الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة 21-6-2013

حوار/بريد الجمعة 21-6-2013

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 21-6-2013

السنة السادسة

 العدد: 2121         

حوار/بريد الجمعة

المقدمة:

أثرانا اليوم د. رجائى الجميل بشرح موجز مكثف لثمانية مما  أسماه “ومضات، هى “محاور الوجود” pillars of existence ، وهى التى ذكر أسماءها فى بريد الأسبوع الماضى، كما وعد أن يواصل بالنسبة لبقية التسعة عشر محورا، وبالرغم من أنها لم تكن  تعقيبا مباشرا عن ما ما يرد فى نشرات الإنسان والتطور، إلا أنه كتب يقول: “لأنى شعرت أنها تصب فيما تحاوله أنت طول الوقت”. وبالرغم من أنه -شفقة بنا- صرح أنه سوف يكتفى بثلاثة فقد وصلنى منه تعريف موجز بثمانية محاور فضلت أن أنشرها جميعا معا اليوم لما لها من عمق وتركيز ودقة فى إصابة الهدف، إذن فالحمد لله والشكر له، أهلا به.

*****

 حوار/بريد الجمعة (14-6-2013)

د. رفيق حاتم

عزيزى الدكتور يحيى،

أعلم وضع \”الألم\” عندك فأفردت له هذه التقسيمات وبعدها تعقيب للدكتور محمد.
مع تقديرى.. رفيق.

المقتطف من تعقيب د. محمد توفيق الرخاوى):

 \”…والألم وحده ليس شرفا إن لم يكن دافعا طول الوقت لى ولمن حولى، لكى نصلح ما أفسدنا، أكثر مما أفسده الدهر\”

التعليق: استنادا الى الموقف الأكتئابى عند ميلانى كلاين، ومرحلة المرايا عند لاكان والعلاقة المثلثة  (أوديب) عند فرويد:

 -لا يتألم من يشاء .. القدرة على الألم ليست متاحة للكل ولا فى أى وقت، لإدراك هذا الألم يشترط وقت سابق يتيح مساحة إدراك.. يشترط  \”آخر\” يرعى ويعتنى ويهتم ويحتضن ويحتوى ويحب… بقدر كافٍ، متواصل، متناسق،  فيلهلم الصغير أشتات نفسه فى وحدة مدركة فاعلة وذلك من خلال مرآة عين أمه التى تتمثله أغلى ما عندها وفى نفس الوقت يلملم أشتات الآخر ويدرك أن أمه هى من تبتعد وتترك وتجيع وهى من تحنو وتحضن وتشبع وهى من تصمد ولا تسقط فىالمواجهة.

ويتخلق إدراك لما هو أنا متميزا عن الآخر وإدراك النسق الذى يجمعنا  ويحكمنا شرعا وعدلا .. وعندئذ يتخلق وعى قادر على الألم، مشتاق للآخر، يحن إليه ويفتقده وقادر على السعى إليه ومرضاته ومقاسمته العيش..

د. يحيى:

شكرا يا رفيق، واسمح لى مع احترامى لدقة وصفك لهذه المرحلة التى لم تصلنى من “لاكان” هكذا، وخاصة مرحلة المرآة: حكاية “مرآة عين أمه”، فإننى أتحفظ على التركيز على هذه الفترة من التكوين، واعتبر أية أزمة نمو هى قابلة للإعادة والاستعادة على طريق تكوين ما أسميته ” “وحدة مدركة فاعلة”، هذه الوحدة تنمو باستمرار طول العمر مع تنشيط الجدل من جديد، ولعلك تعرف كم تحفظت على مدرسة العلاقة بالموضوع وخاصة إسهامات “ميلانى كلاين” حين ركزتْ أيضا على نفس المرحلة، وما صالحنى عليها إلا حين أدمجتها فى الفكر التطورى وخاصة نظرية الاستعادة Recapitulation Theory بكل أطوارها ومداها الزمنى الذى يبدأ من أجزاء الثوانى “ميكروجتى” ليمتد إلى تاريخ الحياة كلها “فيلوجينى”

أما ما يحدث من آلام النمو، كما نراها رأى العين فى العلاج الجمعى (والفردى كما وصلنى منك) فما هو إلا تنشيط لما توقف من هذه الاستعادات المنتظمة التى سكنت بغير وجه حق، فتوقفت المسيرة وظهرت المضاعفات (المرض أو مكافأته).

أما أن الألم حق غير متاح لأغلب الناس إلا فى الظروف التى ذكرتَ فهذه حقيقة أمارسها يوميا تقريبا حتى بعيدا عن ما يسمى “علاج نفسى” حين أواجه المريض بأن أمه مثلا حرمته من حقه فى الألم لأنها لم تغامر بتحمل رؤيته متألما لينمو

أوقف نفسى الآن، ولا أحيلك إلى أصل المسألة فأنت أدرى بها، وربما أجمعها فى كتاب أو كتيب متسق مناسب.

د. رفيق حاتم

هو ليس ألما فحسب، بل وحنين واشتياق وافتقاد فى نفس الوقت والألم من جراء حالة كونى ضحية قسوة الفقد وأيضا ندما على كونى معتدٍ على من أحب، فى الواقع أو الخيال، عنيف فى غضبى.

د. يحيى:

أيضا راجعت حكاية قسوة الفقد، والتهديد بالقتل، ثم خيال قتل مصدر الحب المهدِّد بالترك (الأم فى الخيال) ثم الشعور بالذنب، وعدّلت فيها من واقع خبرتى برأى تطورى مناسب تجده كذلك فى “دراسة فى علم السيكوباثولوجى”.

د. رفيق حاتم

أما السعى فهو ليس لإصلاح “الآخر” فحسب ولكن للذود عنه وحمايته والنهى عن إيذائه وحمل همه وتحمل مسؤوليته.

 د. يحيى:

وهذا يرجعنا كذلك إلا أن البقاء لم يعد يصلح أن يُختزل إلى أنه للأقوى (البقاء للأقوى) وإنما هو للأقدر تكافلا مع المختلف الآخر، والأقدر تلاؤما  مع المحيط الحانى المهدد فى آن.

د. رفيق حاتم

هذا كله يقتضى تكوّن نسق علاقاتى وفق قواعد تحتكم إلى الشرع لا الاستبداد وحيز يفصل ويميز الأنا من الآخر حيز يسمح بالتسجيل والتذكر والتفكير والإحساس وإدراك النسق الناشئ، وتلك بعض ادوات أو عدة الإصلاح والبناء والتوافق.

د. يحيى:

فضلت أن أرجح أنك لا تعنى بـ “قواعد تحتكم إلى الشرع” ما هو مكتوب فى نصوص جميلة تحت عناوين حديثه، وإنما تعنى برامج البقاء ليس فقط للنسق الناشىء وإنما للنسق المتجدد أبدا.

أما أنها بعض أدوات وعدة الاصلاح والبناء والتوافق فهذا صحيح على شرط أن تضبط الجرعة بين هذه الكلمات وبعضها حتى لا تطغى إحداها على الاخريات وخاصة كلمة “التوافق”.

د. رفيق حاتم

وفى مجال الطربفى الماضى كان… \”وطنى حبيبي… الوطن الأكبر…يوم ورا يوم… أمجاده بتكبر…وانتصارته… مالية حياته…وطنى بيكبر وبيتحرر…وطني… وطني

واليوم صار

قطرى حبيبى … الأخ الأصغر…يوم ورا يوم … أمواله بتكتر…استثماراته …مالية حياته…قطرى بيصرف و بيتفشخر…قطرى … قطري\”

أنا لا أعلم كم عمرك يا دكتور محمد (…أحمد توفيق الرخاوى) ولكننى عاصرت هذه الأغنية فى الستينيات وقد كنت طفلا وملأتنى عزة وفخراً وقوة وحماساً وعندما سمعت \”قطرى حبيبى\” شدنى جودة الاداء وحلاوة صوت المنشدين الى جانب شجن اللحن الرائع وما يثيره من ذكريات  وانتبهت بعد ذلك الى الكلمات فإذا بها تثير الخجل والسخرية و ظل هذا الشعور المختلط طول الوقت ما بين العظمة والتفاهة ولازلت محتارا.

د. يحيى:

أترك الرد للابن محمد أحمد، علما بأننى أحب هذه الأغنية مثلك، لكننى لا أرى لحنها “شجيا”، فهو كوبليه واحد مكرر للأسف، فقط أوافقك على حلاوة صوت المنشدين أما الكلمات فما عادت لها نفس القيمة مثل زمان، حتى لو كانت ساخرة لاذعة، وأنا أرى أن الهجوم على هذا الوُطـَيْن (تصغير وطن) المسمى “قطر” يعطيه حجما أكبر من قيمته، وينزل بنا إلى حيث لا ينبغى.

د. رجائى الجميل

ترددت كثيرا فى ترجمه Pillars فهى أركان ولكنى وجدت أن محاور الوجود هى الأقرب

وأوافقك طبعا ان كل محور يحتاج لكتاب لشرحه ولكنى قصدت ان ارسل هذه الومضات او سمها ما تشاء لأنى شعرت انها تصب فى ما تحاوله انت طول الوقت، وسأكتفى بثلاثة فى كل مره حتى لا اطيل عليكم

د. يحيى:

أشكرك على اهتمامك وكتابتك باللغة العربية، كما ليس عندى أى تحفظ على اختيارك ما تراه مناسبا من تسميات، فالمهم أنها أساسات أقمت عليها بناء تصوراتك الشامخ، ربما أسوة بانه بنى الاسلام على خمس، وإن كنت أميل إلى اعتبار “التوحيد” (شهادة لا إله إلا الله والوفاء بعهدها) هو المحور الضام أو الفكرة المركزية لهذا الوجود الإيمانى الجدير باسم “الإسلام”، الذى وصلنى باعتباره أحد أحدث تجليات الوجود.

د. رجائى الجميل

وأول محور حسب الترتيب المرسل فى الاسبوع الماضى هو:

(1)  الايمان belief

وهو محور مفصلى يعجزنى لأنه يرتبط اشد الارتباط بكل تلمس لأى حقيقه فهو الخيط الاساسى لأى صراط تجاه محاوله سبر غور كل مجهول قبل ان يصدح نور يهدى الى هذا الصراط  فنتمسك بأهدابه

د. يحيى:

تصور يا دكتور رجائى أننى لم أجد ترجمة لكلمة الإيمان من العربية إلى الانجليزية بحيث تستوعب المعنى الذى وصلنى من لغتى ودينى!، فلا هى تقابل كلمة معتقد Belief ، ولا هى تصديق Faith ولا يوجد ما يجمع فعلا بين هذه الكلمات وبعضها وبين كلمتنا الجميلة النابضة “إيمان” حتى أننى قررت أن أُنْجِلُزهَا (مقابل أعرِّبها) هكذا Eman، ربما بحسن الاستعمال فى سياقات دالة تصل إلى أهل هذه اللغة الأعجمية الكرام، كما تصل إلى المؤمنين الحقيقيين الذين أوصى ربنا الأعراب أن يجتهدوا ليصبحوا منهم حين يصل إلى قلوبهم الايمان بدلا من أن يحسبوه مرادفا للإسلام.

 يا رجائى يا ابنى الإيمان يقع فى مجال الإدراك لا الاعتقاد ولا التفكير تماما مثل شهادة أنه لا إله إلا هو، ولعله من المناسب أن تعرف أننى تجرأت وأدخلت لفظ Wijdan إلى الانجليزية أيضا حين لم أجد ترجمة مناسبة للفظ “وجدان” إلى هذه اللغة، ثم إنى على وشك ادخال لفظ Idrak أيضا، فاعذرنى.

هذا من حيث الشكل أما من حيث المحتوى فقد فرحت باعتبارك أن الإيمان هو “الخيط الأساسى لأى صراط تجاه محاولة سبرغور كل مجهول قبل أن يصدح نور يهدى إلى هذا الصراط” كل ما أريد أن ألفت نظر الأصدقاء إليه هو تلقائية هذا التعبير مع التوصية بالوقوف قليلا عند كلمات “الصراط” & “قبل أن يصدح نوره”

ولا أعقب أكثر.

د. رجائى الجميل

 (2) الابداع

وهى كلمه احبها واحذر منها فهى شديده الدلالة، عصيه على الشرح، وهى غير Creativity  بالإنجليزية فالمبدع يتقن وينظم ويصدق ويقبل ويسمح ويبحث ويسمع ويختلف ثم يلتزم بصدقه وجهله فيسطع ابداعه دون ان يدرى هو شخصيا انه ابدع او كيف ابدع بل وماذا ابدع

د. يحيى:

هذا صحيح، وبالرجوع إلى فروضى عن الأحلام، ربما تجد ما يؤيد ما ذهبتَ إليه بدءًا من أن “الحلم هو إبداع الشخص العادى” ثم مقابلة مراحل الأحلام بمراحل الإبداع، ثم لعله قد وصلك ما ذهبت إليه أيضا من تقديم آليات إبداع الذات فى أزمات النمو (حتى لو اكتفينا بإريك ريكسون، ناهيك عن ما كتبت وأكتب عن إبداع المريض والمعالج أثناء العلاج النفس خاصة فى مأزق التغيير إذا كنت تتابع ما أكتبه عن العلاج الجمعى.

وأخيرا وليس آخرا فإن دعوة المسلم حين يستيقظ “الحمد لله الذى أحيائى بعد ما أماتنى وإليه النشور” إنما تشير إلى إبداع أنفسنا كل ليلة دون أن ندرى، ربما حتى لا نرعب من تحمل أمانة ومسؤولية ولادة جديدة ليوم جديد، وربما يتوازى هذا مع تعبيرك “دون أن يدرى هو شخصيا أنه أبدع أو كيف أبدع بل وماذا أبدع”.

كل هذا قد يؤيد ما ذهبت إليه بشكل أو بآخر

د. رجائى الجميل

 (3)  الاتقان Perfection 

وهو ليس الكمال – فلا يوجد شئ اسمه الكمال اصلا – فهو لله وحده -هو محور اساسى فى أى وجود حسب درجه التزامه يما يعى ويستطيع وهو الأساس فى ما يسمى الالتزام المرحلى بما هو متاح حتى يحل محله ما كان مجهولا فاصبح معلوما فيفرض الجديد قواعد الالتزام به واتقانه وهكذا

د. يحيى:

ما كل هذا الكرم يا رجل؟!! لقد فتحت باب الإتقان أيضا حتى تتغير محكاته بتجدد الموضوع (وإبداعه)، الاتقان إذن ليس إحكاما مغلقا بمقاييس ثابته، وإنما هو محكات مرنه لحركية وثاّبة تتطلب الحبكة فى كل منها دون انغلاق عليها.

د. رجائى الجميل

(4)-   Now and Here

هنا والآن وهذا من اهم واصعب المحاور اذا لم يكن اهمها على الاطلاق فهو مرتبط اشد الارتباط بتركيز المسئوليه عن كل فعل او حضور فهو يكثف محاوله التركيز على الايجابيه الحقيقيه والدفع الى التحرك بإيجابيه ابدا الى الامام بمسؤوليه لاتتجزأ ودون اجترار لماضٍ او استمناء مستقبل او بقول آخر هو محاوله للحضور المكثف فى بؤره متناهيه الصغر متعاظمة الأثر

التفاعلات التى تتأتى من هذا الموقف الوجودى لا يبدو او يظهر أثرها غالبا الا فى محيط صغير يكبر بوجود مواقف مماثله لأشخاص يعيشون هذا التحدى الحقيقى هذا الموقف هو المسؤول عن الدفع الأبدى لقوه الأمل بيقين الحياه نفسها كحتميه بيولوجيه لا تتغير ابدا

د. يحيى:

لو جمعت يا د. رجائى ما كتبته عن “هنا والآن” من خلال ممارستى العلاج الجمعى وماكتبته حتى الآن فى كتابى الجارى عرضه فى نشرات الأحد والأثنين المتتالية (الأساس فى العلاج الجمعى)، لعرفت مدى فرحتى وموافقتى على ما قلت لكن دعنى اعترف أننى فرحت بالتقاطك قيمة هذا المبدأ أو هذه القاعدة أو هذا المحور بهذه الدقة دون أن تحضر (والله أعلم) مايسمى العلاج الجمعى، وإليك بعض الروابط كأمثلة:

نشرة 11-2-2013 “فى البحث العلمى والعلاج الجمعى“.

– نشرة 31-3-2013 “علاقة هذا العلاج بأنواع العلاج الجمعى الأخرى“.

