الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 2-11-2018

السنة الثانية عشرة

العدد: 4080

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الأبعدون أولى بالمعروف

وبالأمل

وأحق بالشكر

وأقدر على العطاء والاستمرار

****

من حالات الإشراف على العلاج النفسى:

 الحالة: (8) “غموض التشخيص، واحتمالات التلاعب”

أ. مريم

المقتطف: د. يحيى: بصراحة الحالة دى مهمة فى تدريبك، خصوصا بعد النقلة إلى التدين زى ما انت قلت، حتى التدين ده ما نقدرشى نسقف له من غير ما نشوف أى تغير تانى حقيقى فى السلوك، ودى حاجات تخلينا ما نستعجلشى فى الحكم، أنا أرجـّـح احتمال إنه يكون بيكذب على نفسه قبل ما يكذب علينا حتى فى التدين

التعليق : تخيلت وكأن المريض ع المسرح بيرتدي الاقنعه والالبسه الخاصه بالشخصيه …بيمثل بيها شويه ويتقن فيها الدور …وبعدين يقلع الدور ده ويلبس غيره ..ده لو بيحصل لوحده ..فمع العلاج بيحصل تحت رعايه المعالج اللى بيكون مرايته اللى بيحاول يشوف فيها الشخصيات اللى بيرتديها لحد ما يوصل بنفسه هو مين من كل الناس دى المعالج زى الجمهور اللى بيسقف للممثل الحقيقي ويتجاهل الممثل اللى مش عارف يمثل رغم احترامنا ليه

المعالج بيحترم كل الشخصيات بس بيتبني الحقيقيه ويساندها لحد ما تثق فى نفسها وتخرج للنور

د. يحيى:

شكرا على الاجتهاد

ولكن دعينى أنصحك بالتخفيف من إصدار الأحكار، وضعى معظم اقتراحاتك فى شكل “فروض” واعملى حساب “الزمن” و”فنون الحرفة” و”المسئولية”!!

هكذا  تواصل العون، مع الحذر الواجب

أ. مريم

المقتطف: د. يحيى: الله نور، دول بقى يا رياض عاملين زى المثقفين اياهم، يبقى عارف كل حاجة وخلاص، بس هنا فيه حاجة مهمة، إن الرؤية دى اللى ساعات بنسميها البصيرة المعقلنة، ما مفيش لها فايدة، دا حتى ساعات تكون معطلة وتدخل صاحبها فى مناورات العلاج بلا طائل.

التعليق: البصيره المعقلنه …أليست البصيره هي رؤيه عقليه مباشره

بماذا تختلف البصيره المعقلنه؟

د. يحيى:

لا طبعا

البصيرة أعمق كثيرا من الرؤية العقلية التى أفضل تسميتها “معقلنه”.

البصيرة هى لغة الادراك والوعى ومختلف “العقول معا”: بما فى ذلك “العقل الوجدانى الاعتمالى”.

البصيرة لا تقاس بالتأمل الذاتى وإنما بالفعل الإيجابى المترتب عليها، وبمسئوليه الوعى النابع منها.

شكرا

أ. مريم

المقتطف: د. يحيى: بصراحة التركيبة دى صعبة فعلا، وبالتالى إحنا محتاجين وقت، ست أسابيع مش كفاية، لازم نستنى شوية وكل ما كانت التركيبة صعبة كل ما احتاجت لمدة أطول ويبقى السؤال الأولى بالمناقشة دلوقتى بيقول: هل العلاج النفسى بالشكل ده مفيد ولا مضرّ، القضية دلوقتى فى المقام الأول إنه “ييجى ولا ما يجيش”؟ هل فيه ضرر من مجيئه؟ يعنى يمكن يستعمل العلاج كمبرر لمزيد من السلوكيات دى، ولا هوه عايز يتغير بصحيح؟

التعليق: هل التحدي اننا نطمنه أنه فعلا يقدر يتغير فيقوم لو بيستعمل العلاج كمبرر ..يتغير فعلا ؟

د. يحيى:

حكاية “نقدر نطمنه” فى مثل هذه الحالات مسألة خفيفة جدا، فالمسألة ليست طمأنه بالوعظ والنصح والتوجيه والإرشاد، وإنما هى بالمشاركة والوعى والوقت وضبط الجرعة وحسن التوقيت.

****

 حوار بريد الجمعة (26-10-2018)

أ. اسلام نجيب

شعرنا بما أحببناه في كل ما حولنا..في حفيف الشجيرات ..وفي خرير الماء …فقد إختزلنا الكون إلي ما نحب….فلندع الإيقاع يسري ..فيما نحب.. من حب الله ….حب الناس….حب الحياة…حب الآخرة ..حب البصيرة ..فلنحب كما نحب …وإيانا من تقطع النغم….

د. يحيى:

هذا أسلوب شعرى آمل

لكن حذار أن تحسب أن هذا – وحده – يكفى علاجا

****

من حالات الإشراف على العلاج النفسى:

 الحالة: (5) “تفاصيل الواقع، والتعاطف الحذِر”!

أ. إسلام نجيب

حالة فيها زحمة ونشاط زيادة…عايزة شوية تسكين..

د. يحيى:

لم أفهم جيدا ماذا تعنى بـ “التسكين”، هل تقصد “التقاط أنفاس”؟ أم “مواكبة صبور”؟ أم “تهدئه وتطمين” سطحيين؟

د. رجائى الجميل

من خبرتي المتواضعة العميقة جدا – الخايبة- ( تصور) وصلت لحقيقة شديدة الوضوح وهي ان المرأة عندها قدرة شديدة علي طلب الاحتياج – حقيقة –  ثم ترشف من هذا الاحتياج بذكاء شديد وتستطيع ان تلعقه وتحتويه اذا لم يكن الرجل مستيقظ تماما لهذا الاحتمال.

المرأة عندها قدرة خارقة لاحتواء الرجل تماما ثم تلفظه لانه لم يروها.
واقل القليل الذي نجح الا يسقط في هذا الفخ بعد ما اتعلمت من خيبتي !!!!

عندنا مثل في مصر لا ادري سمعت عنه يا عمنا يقول “”وهو مثل قبيح ولكنه دال “”
انكحها دون ان تظهر لها ذكرك “””.

وطبعا دة كناية الا تسقط في فخ الاحتواء وتحافظ علي تكافؤ الاحتياج ونديته.

د. يحيى:

أنا رفضت المثل -بعد أذنك- ليس لفجاجة ألفاظه فحسب، ولكن لما فيه من القبح الاستعمالى مما  لا أوافق عليه بالنسبة المرأة عامة

المرأة، من خبرتى، ومهنتى، وتجربتى، أقدر على الحب والعطاء

****

مقتطف من كتاب: حركية الوجود وتجليات الإبداع شهادات “مبدعى الحكى” (1)

أ. إسلام نجيب

إليكم هذه:- عندما تقف حائرا في الطريق……هل أكمله أم أعود إلي مشارفه القديمة حاميا لذاتي…وإن كنت ممن يلغون أي مسئولية عليهم في إطراد سيرك….إذن فالعودة ممكنة….السير قميء…الناس حولي كاذبون ….أنهكت عقلي ….ولم هذا العذاب!؟!….لحظة….أأكمل السير مع إلغاء المسئولية؟…أأقف متعطلا حائرا؟..أم أعود إلي البداية استكين؟…….أتعلمون ….لا أجد بينهم إختيار صائب..ولكن الأجدي السير مع عدم إمكانية الرجوع….وأن تكون الرحلة مجهولة …والشرف في الذهاب بلا عودة.

د. يحيى:

قبلت رسالتك من أول “… الأجدى حتى نهايتها، فقط

أما قبل ذلك، فدعنى أتحفظ على أغلبه، اللهم إلا احترامى الحيرة، ورفضى للتردد.

أ. إسلام نجيب

المقتطف: قد‏ ‏وصلنى ‏فعل‏ ‏”أضعه” ‏ ‏هنا‏ ‏بما‏ ‏قربنى ‏من‏ ‏معنى ‏الولادة‏ – ‏تضع‏ ‏كل‏ ‏ذات‏ ‏حمل‏ ‏حملها‏ – ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏معنى ‏الحط‏ ‏والإنزال‏. ‏

التعليق: هذه الصياغة الولادية وهذه الولادة كأنها رسالة ينثرها المبدع بكل ما تحمل وهي مسئولية وتؤثر.

فليست فعلا من جانب الحظ أو الرقي الفكرى الكلاسى أو تخص الطبقة الأعلي أو ما شابه…
فهي قدر وقدر إيجابي جميل وإن لم يخل من الآلام….

د. يحيى:

عندك حق

الولاده بدون ألم تستحق التوقف للتعجب أو الحذر أو ربما الرفض.

أ. إسلام نجيب

المقتطف: ‏شعور‏ ‏الكاتب‏ ‏بحيوية‏ ‏وحضور‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏يكتبه‏، ‏فى ‏قلب‏ ‏نص‏ ‏كلمات‏ ‏عمله‏.‏

التعليق: هذا ما يجعل الإبداع جمعي..وهو ليس إبداع أو ليس إبداع تماما ما لم يؤول إلي (إبداع التلقي) من القاريء فهو يري ما لم يقوله الكاتب ويلمح إليه وربما الكاتب يلمح إلي شيء مدفون لم يعيه تمام الوعي ولكنه يبدعه وقد يري المتلقي هذا الجانب المدفون أكثر وضوحا من الكاتب ولكن للكاتب السبق في حذقه وفي إلتقاط الغموض…

وهذا يعري إيجابيا سحر الإبداع الجمعي ..فهو كما ذُكِر ولاف سحري وأنا أضيف (جمعي)…ولاف سحري جمعي…

ولكن للكاتب النصيب الاكبر بشعور الإبداع وأثر سحر كلمات عمله في لبه أو عقله  (فهو يشعر بحيوية ما لم يكتبه وحيوية أشياء لم يكتبها ما تزال في عقله أو لبه في غرفة مظلمة)

د. يحيى:

– أنت تشير إلى ابداع التلقى الذى يكمل الابداع الانشائى.

– كتبت مرة، بل وحاضرت فى جمعية النقد الأدبى محاضرة بعنوان “القارئ العادى ناقدا” (1)

– النقد بكل مستوياته هو “إبداع تالٍ” يكمل الابداع الانشائى الأول.

****

 (مقتطفات متعلقة) من أعمال يحيى الرخاوى النقدية والإنشائية والإبداعية

 مقتطف من الفصل السادس: “الزيارة” رواية “الواقعة”

د. طلعت مطر

انتهيت الان من قراءة هذا الفصل وتعتبر هذه القراءة الثالثة و إنى اعتبرة أجمل فصل من فصول الرواية على الاطلاق, فهو فن خالص وابداع أصيل أخذنى الى قريتى التى كانت، فأكاد اشم رائحة الدخان الذى طهيت بناره الدجاجة . وأخذنى أيضا إلى دهاليز الفلسفة وأسئلة الوجود والعدم، ومسألة الحرية والخوف من الحرية التى تجلت بساطة فى حوار المقابر بين عبد السلام وأبيه، وعاودنى السؤال، هل يغنى الأدب عن الفلسفة؟

د. يحيى:

كلما غبت يا طلعت ثم ظهرت هكذا (زى القمر قبل ظهوره، يحسبوا المواعيد) أطمئن وأدعو لك وأنت تؤنسنى وتشجعنى.

****

الأربعاء الحر:

 أحوال وأهوال: جنون صبى: تَنَـاثَرَ فتجمّد، ثم تجمّـع

أ. محمد مختار العريان

كلام رائع .. ، هذه الحالة تؤكد نظرية الكل فى واحد أو من غير واحد ، الكل المتناثر ، والتجميع فعلا تم بسرعة مدهشة ، مرسيه على سماحتك وجمالك .

د. يحيى:

أنت الأجمل

وهذا الطفل أجمل منـَّا نحن الاثنين.

****

 

[1] – يحيى الرخاوى “القارئ العادى ناقدا” نشرت بمجلة النقد الأدبى والدراسات الأدبية العدد (2)  عام 2005 ص (72 – 91)

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *