الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“يومياً” الإنسان والتطور

19-9-2008

السنة الثانية

العدد: 385

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

أنا مدين بكلمة امتنان حقيقى، وشكر واجب، لكل من تفضل بالمشاركة فى دعوة شبكة العلوم النفسية العربية وعلى رأسها الابن والصديق د. جمال التركى، للمساهمة برأيه أو رؤيته فيما يتعلق بشخصى وإنتاجى ومواقفى وآرائى، وذلك خلال الأيام التى خصصتها الشبكة لذلك، وحين هممت أن أكتب تعقيبا شاكراً على بعض ما وصلنى من بعض أصحاب الفضل . وجدت نفسى فى حرج شديد، إذْ كيف أثبت مالا يجوز إثباته من تدعيم او تأييد، أو تسجيل بعض ما فعلتُ وأفعل؟

 أعترف بأنه قد وصلنى صدق كل كلمة حاولتْ أن تشجعنى، وتأخذ بيدى، وتطمئننى أن هناك نفرٌ طيب “ممن يهمه الأمر”، يصله اجتهادى أو تبلغه كلمتى، فيأتنس بها فيؤنسنى، لم أجد بدا من أن أوجز عرفانى فيما يشبه الرد فيما يلى:

ابتداءً، أقر، أننى استقبلت هذه الدعوة بدهشة بالغة، فهى لم تكن فى حسابى أبدا، وذلك بعد خبرات ليست قليلة، بعضها مؤلم، حتى وصلتُ إلى اقتناع بأن ما أقوم به ربما يكون “خارج اللحظة التاريخية الراهنة”، أو ربما “أنا أتكلم لغة خاصة”، لهذا كان ما حدث مفاجأة لى بكل معنى الكلمة.

ثم ألتمس السماح من كل من لم أستطع ذكر اسمه تحديدا، أو اقتطف من كلمته الصادقة ما كان يستحق الرد بالامتنان والوفاء، كما ألتمس العذر أكثر فأكثر لمَنْ لم تصلنى كلمته أصلا، كتبها أو لم يكتبها، فقد عشت هذه الفترة أتلقى مشاركة أصحاب الفضل بآلية قاربت الصدفة، من بينها أن أتلقى مالم يُكْتب، وذلك ربما لعدم إتقانى متابعة مثل هذه المسائل.

أما نتاج كل ذلك بالنسبة لمسيرتى فى هذه السن – وعذرا يا جمال لاشفاقك على ما اسميته “شيخوختى” المرة تلو المرة – أقول إن نتاج كل ذلك (وهو نوع من الشكر) هو الشعور بحجم المسئولية التى علىّ أن أقوم بها، ما منحنى الله القدرة على حمل أمانة ما وصلنى.

 نعم، هى مسئولية حقيقية زادت بكل شرفها وثقلها أكثر فأكثر:

  • مسئولية أن أكون عند حسن ظن من تفضل برؤيتى كما كَتَبَ وأبْلَغ،
  • ومسئولية أن استمر، وأنا أحمل تحديات تفاؤلى،
  • ومسئولية أن أثق فيمن لا أعرف،
  • ومسئولية أن أزيد فى ترجيح حسن الظن، خاصة فيمن أشك فى سلامة رؤيتهم
  • ومسئولية أن أعاود النظر فيما أفعل، وألا أتوقف مهما أخطأت،
  • ومسئولية أن أحسن الاستماع أكثر، وألا أكسل عن النشر بادعاء أننى لا أعرف مّنْ أخاطب،
  • ومسئولية أن احترم كل مستويات التلقى، وأن أخفف من الغموض دون المساس بالجوهر،
  • ومسئولية أن أصبر على الاختلاف، فلا أسارع بالشجب،
  • ومسئولية أن أمارس التواضع الحقيقى لا ادعاء التواضع،
  • ومسئولية أن أملأ الوقت بما هو أحق به.
  • وأخيرا: مسئولية أن أحب أكثر
  • ومسئولية أن أعرف أعمق وأسع،
  • وباختصار: مسئولية أن “أحيا” طالما أنا “مازلت حيا”.

الحمد لله

ولكم.

وبعد

أقدم فيما يلى بعض أسماء من تفضل بجهد وكرم وأرسل مشاركته، وذلك على سبيل المثال لا الحصر:

الجليل الكريم د. أحمد محيط (إيران)، والأخ الجميل أ.د. عبد المناف الجادرى (العراق / الأردن)، الفاضل المحيط أ.د. محمد أديب العسالى (سوريا)، الابن والأخ الأمين أ.د. عبد الستار إبراهيم (مصر/الولايات المتحدة)، الشاعر النبيل أ.د. عبد الرحمن إبراهيم (سوريا)، الابن الناقد اليقظ أ.د. طلعت مطر (الامارات/مصر)، السمح المتواضع أ.د. “الغالى احرشاو” (فاس/المغرب)، والابن الوفى أ.د. السيد صالح (المنصورة)، والزميل الصادق أ.د. عبد الودود خربوش (المغرب)، الابنتين الغاليتين د. سهام بوسبيت (الجزائر) د.جميلة بيه (المغرب)، وليس آخراً، الوفىّ الصادق أ.د. عادل هريدى (مصر)، والزميل الفاضل أ.د. عبد الحافظ الخامرى (اليمن).

هذا، والأدعى للاحترام والتقدير أنه لم يفت أى من المشاركين ممن ذكرت وغير من ذكرت، أن يقر بشكر الابن الصديق د. جمال التركى باعتباره صاحب الفكرة، وصاحب الفضل فى فتح باب الأمل والتفاؤل والعرفان والتعاون فيما بيننا هكذا،

ثم يأتى مسك الختام من الأخ النبيل رفيق العمر أ.د. أحمد عكاشة  برؤيته الكريمة، وشهادته الأمينة، التى لم أملك إلا أن أرد عليها بمثلها، مما اقتطفه ابننا جمال التركى وقد أبلغ بها الجميع من خلال شبكتنا القادرة، وقد وصلنى فرحته بإيجابية هذا الحوار، لما رآى فيه ما قد يفيد أجيالا تحتاج أن تعرف كيف يمكن أن نتعارف ونختلف، ونتواصل بصدق وموضوعية.

ثم أستأذن الجميع وكلى عرفان لننتقل إلى حوار بريد هذا الأسبوع.

* * *

مقال: الأطفال ورمضان، وربنا، والنجاح

د. مدحت منصور

…………

….. نبهنى مقال اليوم لحقيقتي،  لقد أردت أن يكونوا (الأولاد)، على طبيعتهم بكلمات أخرى على فطرتهم كما خلقهم الله. رمضان كريم

د. يحيى:

آسف يا مدحت لأننى اكتفيت بنهاية رسالتك، وأوصيك أيضا بالرجوع إلى الحالة الأخيرة فى (باب الإشراف عن بعد “17” دور المسشفى للتهذيب والتأهيل، وليس للتأديب أو العقاب) وأكرر هنا موجز موقفى وهو أننى لا أدعو إلى أن “نتركهم على فطرتهم”، ولا إلى “استثمارهم لصالحنا”، فى خبرتى العيادية والشخصية وجدت أن “ضبط الجرعة” و”الأمانة الموضوعية” هى من أصعب مهمات الوالدين طول الوقت .

* * *

دور المسشفى للتهذيب والتأهيل، وليس للتأديب أو العقاب

د. على الشمرى سليمان

قد تكون الأم جزءاً – فعلا –  من المشكلة. وأنا اتساءل هل هناك مايثبت ان الولد فعلا سرق مبالغ كبيرة كما ورد بالتقرير؟ هل قال صراحة أمام الدكتورة انه فعلا اخذ المبالغ من شنطة والدته؟ وكما المح الدكتور يحيى الى غرابة مايحدث، مبالغ كبيرة توضع هكذا فى اماكن يمكن الوصول اليها بسهولة! اقول ربما رواية الوالدة مفبركه من اصله وانها تهدف من وراء ذلك الى اشياء غير التى تبدو فى الصورة .ارى ان يتم الجلوس مع الام وعمل مايشبه دراسة للوصول الى نتائج موضوعية حول مايحدث ومن ثم علاج ما يمكن علاجه وشكرا لاتاحتكم الفرصة لنا للمشاركة فى ابدا الرأى

د. يحيى:

…تنبيه طيب، وأرجو من الزميلة أن تضع ذلك فى الاعتبار، مع الحذر ألا تنسى نفسها فتبدو كأنها محققة وليست أمًّا وطبيبة، وصديقة، مهما كان مدى انحراف الصبى، أو مدى مساهمة أم الصبى فى الإمراضية.

* * *

حوار بريد الجمعة

د. أميمة رفعت

أصبح صوتى كالنغمة النشاز وسط الأصوات التى تطالب بالتوقف عن كتابة الأحلام والتقاسيم، كما اننى استشعرت عزمك على التوقف فعلا ، ولذلك لن أعقب على ذلك. فقط أتمنى ألا تختفى الصفحات الأدبية من النشرة فهى تعطيها عمقا و توازنا وتميزا …

د. يحيى:

اطمئنى يا أميمة، طبعا لن تختفى، وإلا اختفيتُ أنا شخصيا، أنا صحيح قررت أن أتوقف عن إقحامها على النشرة بعد أن بلغنى – أو تصورت- أن قلة هى التى تتابعها وتنتظرها كما تستحق، وقد استمررت فى نشرها حتى الآن لألزم نفسى باستكمال المحاولة، لكننى بمجرد أن أنهيت فعلاً كتابة مسودة كل التقاسيم على ما تبقى من أحلام إلى آخرها (حلم: 209) حتى صدر منى قرار التوقف بعد أن قررت أن أجمعها جميعا، هى والجزء الأول (نقد51 حلما)، فى كتاب مطبوع ورقيا، وهو سيكون أيضا فى متناول زوار الموقع مجانا قريبا، أما بالنسبة للصفحات الأدبية، فلعلك قرأت لى قصة جديدة يوم الأثنين الماضى “ثقوب وخوابير”، فهل يمكن أن يختفى هذا أو ذاك؟

شكراً لتشجيعك.

د. مدحت منصور حلم 90

“الحل” الذى يفرض نفسه على الساحة “هو القوة” إلى أن تعترف البشرية بحل آخر.

د. يحيى:

مهما قال الحلم، أو أقرت التقاسيم، فهذا الحل ليس هو نهاية المطاف بل هو بدايته، والوعى به هكذا هو الدافع أن تجد البشرية حلا آخر كما ترجو ونرجو معك.

د. مدحت منصور

أعترض وبشدة على إيقاف نشر كل من الأحلام والتقاسيم للتالي:

أولا: لقد اكتشفنا أسلوبا أدبيا نقديا من خلال التقاسيم وتستطيع حضرتك أن ترجع لموقع القصة العربية لترى هذا الأسلوب هناك فى المنتدى  وقد استخدم أحدهم فى التعليق على المحاولة  يبدو من تلامذتك لفظة نص على نص http://www.arabicstory.net تحديدا.

ثانيا: كثافة أفكار الأحلام والتقاسيم بما يشبه الإبداع فى الحلم الحقيقى (هكذا أزعم) يعطينا أحاسيسا تثرينا نحن المساكين الباحثين عن الإبداع فكيف تحرمنا منها.

أنا مطمئن إلى قرار حضرتك على أى حال.

د. يحيى:

أولاً: حكاية “نص على نص” هى واردة، وقديمة، وليست من ابتداعى، ويبدو أنها تقليد أعرق مما نتصور، وخذ نهج البردة كمثال مشهور لا يحتاج إلى إشارة أو تذكرة.

ثانياً: أرجو أن تقرأ ردّى على د. أميمة حالا، وحتى نصل إلى حلم (100)، والتقاسيم عليه (وهو الحلم الذى قررت أن أتوقف عن النشر هنا بعده) من الجائز أن يحلها حلاّلْ.

ثالثا: وصفك لتأثير الحلم عليك طمأننى فعلا، لأننى أعتقد أن هذه هى وظيفة الإبداع، وخاصة الشعر.

* * *

تعتعة: رمضان والموت والثروة والجنس

د. مدحت منصور

………….

….. أخبرتها أن إمكاناتى محدودة و لكنها أحبتنى، كانت تحتاج رجلا بجانبها وتحتاج أن يحتاجها رجل…..إلخ.

د. يحيى:

دعنى يا مدحت أعتذر لك عن عدم نشر بقية تداعياتك فهى قصة قصيرة كاملة، قد تحتاج مكانا آخر أولى بها.

أ. إسلام أبو بكر

وكل يوم من ايام رمضان وانت بخير …

عن موضوع سوزان تميم سأقول شيئا عبيطا

أولا: فى داهيه هما الاثنين :لا اعتقد انها كانت ستثرى المجتمع ثقافة نافعة ولا هو سيكسو الكثير من الفقراء هى ( ….. ) وهو مجرد حرامى اخر من هؤلاء الذى يعج بهم الحزب(الوطنى بالطبع (، رزق الهبل على المجانين

تابعت اخبار القضية مرغما رغم انى مقتنع تماما انه ليس هناك داعى ان اعرف ماذا حدث “واحد قتل واحده وخلصنا”، بتحصل كتير ولكن الضجه الجماعيه تجعلك تفعل مثلما يفعلون.

………..  

 د. يحيى:

توقفت عند هذا الجزء من تعليقك، وقد خطر لى أن أربط بين هذا الحدث ودلالاته وبين جريمة الأستاذ الدكتور الطبيب القاتل (المنشورة أمس واليوم) لكننى فكرت أنه ربما يكون من الأفضل انتظار حكم المحكمة،

أنا لا أمانع من تناول مثل هذه الظواهر والربط بينها كعلامات منذرة، لكننى أحذر من الإسراع إلى ما يسمى “التفسير النفسى” وهات يا فتاوى، وهات يا تبرير، وهات يا تشخيص وهات يا أحكام، ثم إننى لا أجد فائدة من شجب هؤلاء الأفراد كأفراد بسبّهم أو لعنهم، لمجرد السب واللعن، فأظن أن كل هذا – حتى لو صدق الوصف – لن يفيدهم ولن يفيدنا، فهو لن يصلح أحوالهم ولا أحوال من هو يسير على دربهم، بل إنهم قد يصبحون أكثر حرصا وحسابات وخبثا وقتلا لا أكثر.

د. محمد أحمد الرخاوى                                

اشتمّ بين الكلام يأسا جاثما، وأملا حقيقيا، وإصراراً على النفخ فيما لا ينفخ، لعل وعسي!!!!!!!

وهل الحياة الا حياة بالامل، فيما سيكون ابدا، الذى يبدأ فى داخل داخل أى منا اذا صدق  الذى سيكون هو كائن داخلنا اذا صدقنا كدحا الى انفسنا الى الله به ومعه واليه

وما العبث والزيف الا دمار وعدم من داخل داخلهما

كل عام وانتم بخير سيأتى حتما بدءا من داخل داخل كل منا الى الله ذو الجلال والاكرام

د. يحيى:

وما المانع؟

وأنت بالصحة والسلامة.

* * *

أ. رامى عادل

التكوير:  وسط احتمالات الانقضاض والفتك، تكورت داخل صدفتى، غنيتك، طيرتنى، وجفت الدمعه العاصيه ونسيتها، علمتنى التحطيب !اشكرك

د. يحيى:

وأنا بدورى – كما تعلم – أشكرك وأتعلم منك، فالتحطيب يحتاج اثنين على الأقل كما تعلم.

أ. رامى عادل

عاوزين نفن، من  حق الاطباء يتلقنوا ويتنوروا، طيب وغير المختصين؟ وحضرتك؟!

د. يحيى:

ربنا يخليك أن وضعتنى فى هذا الموضع الأقرب إليكم، إنما عندك!، أنا لا أنسى نفسى، وبالتالى لا أنسى كل من ألقى السمع وهو شهيد.

* * *

يوم إبداعى الشخصى: ثقوب وخوابير

أ. إسلام أبو بكر

قرأت عن شئ مشابة لستيفن كينج على ما أتذكر ولكن أعتقد أن لهذه القصة القصيرة التى عرضتها علينا مصدر ما، ما هو مصدرها على اى حال؟ من أين؟ ولماذا؟

أعجبتنى هذه الفكرة.

د. يحيى:

دعنى أصرّح  لك يا إسلام أننى امتلأت غيظا من أسئلتك هذه، وأنا أبتسم، (كيف يجتمع الغيظ والابتسام!!؟)

أنت تسأل عن مصدر القصة وتقول: من أين؟

فأقول لك: من أين لى أن أعرف؟ عموما نّصْب خوابير الكاوتش الأمريكانى شاع بجوار أكثر من محطة بنزين، وألعاب وتوصيات البنك الدولى ووصاية السوق على اقتصادنا أشهر من أن تذكر، لكن فى النهاية القصة قصة لا أكثر.

تقول: لماذا؟

أقول: لهذا!!

تقول: أعجبتنى الفكرة

أقول: حلال عليك، مع أنها ليست فكرة بقدر ما هى صورة، أو لعلها فكرة ولكن لتكُنْ كما يصفها رامى حالا، إقرأ معى:

أ. رامى عادل

الفكرة المعنى تحملها الكلمة، بزخمها البديع، وهى إشعاعها الذاتى وهى “صدى متدفق” تصير مدفعا ومثقالا.

د. يحيى:

شكرا لتصديك بالرد على إسلام يا رامى، قبل أن تصلك رسالته

* * *

تجربة من العلاج الجمعى (ليست لعبة!!)

د. على الشمرى

فكرة ممتازة جدا حقيقة ان من اسرار النفس البشرية رفض اشياء ربماتكون مقبولة فى الاعماق فقدترى اناس يحبون الالتزام والدقة  فى الظاهر ولكن ربما فى قرارة انفسهم هم على عكس ذلك اى انهم يحبون عدم الالتزام وعدم الدقة ولكنهم ربما يخافون مايترتب على هذا القبول ويعلنون رفضه تماما ومن هنا تحدث المشكلة وهو عدم التبصير بانفسنا  والطريقة هذه ربما تقربنا من حقيقة انفسنا أكثر ويكون لها فوائد على مستوى تطويرالذات وفى مجال العلاج جزاكم الله خيرا

د. يحيى:

هل لاحظت يا د. “على” أنك عكستَ التجربة، فأنت بدأت بما تحب لتكتشف أنك قد تكون لا تحبه فى قرارة نفسك، التجربة التى عرضناها بدأت من الاتجاه العكسى، ليس بما نحب ولا حتى بما نكره، ولكن تحديدا بالتركيز على سمة واحدة “مرفوضة” أصلا، وإذا بنا نقبلها داخل داخلنا (حتى ربما نحن نتمسك بها برغم ظاهر ما بدأنا بإعلانه)

وفى كل رؤية متكاملة خير

أ. مصطفى حسن

أنا رافض مقالك عن اللعبة دي

أنا قابل مقالك عن اللعبة دي

أنا رافض النصاحة فى نفسي

أنا قابل النصاحة فى نفسي

أنا رافض العمق اللى جوايا

أنا قابل العمق اللى جوايا

أنا رافض السطحية بتاعتي

أنا قابل السطحية بتاعتي

د. يحيى:

إذن وصلتك الرسالة يا مصطفى وقامت بالواجب،

ياللبساطة!!!  ويالقدرة الألفاظ (والتمثيل) على تحريكنا من ورائنا.

* * *

د. وليد طلعت

حاسس انى بحبك وانى قدامى كتير من المجاهدة عشان يتكشف لى حاجات كتير، احس بطعم المعرفة فبقى  كأنها بتتدلدق من جسمى، مش عايز أصحى يمكن أشوف اكتر وأحس أكتر افتكر اننا فى رمضان والقانى بادعى:

اللهم انزع منى الخوف الا منك

وانزع منى الحب الا فيك

 واجعلنى جزءا من محبتك

د. يحيى:

اللهم آمين، أنت وأنا وكل من يحاول مجتهدا

د. وليد طلعت

…. يمكن من أول ما بطلت اكتب لك مش عارف انت افين وانا فين منك، انت حقيقى ولا مش حقيقى، شخصيات الرواية وإصلاح ساعات بتكون اقرب لى منك، انت ككاتب روائى اقرب لى منك كصاحب موقعواستاذ، قررت اقراك واعرفك فى صمت على الأقل لغاية ما اعرفك بصحيح، جبروت المنح والمنع لما يكون فى إيد حد غير ربنا بتبقى مشكلة

د. يحيى:

أظن أنك انتهيت يا د. وليد إلى ما كدت أن أوصيك به، لولا الحرج، فأنا إذْ أشكرك شكرا هائلا، أشعر أنك تتلقانى كما فعل معى عدد غير يسير من أبنائى وبناتى، تتلقانى وكأنى أمتلك نوعا من “جبروت المنع والمنح”، وأنا لاأنفى ذلك، لكنه منح ومنع من نوع آخر، ثم أحيلك إلى أول قصيدة “المعلم” فى ديوان “أغوار النفس”، ففيها رؤية ذاتية مطابقة تماما لمخاوفك، قلت فى البداية:

“شيخ‏ ‏الطريقة‏ ‏قاعد‏ْْ ‏لِى ‏كما‏ ‏قاضى ‏الزمانْ‏.‏

بيقسِّم‏ ‏الأرزاقْ ‏ويمنح‏ ‏صك‏ّّ ‏غفران‏ ‏الذنوبْ‏،‏

وكإن‏ ‏مشكلة‏ ‏الوجـود‏،‏

‏ ‏ما‏ ‏لهاش‏ ‏وجود‏،‏

‏ ‏إلا‏ ‏حَدَاهْ‏. ‏

عامل‏ ‏سبيل‏ ‏إسمه‏ “‏الحياه‏” :‏

‏”‏قال‏ ‏دا‏ ‏يعيش‏ ،‏

ودى ‏تموت‏، ‏

ودا‏ ‏مالوش‏ ‏الا‏ ‏كده‏”.‏

قاعد‏ ‏يصّنف‏ ‏فى ‏البشر‏ْْ ‏حَسَبِ‏ ‏المزاجْ‏: ‏

‏ “‏لازم‏ ‏تـعــدّى ‏عالصراط‏”‏

‏ ‏واللى ‏بيشبه‏ ‏حضرته‏ ‏يديه‏ ‏قيراط‏ْْ:‏

‏ ‏فى ‏جنّته‏ ،‏

واللى ‏يخالف‏ ‏هوّه‏ ‏حر‏.‏

‏ ‏يكتب‏ ‏على ‏قبره‏ ‏ماشاء‏:‏

ميت‏ ‏صحيحْ‏.‏

لكنّه‏ ‏حرْ‏ ‏ف‏ ‏تربته”

‏…… ‏إلخ

ثم إنى أنهيت هذه القصيدة بأن تمنيتُ نفس أمنيتك التى جاءت فى تعليقك هذا حين تقول:

“قررت أقرأك وأعرفك فى صمت لحد ما أعرفك بصحيح”،

 أقول لك إننى أنهيت هذه القصيدة “المعلم” بمثل نفس الأمنية هكذا:

واتمنى ‏يوم‏ ‏قبل‏ ‏ما‏ ‏اموت‏ْْ:‏

ييجِى ‏حّدّ‏ّّ ‏منكُمْ‏:‏

‏- ‏بسّ‏ ‏بيحب‏ ‏الحياة‏ْْ ‏أكتَرْ‏ ‏ما‏ ‏انا‏ ‏ما‏ ‏باحبّها‏ -‏

ويبص‏ ‏فى ‏عيونى ‏قوى:‏

ويقولّى “‏مين‏”‏

أنا‏ ‏أبقى ‏مين‏ ‏؟

والفرق‏ ‏ده‏ :‏

فرق‏ ‏بصحيحْ‏،‏

ولاّ‏ ‏كلام‏ ‏؟‏ !! ‏؟‏ ‏

أما إذا أردت أن تعرف ما هو “هذا الفرق” فعليك أن ترجع للقصيدة فى الموقع “ديوان أغوار النفس” قصيدة “المعلم”

ثم أننى أظن أن هذه الرؤية الذاتية، لا تصف كل الحقيقة (غالبا) فقد تجلتْ لى هكذا سنة 1974 وكانت شغلى الشاغل حتى تاريخه، ولست متأكدا إن كنت قد تجاوزتُها أمُ لا.

فإذا كانت هذه هى رؤيتك لموقفى الذى يخيفك ويربكك حتى الآن، فلا أظن أنك سوف تنتفع كثيرا من التوقف عندها، وقد فقدت عددا كبيرا من الأصدقاء والأبناء والبنات بسبب هذا التوقف (ربما توقُّف منى أيضا) ولم تُحل المسألة أبداً، وأكاد أرصد مثل ذلك فى موقفك منى الآن.

لهذا رحبت بالصمت الذى تقترحه، والذى سوف أساهم فيه من ناحيتى بدءًا من بريد هذا الأسبوع، بألا أرد إلا على أقل القليل من تدفقك.

أ. وليد طلعت

تراودني الرغبة فى الحوار مع الرواية ويزعجنى (يوحى لى) الغياب شديد الحضور لعبد الحكيم نور الدين بأشياء قد تكون مدخلا لهذا الحوار لكننى أقول لنفسى انتظر حتى تنتهى من القراءة ولو كان لدى نسخة مطبوعة (كتاب) لسهل الأمر كثيرا وكنت انتهيت من قراءة الثلاثية مرات منذ زمن.

ما تبعتلى نسخة يا أستاذ مش هتندم….إلخ.

د. يحيى:

عندك حق يا وليد!!! عدد أوراق الثلاثية هو 926  من القطع الكبير (الواقعة 215 – مدرسة العراة 302 – ملحمة الرحيل والعود 409) بمجموع تسعمائة ستة وعشروين صفحة، وهى موجودة متاحة فى طبعتها الورقية.

أولا: الجزء الأول (الواقعة) الطبعة الثانية (دار ميريت)

ثانياً: الجزء الثانى (مدرسة العراة) الطبعة الثانية (الحضارة للنشر)

ثالثاً: الجزء الثالث الطبعة الأولى (ملحمة الرحيل والعود) الهيئة العامة للكتاب.

ويمكنك أن تحصل عليها جميعا من دور النشر هذه، وأنت تعلم محدودية عدد النسخ التى يعطونها للمؤلف، كما يمكنك أن تطبع أيا منها من الموقع على طابعتك الليزر مجانا يا أخى.

ولو أنك تعرفت أولا على الدكتور نور الدين الذى لم يظهر أيضا أبدا لا فى الجزء الأول (الواقعة) ولا فى الجزء الثانى “مدرسة العراة” مع أن الأحداث كلها كانت تدور حول محوره، إلا فى آخر صفحتين، فلربما تعرفت على ابنه عبد الحكيم أوضح فى الجزء الثالث “ملحمة الرحيل والعود”،

يا د. وليد أنا احترم رغبتك فى التواصل، لكننى آخذ عليك الكثير بدءًا من عدم اتقانك حتى الكتابة، مثلا كل “فى” تكتبها “فاء متصله بالكلمة التى تليها” (وقد تعمدت ألا أصححها هذه المرة)، ثم انت تنتقل من موضوع إلى موضوع، دون أن تحدد نقطة الحوار، ثم إنى لاحظت – ربما مخطئا – أن كل همك ينصبّ فى تركيزك على “أن تقول” عن نفسك وعن انتاجك ما تريد، وأحيانا ما لاتريد، ثم تطغى عليك غلبة رغبتك فى التأكيد على طلب ما تتصوره حوارا أو اختلافا، وكلاما كثيرا على هذه النغمة الجيدة التى لا أنتمى إليها تحديدا.

يا د. وليد، أنا أحترم طموحك وأشجعه، لكن لكلٍّ طريقته،

 أغلب من يكتب – وفقّهم الله – يفعل مثلما تريد، وأنا أرى أن فيكم البركة فى إثراء وترويج كل الطرق المتاحة للحوار، لكننى أحترم تمسكى بما أعرف، وهو ما أعلنته منذ أول عدد فى مجلة الإنسان والتطور يناير 1980 عن علاقتى بتوظيف الكلمة للتحريك من خلال توصيل ما وصلنى، وليس لذاتها، أو لمواصلة المناقشات.

كل هذا يشجعنى ألا أعقب على استطراداتك الكثيرة، فأرجو منك أن تسامحنى أنت، لا أن اسامحك أنا.

أكرر أننى أحترم كل اقتراحاتك وأضعها على العين والرأس، لكن انت خير من يدرك أنه ليس فى مقدورى ولا فى وقتى ما يسمح بتنفيذها

 نعم معك الحق كل الحق، لكن ما بقى لى من عمر لا يسمح لى بأكثر مما أفعل الآن يا شيخ،

أشعر أن عندك هاجس لحوح بأن تحضر معنا بأفكارك وإبداعك ورأيك ونقدك بحجم لا يسمح به لا البريد ولا غيره فى هذا الموقع المجتهد.

أهلا بك تفعل ما تشاء حيث تشاء لتثرينا بالطريقة التى تراها مناسبة.

لكن من حقى أن أطلب منك – مرة أخرى –  أن تسامحنى حين  لا أستجيب لإلحاحك الذاتى المتواصل هكذا، طول الوقت

 برغم أننى أوافقك من حيث المبدأ.

ولا يقدر على القدرة إلا الله يا أخى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *