حوار/بريد الجمعة 18-5-2018
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 18-5-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3912
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
ربما يطمئننى بريد اليوم إلى المقولة رقم (421) وهى التى وردت فيما نشر فى سلسلة “فتح أقفال القلوب” (حكمة المجانين) والتى تقول:
“لن يتطور إنسان باختياره، … ولن يكمل الطريق إلا باختياره”،
… فأسرع إلى حيث تـُضطر أن تختار، ما تـَقرَّرَ لكَ، بكْ!!
يبدو أن لقائى مع بعض الزملاء والزميلات قد نجح أن يـَـضـْـطر أغلبهم (ابنائى وبناتى) أن يختاروا ما هم مسئولون عن اختيارهم له.
فشكرا جزيلا، بارك الله فيهم.
وكل عام والجميع بخير.
رمضان كريم.
وهذا بعض كرمه.
****
أ. اسلام نجيب
كلاسيكية نفسية نادرا ما يفهمها شخص… لكن حضرتك فهـِّـمـْـتها وفهمتنا إياها…
د. يحيى:
الحمد لله.
د. مصطفى السيد
المقتطف: بل أننى أعجبت بنفسى حين اكتشفت فيها هذه الموهبة العظيمة على تحقيق الخيال بهذه الحنكة الواقعية، هكذا يمكنك أن تحصل على ما تشاء بمجرد التفكير، شىء مثل الجنة.
التعليق: جميل هى فعلا جنة فلسفيا تحويل وهم الوجود (المختل) إلى وهم وجود أعلى وأجمل.
د. يحيى:
عذراً ، أنا لا أرتاح لهذا الوصف “أجمل” هكذا حتى لو كان جميلاً.
أ. أمير حمزة
في البدء أعتذر بكل آسف عن تكاسلنا واسعي جاهدا علي قدر استطاعتي في تصليح ذلك مع زملائي.. واتابع بكل الشغف ذاك العمل العبقري المشي علي الصراط وانتظر الجديد.
المقتطف: لحقت به عند الباب فى آخر لحظة ومددت يدى بما قسم، نظر إلى الأرض قائلا:
- لزومه إيه يابيه؟
- حقك ياعم محفوظ
- الحق عند الله
التعليق: أغاظنى هذا الرجل غير المحتاج إلى شيء، ستة أولاد، الأسعار نار والعمل بسيط والأجر زهيد، ثم ينسحب خجلا من المطالبة بأجره، شئ يغيظ بحق، من أين له بكل هذه السكينة والرضا؟ من أين له بثمن الخبز إذا هو لم يتقاض منى ومن أمثالى أجره؟ هذا شئ سخيف لا أفهمه، عجبني أوي عم محفوظ في الموقف بتاعه الرضا الحلو..
د. يحيى:
أشكرك انت وزملاءك
أرجو الرجوع إلى مقدمة البريد اليوم.
د. رجائى الجميل
تَبدينَ قلِقـة ً،… رغم أنَّ هناك مايكفى من مطر… ليظلَّ العُشبُ رطباً فى عُزلة الجبل…. إبتسمي
مازلتُ أحشدُ الحنينَ فى وجه الشتاء،….. مازلتُ أحتاج لذاك الثغر مبتسماً
ليتحقق النصرُ عند حافة الصحراء،….. ويندحر القيظ،…
قليلٌ من البسمات سيكون كافياً جداً ….. لتصبح اللحظات جديرةً بدقائقها،
والطرقاتُ، بضجيجها المُغبرّ….. وأنا، بموتى …
(من قراءآتى فى ديوان الشاعر افضل فاضل).
د. يحيى:
أنا لا أعرف هذا الشاعر، يبدو أنه شاعر متميز
أرجو أن تدلنى على بعض انتاجه، أو نبذة عنه.
د. مصطفى محمد
المقتطف: وحين اضطررت للضغط على من يعملون معى تحت زعم إجراء بحث: عن طبيعة ومدى المشاركة، وأبعاد الكسل أو التكاسل، وعلاقة ذلك بالفعل اليومى والمسئولية العلاجية، وبرغم ألمى وخجلى من استعمال هذا الأسلوب كما بينت فى بريد الجمعة السابق، إذا بما حصلت عليه من استجابات برغم الضغط، يوضح لى ملامح بعض ما كنت أتصور.
التعليق: أشكرك على الضغط دا جداً
د. يحيى:
بارك ا لله فيكم
الرد فى مقدمة بريد اليوم أيضا.
****
الفصل الأول “فى البدء كان الكلمة” (2)
د. جون جمال
حين أقرأ وصفك للأشخاص أشعر وكأنى أعرفهم جيداً، وأحيانا أشعر إنى أعرف وأشعر بما لا يقولوه أيضا ويدور داخلهم أحيانا يعنى.
د. يحيى:
هذا طيب
وأعتقد أن هذا ما قصدت إليه من أملى فى توظيف هذا الإبداع فى التدريب للزملاء الذين يهمهم أن يتعرفوا على المريض وليس فقط على المرض.
أ. اسلام نجيب
ولكن لوجهه الآخر أهمية فى الرد على السؤال الوجودى -(بالنيابة عن كل البشر)- بإجابة… قد لا تكون نهاية المطاف…
د. يحيى:
هل تقصد سؤال “الاسم يا سيد؟”؟!
لا أظن أنه سؤال “وجودى” على أية حال.
د. مصطفى محمد
يقوم النص بشكل رئيسى على المونولوج الداخلى حتى الآن – وهى تقنية صعبة جدا – حيث يستغنى الكاتب عن زخم الصراعات الخارجية والأحداث – ويكتفى بالداخل وما يدور فيه – ويسيطر على الحالة النفسية على تتابع الأفكار – قرأت رواية اسمها (ربع جرام) كانت فى الواقع عبارة عن شرح يكاد يكون مدرس لبرنامج الـ 12 خطوة الخاص بعلاج الادمان.
استمتعت بها واستفدت منها لكننى سألت نفسى – هل كانت ستمتعنى بنفس القدر لو لم اكن مهتما بالادمان والعلاج النفسى؟
د. يحيى:
لا أميل إلى تسمية هذا الأسلوب بالمونولوج الداخلى، وأفضل أن هذا النوع من التداعى كنوع من مواكبة تيارات الوعى المتعددة،
وعندى أن ما هو داخلى هو “واقع آخر” لا أكثر، وأن توصيف داخلى وخارجى هو توصيف استقطابى متواضع، ونحن نحاول الإلمام بتعدد مستويات الوعى وحركية الجدل، أو الناحية الآخرى من المآل السلبى المهدد أو المحتمل لفرط التداخل أو تشتت التفسخ.
****
أ. محمد الويشى
فى البداية كانت القراءة تتحول إلى نسيج صور يصاحبها تخيل للأحداث وتقمص،
أصابتنى الحيره وتحول لأمر لصداع شديد تدريجياً كاد يلزمنى بإعادة قراءة كل فقره مرة أخرى. وتوفقت كثيرا – مثلا – عند جملة
المقتطف: (“ذلك” الذى لا أعرفه لكن يبدو أنه سر الوجود)
التعليق: وصلنى آلم – حيره – استغراب، عاوز اقرأها تانى بصراحه بس واضح انى هقرأ الرواية كلها.
د. يحيى:
تصورت – ولست متأكدا من صواب ما تصورت- أن هذا النشر على حلقات (وهو أسلوب لا أحبه حتى كقارىء) قد يسهم فيما أسميه “القراءة ببطء” .
أما قراءة الرواية كلها فهو أمر وارد (بل ضرورى غالبا) وقد يكون أفضل بعد القراءة البطيئة على حلقات.
أ. آية محمد حسين
أوافق: على أن سؤال تلك الموظفه التى تبدو بلا ملامح قد أحدث اختلالا داخل البطل وليصبح سؤال من أنت وما هى كينونتك هو من اصعب بل اشد الأسئلة إيلاماً.
د. يحيى:
شكراً، هذا علما بأن التركيز الذى ينشأ عن فرط الاهتمام بهذا السؤال ومترادفاته يدفع بى إلى الدعوة إلى إعادة النظر فى مسألة “البحث عن الذات” وأيضا “تأكيد الذات” ففى رأيى أن مثل هذه الدعوات المستوردة غالبا هى تعميق لمزيد من “شيزيدية المجتمع” أما الشخصية أو الذات المتميزة فهى عملية حيوية ليست إلا نتاج للحياة البشرية المبدعة السليمة التى تسمح بأن تتخلق الذات باستمرار، وهو التعبير الذى انتبهت إليه أولاً بالانجليزية Always in The Making وقد ترجمتـُـهُ تعسفا إلى العربية بإدخال ألف لام التعريف على الفعل، فصارت الترجمة “دائما فى الـْـيـَـتـَـكـَـوّّن” فتصبح الذات نتاج عملية تخليق متجدد باستمرار، وليست كيانا قائما تائها علينا أن نبحث لنجده.
أ. رحاب عبد الفتاح
المقتطف: أولاً: مدى علاقة هذا العمل الروائى بخبرة ما يسمى المرض النفسى، على لسان حال المريض. ثانياً: مدى فائدة تقمص المريض وتصوير حركية المرض من وجهه نظره وما يمكن أن يثيره ذلك فى المتلقى (الطبيب/المعالج) من حركية النقد، ومن ثم يبين أكثر فأكثر بعض ملامح مصطلح “نقد النص البشرى”، كمرادف للعلاج الأعمق. ثالثاً: احتمال الربط بين مصادر الفروض ومعلومات الخبرة فيما يطور التطور والإبداع من خلال التطبيق لمن يتصدى لممارسة هذا الفن العلاجى بكل أبعاده الطبية والإبداعية.
التعليق: أنا شفت عيان عنيه بتتفتح على وجوده وكينونته اللى ما كانش حاسس بيهم قبل كده أو بمعنى أدق هو كان حافظهم حافظ بس نوعية وجوده بمقاييس الناس اللى حواليه، وبدأت عينه تتفتح علشان يكتشف أنه ما كانش موجود أو بمعنى أدق ما كانش حاسس بوجوده ولا يعرف كينه.
د. يحيى:
ملاحظتك هذه الخبرة هكذا هى ملاحظة تتفق مع ما جاء فى النص المنشور، وربما تدعم أملى فى أن يدعم مثل هذا الابداع تعرفنا على مرضانا قبل، ومع، استقبالنا لهم وحكمنا عليهم كيانا مصنوعا من رصّ الأعراض بجوار بعضها البعض.
د. سارة حبيب
المقتطف: هل هذا هو الجنون؟
التعليق: سؤال كل يوم!!!
د. يحيى:
هذه محاولة لتقديم المرض على لسان من يعيشه (ويعانيه) بديلا عن التوقف عند التعرف عليها من خلال تصنيف ظاهره “قصـًّا وتـَـصـْـقـًا”.
د. سارة حبيب
المقتطف: زاد الصداع فى رأسى. أكاد أتمزق.
التعليق: أنا حسيت أنى شايفه نفسى، كأنى بتفرج عليـّا من جوّه وأنا مسحوبة من كل حتة فى نفس الوقت، بالرغم من احتمالية أنها تبدو بسيطة، لكنها معقدة ومليانة تفاصيل تتحس.
د. يحيى:
النجاح فى تقمص النص الأدبى يسهم فى تنمية القدرة على تقمص النص البشرى عامة ومن ثـّـمَّ يسهل استعمال الوصف الذى وضعته لما هو علاج المرض النفسى كما أمارسه وأدعو له، وهو “نقد النص البشرى” .
د. سارة حبيب
المقتطف: لو أن الأمر انتهى بعد كل هذه المغامرة إلى مشكلة طبية لأصبحت أسعد الناس
التعليق: والله ما عارفه نفضل نسأل ولا نسكت عشان كتر الأسئلة متعب، أنا شفت وأتفرجت، وأنا بقرأ على واحد شبهى من جوّه لسه تايه.
د. يحيى:
نفس الرد على التعليق السابق.
أ. أيمن عبد العزيز
المقتطف: لأول مرة أتبين أن الخوف خوفان (على الأقل)، بل إن مصدره من داخلى مختلف.
التعليق: توقفت جداً عند (أن الخوف خوفان) فشعرت بقوه لا أعرف لماذا.
د. يحيى:
أهكذا؟ لأول مرة يا أيمن؟ وانت ممارس ماهر مخضرم؟!
أعتقد أنك لو راجعت نفسك سوف تكتشف أن الخوف ليس فقط خوفان لكنه أكثر كثيراً من مجرد اثنين، وانت – بخبرتك- تعرف ذلك وأكثر .
د. رجائى الجميل
أهل الكهف…..يتولد وجود من وجود…..اذا اتصل الفرع بالاصل
في مقعد صدق….. تتوالف لغة دون كلام…..لا تفهم…..بل تمشي علي اقدام!!!!
يقذف بالحق علي الباطل…..فاذا هو زاهق…..يمشي اصحاب الوجود الجديد…..مثل اصحاب الكهف…..حتي يكشف عن ساق!!!!!
ُيْربط علي قلوبهم…..فيشرق نور الله في كل شئ
د. يحيى:
نصُّ أخَـر ربما أقرب إلى ما وصفته بـ “التناص” Inter-textuality
شكراً لك، أن شئت أنظر التناص فى الموقع نشرة: 9-4-2016، 10-4-2016 .
أ. رانيا
كدت اشعر في تفاصيل الخوف ان هذا نفس شعوري وكأن عبد السلام يجسد شخصيات في الواقع تمر علينا ونستنكرها بل هي واقع بالفعل ولكن لم يكن هناك الوعي الكافي لادراكها ومع وجود الوعي ينتج من خلاله التلاحم الغير مرئي ولكن للوصول الي هذة المنطقة نمر بتخبطات كثيرة وأفكار متلاحقة لا تستطيع التحكم بها
د. يحيى:
اعتقد أن هذه هى وظيفة الإبداع القادر.
أ. أمير حمزة
جهد مشكور أستاذي الفاضل أكتب إليك بخجل مما اضطررت لفعله معنا بالرغم من متابعتي الدائمة للكتابات واستفادتي منها.. ولكني أشعر بالحزن لما وصفته بالتكاسل لزملاء لا أعرف ولا أري في معظمهم ذلك أثناء عملنا خلال تلك المدة سويا.. ونسعي لإصلاح ذلك..
قرأت الثلاثية منذ عام ونصف وتعلمت منها الكثير وتركت فيا حالة إلي الآن أعمل بها بطريقة معرفش جتلي منين بس كتير من كلام العيانين كل ما أسمعه افتكرها كأني قرأتها أمس. علمتني كتير بصراحة.
د. يحيى:
شكراً، فمازلت أشعر بالحرج مما فعلت بالضغط عليكم برغم سماحة قبولكم وإيجابية استجابتكم.
أ. أمير حمزة
المقتطف: أريد أحدا يمسكنى “منهما معا” يلم أطرافهما على بعضهما البعض، يغرز فيهما هذا المثقاب الواثق النشط، ذا الخيط المتين، ويا حبذا لو كان سلكا من الصلب يضمنى إلى بعضى حتى أعود “واحدا” كما كنت، لكن: هل كنت واحدا أبدا؟ إذن فلماذا لم أذكر اسمى فورا عندما سئلت عن هذا الواحد؟ ومن الذى كان يخاف الأستاذ غريب ويتعجب من عم محفوظ؟ كيف يحدث ما حدث؟ أحاول أن أنسى فلا أستطيع، إما أن أعرف من “أنا” ومن “هو”؟ وإما أن أبحث عن ورشة تحكم ربط أجزائى بعضها إلى بعض، أخبرت زوجتى أنى سأدخل لأرتاح قليلا.
التعليق: حسيت بيه أوي واحساسه وقتها التعبير معبر جدا وبيوصف حالته بابسط كلام لكنه صعب صعب أوي…
د. يحيى:
يارب يتحقق أملى أن تكون بعض وظائف مثل هذا الإبداع للمعالج هى التدريب على بعض هذا التقمص.. حتى يشحذ الطبيب/المعالج حاسته النقدية ومن ثـَّـمَّ تعدد النص البشر (على الناحيتين)
أ. نادية حامد
المقتطف: مدى فائدة تقمص المريض وتصوير حركية المرض من وجهه نظره وما يمكن أن يثيره ذلك فى المتلقى (الطبيب/المعالج) من حركية النقد، ومن ثم يبين أكثر فأكثر بعض ملامح مصطلح “نقد النص البشرى”، كمرادف للعلاج الأعمق.
التعليق: وصلنى وأتفق مع حضرتك تماماً فى ضرورة تقمص المريض وحركية المرضمن وجهة نظره، ومدى ما يثيره فى المعالج من حركية نقد النص البشرى.
د. يحيى:
شكراً لك، لعل هذا هو ما أرجو، وما قصدت إليه.
أ. نادية حامد
المقتطف: لأول مرة أتبين أن الخوف خوفان (على الأقل)، بل إن مصدره من داخلى مختلف، هذا التناقض الهائل جعلنى أدرك أنه كما أن هناك خوفين فهناك كراهيتان وحبان وصدقان وكذبان، .. هناك دائما اثنان على الأقل.
التعليق: أعجبتنى بعض التعييرات مثل أن هناك خوفان، كراهيتان، حبان، صدقان، كذبان، وكذلك إدراك التناقض الذى نراه كثيراً فى شغلنا مع مرضانا.
د. يحيى:
لعل هذا شحذ لما يفيدنا نحن ومرضانا
أ. أحمد رأفت
المقتطف: مدى فائدة تقمص المريض وتصوير حركية المرض من وجهه نظره وما يمكن أن يثيره ذلك فى المتلقى (الطبيب/المعالج) من حركية النقد، ومن ثم يبين أكثر فأكثر بعض ملامح مصطلح “نقد النص البشرى”، كمرادف للعلاج الأعمق.
التعليق: “أرى أن التقمص هو من الموضوعات المتشابكة الهامة فى تصوير حركية المريض، ولكن مؤلمة”..
د. يحيى:
أرجو أن تتعلم كيف توظف الألم المصاحب للتقمص لتحقيق ما ينبغى من احترام المريض، ثم المضى معه فى علاجه إلى بر الأمان والإبداع، فلا يكون الوعى بالألم حافزاً يثير الشفقة فقط (ومصمصة الشفاه).
أ. محمد إسماعيل
المقتطف: احتمال الربط بين مصادر الفروض ومعلومات الخبرة فيما يطور التطور والإبداع من خلال التطبيق لمن يتصدى لممارسة هذا الفن العلاجى بكل أبعاده الطبية والإبداعية
التعليق: وصلنى أن المعالج أو ممارسى العلاج يجب أن يكون فنان وطبيب ومبدع رغم عدم فهمى الدقيق لهذه الكلمات.
د. يحيى:
الطب، وخاصة الطب النفسى، هو فن يستعمل العلم والمعلومات أدوات فى نقد النص البشرى على الجانين (الطبيب/المعالج – والمريض) طول الوقت.
أ. محمد إسماعيل
المقتطف: مدى فائدة تقمص المريض وتصوير حركية المرض من وجهه نظره وما يمكن أن يثيره ذلك فى المتلقى (الطبيب/المعالج) من حركية النقد، ومن ثم يبين أكثر فأكثر بعض ملامح مصطلح “نقد النص البشرى”، كمرادف للعلاج الأعمق.
التعليق: أظن التفاصيل أهم.
هل التقمص فى مواقف هو تقمص مشاعر فقط أم التفاصيل تفرق.
د. يحيى:
طبعاً التفاصيل تفرق
والتقمص يشمل كل أبعاد الوجود.
أ. محمد إسماعيل
التفاصيل أعجبتنى جداً، المشاعر تعبيرات الوجوه التفاصيل المواقف تذكرنى بتقمص المدمنين.
أعترف بأنه لابد من اقتحام واعى بهذه الطريقة كى أتعلم.
د. يحيى:
هذا صحيح، بارك الله فيك.
د. أحمد صلاح
كنت في رحلة علاجية مع المرضى لـ رأس الحكمة وأخذت معى رواية الواقعة، وقتها كنت أمر بخبرة أو تجربة معينة ولما قرأت الفصل الأول من الرواية إزدادت حيرتى وأحسست بثقل ولم أستطع أن أكمل الرواية وقتها….
د. يحيى:
أرجو أن يساعدك هذا النشر المسلسل على مواصلة القراءة ببطء، ثم تعود إلى الرواية مكتملة بإذن الله.
د. أحمد صلاح
المقتطف: أريد أحدا يمسكنى “منهما معا” يلم أطرافهما على بعضهما البعض،…..
التعليق: أحسست ذلك حينها.
د. يحيى:
يارب سترك
د. محمد بكر
ماكنتش متحمس للقراءة لكن وصلنى حاجات
د. يحيى:
هذا يكفى بلا ضرورة أن تعرف تحديدا ماذا وصلك.
أ. مياده المكاوى
المقتطف: أذهب للطبيب لمعرفة طبيعة هذه الحمى الخبيثة التي أصابتنى إثر “كلمة عابرة” ذات صباح.
التعليق: نعم أعتقد أن كلمه عابرة يمكنها أن تعيد تشكيل مسيرة حياة انسان بقدر ما تخترق أو تتناغم مع وعيه بذاته أو تحفزه لإعادة التشكل، أعتقد أن الإحتمالات متعدده….،
شكراً على ارغامى على التوقف والقراءة ومن ثم إعادة التفكر
د. يحيى:
أنا الذى أشكرك على التخفيف عنى قدرا من الحرج لاضطرارى لهذا “الإرغام”.
أ. أحمد شاهين
المقتطف: نظر إلى نظرة ما، هذه نظرة لا أقبلها، لن أسكت على هذا الوغد، إن كان يحتقرنى إلى هذا الحد فلابد أن أبدو فى غاية السعادة، هو الذى يحتاجنى. عندى تليفون وليس عنده حتى جرس للباب، لم يهتم أن يصلحه منذ فسد، إنه يحضر عندى لتلقى المكالمات فى منزلى علما بأنى لست مضطرا لاستقباله، أنا “أنجح” منه و”أسعد”.
التعليق: هل هذه الأشياء فقط مقياس السعادة أو النجاح؟
د. يحيى:
سؤال فى غير محله
أنا آسف
دعنى أدعوك لقراءة أوسع لما قبل وبعد هذا المقتطف، وأيضا لمواصلة القراءة حتى تصلك رسائل “كلية” لا تحتاج لمثل هذه التساؤلات.
أ. أحمد شاهين
المقتطف: إن ما يزعجنى أنها بالنسبة لى بالغة البساطة والوضوح، .. ومع ذلك! لقد اهتديت أخيرا إلى الحل: “الناس يجيبون على أسئلة بعضهم البعض حتى يثبت أن هذه الأسئلة ليس لها إجابة، ذلك أنهم لو حاولوا أن يجيبوا على الأسئلة المطروحة فى كل لحظة بجدية حقيقية لاختل توازن الكون، أو توقفت العجلة مثلما حدث هذا الصباح
التعليق: هل هناك علاقة ما قد تصل لحد الترادف بين الزهد والإجابة على كل الأسئلة بجدية
د. يحيى:
لا أعتقد ذلك.
أ. أحمد شاهين
المقتطف: عادة جديدة فى حضارتنا المعاصرة لإصلاح الكادر الوظيفى بالحلول الذاتية،
التعليق: أضحكنى هذا المقطع رغم أنه واقع.
د. يحيى:
يعنى!! +
أ. أحمد شاهين
من فترة توصف بالطويلة تصل إلى حد السنة لم أقرأ رواية أو حتى جزء منها ولكن عندما قرأت هذا الفصل استمتعت كثيرا تحركت مشاعرى نحو القراءة واعتقد انها بداية طيبة لى وفرصة حقيقية لكى اعود ثانية للقراءة والاطلاع
شكرا بحق يا دكتور يحيى
د. يحيى:
العفو، أهلاً بك.
أ. محمد الحلو
المقتطف: أريد أحدا يمسكنى “منهما معا” يلم أطرافهما على بعضهما البعض، يغرز فيهما هذا المثقاب الواثق النشط، ذا الخيط المتين، ويا حبذا لو كان سلكا من الصلب يضمنى إلى بعضى حتى أعود “واحدا” كما كنت،
التعليق: وكيف السبيل إلى ذلك.
د. يحيى:
أعتقد أن الأجزاء الثلاثة 1- الواقعة، 2- مدرسة العراة، 3- ملحمة الرحيل والعود، هى محاولة للإجابة على هذا السؤال (دون إجابة محددة، بداهة).
أ. محمد الحلو
المقتطف: أبادله نظرة عدم مبالاة تحمينى من اختراق عينيه،
التعليق: وهل تكفى هذه النظرة للحماية
د. يحيى:
لا طبعاً.
أ. محمد عادل
المقتطف: هل هذا عبث؟ أم إصرار على اقتحام وعى من لا أعرف؟!
التعليق: إصرار على المساعدة…
د. يحيى:
ليست المسألة بهذه البساطة.
أ. منى أحمد فؤاد
بالنسبة للمشى على الصراط
المقتطف: وكانت الإبرة صاعدة هابطة فى نشاط وثقة تلم شمل الطيتين، أحسست أنى فى أشد الحاجة إلى مثل هذه الحركة
التعليق: استوقفتنى كثيرا وتقمصت الشخصية وشعرت بصعوبه بالغه لم أشعر بها أبدا.
شغلنى جدا اثناء وبعد الانهاء من القراءة حضرتك قدرت توصف التفكيك دى إزاى؟
حسيت أن ميقدرش يوصفها إلا اللى عاشها بدقه وبجد!!
د. يحيى:
أولاً : أشكرك
ثانياً : مهما بـَـدَت درجة التقمص واجتهادات الوصف محكمة فلا يمكن أن يكون العمل إبداعاً بحق إذا كان مجرد تسجيل لخبرة صاحبه.
د. مصطفى محمد
المقتطف: لم يكن لى وجه
التعليق: طالما رأيت أن مشكلة الفصامى خصوصاً هى عدم وجود وجه له – لم أكن قد قرأت هذه النشرة والرواية منذ عامين عندما قمت بكتابة مسرحية (وشوش فاشوش) لمرضى العباسية عن مشكلة الفصامى مع غياب الوجه، ليتنى قرأتها هذا الوقت.
د. يحيى:
أرجو أن تدلنى من أين أحصل على مسرحيتك هذه مع الشكر.
د. مريم سامح
المقتطف: هل هذا عبث؟ أم إصرار على اقتحام وعى من لا أعرف؟!
التعليق: أشجعك على الإصرار على اقتحام وعينا لتحديثه بعد الشئ، ربما نتذوق شيئاً مختلفاً.
د. يحيى:
برجاء قراءة مقدمة بريد اليوم (ببطء حتى لو اضطررت إلى إعادة القراءة).
د. مريم سامح
المقتطف: أنا عبد السلام المشد، أريد أن أدفع إيصال النور قبل أن يقطع عنى…
قلتها بصوت مرتفع وسريع وكأنى أستظهر آية فى حصة الدين،
التعليق: تذكرت المقطع قبلها حين توقف وظل يبحث عن اسمه، عن نفسه، ربما جعلتنى اتوقف واتذكر خبرات لى كنت اشعر فيها بالاغتراب عن نفسى!
د. يحيى:
هذا الوعى بدرجة تقمص مثل هذه الدرجة هو دليل على حركية النمو، والاغتراب هنا ليس مرفوضا، على شرط أن يكون خطوة بعدها خطوات لا تجهض.
د. مريم سامح
المقتطف: هذا التناقض الهائل جعلنى أدرك أنه كما أن هناك خوفين فهناك كراهيتان وحبان وصدقان وكذبان، .. هناك دائما اثنان على الأقل.
التعليق: حركت شيئا داخلى وبحثت عن الأكثر من اثنان! إعادة الاكتشاف مبهرة ومخيفة ومؤلمة بعض الشئ.
د. يحيى:
أشكرك للانتباه إلى تجاوز التحديد باثنين، فالحكاية أكثر من ذلك فعلا مهما بــَـعـدَتْ عن الوعى السائد.
د. مريم سامح
المقتطف: حتى أعود “واحدا” كما كنت، لكن: هل كنت واحدا أبدا؟
التعليق: لا استطيع أن أصف ما وصلنى، لكن إعادة اكتشاف الذات المتلاحقة في القصة تحرك شيئاً ما داخلى، ربما يخيفنى ويطمئننى فى نفس ذات الوقت.
د. يحيى:
هذه أيضا حركية المتلقى المبدع.
د. مريم سامح
المقتطف: كان هادئا وديعا مستغرقا فى عمله وهو يصلح الصنبور، عمل تافه ولكنه كان يؤديه بعناية وإتقان وكأنه يصلح أحوال الكون، وجهه رائق يشع نورا لا تعرف طبيعته أو مصدره، يخرج بعد الإصلاح وكأنه يتسحب خوفا من أن يضبطه أحد فيرغمه على أخذ حق الإصلاح،
التعليق: نفسى اشتغل زى عم محفوظ، غيرانه من رضاه واتقانه وروقانه.
د. يحيى:
دعينى أصرح لك يا مريم أننى رسمت عم محفوظ فى الرواية من وحى علاقتى بصديق عزيز كريم هو “عم على السباك” كان سباكا فعلا، تعلمت منه الكثير الكثير، تعلمت ما تعلمت من خلال: اتقانه، وصبره، وصمته، وحكمته، وقد ذكرته فى كثير من أعمالى بالاسم ، وأعتقد أننى ذكرته فى بعض لمحات مما نشرت مما يمكن أن يسمى “سيرة ذاتية”.
رحمه الله.
د. دعاء مجدى
كأن فى عدسة مكبرة بتورية تفاصيل مختلفة وبتخليه يسأل أسألة على حاجات وأحداث يومية عمره ما فكر قبل كده، وفى نفس الوقت تبدو الأسئلة عادية منطقية ومش غريبة.
د. يحيى:
لقطة مطمئنه ربما تسهم مثلها فى تبرير الضغط الذى ضغطـُّـهُ عليكم.
شكراً.
أ. علاء عبد الهادى
لاحظت هذه القدرة من الاهتمام بالتفاصيل واحترامك الشديد لها وقرآتها فى الترحالات وقمت بالإشارة إليها فى الندوة الثقافية فى نقدى لها وأدركت أهميتها فى علاج المرضى، حيث تعتمد على الحواس وما يصل للمريض.
د. يحيى:
لم أكن أعلم يا علاء أنك قدمت “الترحالات فى ندوة ثقافية، فهى – عموما – من أهم الأعمال القريبة إلى نفسى.
أما حكاية أنها “تعتمد على الحواس”، فلعلك تعنى الإدراك ففتجاوز الحواس الخمسة.
****
حوار مع مولانا النفرى (288)
من موقف “الصفح الجميل”
أ. أمير حمزة
المقتطف: الإنسان يا مولانا يبدأ وحدة واحدة من بداية التاريخ، لكنه يتكثـَّر إلى كثير فيتعدد، ثم يواصل التجمـّـع مع كل نبضه حياة، وهو يجتمع على مسار كدحه نحو الواحدية التى لا يحققها أبدا، لكنه يواصل “إليه”.
كل ذلك وهو يحدْس ويدرك أنه “لا إله إلا الله”، لكن تظل الحركة بين التكـثـَّر والتوجه للتوحد سارية نابضة طول العمر، وبعده، حتى يلقاه، فنحن يا مولانا لايمكن أن “نجتمع” إلا عليه، ولا نفترق إلا عليه.
التعليق: حاولت أشوف الرحلة دي دلوقتي من وحدة واحدة لكثير فيتعدد ويتجمع مع نبضات الحياة وأثناء ده يجتمع علي مسار كدحه للواحدية وميحققهاش بس كل ده طريق لربنا.. ياه بجد.. فلا إله إلا الله حتي نلقاه.. نجتمع عليه ولا نفترق إلا عليه حقا قلت يا مولانا..
د. يحيى:
ربنا يسهل
ويستر.
د. رجائى الجميل
كل النفى – الفاعل – – اذا جاز التعبير فى لغة مولانا النفرى يصب في نهاية النهاية الي حتم التجرد في كل شىء ( الاقوال والافعال) من احتمال السوى او الشرك او الرياء .
يصلني دائما ان العبادة الحقة هي كل قول او فعل يصدر من قلب يقيني كأنه هو الذي ينطق او يفعل يحيث يكون القول او الفعل هو نتاج تجرد حق وعندئذ فقط لا يجمع العبد لا قول ولا فعل لانه لا تجمعه الا رحلة مفتوحة منه اليه.
د. يحيى:
أخشى ما أخشاه أن من يقرأ مثل هذا الوعى يحسب أنه ممكن معايشته وخبرته هكذا.
انتهيت أخيراً إلى أن أغلب ما نكتبه أو نتقمصه أو تتصوره بهذا الصدق وهذا العمق فى هذه المنطقة حول هذه المسألة: قد يحدث فى وحدات زمنيه متناهية الصغر (أجزءا الثوانى مثلا) لكن يمكن لبعض المبدعين أن يصيغوه فى مئات الصفحات، ويعجز أخرون دون أن ينقص ذلك من صدق خبرتهم وحقيقة معايشتهم لهذه الخبرات.
د. دعاء مجدى
من خلال فهمي المتواضع ….فهمت إننا مش بنوصل لربنا أبدا طول ماحنا عايشين ، احنا مدركين وجود ربنا واننا عايزين نوصل وماشيين في الطريق بس مش هنوصل إلابعد الموت ودليل اننا عايشين اننا في الطريق ولسه ماوصلناش …المعنى جديد عليا …وهل ده معناه ان مافيش حد مهما بلغت درجة قربه من ربنا بيكون وصل ليه وبيكون متوهم الوصول؟
د. يحيى:
أظن أن المسألة ليست توهم الوصول، ولكنها صعوبة ترجمة الخبرات أو وصفها إذا صدقنا فرض حدوثها فى وحدات متناهية الصغر كما ذكرت حالاً.
****
تقاسيم على اللحن الأساسى نص اللحن الأساسى
د. دعاء مجدى
إعتدنا أن نقول (رجعت للماضي) وكأنه نزول ولكن عندما يكون الرجوع للماضى بالصعود فلربما هنا أصبح الماضى مستقبلا .
فى النص الأول كان الإختيار مابين البقاء فى المكان أو نزول السلم، مابين البقاء على مقربة من الأحباب أو العودة والبقاء على الذكرى، فى النص الثانى كان الإختيار مابين البقاء فى المكان أو الإكمال لأعلى وقد اختفى خيار العودة، وباختفائه تحررت الأجنحة، عندما اختفت احتمالية العودة، اختفى معاها القلق والخوف من الرجوع لسابق العهد، فجاء الطيران منقذا.
د. يحيى:
ربما
كل عام وانت بخير.
د. مصطفى السيد
هل كان عدم التفات الكاتب (فى الحلم الأصلى) إلى الوراء أفضل؟
أم التفاته (فى التناص)؟ لقد وجد بالتفاته (أن البحر وراءه والعدو أمامه)
فعرف – هل المعرفة دائما أفضل؟
لقد لبس أجنحة وطار – لا يقدر الجميع على ذلك – الكاتب فى الحلم الأصلى (ربما) أقل طموحاً وأكثر أمناً.
د. يحيى:
الإبداع هو الإبداع
وحكاية أفضل وأقل فضلا تختزله بشكل غير لائق.
شكراً .
****
أ. اسلام نجيب
….. هذا الفتى يراهن بصفقة ألا يرضيهم لأول مرة فى حياته…. مجبرا أيضا… ولكنه إجبار إيجابى يبدأ به المشى على الصراط…. فما قضاه حياته كان عدم بداية المشى… فليقتحم هذه المرة ما رآه من برهان…. فالعدو من أمامه… والآخريين من خلفه…. والزمان يعدو…. والصراط لابد وأن يبدأ….. وإلا الفناء –العدم خسارة وخسة.
د. يحيى:
اقتطفت يا إسلام من تعليقك ما يمكن أن يصل إلى أغلب الأصدقاء، حيث أعتقد أن الأمر يحتاج منك إلى المتابعة والانتظار حتى تعيد قراءة هذا النص جميعه كيانا واحداً، بعد عرضه بهذه الطريقة المجزأة المسلسلة البطيئة.
كل عام وانت بخير.
****
2018-05-18