نشرة 22-4-2013 “علاقة هذا العلاج بالدين والإيمان (كثقافة)

د. رجائى الجميل

(5)- قلب سليم

أيضا هذا يختلف عن Good Heart بالإنجليزيه لان سلامه القلب تعنى السعى الى عدم الانشقاق بالمرض فهى مرحله عليا من المكابده للتخلص من براثن كثيره مثل الذى ولد فى بحر لجى واخذ يجاهد حتى خرج براسه فوق سطح البحر ثم استوى ليكمل الرحله بعد ان عبر هذا المأزق الوجودى وهذه الرحله هى من اصعب الرحلات على الاطلاق ومن فعلها هم اقل القليل لأنه لا يعتدل الصراط -وليس الوصول -الا من بدايه هذه النقطه فبهذا القلب السليم تبدأ ابواب الولوج فى حقائق الوجود العميقه مع الخروج من جاذبيه معظم ضلالات الذاتيه.

د. يحيى:

هذا صحيح يا إبنى، هذا صحيح أيضا، وهو مواز لما تناولناه وسنتناوله فى “مأزق النمو فى العلاج الجمعى أيضا”، لكن دعنى أتخلص من هذا الشرط، الذى وضعته حتى تصل إلى ما هو “قلب سليم” حتى نفتح الأبواب لإيمان العجائز، ولله يشرق فى وعى الطفل، وهو ما تعودنا على الاشارة إلى بعضه بقولنا” ربى كما خلقتنى” وهو الأقرب إلى ما يسمى الفطرة (نشرة: 7 – 10 – 2005 عن الفطرة والأطفال “ربّى كما خلقْتَنى…!!”)، وهو هو الأبعد عن البدائية، وعن البراءة البلهاء، وهو عكس عمى القلوب التى فى الصدور أيضا.

د. رجائى الجميل

 (6)- العطاء  Giving

وهو من اساسيات الوجود وهو مرتبط بالوعى الجمعى فالعطاء الحقيقى هو فيض حكمه من ناحيه لكسر ضلالات الملكيه ومن ناحيه اخرى للمساهمه قدر الامكان فى تعديل مسارات شطط النوع الى غرور الخلود المادى دون النوعى والعطاء لا يتأتى ولا ينفع الا ممن اوتى من حكمه فضل العطاء على نفسه قبل غيره فهو ايضا يكسر غباء التفرد ويسمح بالاخذ مع العطاء.

د. يحيى:

برجعةٍ إلى قوانين البقاء الأحدث وأهمية “الغيرية” أو “الإيثار” فى مسار التطور، يصبح للعطاء معنى أعمق، وهو ليس بعيدا عن ما ناقشت فى نشرات كتابى عن “العلاج الجمعى” ويمكنك الرجوع للاستزادة إلى نقدى رأى “يالوم” فى معنى العطاء الإيجابى ضمن العوامل العلاجية (نشرة: 13-5-2013 “العوامل العلاجية” فى رأى “يالوم”)، فقد اعترضت على مستوى العطاء الذى ذكره، وهذا ما يجعلنى أرحب بما تذكرنا به هنا لتجاوز الخلود المادى وغباء التفرد فنتلو معا “أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ”.

د. رجائى الجميل

 (7)- حتم الحركه الأبدية  Dynamicity

فالحركه هى ركن ومحور وحتميه لأى وجود، فالسكون هو العدم باى مقياس وكأن الحركه هى مرادف للكدح الى آفاق تتحرك كل الوقت يظهر هذا جليا فى كل البيولوجى دون حاجة الى توضيح ويظل التحدى الاكبر هو الروح وعلاقتها الابديه بالحياه وهى اللغز الاكبر

د. يحيى:

على ألا تكون حركة دائمة دائبة، وإنما إيضا متناوبة، فالسكون كطور إعداد للحركة هو ضرورى لإيجابية الحركة، برجاء مراجعة إيقاع ضربات القلب، ثم خذ عندك برنامج “الدخول والخروج” المستمر الذى يتيح لنا أن نتواصل دون رعب الإنمحاء، وأخيرا وليس آخرا ما أروع وأصعب وألزم “حركية الجدل” على كل مستوياته الرائعة العصية على الوصف. وانظر مثلا نشرات:

نشرة 25-3-2013 “علاقة هذا العلاج بأنواع العلاج الجمعى“.

نشرة: 9-11-2010 “الحركة، والوعى، والعقل، والمعلومات

نشرة: 6-11-2007 “عن الفطرة والجسد وتَصْنيم الألفاظ

د. رجائى الجميل

 (8)- التساؤل questioning

وهو نتيجه حتميه للغيب المحيط فالتساؤل لا ينتهى كمحور اساسى للاستبصار لادراك -وليس لفهم- ولا للوصول – الى أى معرفه كليه لانها لا تتأتى ابدا

فالتساؤل نوعان تساؤل الانكار وهو قد يكون قبل وصول نور حتم الايمان وتساؤل اليقين وهو تساؤل تحسس وجود الله قبل وبعد أى غيب لتكملة الرحله ليس الا.

د. يحيى:

ثقافة السؤال هى أساس المعرفة، بل أساس البحث العلمى، بل أساس الإبداع، ونحن ننشأ فيعلموننا كيف نبحث عن أجوبة أضعاف ما تحتاجه الأسئلة من إجابات حتى يختفى أى سؤال حقيقى تحت أكوام إجابات لا تمت إليه بصلة، ويتصاعد هذا الموقف التربوى الفاسد حتى نخاف السؤال أصلا، وقد يصل الأمر إلى أن نتبرع – ليل نهار – بإجابات على أسئلة لم تطرح ابتداء.

شكرا يا  رجل

وفى انتظار إضاءاتك لبقية الومضات (المحاور)

د. رجائى الجميل

9) Collective conscious

10) Accepting contradictions

11) Non-judgmental

12) Exploring means and not objectives

13) Inevitability of open ended explorations

14) Change

15) Morals

16) Insight

17) Breaking Egoism

18) Depth

19) Time

Do you agree

د. يحيى:

شكرا

*****

 كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (38)

دروس من مجموعة المواجهة(1) Encounter Group

محو مبادرات التغيّر أولا بأول!

د. محمد جمال

المقتطف: لا شىء يستحق أن يوصف بصفة أنه \”حياة\” لو كان غير عرضة للتغيير\”

التعليق: يعنى المرضى اللى بنشوفهم فى المجتمع العلاجي،شبه احياء،ورغم كده فيهم عزلة واحتياج وحزن، يمكن طريقه تعبيرهم المرضية عن الاحاسيس دى موجودة بس هما مش ميتين؟

 الاهم بالنسبة لى ازاى اعرف انفخ فيهم من روح ربنا، ورغم كل وسائل المقاومة اللى بيصدروها لنا.

د. يحيى:

… بأن تواصل التعلم، والإصرار، وقبول الإشراف، وألا تنسى أن تمر النفخة بوعيك شخصيا وأنت تنفخ فيهم من روحك المتواصلة طول الوقت مع الحق تعالى.

 د. محمد جمال

 مقاومة التغيير، – التغيير الكاذب- إزاى اقدر أأثر فى المجموعه لو وصلت لمرحلة الحل التسكينى ده !! جزاك الله خير يا دكتور يحيى

د. يحيى:

المسألة يا محمد ليست أن تؤثر فى المجموعة، وإنما هى استعادة تحريك ما سكن رعبا أو كسلا أو دفاعا، هى عودة إلى أصل قوانين الحياة كما علمنا شيخنا نجيب محفوظ، وسوف أقتطف لك بعض ما كتبته فى نقد “ملحمة الحرافيش”، لعل الأمور تتضح لك ولنا.

‏4/1:  ‏لا‏ ‏دائم‏ ‏إلا‏ ‏الحركة‏. ‏هى ‏الألم‏ ‏والسرور‏. ‏عندما‏ ‏تخضر‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏الورقة‏، ‏عندما‏ ‏تنبت‏ ‏الزهرة‏، ‏عندما‏ ‏تنضج‏ ‏الثمرة‏، ‏تمحى ‏من‏ ‏الذاكرة‏ ‏سفعة‏ ‏البرد‏ ‏وجلجلة‏ ‏الشتاء…‏.المتن من الرواية:(‏ص‏247)‏

بهذه‏ ‏المباشرة‏، ‏وفى ‏قمة‏ ‏وسط‏ ‏الملحمة‏، ‏أقرها‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ‏، ‏وحددهـا‏، ‏وقدمها‏، ‏لكن‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏لا‏ ‏يجعلنا‏ ‏نقر‏ ‏أنه‏ ‏بسّطها‏ ‏أو‏ ‏سطّحها‏.‏

لكن‏ ‏الحركة‏ ‏تبدو‏ ‏ذات‏ ‏أبعاد‏ ‏ودلالات‏ ‏متغيرة‏ ‏يستحسن‏ ‏الوقوف‏ ‏عندها‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏تختلط‏ ‏الأمور‏:‏

فثمة‏ ‏حركة‏ ‏راتبة‏ ‏متعاقبة‏، ‏مثل‏ ‏مرور‏ ‏الأيام‏ ‏وتتالى ‏الليالى‏.‏

وثمة‏ ‏حركة‏ ‏دائرية‏ ‏مستعادة‏، ‏فيها‏ ‏من‏ ‏التغير‏ ‏والتفتح‏ ‏بقدرما‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏التكرار‏ ‏والانتظام‏، ‏مثل‏ ‏تغير‏ ‏الفصول‏، ‏ودورات‏ ‏السنة‏. ‏لكنها‏ ‏فى ‏أغلب‏ ‏الأمر‏ ‏عود‏ ‏على ‏بدء‏.‏

وثمة‏ ‏حركة‏ ‏متفجرة‏ ‏مغامرة‏، ‏تعلن‏ ‏إعادة‏ ‏الولادة‏، ‏والقفز‏ ‏فى ‏المجهول‏ ‏الرائع‏ ‏إلى ‏الجديد‏ ‏الواعد‏، ‏متضمنة‏ ‏المخاطرة‏ ‏بالقديم‏، ‏بغض‏ ‏النظر‏ ‏عن‏ ‏النتيجة‏ ‏إن‏ ‏بناء‏، ‏أو‏ ‏هدما‏. ‏لكنها‏ ‏تحمل‏ ‏فى ‏الحالين‏ ‏من‏ ‏مقومات‏ ‏الحياة‏  ‏المتجددة‏ ‏ما‏ ‏يجعلها‏ ‏المقابل‏ ‏الحقيقى ‏للسكون‏.‏

ثم‏ ‏ثمة‏ ‏حركة‏ ‏ممتدة‏  ‏عبر‏ ‏الأجيال‏، ‏تقاس‏ ‏وحدتها‏ ‏الزمنية‏ ‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏بطولها‏، ‏وإنما‏ ‏بما‏ ‏تحويه‏ ‏من‏ ‏معانى ‏التغييرالكيفي‏. ‏وهى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تحمل‏ ‏إيجابيات‏ ‏الحركات‏ ‏السالفة‏ ‏الذكر‏، ‏ولكن‏ ‏على ‏مدى ‏أطول‏، ‏وشمول‏ ‏أعم‏”.‏

هذا علما بأن قبول التسكين بوعى نابض هو جزء من الحركة، وعلى من يستقر فى مرحلة التسكين أن يستقر كما يشاء، ومع أنه خاسر فعلا، إلا أنه لن يتحرك إلا إذا اضطر للحركة وهو مضطر ما دام ينتمى إلى الحياة والأحياء.

*****

كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (37)

مشروع تقييم ذاتى للأطباء من اللعبتين

د. محمد جمال

اللعبة الأولى:

يااااه!!! دى طلعت صعبه بشاااااكل، ولكن بس انا قدها

اللعبة الثانية:

لو كنت اعرف ان الموضوع كده كنت نهيته قبل ما يبتدى

د. يحيى:

ماذا جرى يا محمد!!؟ من امتلاء بقدرة ليس لها ما يدعمها، وأنت فى بداية الطريق إلى التسليم الجاهز هكذا؟، طيب أرنا شطارتك ولا تخش ما لم يبدأ بعد، ولكن لا تنس أن الحياة كلها مجموعة بدايات.

أ. إسلام حسن

الحقيقة يا دكتور يحيى أوقات الألعاب تسهل نقل اللغة بالتواصل ونقل خبرة، فهى حقيقى تفتح مجال حوار كبير قد لا استطيع التعبير عنه.

د. يحيى:

ولكن يا محمد، برغم سهولة العرض، فما أصعب الإلمام بأبعاد تحركات مستويات الوعى، وتجليات إبداع العامة، ثم رصها فى كلمات.

أ. إسلام حسن

اللعبة الأولى:

يااااه!!! دى طلعت صعبه بشاااااكل، ولكن حاخطيها

د. يحيى:

ربنا معك

اللعبة الثانية:

لو كنت اعرف ان الموضوع كده كنت اجتهدت

د. يحيى:

ومن يمنعك (هوّا حدّ حايشك)

د. نجاة أنصورة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى سيدى وبارك الله فيك.

أعتقد بآن مستويات الإشراف تعتبر تضمينا مقننا لضبط ممارسة العلاج الجمعى بصفة خاصة ومع الإلتزام بالحضور المستمر يمكن أن  يتحقق من خلاله ضمان حصول المتدربين على خبرة العلاج الجمعى تمكنهم من دخول معترك الخبرة بالممارسه المتأنيه والمتابعه لكل جديد بالمجال.

 وإنا فى إنتظار صدور كتاب الأساس فى العلاج ..

وفقكم الله تعالى … مع فائق مودتى وإحترامى شكرا جزيلا لك.

د. يحيى:

شكرا

لكن دعينى اعترف لك يا نجاة أننى أخشى ظهور هذا الكتاب خاصة وأنه يبدو وأنه ليس له نهاية قريبة.

*****

حوار مع مولانا النفّرى (32)

من تجليات “الدخول والخروج” ما بين العلم والجهل، وبعدهما

د. محمد أحمد توفيق الرخاوى

العلم هو قصور ظاهر حتمى ينبئ بالجهل

والجهل اعتراف حقيقى بقصور متحسس العلم الا ان يهب الله منه القليل الذى يؤكد روعه الجهل طول الوقت!!

فيغشاه كنف رحمات هبه الحمد على العلم والجهل معا

د. يحيى:

ليكن!!

*****

 كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (36)

تحريك الوعى بما لم نتوقع!!

“ياه!!!.. دى طلعت صعبة بشكل..(بِشـاااكْل)!!!! ولكن..”

د. إيهاب هندى

بما أن للجروب بركة فمن المؤكد أن للكتابه فى الجروب نفس البركة واصل،

 وربنا أقرب مما نتخيل كما ذكرت شريفة فى الجروب

د. يحيى:

على ما أذكر فإن ما قاله هانى فى المجموعة هو “بركة” هنا ودلوقتى”، وكانت مفاجأتها شديدة الوقع علىّ، ودلالتها لى شديدة الإيحاء

شكرا يا إيهاب

وربنا يقدرنى

*****

نبض الناس

الشعور بالذنب (2: للأطفال داخلنا)

د. مايكل فهمى

هل ممكن نسميه \”الألم المحيى\”..؟

كنت حاضرا جلسة العلاج الجمعى تلك, وكانت تلك إجابتى التى لم أنطقها عندما طرحت حضرتك السؤال \”عكس الشعور بالذنب\”

ثم بعد فترة قررت أعرضها عليكم لعلك تجدها أنسب – أو لا  – وخاصة أنك علمتنا عدم نطق \”التغيير\” ومشتقاته لفظيا.. فلم أعد أحبه..

وأيضا لأن ما تقوم به هو فى واقع الأمر أقرب إلى مشاركة الخالق فى الإقامة من الأموات..  فما رأيكم؟

د. يحيى:

أوافقك أن صفة “المحيى” أشمل وأرحب من صفة “المغيِّر”، الإحياء فيه معنى “القيامة” وأيضا “ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”، لكن صفة المغيّر أكثر تحديدا وتحديا، لأنها تجذبنا إلى الواقع المائل وتلزمنا بقياس التغيير على أرضه فعلا.

*****

  (برغم كل الجارى، مازال فينا: “.. شىءٌ مـَا”)  نشرة 24-5-2008

أ. ليديا جرجس

المقتطف: أما القسَـم الصادق، فهو أننى أقسم بالله العظيم ثلاثا أننى رأيت وأرى هذا الشئ بعينْى رأسى موجودا غصبا عنى وعنك، وأنه سوف يتجلى “بنا” فى يوم ما، ليفرض نفسه علينا.

التعليق: وأنا كمان بشوفه كل يوم أربع ربنا يخليك وتعيش وتعلمنا

د. يحيى:

 رؤيته “معا” تجعله أقرب، وتجعلنا أقرب إليه

وإلى بعضنا البعض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *