الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (78)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (78)

نشرة “الإنسان والتطور”صورة نشرات محفوظ

الخميس: 5-7-2018                

السنة الحادية عشرة

العدد: 3960

 فى رحاب نجيب محفوظصورة نشرات محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (78)

يالها‏ ‏من‏ ‏جنازة‏ ‏كبيرة‏، ‏لا‏ ‏أدرى ‏كيف‏ ‏انضممت‏ ‏إليها‏، ‏فإنى ‏لا‏ ‏أعرف‏ ‏أحدا‏ ‏من‏ ‏المشيعين‏. ‏بل‏ ‏لا‏ ‏أعرف‏ ‏الميت‏، ‏والأغرب‏ ‏أن‏ ‏الجنازة‏ ‏سلكت‏ ‏طريقا‏ ‏لم‏ ‏تسلكه‏ ‏الجنازات‏ ‏من‏ ‏قبل‏، ‏فقد‏ ‏اتجهت‏ ‏نحو‏ ‏شبكة‏ ‏من‏ ‏قضبان‏ ‏السكة‏ ‏الحديد‏. ‏وعبرنا‏ ‏بها‏ ‏إلى ‏الخلاء‏ ‏حيث‏ ‏توقفت‏ ‏عن‏ ‏السير‏ ‏طلبا‏ ‏للراحة‏، ‏على ‏حين‏ ‏واصلت‏ ‏القطارات‏ ‏سيرها‏ ‏نحو‏ ‏الشمال‏ ‏ونحو‏ ‏الجنوب‏ ‏وعلا‏ ‏جدل‏ ‏بين‏ ‏الملتفين‏ ‏حول‏ ‏النعش‏. ‏فريق‏ ‏يرى ‏أن‏ ‏يحمله‏ ‏إلى ‏الجنوب‏. ‏وفريق‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يحمله‏ ‏إلى ‏الشمال‏، ‏وكلا‏ ‏الفريقين‏ ‏يزعم‏ ‏بأنه‏ ‏ينفذ‏ ‏وصية‏ ‏الراحل‏، ‏وصاح‏ ‏أحد‏ ‏العارفين‏ ‏يذكر‏ ‏القوم‏ ‏بأن‏ ‏الراحل‏ ‏ولى ‏من‏ ‏أولياء‏ ‏الله‏ ‏الصالحين‏، ‏وأنه‏ ‏لن‏ ‏يسمح‏ لأحد ‏ ‏بحمله‏ ‏إلى ‏جهة‏ ‏لا‏ ‏يرضاها‏، ‏وأمن‏ ‏القوم‏ ‏على ‏قوله‏. ‏وجرب‏ ‏فريق‏ ‏الجنوب‏ ‏حظه‏ ‏ولكنه‏ ‏عجز‏ ‏عن‏ ‏حمل‏ ‏النعش‏ ‏وجرب‏ ‏فريق‏ ‏الشمال‏ ‏فمنى ‏أيضا‏ ‏بالفشل‏ .. ‏عند‏ ‏ذاك‏ ‏أدرك‏ ‏الجميع‏ ‏أن‏ ‏ولى ‏الله‏ ‏يأبى ‏أن‏ ‏يغادر‏ ‏الموقع‏ ‏الذى ‏هو‏ ‏فيه‏ ‏وسطا‏ ‏بين‏ ‏الجنوب‏ ‏والشمال‏.‏

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

…. مع الوقفة التى طالت بلا حل قريب، أخذ بقية المارة يتجمعون ويتساءلون، بعضهم يحاول الإدلاء بإجابة كاملة تفسيرا لكل الذى حدث والآخرون لا يجدون جوابا لأنهم يسألون من لا يعرف، وتوقف المرور، وأخذت الصيحات تتعالى “ماهذا؟ نريد أن نذهب إلى مصالحنا”، “أفسحوا لنا طريقا إلى القطار الذى سيفوتنا”، وفعلا سمعنا صوت صفير القطار وهو يتهادى أقرب فأقرب واكتشفت أن الجمع قد تزحزح بالعرض بما فى ذلك حملة النعش الذين أنزلوه إلى موقع فوق القضبان، وفجأة انطلق القطار بسرعة فائقة على غير العادة، فانصرف من تبقى جريا فى كل اتجاه، وامتلأت قلوب الجميع رعبا أن يدوس القطار جثة ولى الله، فتلحق اللعنة بكل الناس وهم يعلمون ما كانت له من معجزات وكرامات، لكن المعجزة حدثت فعلا، فقد توقف القطار فجأة برغم سرعته القصوى على بعد أمتار من النعش، فهلل الناس وكبروا، وقرروا فى أنفسهم أن يقيموا لولى الله مسجدا فى هذا الموقع، يدفن فيه دون الشمال أو الجنوب، ثم حدثت معجزة أخرى وهى التى ما زال الناس يتحدثون عنها فى حيرة، وفرحة، ورفض، وتسليم، إذ صدر صوت كأنه من داخل النعش يدندن بشكل واضح، “فيك عشرة كوتشينة، فى البلكونة” فرد صوت من داخل القطار ” الله المدبِّر، والدنيا شئون، لا تكثر لهمّكْ ما قدِّرْ يكون”.

وانتظم الناس فى حلقات ذكر على مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يسمع أحدهم مثل جماله وأنغامه  فى حياته.

وانتظمتُ معهم أذكر الله وأنا فى حال.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *