حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 6-7-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3961
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
أكتب وأنا أتساءل عن المبرر للاستمرار
والدعوة عامة!
****
أ. إسلام نجيب
حزن وصور سوداء بالرواية حتي الآن ولكنه حزن نابض به حياة. وسواد يشعرك – إن كنت حزينا -أنك كنت فى يوما إنسانا ولا مانع من أن تكون فيما بعد إنسانا آخر فأنت الإنسان.
إذن كدح مطلوب وربما أكثر لتقليل السواد من حولنا ومن داخلنا.
د. يحيى:
“الحق فى الحزن”،
كتبت فى هذا المعنى كثيرا، حتى قلت في أرجوزة على لسان الأطفال:
-1-
همّا مش فاهمين دا ليهْ؟
همّا عايزنِّى ابقى ايه؟
همّا عايزينـِّى ألاعبهم وانـَاغِـى
إضحكْ كـَرْكـَرْ ، يا يلاَّ ولاَغِى
آنا خلقة ربنا
يبقى من حقى يا ناس أبقى أنا
يعنى بنى آدم باحِسّ
يعنى أتعلِّم وأتألم وابصّ
مش أفرّحكم وبس
آنا من حقى انى أحزَنْ
أو ارَفـَّس أو أزرجن
حزنى مش زن وشحاته وصُـعْـبَانِـيَّـهْ
حزنى حقى لمّا تغمرنى الأسيــّـة
حزنى بيفجــّر مشاعري: إللى هيـَّـا
هما شايفين أنى لازم أبقى دائم الابتسام!
يبقى كده أنا فى السليم كله تمام
كل ما اضحك أبقى أشطر
طب وأنا بالشكل ده ازاى راح أكبر؟!
اللى بيَّـكْـبرنِى: حزنى وفَـرْحِـتِى
اللى بيوعـِّينى: ألمى وضحكتى
واللى حابب بسمتى
يبقى يقدر يكتشفها فْ دِمعتى
ما نا برضه يا جماعة نفسى أفرح
واجرى والعب حتى لو قالوا باصَـرْمح
بس مش أراجوز فى مسرح
احنا خلقه ربنا
يبقى نأخد حقنا
مِن دَهْ ودَهْ
ولاَّ شايفينْ غير كِـدَهْ
أ. إسلام نجيب
ما يضايقني أن المجتمع لم يتخذ محاولة للعلاج مثل هؤلاء العراة…
ياريت ياخد الخطوه والشك يجيله بعد كده في جدوي العلاج….ولكن !
د. يحيى:
أعتقد أن ما تعرضه الرواية هو ليس المطالبة لعلاج هؤلاء بالذات، وإنما التعلم من خبراتهم المؤلمة النارية الرائعة ما يعيننا على مواصلة الحياة بما تستحق.
أ. إسلام نجيب
هكذا بدأت ملكة الطريق مثل فردوس الطبلاوى
د. يحيى:
ليس تماما
ولكن يبدو أنك ما دمت تتكلم عن “البداية” فهذا حق
ورجائى ان تؤجل المقارنات حتى تنتهى من قراءة باقى الفصول
شكرا
أ. رانيا
كم هي منزعجة لقد وصلني قلقها وتوترها بشكل شعرت فية بنفس هذا القلق تفاعلت معهها لدرجة انني كنت اريد ان اتحدث معها لاخبرها ان زوجها يمشي في الطريق السليم، هناك شبه كبير بينها وبين غريب وخاصها عندهما غريب أتى بدعوه من عبد السلام وهي اتت من اجل زوجها اي بدون اقتناع كامل لذلك تشعر انهم بعيدين جدا اشكر محاولتها الصادقة الطيبة مع زوجها ولكنها كان أولى بها ان تحاول اولا مع نفسها حتي تصل هي وزوجها الي البر التى تريده لم اشك لحظة في ان محاولاتها ستبوء بالفشل ولكنها استطاعت ان تحعل غالي يذهب الي مكان آخر فهى احبت الكيان الجديد الذى أنشأته مع غالى وتتفانى فى الحفاظ علية وحمايته كأنها تتبناه أعتقد إنه تحجر على شكل أنثوى.
د. يحيى:
أعتقد أن الرواية تقول شيئا آخر، فهل راجعتِ العلاقة لتتبينى أنها علاقة مِلـْكية استحواذية أكثر من أنها “كيان جديد”!!
****
أ. إسلام نجيب
صدمة لغالي عاتية ربما تكون أقوي من القشة التي تقضم ظهر البعير……
د. يحيى:
لكن يبدو أنها جاءت متأخرة
أ. إسلام نجيب
إسمحولي بدي ..نفسي أكتبها…
مدرسة للعراة……طافوا حولد عقيدة جديدة…..يقدمون لها فروض الولاء…..
ولا تظهر العقيدة بعد……فما رأوه منها إلا أطلال ……
والحزن يعتصر قلوبهم مجيئة وذهاب…..وقد كانوا آمنيين جميعا ….إلا أن جاءت الصفعة أردتهم عراة……ولكني أري حكمة في ما آلوا إليه…..فقضاء أخف من قضاء…..وحكمة سديدة في موقفهم قد تكن…..وربما آلوا لاحقا إلي معني وإبداع…..
د. يحيى:
لعل أملى في الرواية ومن الرواية هو أن تتكشف بعض جوانب الحقيقة بما في ذلك الموقف الحذر المغامر للمعالج، بعض طبيعة هذا النوع من العلاج.
أ. رانيا
عجبني غالي لان بة روح التحدي والاصرار حتي النهاية علي الرغم من العوائق اللتي تمارسها زوجتة علية فهو لدية الرغبة الملحة للخروج من ازمتة اللتي لم تكن في الحسبان وهو صدمتة في اكثر الاشخاص كان يعنقد انة يصلح للقيادة واكتشف انة شخص انتهازي واستغلالي لدية شعور بالمسؤلية اتجاة الناس بشكل قوي اوقفة عن مواصلة الحياة ولدية حب لذاتة أعجبني كثيرا وشعرت معة بالمسؤلية وكنت مشفقة علية من هذا الاحساس
د. يحيى:
لكنه – للأسف- استسلم فى النهاية، بألم وصبر “تعظيم سلام” معاً ثم من يدرى ماذا بعد ذلك.
****
أ. اسلام نجيب
تعبير “أتيليه البشر العرايا” والمعوقين دقيق .. وذو دلالة أراها طيبة كأن الطبيب المذكور يحاول بناء هؤلاء البشر من جديد..
د. يحيى:
على شرط أن يعيد بناء نفسه معهم، وهذا ما كررته مرارا وأنا استعمل تعبير “نقد النص البشرى” ونحن نصنف ما نقوم به من علاج، فأؤكد فى كل مرة أنه “نقد متبادل” لنصـّين معا المريض والمعالج!
****
د. دعاء محمد
المقتطف: أخذت تاكسى إلى المنزل وأنا فى اشد حالات الرعب من عودة اللعبة الداخلية فى وقت أنا أحوج ما أكون فيه إلى أن أنضم إلى بعضى، أنا لا أعرف متى تبدأ هذه اللعبة ومتى تنتهى، أنشق بلا تمهيد، وألتحم بلا مناسبة، وحين أنشق تتراقص الدنيا أمامى بلا معنى، وحين ألتحم يركبنى الهم بلا حدود، باستثناء تلك اللحظات الرائعة التى أحَّس بى فيها عم محفوظ، فأنا ضائع بين الحالين، لعلى أحتاج للحزن الآن أكثر من أى وقت مضى فهو أقرب إلى مقتضى الحال، الأمر ليس بيدى، ماذا أفعل أنا الآن بهذه المسخرة؟ أريد أن ألحم داخلى ولو بمكواة الأكسجين الآن على الأقل، ويا حبذا إلى الأبد.
التعليق: الشعور بالحزن او القلق او غيرهما من المشاعر المؤلمة، وهو ضرورى لاستمرار الحياة، وقد نفقد معنى الحياة لو فقدنا تلك المشاعر
د. يحيى:
هذا صحيح
****
أ. نادية حامد
وصلنى أن قنوات المعرفة تتداخل مع بعضها البعض تكاملاً، وكذلك قناة الجهل.
وصلنى أن المعرفة هى سبيل أرسخ من العلم ولا تتنافى معه.
د. يحيى:
نعم هي كذلك
والجهل أيضا كذلك
د. رجائى الجميل
الجهل نور الكدح والعلم ضوء خافت قد يهدي الي فتح مغاليق محدودة بمحدودية وسائله والمعرفة لحظات من الكشف للاطئمنان الي ضوء الصراط ليس الا والوقفة روع لا يتحمله صاحبه الا في رحابه سبحانه لمن يشاء ويرضي، ولا تستمر ولا تكون لكي يستمر الكدح لملاقاته .
د. يحيى:
تعبير “الجهل روح الكدح” وصلتنى دلالته الفائقه لمن يحاول الكدح جادا
أعاننا الله
د. رجائى الجميل
يا عمنا نحن في مأزق عميق عميق. هرب الانسان من حتم الوعي الي اصنام العلم الي عبادة الادوات هرب من نفسه بحثا في الخارج عن لاشيء. ما يهزني حقا هو هذه الدوامة المفزعة من اشباه الحيوات في غياب الحياة هل ازفت الازفة فعلا. ثم اتراجع واردف ان للكون رب يدبر الامر وله مقاليد السموات والارض وان يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد.
د. يحيى:
هذا صحيح
أ. محمد عادل
ما وصلنى هو ان اتخذ من العلم سلاحا يحمينى من الجهل،
وهذا يدفعنا بقوة نحو المعرفة
د. يحيى:
هذا اختزال لا يمكن أن يقصده مولانا النفرى بل لعله ينبهنا أحيانا، أو كثيرا، إلى عكسه، فلماذا هذا التعميم
عذرا
****
2018-07-06