الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة 2-1-2015

حوار/بريد الجمعة 2-1-2015

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 2-1-2015

السنة الثامنة

العدد:  2681

حوار/بريد الجمعة

المقدمة:

مازالت التعقيبات تحت ضغط

إلى متى؟

هل يا ترى سوف يتعودون حتى لا يمكن إيقاف العادة لو خف الضغط أو اختفى؟

أنا غير راض على ما يجرى هكذا.

إلى متى؟

*****

الأساس فى الطب النفسى

 ملف الوجدان واضطرابات العواطف (51)

 عُـسْـر الاضطرابات الوجدانية: كمِّيا (11)

 أسى الفقد (2) ومَسْرَحَة الموت “بالعديد”

د. محمد الرخاوى

فى كل مرة تعرضت فيها لقرب شديد من العديد، أو على الأصح من الصويت واللطم الموجوع للغاية من فقد عزيز، سواء كانت تمارسه واحدة من المكلومات، أو من المعددات المحترفات، كنت أنزعج بشدة من الاختراق الذى لا يستأذن. ومع ذلك كان العديد (الصويت واللطم خاصة) “مخترقا” لدرجة إثارة ردفعل داخلى غير مفهوم، وكأنه رغبة فى إعادة هذا الاختراق وتكراره، (شىء يذكر بـ “إجبار التكرار” لفرويد : ما فوق مبدأ اللذة). وكأن هذا الاختراق الذى يحدثه كل هذا التعبير عن الوجع يكسر حدوداً ويزيل جدراناً لا أعرف عنها –ولا عما ورائها- إلا وهى تخترق، ثم وكأن طعم هذا الاختراق يغرى بإعادة تذوقه.

وعلى الرغم من عجزى عن تبنى موقف يبرر ممارسة وجع الفقد بهذه الدرجة التى تشوبها تهمة الابتذال؛ أجدنى عاجزاً أيضاً عن إنكار ما يصلنى ممن يرفضون العديد رفضاً أخلاقياً/دينياً، فدائماً ما يصلنى خوفهم الرافض تماماً لأى “اختراق” للحدود التى يحتمون فيها، وكأنهم بدورهم لا يدافعون إلا عن تجمد متنازل عن الإحساس بل مقاوم له. فكأن العديد (ووجع الفقد القاهر) يحمل معه فرصة للوعى بمستويات من “الإحساس” لم تعد تجد لها فرصاً أقرب، وهو الوعى الذى ربما يقف خلف “إبداعية” العديد الشعرية المميزة.

د. يحيى:

تعقيب صادق جدا

يبدو أن تشكيلات لا نعرفها من الأسى موجودة بداخلنا بلا حدود

انتبهتُ إلى لفظ الأسى الآن، ولم أعرف أين أضعه بين الألم النفسى والحزن الأصيل.

شكراً.

أ. أحمد مصطفى

المقتطف:  الراحل عريس فى زفة

التعليق: لفت نظرى وصف الموت كأنه زواج له زفة، وهو نفس ما ذهب إليه د. مصطفى محمود حينما رأى نفسه فى حلم ميت وكان تحليله للحلم أنه سيتزوج فما جذور العلاقة بين الموت والزواج

د. يحيى:

لا أعرف حلم مصطفى محمود رحمه الله، كنت أحبه، ولا أرحب بتفسير حلمه هذا هكذا، ولا بتفسير أى حلم إن كنت تتابع نظريتى  فى الأحلام والاهتمام بوظيفتها المعرفية والتنظيمية أكثر من محتواها (نشرة 22-9-2010 فرض: “نحن نؤلف أحلامنا” تجربة من العلاج الجمعى “نعمل حلما”: “هنا والآن”)، (نشرة 29-9-2010 هل نحن نصنع (نبدع) أحلامنا؟ قراءة مبدئية ومنهج صعب).

ولا بتفسيره العلمى للقرآن، لا هو ولا غيره،

 المهم أن هذه الزفة قد تقرّب لى أكثر فكرة أن الموت هو إعادة ولادة فى أزمة نمو. (نشرة “الإنسان والتطور” 10-3-2010).

أ. أحمد رأفت

أعجبنى: شعر صلاح جاهين

يا طير يا عالى فى السما طظ فيك ما تفتكرش ربنا مصطفيك برضك بتاكل وود وللطين تعود تمص فيه يا حلو ويمص فيك.

د. يحيى:

عندك حق

رحمه الله

أ. إيهاب الدين على

النشرة فيها الكثير من الأسى والحزن، وهذا ما أحاول الخروج منه ولكن لا أستطيع، تأتى الفرحة لمحة والحزن يأتى كأنه ليل طويل قارس ليس له أساس ثابت.

وشكراً

د. يحيى:

الاستعجال للتخلص من الأسى والحزن ليس دائما مستحب

لكن أيضا الاستغراق والاستمرار فيه بلا حركة منه ليس هو البديل

د. سعدية عرفات

بدا لى بعد قراءة أسى الفقد (الحداد والموت) أن النفس البشرية معقدة ومتشابكة إلى أبعد الحدود، وليس كل عديد أو حزن على الفقيد حزن حقيقى من أول وهلة، وتذكرت ذكر حضرتك لمريضة فى أحدى حلقات النقاش فى جروب الأربعاء – على ما أذكر – أنها زغرطت بعد سماع موت ابنها وتعجبت لذلك!!

وسؤالى كيف يمكن الأرتقاء من عسر اضطراب وجدانى مثل “أسى الفقد” إلى شىء إيجابى وتخطيه ومواجهته والتعامل معه بدون إنكار أو جلد ذات؟!!

د. يحيى:

ليس عندى رد جاهز، ولا رد عام

إنما:

“هو الله الذى لا إله إلا هو”

هل وصلك الرد؟

أ. مصطفى عبد الحميد توفيق

كلمات فى منتهى المرارة والأسى.. تألمت كثيراً لقراءة هذه النشرة.

د. يحيى:

يا رب نتحمل مسئولية الألم. 

أ. محمود جمال الدين محمود

وصلنى أن الحزن رغم كونه حق إنسانى إلا أنه عندنا المصريين يختلف كثيراً عن باقى الشعوب، ورغم كون الموت هو سنة حياتية نجد أن المصريين يعطونه حجماً أكبر كثيراً عن باقى الشعوب وهو يرتبط بالحزن وطبيعتنا فى تعاملنا مع فقدان الأحبة فنجد المرأة ترتدى الأسود ولا تخلعه، ونميل إلى رؤية الأغانى الرومانسية كذلك إذا زاد فيها الحزن والأسى، وربما يكون ذلك لقرب الكثير منا، من الحياة البسيطة وبقاءهم بعيدين عن التطور السريع فى التكنولوجيا ووسائل الرفاهية، لا أعرف!؟

د. يحيى:

الربط بين هذا الذى وصلك، والذى وصلنا شديد الأهمية فيما نحن بصدده للتعرف على ثقافتنا الحقيقية وخاصة الثقافة الفرعية التى مازال العديد للفقد جزءًا من نسيجها، وحتى تعرف الفرق تصور مجتعما أوربيا ديمقراطيا متحضرا جدا يمارس هذا الطقس هكذا، وسوف تنزعج من جسامة الفرق

فإذا كان الفرق بهذا الحجم هكذا فى مسألة فرعية مثل هذه، فلماذا لا نتبينه ونعمل حسابه فى ممارستنا الطب نفسية.

أ. أمير منير

المقتطف: يا ديب ما تزعق تبكينى،  أنا كنت عند امى ترضّينى

التعليق: أنا لا أفهم تعبير هذا البيت يبدو أنه صاحب الذئاب لذلك لا تخاف منها، ولا يخاف منها، ولكن ما تفسير أن تخفض صوتها حتى لا يبكى؟

د. يحيى:

أظن أن المعنى لم يصلك تماما

أرجو أن تستقبل العديد على أنه  شعر خالص

وأحيانا “مسرح” أيضا

وبالتالى هو لا يحتمل التفسير هكذا .

دعه يصل إليك أولاً.

أ. محمد الويشى

(يقلقنى جداً) حصار الموت لكتاباتك وكلماتك! متأكد من إدراك حضرتك لما بين تلك الكلمات ال6 من جمل!

د. يحيى:

ربما

ولا أوافقك.

أ. ميادة المكاوى

فيما يتعلق بمسرحة الموت بالعديد، فانى استشعر علاقة ما بالدراما العلاجية وان عجزت عن توضيحها أو تفسيرها.

د. يحيى:

عندك حق

وانت الأدرى

د. ياسمين مدحت

آسفة لم احتمل هذه النشرة، اراها تدعو الى الألم والغوص فيه دون مبرر ودون طرح حلول أو الوصول إلى نتائج . مجرد اختبار الألم فى ابشع صوره و اعتقد ان الآباء يعلمون لذلك بعد  آخر فضلا\”عن بقية القراء.

واتفق مع تساؤل حضرتك ّكيف لذلك ان يصبّر أما؟

 وبناء على ذلك، آسفة لحضرتك مش عاجبنى و مش موافقة ومش عايزة تانى.

د. يحيى:

عدم تحمل كل هذا الألم هو علامة على صدق الرسالة

 أما الأثر فكل متلقٍّ مسئول عن ما يصله

والنعام لا يفلت من الهجوم بدس رأسه فى الرمال

معك الله

ومعنا

وشكراً.

د. محمد بكر

هذه النقلات أراها فى اللى إسمهم عايشين يومياً

د. يحيى:

أية نقلات؟

وماذا تعنى بـ “هايشين يومياً”؟

 أ. محمود راضى

فى الحقيقة لقد احترت فى أهمية العديد فهل هو مجال للتنفيس الانفعالى وتفريغ الحزن أم أنه تأجيج لمشاعر الحزن رغبة فى التلذذ بالألم النفسى، ونسيان كل شئ سلبى للمتوفى.

د. يحيى:

ربما كل هذا

وغير هذا.

****

الأساس فى الطب النفسى

 ملف الوجدان واضطرابات العواطف (52)

 عُـسْـر الاضطرابات الوجدانية: كمِّيا (12)

أسى الفقد (3) والعديد باسم اليتيم يفتقد الأب

د. أحمد عثمان

المقتطف: الذل وألم الوحدة

التعليق: توجد ممارسة متواترة الآن فى عالم العلاج النفسى من مدخل العلم الكوانتى تتمركز حول كشف وتعرية المفهوم الزائف عند المتعالج عن نفسه (والذى يُفَسَّر من خلاله حركية ودفاعات هذا المتعالج طولياً وعرضياً).

وعند تطبيق هذه التدريبات (فهى تتشابه كثيراً مع الواجبات المعرفية)، نفاجأ (فى جميع الحالات بلا استثناء) (وحتى الآن) أنه لابد أن تتمحور المفاهيم المركزية الزائفة عند هؤلاء المتعالجين حول الخوف من الوحدة والضعف.

د. يحيى:

الاعتراف بالوحدة والضعف أهم وأكثر إيجابية من الخوف منهما

ما وصلنى هو نوع آخر من التنفيث، وفى حدود علمى (وما قدّمتَ أنت فى الندوة) فإن علم الكوانتى قد يشمل ذلك لكنه يتخطاه.

*****

الأساس فى الطب النفسى

 ملف الوجدان واضطرابات العواطف (50)

عُـسْـر الاضطرابات الوجدانية: كمِّيا (10)

أسى الفقد (الحداد – الموت)

أ. أحمد مصطفى

المقتطف: تسطيح الحزن بلفظته

التعليق: وصلنى أن أحيانا ما يخرج الانفعال بصورة سطحية إذا ما عبر عنه بكلمات

السؤال: كيف يمكننى أن أعبر عن عمق المشاعر لفظيا دون أن أفقد عمقها وكيف أساعد الآخر على فعل ذلك؟

د. يحيى:

“الصمت المتكلم” هو خير وسيلة

والله المستعان

 أ. أحمد رأفت

ما هو ميكانيزم “تكوين رد الفعل”

د. يحيى:

ألم أطلب منكم بالبحث (المتواضع) قبل السؤال؟

برجاء البحث عنه بالانجليزية Reaction Formation rechausm وبالعربية ميكانزم “حيلة تكوين رد العقل”،

وعموما ورد فى كتابى فى دراسة السيكوباثولوجى وهو فى الموقع من الفصل الثالث “الحيل النفسية … وضرورة العمى النفسى مرحليا” صفحات (102-104)  وأكتفى هنا بهذا المقطع وهذا الهامش:

“….والتحايل‏ ‏على ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏البشعة‏ ‏يظهر‏ ‏فى ‏الأدب‏ ‏الشعبى ‏فى ‏صور‏ ‏مختلفة، مثلا ‏حين‏ ‏تحسن‏ “‏ست‏ ‏الحسن‏ ‏والجمال‏” ‏إرضاء‏ ‏أمنا‏ ‏الغولة‏ ‏بالتحايل بأكل السمسم بدلا من القمل‏ ‏والتغطية، ‏فى ‏حين‏ ‏تبدو‏ ‏المصارحة‏ ‏الفجة‏ ‏موردا‏ ‏للتهلكة‏ (1)، حين يحدث ذلك منا بطريقة لاشعورية يصبح هذا “تكوين رد الفعل” Reaction Formation

وهذه‏ ‏الحيلة‏ ‏تعنى ‏أننا‏ ‏نرى ‏ونفعل – لا شعوريا-‏ ‏عكس‏ ‏مايكمن‏ ‏داخل‏ ‏نفوسنا‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الذى ‏يكمن‏ ‏فى ‏الداخل‏ ‏مهددا‏ ‏أو‏ ‏بشعا‏ ‏أو‏ ‏شائها، ‏فنرى ‏المساوئ‏ ‏حسنات، ‏ونحس‏ ‏بالكراهية‏ ‏وكأنها‏ ‏حب‏ ‏مفرط، ‏وكل‏ ‏هذا‏ ‏يحمينا‏ ‏من‏ ‏مواجهة‏ ‏العدوان‏ ‏والتعرض‏ ‏لمخاطر‏ ‏الالتهام‏ ‏أو‏ ‏الرفض”‏.‏

(مرة أخرى: كل هنا بآليات اللاشعور المسمى “ميكانزم”).

أ. أحمد رأفت

هل اختلاف مظاهر الاسى يرجع فقط إلى اختلاف الثقافات أم موروث من الماضى؟

د. يحيى:

أغلب الظن أنه تراث يتآكل بالتدريج.

أ. أحمد رأفت

أرى أنه لا يوجد طقوس الحداد الأن كما فى الماضى.

د. يحيى:

هذا صحيح

وكثير من المقيمين فى المدن لا يعرفون معنى العديد أصلاً ولم يسمعوه  ولا مرة واحدة.

أ. إيهاب الدين على

إلى متى نستطيع السيطرة على مشاعرنا؟

وهل إذا فقدنا السيطرة يحدث الاضطراب مهما كان اسمه؟ كيف نحمى أنفسنا من الاضطرابات والأمراض النفسية؟

شكراً لسيادتكم

د. يحيى:

ولماذا السيطرة.

المطلوب هو احترام المشاعر وإطلاقها لما خلقت له

أما عن الحماية من الاضطرابات النفسية فهذا يحتاج كتابا بأكمله.

أ. مصطفى عبد الحميد

ما دور الثقافة فى تحديد عمق ومدة ونوع طقوس الحداد؟

استفدت كثيراً بمعرفة إيجابيات وسلبيات الأسى.

د. يحيى:

أما عن المدة فهذا يختلف باختلاف الثقافات الفرعية،

أما عن العمق فهذا أمر ليس بيدى ولا بيدك

أ. أيمن عبد العزيز

حضرتك ذكرت أن العديد له إيجابيات وسلبيات ومن إيجابياته فرد الحزن على الزمن وتعميق الألم فتخف حدته.

د. يحيى:

طيب،

إذن ماذا؟

أ. أيمن عبد العزيز

لا يجسد الموت بداخلى تجسيد الموت وخوفى عنه يقلل من الحزن والألم ولكن يزيد من خوفى.

د. يحيى:

لم أفهم لعل هناك خطأ مطبعى عموما الخوف من الموت واجب وله وظيفة أيضا

أ. نادية حامد

وصلنى ألم شديد شديد فى خبرة الفقد المطروحة فى هذه اليومية وعندما تقمصت هذه الخبرة “العديد” وجدت صعوبة شديدة مع نفسى فى لفظنة العديد على الرغم من حجم وعمق الألم المصاحب لهذه الخبرة من الفقد.

د. يحيى:

عندك حق

وهذا يتناسب مع صدقك وعمق مشاعرك

أ. نادية حامد

بالنسبة لمقولة حضرتك فى هذه اليومية “احتجاج‏ ‏على ‏القدر‏، ‏وعتاب – العاشمين-‏ ‏مع‏ ‏الله” وصلنى منها نوع من السماح باللوم والحق فى العتاب نحو الله بالرغم من  صعوبة هذا ومن ناحية الإيمان والقضاء بمشيئة الله تعالى.

د. يحيى:

“ولك العتبى حتى ترضى”

صدق رسول الله عليه صلواته.

أ. رباب حموده

أحسست جدا بهذه اليومية وشعرت بالحزن وكان أحد قد فقد لى

 التراث الشعبى دائما يعبر عن الحزن والفرح أو أى مشاعر بطريقة أصيله لا يعرف العلم الحديث عنها أو وصفها.

د. يحيى:

هذا صحيح

ومحترم

أ. أمير منير

المقتطف: تسطيح‏ ‏الحزن‏ ‏بلفظنته

التعليق: أنا لا أفهم المقصود بتسطيح الحزن بلفظته

د. يحيى:

يا أمير!! يا عم أمير!!، أنت تسمع منى هذه الألفاظ ليل نهار!!

المعنى هو أن الحديث عن الحزن يقلل من عمقه وأحيانا من صدمته

هل تذكر شعرى القائل:

“لو أبطل وصف فى الإحساس حاحس!!”.

أ. محمد المهدى

أعترض على أن العديد له وظيفة فى تعميق الاحساس بألم الفقد بل أرى أنه فى كثير من الأحيان يكون دوره تسطيح الاحساس بالألم والهرب من مواجهة حقيقة الموت.

د. يحيى:

الاحتمالات واردان

أ. محمد إسماعيل

وصلنى جداً العناصر ولكننى اعترض على تقسيمها إيجابى وسلبى يمكن اكون مش فاهم بس حضرتك كنت دايما تأكد على الفرق بين الموت والفقد.

د. يحيى:

ومازلت أصر على هذه التفرقة بين الموت والفقد

حقيقة الموت لا أحد يعرفها، ويمكنك الرجوع إلى محاولاتى نشرات (نشرة 15-12-2014)، (نشرة 21-12-2014)، (نشرة 22-12-2014) ، أما لوعة الفقد فهى التى تتجلى أكثر فى العديد.

 أ. محمد الويشى

موضوع مؤلم لكنه يحتاج للإستطراد فى اكثر من مقال لست أدرى لماذا يميل البعض للقرب مما يؤلمهم!!

د. يحيى:

هذه ليست ماسوشية Masochism كما يجب التحليليون أن يسموها، أننا حين نقترب من آلامنا نحترم طبيعتها، وبالتالى نستطيع أن نقترب من فرحنا بنفس الشجاعة والثقة.

أ. ميادة المكاوى

فى الحقيقة كنت أتوقع أو أنتظر تعمق واستطرداد أكثر فى مدى اختلاف وتعدد إمراضية فرط الأسى أكثر منه استطرداداً فى طبيعة الموقف الشعبى من الموت أو الفقد ربما لشدة إنشغالى بهذه الحالة واختلاف الموقف الإنسانى منها الذى أجده مرتبطا بثقافة وتركيبه الشخص أكثر من ثقافة المجتمع الذى ينتمى إليه والتى بالطبع لها دور فى تركيبه ولكنى أجده موقف شخصى متفرد.

د. يحيى:

التفرقة بين الموقف الشخصى والموقف الجماعى صعبة جدا.

لكن لا مانع من شعور خاص بتفرد كل منا فى نوعية مشاعره وأسبابها،

هذا أمر طبيعى أيضا، وجدا.

أ. ميادة المكاوى

انطلاقا من موقفى الشخصى لم أستطع مواكبة الرؤية المتعمقة والمستطردة فى مسألة العديد ولم أستطع الموافقة على إيجابياته إجمالا وليس تفصيلا.

د. يحيى:

أحترم رأيك

د. محمد بكر

لم أشارك مجموعة من الناس ما يسمى الحداد قبل ذلك، استغرب الحداد الجماعى، ولا أجعل أحداً يشاركنى حدادى.

د. يحيى:

لماذا؟

أعِدْ حساباتك.

أ. علاء عبد الهادى

كيف يكون فرط الأسى احتجاجا لا شعوريا؟ على الراحل أنه تخلى عن الشخص المعتمِد عليه،

 أفهم المعنى السيكوباثولوجى لذلك لكنى تعجبت، ولم يخطر ببالى ذلك، وقد يفتح ذلك طرق للعلاج من خلال إدراك المسئولية وتحملها إذا صح ذلك.

د. يحيى:

كل هذا طيب.

ومفيد.

*****

الأساس فى الطب النفسى

 ملف الوجدان واضطرابات العواطف (53)

 عُـسْـر الاضطرابات الوجدانية: كمِّيا (13)

الألم النفسى

د. ماجدة صالح

المقتطف: إن‏ ‏شعور‏ ‏الفاحص‏ ‏بهذا‏ ‏الألم‏ ‏العميق‏ ‏يزداد‏ ‏مع‏ ‏توثق‏ ‏العلاقة‏ ‏بالمريض‏ ‏وممارسة‏ ‏التقمص‏ ‏الإيجابى. ‏

التعليق: إذا عدنا إلى تعريف الألم النفسى بأنه “شعور عميق بوعى غائر بالصعوبات  والوحدة والتناقضات وعدم الاتساق”

ألا يوجد خوف حقيقى على المعالج من فرط وعمق حدسه الإكلينيكى والتقمص (والمواجدة) ووعيه الغائر بالصعوبات (الداخلية والخارجية) أن يعانى هو شخصيا من هذا الألم النفسى فيعيق علاقاته الشخصية فيزداد ألما ووحدة؟؟!!

د. يحيى:

عندك حق، كل الحق

لكن ما العمل ومهنتنا تتطلب ذلك؟

 ضبط الجرعة ما أمكن ذلك هو الحل الوحيد، وهو حل صعب،

والمعاناة مع المريض هى من ضمن وأهم آليات العلاج

لكن على شرط ألا يعيق ذلك علاقات المعالج الشخصية (وغير الشخصية).

أ. محمد أسامة

المقتطف: “لا‏ ‏يوجد‏ ‏مع‏ ‏الألم‏ ‏النفسى ‏تهوين‏ ‏للذات أو حط من قيمتها‏ ‏ولا‏ ‏سوداوية‏”

التعليق: إزاى لا يوجد مع الألم النفسى تهوين للذات

مع أن المعروف لفظ التهوين مرتبط أحيانا بالألم النفسى من خلال الشخص لو قال أنا متألم نفسياً فالطبيعى الرد يقول طب “فضفض” أو هون عن نفسك.

د. يحيى:

تهوين الذات يعنى الحطّ من قدراتها وتشويه صورتها، وهو ليس له علاقة بالتعبير “هوّن عن نفسك !!

أ. محمد أسامة

المقتطف: ” ‏أن‏ ‏ظهور‏ ‏علامات هذه المشاعر المشتملة للألم والحزن والدهشة وقدر من الطمأنينة لجدية المشاركة، هو‏ ‏أكبر‏ ‏دليل‏ ‏على نجاح العلاج والتقدم على طريق النمو، وهذا يختلف تماما عن الشائع من أن هدف العلاج هو “إراحة المريض”، أو حتى هو السماح له “بالتفريغ” أو “التنقيث”.

التعليق: حضرتك ذكرت أن هدف العلاج هو إراحة المريض أو حتى هو السماح بالتفريغ أو التنفيث طب وإزاى حضرتك ذكرت أنه لا يوجد مع الألم النفسى تهوين للذاتظ

د. يحيى:

إراحة المريض هى علامة طيبة

والسماح بالتفريغ والتنفيث خطوة مساعدة

لكن لا هذا ولا ذلك هو الغاية النهائية للعلاج

غاية العلاج هى إزالة العقبات أمام اضطراد خطوات النمو الطبيعى للفرد فى الجماعة.

د. خالد عبد الناصر

المقتطف: “بل نعمة من الله لنكون بشرا”

التعليق: كم سمعت من د. أحمد ضبيع كلامك عن “الكدح إليه”، ثم وصلنى هذا المعنى فيما بعد، وما يتعلق به كألم البصيرة، وألم النمو، وأحسن إحساسا أن هذا الألم هو جوهر الإنسانية، بنفس المعنى الذى تحمله عبارتك هذه، وغيرها مثل “شرف الألم” و”الألم الشريف”

د. يحيى:

هذا صحيح

شكرا

د. خالد عبد الناصر

المقتطف: يا لصعوبة ضبط الجرعة!!!

التعليق: لا زلت أردد ما سمعته منك فى قصر العينى متحدثا عن هذا الفن الذى تمارسه “الجرعة هى الصنعة، إمتى؟ وقد إيه؟

د. يحيى:

هذا صحيح

شكرا مرة أخرى

د. كيرلس فوزى

المقتطف:  وأكرر أنه إذا أساء المعالج (أو أى آخر) حسبة الجرعة وطالت خبرة الألم بلا ناتج حالىّ أو واعد، تهدَّدَ الكيان النامى بالتفسخ من فرط الألم، مما قد يضطره إلى أن يلجأ إلى التغطية بأية آلية (ميكانزم) قديمة أو جديدة، بالكبت مثلا أو بالانسحاب.

يا لصعوبة ضبط الجرعة!!!

وضرورتها.

التعليق: هذه أكثر جملة أثرت فىّ!

د. يحيى:

عندك حق

أ. هناء صلاح

الألم النفسى وعلاقته بالاكتئاب.. عارف يا د. يحيى الألم النفسى بالنسبالى حاجة صعبة جدا وهذا الألم يشعرنى بأن قلبى قد يوقف من شدة بطء نبضاته وكأنه مطعون بسكينة ولا أستطيع التنفس بصورة طبيعية، وأيضا مزاجى لم يعد يخرج منه إلا الحزن ومخى لم يعد يحتمل التفكير، وتكاد رأسى تنفجر من الصداع واشعر بأن أى صوت يزعجنى فأحب ان أجلس بمفردى حزينه، وحتى حركتى بطيئة وكأنى عجزت وبقى عندى 100 سنة يعنى فقدت الحياة.

فأتمنى من الله أن يهبنى الشجاعة لكى أواجهه.

د. يحيى:

الوصف شديد الصدق، أدعو الله أن يخفف عنك، كما أدعوكى – برغم كل ذلك – للإكثار من “الحمد  (حمد لله): دون تحديد ما تحمدينه عليه،

الحمد لله

أ. أحمد رأفت

متى يرتبط الاكتئاب بالألم النفسى؟ وما هى آليات التقمص الإيجابى؟

د. يحيى:

الاكتئاب الذى هو تفجّر للوعى مرتبط عادة بالأم النفسى،

 أما الاكتئاب اللزج النعّاب فليس له علاقة

 أما عن آليات التقمص الإيجابى فليس لها تفاصيل يمكن سردها الآن،

وهى تبدأ باحترام المريض مع صدق المواجهة.

أ. منى على

هل الحزن بدون سبب اسميه ألم نفسى؟

د. يحيى:

لا طبعا، الأمر ليس بهذه البساطة

برجاء الرجوع إلى النشرات

أ. منى على

ولماذا يسمى هذا الشعور بأنه غائر؟

د. يحيى:

لأنه غائر (عميق وجاد)

أ. محمد الويشى

النشرة وصلتنى بس محتاج تفاصيل اكتر:

1- مش عارف ليه اول ما قرأت العنوان استحضرت الألم النفسى بشكل كبير جزء من اللى عشته فى حياتى وجزء من اللى عشته مع المرضى خرجت من دايره العنوان وطلعت على التفاصيل.. خرجت لحيثيات أكاديمية الجزء الأول من النشرة بتنهيده طويله حسيت فى التنهيده الى إن الألم وجع.. وجع محتاج يتطبطب عليه – الألم تنهيده كلام كتير محتاج يوصل ساكن ضلوعك مالك خضوعك وكأن خضوعك بدا طوعك وكمان رجوعك وقته فات!! دمعه بتتكلم… تنهيده بتتألم اخرتها لفين – مش عارف!!

د. يحيى:

ليس مهم إلى أين، لكن التوقف خطر فى أى منطقة

د. نجاة إنصوره

ربما مصطلح \” الألم النفسى \” رغم دلالته الإكلينيكيه وإمكانيه رصد حضوره فى المريض سواء عن طريق شكواه أو رصد مستوى عمق الألم داخله من خلال لغة جسده .. إلا إنه مصطلح مفتوح جامع غير مانع التحديد والمدى . فما مدى إمكانيه الوقوف على سيكودينامية  الألم النفسى وهو إحدى إضطرابات عُـسر المزاج وهو بكل هذه العموميه وبدون حتى إمكانية قياسيه سيكومتريا؟!!

شكرا جزيلا … مودتى وكل عام وأنت بخير وسلام وعافيه.

د. يحيى:

عندك حق

لكننى أعتقد أنه من عمق معين، سوف تتبينين أن كل العواطف كذلك، وليس لها تعريف دقيق “جامع مانع”، كما تصوّر لنا المعاجم التى تكاد نصنِّم اللغة (تجعل منها أصناماً).

*****

الأساس فى الطب النفسى

 ملف الوجدان واضطرابات العواطف (54)

 عُـسْـر الاضطرابات الوجدانية: كمِّيا (14)

مقدمة للتعرف على: الخوف

د. كيرلس فوزى

من الجميل أن نتكلم عن الخوف وعن الحق فى الخوف

د. يحيى:

ثم ماذا بعد؟

لو سمحت: تذكّر أن الكلام ليس هو نهاية المطاف.

أ. عمر صديق

المقتطف: طالما‏ ‏أن‏ ‏لنا‏ ‏داخل‏ ‏لا‏ ‏نعرف‏ ‏أغلبه‏ ‏يهدد‏ ‏بالظهور‏ ‏أو‏ ‏التعرى ‏فالخوف‏ ‏ضرورة‏ ‏مصاحبة‏ ‏لأى ‏كشف‏ ‏له‏، ‏أو‏ ‏حتى ‏تهديد‏ ‏بكشفه‏.‏

التعليق: جملة غريبة وعجيبة، من اين جاءت عدم المعرفة هذه!؟ لا نعرف اغلب ما فى داخلنا!؟ هذه فعلا مخيفة واخاف ان افكر فيها اكثر حتى لا اشطح. يبدو ان الية م م م  يجب ان تعمل بشكل جدى اكثر ولكن كيف اضبط جرعتى لنفسي؟

د. يحيى:

ضبط الجرعة دائما هو المشكلة فى كل اتجاه

*****

 الأساس فى الطب النفسى

 ملف الوجدان واضطرابات العواطف (49)

عُـسْـر الاضطرابات الوجدانية: كمِّيا (9)

اللاستمتاع

د. هالة سمير

قد ذكرت سابقا أن بعض المرضى يشكون من فقد المشاعر وأن هذا قد يكون مرحلة لتنشيط استمتاع حقيقى من نوع آخر، وأنه إذا لم تتوافر له ظروف النقلة الإيجابية فأنه سيفشل؟!

لم أفهم ما هى ظروف النقلة الإيجابية وكيف نوفرها للمريض؟

د. يحيى:

إعلان أن المشاعر الروتينية السطحية الجاهزة انتهى عمرها الافتراضى ولو مرحليا هو إعلان واعد بالبحث عن مشاعر أعمق وأكثر أصالة، وهذا واجب المعالج بدلا من الإسراع بتصديق أن المريض الذى يشكو من فقد المشاعر قد فقد المشاعر فعلاً.

*****

الوجود بلا قضية

أ. أحمد مصطفى

استغربت جداً من أن المقال نشر من ثلث قرن وحالنا كما هو عليه!!

وأحسب أنه سيبقى كما هو لفترة أتمنى أن تخبرنى أنها ليست طويلة…

د. يحيى:

“كما هو عليه” أمر محتمل وربما متوقع

 أما أنه سيبقى فلا قدر الله

 والمسألة تتوقف على شطارتنا.

أ. محمد الويشى

يا دكتور يحيى الفلسفه فعل يومى مش وجاهه عقليه فعلاً بس إزاى نغرس المبدأ ده جوانا قبل ما توصله للناس!!

د. يحيى:

مرة أخرى: نحن وشطارتنا.

*****

حوار مع مولانا النفّرى (112)

من موقف المحضر والحرف

أ. منى على

المقتطف: أعجبتنى مقولة: “الحركة إلى الجهل إنما تؤكد ما هو علم”

التعليق: هل العلم يؤدى إلى جهل؟

د. يحيى:

العلم لا يؤدى إلى جهل،

 وإنما كل من العلم والجهل “معا” (البحث/ السعى/ رفض الاستقطاب) هما من أعمدة المعرفة.

أ. محمد أسامة

المقتطف: العلم الذى يستطيع أن يتجلى من خلال الحرف لا يصير الحرف معه حرفا،

التعليق: كيف؟

د. يحيى:

لأنه حرف ساعتها يصبح هو هو الوجدان، وهو هو المعنى (لا المضمون فقط).

أ. محمد أسامة

المقتطف: الحرف الدليل غير الحرف الصنم البديل

التعليق: ما الفرق بينهما؟!

د. يحيى:

الحرف الدليل هو دليل ما بعده، وما يشير إليه

 أما الحرف الصنم البديل فهو أيديولوجية خانقة حتى لو سمى علماً أو دينا.

أ. محمد أسامة

المقتطف: بالله عليك كيف يكون الحرف دليل العلم، ثم يكون فج إبليس؟ إلا أن يكون ذلك تنبيها قويا

التعليق: تنبيه لإية بالضبط؟

د. يحيى:

تنبيه لخطورة التوقف عند أدلجة العلم، أو أدلجة الدين (أدلجة تعنى، تقلبه أيديولوجية ثابتة جاثمة مقدسة).

أ. هناء صلاح

المقتطف: كيف يكون الحرف دليل العلم، ثم يكون فج إبليس؟

التعليق: بمفهومى الشخصى بأن لو يدرك الإنسان معنى الحرف الذى يخرج من فمه لاستطاع أن يعبر العالم بأخلاقه وعلمه وكذلك العكس.

وأيضا كلما زاد الرقى فى الحرف زادت معه الأخلاق الطيبة أما إذا أنحدر الحرف فقل كل شئ

فاليت نوزن الحرف قبل نطقه

د. يحيى:

أخشى أن نبالغ فى وزن الحرف قبل نطقه فنصاب بالبكم الدائم.

علينا أن نتعلم كيف نتعامل بالحرف دون أن نقدسة لذاته

 أو تسمح له بأن يحبس المعنى داخله لحساب الأصنام والتصنيم.

أ. أحمد رأفت

المقتطف: عجبتنى مقولة: فرحت أن الحرف بذاته لا يستطيع أن يلج الجهل لأنه جامد مغلق،

التعليق: فكيف يستطيع أن يدخل إلى الجهل وهو بكل غرورة لا يتحرك وبخداع ضوئه يعشى ولا ينير.

د. يحيى:

بألا يصير حرفا رمزا بديلا عن المعنى

وإنما إشارة سهما إلى ما يمكن!!

أ. محمد الويشى

مازلت باحس بلخبطة جوايا وأنا بقرأ حوار مع مولانا النفرى بس مش عارف ليه خطر فى بالى لما الإمام على بن ابى طالب قال:

(غلبت 100 عالم وغلبنى جاهل)

هل ده ليه علاقه بالموضوع ولا نتاج اللخبطة!! مش عارف!!

د. يحيى:

هو نتاج اللخبطة غالبا!

 *****

حوار/بريد الجمعة

أ.أحمد مصطفى

 تعليقا على رد حضرتك على نشرة: حوار مع مولانا النفّرى (110)  من موقف العهد، “ليس أخفى من دبيب النملة”!

أ. أحمد مصطفى

المقتطف: إنما تأخذ أجرك ممن أصبحت له أجيراً.

التعليق: أحيانا أنجح فى أن أكون أجير صاحب الأجر والثواب

إلا إنى كثيراً ما أجدنى سقطت فى مستنقع الجوائز المباشرة فأنفض ملابسى وأعود من جديد إلى الطريق

مقتطف: رد د. يحيى:

“الضعف البشرى مزية كبرى على شرط ألا نستمرئه”

التعليق: اتفق معك فى ألا تسمرئه وصوت جلد الذات داخلى يرفض اعتبار الضعف البشرى مزية، فماذا يمكن أن نقول له؟؟

د. يحيى:

لا أعرف إلا أن الضعف هو نوع من القوة ما دامت الحركة مستمرة

*****

قراءة فى كراسات التدريب

نجيب محفوظ

صفحة (182) من الكراسة الأولى

أ.أحمد مصطفى

المقتطف: “هيا بنا هيا يا شباب الاوطان، مصر والسودان وحدة لا يتجزأ”

التعليق: تأملت كثيرا فى هذه الجملة وأنا أتساءل عن الفجوة بين ما حدث وما قيل أنه حدث فى هذا الأمر وغيره من الأمور؟ وأتساءل تساؤلات أخرى لا حد لها!!

د. يحيى:

التساءل نصف المعرفة

أ.محمد الويشى

يا دكتور يحيى روح الانتماء بدأت تختفى… سكان العماره الواحده مش عارفين بعض!!

الحاجات دى مسئولية – ومحتاجه شغل كتير.

حد مسئول زى حضرتك عليه عبء كبير اوى فى التوعيه والشغل على موضوع الإنتماء والروح الواحده اللى بتختفى!

أنا عن نفسى… باحاول!

د. يحيى:

ربنا يعيننا

 وهل أنا قَصّرْت؟

د. نجاة إنصوره

مأساة الشيخ حسب ماتظهره فى سطور نشرات عديده سابقه كانت عظيمة وظالمة وكنت تُظهر بكل حرف تأثراً متعاطف جدا مع معاناة الشيخ بحيث يكون الحديث عن العفو كإنه إمعاناً عكسياً ربما لعدم رغبتكم فى أن يكون هناك تسامحاً مع الجانى بأى شكل من الأشكال .. دائما الإحساس بالأخر يجعلنا أكثر قوة كلما إختبرنا مستوى اتجاه العواطف لدينا ورصدها من حيث منطقيتها وحدودها وكيف تكون الجرعه التى نحتاجها ويحتاجها الأخرون … ومن هم الأخرون؟! أيضاً .

د. يحيى:

تعليق شامل، لا أعرف عن أية نشرة بالذات

شكراً لاستمرار متابعتك للتداعيات على تدريبات شيخنا وهى بكل هذا التشتت على ما أعتقد.

د. نجاة إنصوره

   من أعظم أثر الأوطان ونحن نتأثر ونحن نرفض ونؤيد وهو يخدش وجودنا كل لحظة وليس هناك مأساة أكبر من أى تحمل داخلك قصة تروى مأساة التأمر على الوطن لتطل ذكريات رغم مرورها فى شريط الزمن إلا إنها عن جذارة وعياً أخر يفرض إيقاعه كلما أمكن … حتى ونحن نرى الأجنة تتخلق لكنها مشوهه على مايبدو … والله المستعان .

د. يحيى:

لم أفهم

لكن شكراً أيضا.

*****

الثلاثاء الحرّ:

قصة جديدة:

بعيداً عن ميدان التحرير!

د. كيرلس فوزى

هذه القصة لم تعجبنى!

د. يحيى:

أحسن!

أ. محمد الويشى

بجد مكنتش عارف أعمل إيه أول ما قرأت عنوان النشرة خطر فى بالى قراءه لميدان التحرير والثوره لكن لقيت السياق منفصل تماماً – بصراحه مفهمتش منه حاجه ولا أدركت حضرتك تقصد إيه!!

يمكن لو للحديث بقيه أقدر أفهم وأكمل الصوره وأعرف مغزاها إيه!

وبرده إيه علاقتها ودلالتها بالسياق النفسى!! مش عارف!!!

د. يحيى:

أيضا أحسن!!

*****

الثلاثاء الحرّ: رائحة‏ ‏البشر

أ. محمد الويشى

كما علمتنا “الشعر شعر فلتقبله كما هو”.

د. يحيى:

شكراً

د. ياسمين مدحت

حلوة.. تنبض برائحة مألوفة مما يدعو للاطمئنان وسط هذا الزخم .

 د. يحيى:

يا خبر!!

هذا طيب.

*****

الثلاثاء الحرّ: السائقون والمخدرات!!

أ. محمد الويشى

هو حوار جيد لكن بيميل للنمطيه – مع اعتذارى طبعاً – حضرتك المنظومه اللى قايمه على القضاء على الظاهره دى من وجهة نظرى هى لبُ الفساد! إزاى أخلى فاسد رقيب على مجموعة أغلبهم منحرفين وكمان فى إطار قانونى!! يا دكتور يحيى هو إحنا ليه بنحب نمثل على بعض!!

وبعدين تحاليل إيه اللى أصدقها دى! حضرتك شوف الأخبار دى من نتائج التحاليل

https://www.youtube.com/watch?v=0sgzuBQ97WE

ده خبر فى اليوم السابع بيكشف انه تحاليل سائق بهيئه النقل العام “حامل فى شهرين” ما هذا الهراء!!

وده بتاريخ 2-11-2014 – وطبعاً انتشر الخبر فى كل المواقع والصفحات الإخباريه كمان أكتر من سواق يقول إنه ضارب إمبارح وتطلع النتيجة النهارده إنه كويس!!

يا دكتور يحيى – المنظومات فى بلدنا كلها محتاجه (soft ware) ولا أقولك أغلبها بلاش كلها! يمكن!!

– تحليل المخدرات مش حل عشان ننهى الأزمة.. اهل الاختصاص ممكن يقدموا حلول كتير أفضل وأرقى من حل سهل التحاليل عليه لو كان اصلا بيطبق صح!

د. يحيى:

طبعا ليس حلا

وكل شئ يحتاج إلى إصلاح،

 ومع ذلك فلابد من الإصلاح

 أو ما هو رأيك بالله عليك!

هل عندك بديل

*****

عـــام

أ. أحمد كمال

  المحتوى مهم زى الشكل

كل اللى الاطباء النفسيين مهتمين بيه هو الشكل وتفسيره حسب ما يعرفوا لكن محتوى ومضمون الشكوى اهم بالنسبه لى واللى بالنسبه لى هو المهم

د. يحيى:

هذا مهم

ولكن لا تنس أن الشكل (بكل أنواعه) هو الباب إلى المضمون.

*****

د. نجاة إنصوره

الحياة دوائر ودوائر ملتفه وغالبا مفرغة !

وما أقسى أن نرضى بما كتب لنا .

كم تعجبنى روائع أشعارك أستاذى ……سلمت

د. يحيى:

أرجو الرجوع إلى قصيدة “الدوائر” ديوان شظايا المرايا

دعينى  أعيد نشرها تحية لشعر الابن رجائى الجميل الآتى بعدها حالاً:

وقد نشرت فى نشرة “الإنسان والتطور” بتاريخ 16-11-2010.

دوائر

‏-1-‏

تتحَّركُ ‏دائرةُ  ‏النور‏ ‏المهتزَّه

أفرحُ‏ ‏أترقبْ‏.‏

أدعو‏ ‏أن‏ ‏تغمرنِى ‏

‏[‏يوما‏ ‏سَـيروْنى‏]‏

تقترِب‏  ‏تلوِّحْ

أقفز‏ ‏أتردّدُ‏ ‏أتراجعْ‏ ‏

تعبرنى  ‏مغفلة‏  ‏يدىَ ‏المرفوعهْ

أُفلتُ‏ ‏منها‏ ‏محتجَّا‏ ‏

أتوارَى ‏

تهِملُنِى ‏

أحزنُ‏ ‏مَـمـْرورا‏

‏-2-‏

تتحرك‏ ‏دائرة‏ ‏الضوءِ‏ ‏المستكشفْ‏ ‏

أتسلق‏ ‏جدران‏ ‏الجارالغائبْ‏ ‏

تلمعُ‏ ‏ملساء‏ْْ ‏

أقفز‏ ‏سهواً‏ ‏وسْط‏ ‏الحلْقهْ

تحسبنى ‏المطرقةُ‏ ‏ذبابهْ

تجرى ‏خلفى

فأحاورها‏ ‏

تدفعنى ‏نحو ‏الطرف‏ ‏المظلم

أتوارَى ‏فىٍ ‏خبثٍ‏ ‏وكأنى ‏أمزح

مرعوباً‏ ‏أخفى ‏ألمى ‏

‏-3-‏

تتحرك‏ ‏دائرة‏ ‏الدفءِ‏ ‏المتكاثفْ‏ ‏

تلمس‏ ‏جَسَدى ‏تلسعُنِى ‏

أتجمّـدْ‏

تنغرسُ‏ ‏الركبةُ‏ ‏فى ‏الرقَبَهْ

أتسَـلّـقُ‏ ‏سَـاقـِى ‏

يتراكُـم‏ ‏ثلجىِ ‏

أتكوّرْ

أتدحرجْ ‏

أرتجف‏ ‏وحيداً‏ ‏

‏-4- ‏

تتحرك ‏دائرة‏ ‏الحركهْ

تتدانى ‏منى ‏

أتداخلْ‏ ‏

أتمدد‏ ‏منتظرا ‏

يوماً‏ ‏

دهراً‏ ‏

تعبُـرُنى ‏

تقفز‏ ‏فوق‏ ‏العطش‏ ‏الشائك

أتجمّع‏ ‏ملهوفا‏ ‏وجِلا‏ ‏

أتراجعُ

وأعاودْ‏ ‏

مجروحًـا‏ ‏أنزفُ‏ ‏صـبْرا ‏

‏-5- ‏

تتحرك‏ ‏دائرة‏ ‏الهمس‏ ‏يلوِّحْ

‏ ‏أتنصّت‏، ‏أصرخ‏ ‏أستصرخ‏ ‏

تهتز‏ ‏حروف‏ ‏الكلمات‏ ‏على ‏طرْف‏ ‏المعنى ‏

تُـهْـملـُنـىِ

أتضوّر‏ ‏جوعاً‏ ‏

‏ ‏تتغافل ‏عنّى ‏

أتراجعُ‏ ‏أطفـُو‏ ‏أتلاعبْ‏ ‏

تنسانى

أرْنـُو‏ ‏أترقَّبْ‏ ‏

أنظرُ‏ ‏من‏ ‏ركنِى ‏الباردْ‏ ‏

أتداخلْ ‏

أَغرَقُ‏ ‏صمْتاً

‏ ‏فى ‏نهر‏ ‏الدمع‏ ‏المتجمِّدْ.‏

                                25/5/1982

تتحرك دائرة النور يقينَا

أستعذبْ

أرضَى، يرضَى،

أتلولبُ جذلا

أفرحْ.

                                  16/11/2010

د. رجائى الجميل

عدد فقاعات الحياة

التى لا بد ان تفقأ

تلف سواقى الثيران

الى مصير مجهول

يحكمون رباط الغمامة

تشرئب روح مزهوقة

تحاول أن تتنفس

لا حياة لمن تنادي

يتلعثم مدعو التحرر

فى بالوعات انفصامية

دفاعا عن صنم محدث

لات وعزى العصر

يلقون بانفسهم رفاتا

الى ما يشبه البشر

يطلقون اللحي

ترمز الى صكوك غفران

لم يؤتوا مفاتيحها

يغلقون آفاق أكوان

لا تغلق

يظنون احتكار جنان

هى ملك لخالقها

لماذا النكوص؟؟؟

ألأنه الفشل

خلقنا لنعرف

لنرقى

لنحيا بشر

وأدنا احتمال الحياة

كى نموت

لا بل لنعدم الحياة

لن تعدم الحياة

جموع البشر

تفرقوا

الى ما ينهى البشر

د. يحيى:

هأنت ذا تؤيدنى  فى مقولة:

“الشعر لا يـُنْـقـَدُ إلا شعرا”

بارك الله فيك.

[1] – تحكى هذه الحدوته كيف أن البنت الساذجة ذهبت تجمع حشائش فى الغابة فالتقت بأمنا الغولة، فقالت لها “اقعدى فلّينى” فجلست تمشطها ممتعضة محتجة، فأمرتها أن تاكل قملها، فظلت تقول للغولة “قملك وحش يامه الغولة” وبانتهاء هذه المهمة عاقبتها الغولة بأن أمرت البير (اللاشعور) أن يأتى لها بكل ما هو شئ مخيف “يابير هات لها تعابين كثير يا بير هات لها خنافس كتير، يا بير هات لها عقارب كتير .. الخ” فلما ذهبت ست الحسن والجمال إلى جمع الأعشاب وتعلمت ما جرى للبنت الساذجة، أخذت معها خفنة من السمسم وأخفته، فلما طلبت منها الغولة تمشيطها أخذت تمتدح شعرها المسترسل، وتقصع القمل وهى تأكل السمسم وتقول “قملك حلو يامه الغولة” حتى رضيت عنها فأمرت البير بمكافأتها “يا بير هات لها غوايش كثير، يا بير هات لها حلقان كتير، يا بير هات لها عقود كتير … الخ

ودلالة هذه القصة هى كشف التحايل على المحتوى البشع الخارجى سواء ظل خارجيا أم أدخل بالاحتواء حتى يمكن التصالح معهما مؤقتا لحين النمو بدرجة كافية (ثم إعادة المواجهة والاستيعاب فى حينهما).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *