده والمشاركة فى الألم والخبرة فهى حوارات مستويات الوعى معا.
لاشىء يـْطـَمـْئـِنُ إلا الخبرة والنتائج ودوام النمو .
د. مريم
المقتطف: فى الفترة اللى هى سابتنى فيها دى كان بيجيلها دكتور من العباسية كانت بتقول لى إن هو ماعندوش عياده، فكان بيروح لها المكتب يعمل لها علاج نفسى هناك فى الشركة بتاعتها، دى فترة حوالى 4 شهور.
د.يحيى: طيب وده ينفع؟
د.فوزى شحاتة: ما اظنش، بيتهيألى لأ ماينفعشى.
د. يحيى: طبعا لأه، العلاج النفسى مافيهوش توصيل الطلبات للمنازل
التعليق: ده صحيح العلاج النفسي مفيهوش دليفري …لكن الفتره الاخيره بقى فيه العلاج الاونلاين هنا فى مصر وبره مصر اظن اتعملت واتعمل عليها دراسات فى القدره على علاج مرضى الوسواس مثلا ولاقى استحسان ..هل الاونلاين اكثر تميزا عن العلاج فى المنزل ولا الاتنين عليهم نفس التحفظات ..حابه اسمع رأيك يا استاذي
د. يحيى:
أعتقد أن الأونلاوين – وليست لى خبرة فيه-هو غير حكاية السخرية بالتشبية بــــ: “الديلفرى”.
وكل علاج له شروطه وطقوسه.
د. مريم
المقتطف: فى الـ5 شهور دول كانت هى مخطوبه لواحد كان متدين، وكان بيشتغل عندها فى الشركة، كان موظف تحت إيدها فى الشركة، وكان متدين قوى، فكانت هى محجبة، وكانت ملتزمة قوى فى الوقت ده، لما رجعت تانى بعدما قطعت رجعت مش محجبه، وكانت فكت خطوبتها مع خطيبها ده، وعملت علاقة جديدة، يعنى برضه المرة التانية ديه اكتشفت فيها إنها فى الشركة الأولانية اللى كانت فيها كان المدير بيتحرش بيها، وبعدين كانت عامله علاقة لمدة 4 سنين مع صاحب الشركة، علاقة يعنى علاقة متينة، بس ماكملتشى
التعليق: مش عارفه شايفه أن وصف المريضه بأنها لديها وجود مثقوب وأنها مش بتتعلم من العلاقات ..فيه شويه تحامل عليها …وده بسبب أن فيه علاقه استدامت اربع سنين وكانت فى الوقت ده حديثه السن نوعا ما 22..ولا 23….ممكن تكون العلاقات مسيئه فعلا لكن مع سنها وظروف حياتها هى بتدور على علاقه امنه مش من النوع اللى لايرتوي
او مش انها فاشله فى التعلم… لان كل علاقه مختلفه وليها ظروف مختلفة
…وهنا يكون دور العلاقه بالمعالج اللى تصحح باقي العلاقات ..ولا إيه
د. يحيى:
وجهة نظر طيبة ينبغى أن تؤخذ فى الاعتبار.
****
د. رضوى العطار
دكتور يحيى أنا حابه أقولك ان عرض الحالة جيد جداص خصوصاً عمق ودلالة التعليقات بتاعة الزملاء، أنا مع الرأى اللى بيشاور على وجود اعتمادية زايدة شوية من العيانة على المعالج وأعتقد أن ربما فى اعتمادية متبادلة كمان من المعالج عليها بشكل ربما لا شعورى، واصلنى من موقفه وموقفك أبوية زايدة شوية قد تعوق أو تعطل نموها، بالنسبة لرأيى فى سفرها مع كل المعطيات دى، أعتقد أن سفرها هيبقى تعرض زائد جدا عليها وانها فى مرحلة علاجية ودرجة نمو قد لا تسمح لها بإتخاذ تلك الخطوة فى تلك المرحلة ربما التوقيت غير مناسب، ربما قد تستطيع فيما بعد..
د. يحيى:
أشكرك للإلمام بهذه التفاصيل
مع التذكرة أن ضبط الجرعة، ونوع الجرعة مسألة تحتاج خبرة، ووقت ونقد باستمرار.
أ. محمد مختار العريان
سؤال المريضة انها تريد رأى الدكتور يحيى، موقف جيد جدا لأنها لا تريد أن تنتكس، ولكن القارئ لهذه اليومية لا يعرف شيئا عن تاريخها المرضى، ولو عرف يمكن أن تتضح الصورة أكبر وأعمق، وتمدنا بالمعلومات الكافية لاتخاذ القرارات الخاصة بالسفر أو غيرها،
شكرا لحضرتك .
د. يحيى:
طبعا
مع التذكرة بأن الإشراف لا يتعدى الموقف المطروح
وهو قابل للمراجعة والاستزادة فى جلسات تالية
د. مريم
الحقيقه ان تحديد السؤال ب تسافر ولا لاء ..خلى النقاش والاجابات كمان محدده فى نفس النقطه. ..وده افدنى فى تحديد سؤالي لتلقي اجابه محدده ايضا.
لكن السؤال اللى اثارني …الى اى مدى يستمر العلاج النفسي خاصه فى حاله مريضتنا …فهمت أنها بتتلقى العلاج فى حدود السنتين …طيب وبعدين …هل الأمر مازال مفتوح دون رؤيه لامتى تنتقل المريضه من اعتماديه على العلاج والمعالج الى اعتماديه ولو نسبيه على نفسها ..تؤهلها لترجيح كفه دون الأخرى؟
وهل هناك مؤشرات توحي بأن الاعتمادية ربما تكون بتسدد احتياج عند المعالج اكتر منها عند المريض ..وده بشكل عام مش على حالتنا دى بس …
د. يحيى:
كل هذا تعليق طيب مسئول
امتداد العلاج لمدة طويلة يحمل مخاطر الاعتمادية والتعود السلبى واستبدال العلاج بالعلاقة الواقعية الصعبة.
د. مريم
هو احنا كمان مسمعناش رأيها هيه …غالبا هيه ليها ارتياح لرأى معين ولو ضمنيا …ليه منناقش الأمر معاها ونسمع منها ربما تظهر امور خافيه علينا.
وليه ميكونش احتياجها لرأى حضرتك عكس ما فهمناه وكأنها عاوزاك تقول نجرب بس خايفه تتحمل مسئوليه التجربه.
اظن النقاش بوضوح معاها عن مكاسب وخساير السفر ربما يوضح علاقتها باخوها وبنفسها وبالمعالج نفسه وكمان قدرتها على النمو والاستقلالية ..ربما
د. يحيى:
هذا صحيح، والوعد بامتداد الإشراف على نفس الحالة لحلقات أخرى وارد فى هذه الحالة وفى أى حالة مادام الإشراف منتظما ومستمرا.
****
د. رجائى الجميل
الابداع عندي هو موقف وجودي اساسا عصي علي وضعه في مفردات لغوية.
امشي وسط الناس العادية وكأني مثلهم وعندما تعجز اي لغة اجدني اكتب ما لا اعرف كيف يخرج الي ان يخرج.
المبدع هو في رحلة مخاض ابدية لسبر غور مجهول غائب حاضر طول الوقت.
د. يحيى:
والله المستعان.
****
أ. محمد مختار العريان
كلامك بيعالجنى، ده حقيقى
د. يحيى:
ربنا يخليك.
****
أ. يوسف عزب
اتصور ان الجمل شديدة الكثافة…هذا التناقض الشديد بين …كذاب ..وعنده….ماذا سيفعل الكذاب به؟
د. يحيى:
شكراً يا يوسف .
فقط أرجو إعادة قراءة الحوار.
د. أسامة عرفة
خلايا جسد الكذاب تسبح لله
د. يحيى:
هذا صحيح
لقد وصلتك إذن فكرة (فروضى عن) استحالة إلحاد الخلايا!
****
د. رجائى الجميل
الخروج عن النفس هو هو الخروج عن الحرف فالاصل ان النفس ليس لها حدود الا ما يصلها من اتصال باصل كل الوجود فتنصهر به معه اليه.
اما اذا استقلت دونه – سبحانه– فقد بدأ النشاز والغباء والكبر والضلال.
وكذا الحرف سواء بسواء حيث يصبح بديلا جامدا مسخا مغلقا ليس له من قرار.
كل من خط الحرف لم يخطه بذاته لذاته وانما كوسيلة متوسطة حتمية بين لغات عصية علي اي تعبير. فيحملها حرف عاجز لعل وعسي.
فالحرف اداة عاجزة في كثير من الاحيان.
د. يحيى:
والعوْد أحمد.
****
أ. يوسف عزب
لا مفر من اتاحة الفرصة للحركة المتنامية بين الداخل والخارج طول الوقت على كل المستويات الممتدة
اتصور حضرتك ان هذه العبارة ليست متوجهة الي الشخص العادي متعلم او غير متعلم وانما متوجهة الي المتخصص هل في امثلة لكيف تحقق في الحياة
د. يحيى:
أنا لا أفضل المتخصص عن غير المتخصص، بل كثيرا ما أجد أن المتخصص يحول دون التلقى المبدع.
****
أ. يوسف عزب
اتصور انه توقف عند السخرية….اما سيادتك فاكملت بعده كثيرا
د. يحيى:
يجوز.
أ. دينا شوقى
كل سنة وحضرتك طيب
د. يحيى:
وأنت بالصحة والسلامة.
****
د. رجائى الجميل
يا عمنا طبعا المرأة اقدر علي العطاء بلا منازع .
انا كنت فقط اتكلم علي خيبة الرجالة عندما لايستطيعوا ان يضبطوا المسافة بين الاخذ من عطاء المرأة دون يعطوها مثل ما تأخذ.
جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة شديدة الحيوية ، شديدة الخصوصية يسقط فيها غالبا الرجل بسبب
خيبته ليس الا.
المرأة ترتوي بحيوية الرجل ويقظتها الدائمة وحرمانها الابدي.
والعكس بالعكس.
هي طبعا اكثر ذكاء وعطاء.
صاحبتنا سيدة الاعمال المريضة استمرت مع المعالج لانها – غالبا- شعرت ان هناك امكانية ان تأخذ
بعد ان اعطت الكثير ولانه-غالبا احتفظ بالمسافة
د. يحيى:
إذن انت توافقنى.
أ. اسلام نجيب
عندك حق دكتورنا الجليل…
مع إحترامي بل وحبى للحالة كنت أقصد (تهدئة وتطمين سطحيين). أصبحت أقصد (إلتقاط أنفاس) من فرط ضوضاء الحركة المعيقة. ثم (مواكبة صبور).
د. يحيى:
شكراً
هذا هو.
أ. اسلام نجيب
عيوننا ترتاب ..ولا تشعر …وكانت رؤيتها سوداء …كلما تكشفت الحقيقة كلما إزداد السواد..ولوعلمنا حقيقة الأمر هلكنا كائبين……..
د. يحيى:
ربنا يستر.
2018-11-09