الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حـوار بريد الجمعة

حـوار بريد الجمعة

“يوميا” الإنسان والتطور

 28-12-2007

حـوار بريد الجمعة

مقدمة:

بعد ثلاثة أيام: أول يناير 2008 (وكل عام ونحن، والعالم بخير، ما أمكن ذلك، وأكثر) سوف تفتتح “الشبكة العربية للعلوم النفسيةhttp://www.arabpsynet.com/  ما هو منتدى “الإنسان والتطور”، لمناقشة فكر “العبد لله” كاتب هذه السطور، بفضل الإبن د. جمال ترك، انطلاقا من هذه النشرة اليومية التى سوف تبلغ من العمر حينذاك أربعة أشهر بالتمام، 122 يوما بـ122 نشرة لم تنقطع يوماً، وإن كانت قد تشعبت دون أن تكمِلَ أى موضوع تقريباً!.

وهل شئٌ يكتمل؟

لا أريد أن أعيد كيف بدأت هذه النشرة، ولا تاريخ مجلة الإنسان والتطور(1980-2001)، ولا أصل فكرة جمعية الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى التى أنشئت سنة 1979 والتى يكاد يقتصر نشاطها منذ ذلك الحين وحتى الآن، على إصدار مجلة “الإنسان والتطور”، وعقد الندوة الثقافية الشهرية منذ قبل إنشاء الجمعية سنة 1973 ثم الندوة العلمية الشهرية منذ سنة 1980، (تقريبا) ثم صدور هذه النشرة من أول سبتمبر، وأخيرا وليس آخرا فضل هذه الشبكة العربية للعلوم النفسية والإبن جمال ترك على هذه الخطوة الأخيرة.

هذه هى خلفية هذا المنتدى الذى يظهر فى وقت كدت أزعم -كاذبا – أننى أسلّم الأرقام.

أنا لا أعرف تحديدا ماذا يعنى منتدى Forum ولست متأكداً إن كان سوف يحل محل حوار بريد يوم الجمعة أم لا.

الذى أعرفه هو أننى أصبحت ملزما – مع بدئه- بتقديم فكر الطب النفسى التطورى الذى ظهر هنا متواضعا – ومازال كذلك- قبل أن يظهر ما يوازيه فى أماكن أخرى فى العالم، وكل ما استطعت أن أحصل عليه حاليا هو كتاب متواضع عن علم النفسى التطورى[1] والطب النفسى التطورى[2].

الفكر التطورى يثير حساسية خاصة فى الفهم التقليدى للتطور وعلاقته بالفكر الدينى الرسمى، وأنا أتصور أن جمعيتنا هذه (الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى) وهذه المجلة (الانسان والتطور) وهذه النشرة اليومية أخيرا، مع انتمائها للتطور كمبدأ أساسى لها خلفية ثقافية أساسية هى ثقافتنا العربية (وأكاد أقول: الشرقية عامة وليست البدعة الشرقأوسطية) وهى أيضا معجونة بجوهر عطر اللغة العربية  تحديدا.

إنه بالرغم من أن التطور يوحدنا نحن البشر ليس فقط شعوبا وأديانا من حيث الجذور، إذ يرجعنا إلى أصل واحد، إلا أننا لم نستثمر منظوماته وعطائه فى السعى لأن نتوحد مستقبلا أجناسا وأديانا كبشر إلى مصير واحد، مع أن هذا وارد بشكل أو بآخر مما لا مجال لتفصيله الآن، وإن كنت أستشعره فى عمق ما يحاوله هذا الفكر، فكر “الانسان والتطور” دون إمكانية تحديد أية تفاصيل حالاً.

إن هدف تجمع البشر وتضافر جهودهم ليكونوا ما خلقوا به، حتى يحققوا ما خلقوا له – مما لا نعرف له تفصيلا – لا يعنى إغفال الفروق الثقافية أو الإثنية أو العرقية أو الفردية، بل إنه قد يعنى تعميق هذه الفروق لصالح التضفر الضام إلى غائية موحدة ليست محددة المعالم – الآن- بالضرورة.

مفهوم التطور إذ يبدأ من توحيد الأصل إنما يتأكد ويتقدم نحو توحيد المصير.

لا يتم ذلك إلا بأن يبدأ كل منا من أصالة وعمق موقعه وثقافته، ثم سماحه وحركته، الضامة إليه: إلينا.

وبعد

لا أستطيع أن أجزم الآن ولا حتى أن أتصور إلى أين، ولا إلى متى ستتواصل هذه الجهود، ولكن ما حذّرت منه الإبن د. جمال ترك، ونفسى، هو أن تبدأ المسألة وتنتهى عند جهد فرد مثله هناك، أو مثلى هنا، نتيجة عجزنا عن العمل الجماعى المؤسَّسِى الممتد.

إلحقونا يرحمكم الله، ويغفر لنا ولكم، وينفع بنا وبكم

وكل عام وانتم بخير

والآن، هيا إلى بريد/حوار الجمعة الذى آمل “ألا يحل محله، حوار المنتدى” قريبا.

أو لِيَحّل،

إيش عرفنى ما الأفضل؟

نبدأ – ربما كالعادة – بالإبن يقظ التلقى، بديع الإضافة د. أسامة عرفة:

أهلا أسامة، أنت أول من أبلغنى خبر هذا المنتدى قبل أن أفتح بريدى لأجد الخبر من الإبن جمال، فما رأيك يا أسامة فى هذه المقدمة، ولكن دعنا نسمع منك أولا ما أرسلت قبل هذه المقدمة.

د. أسامة عرفة: الحلم (17)، (18) يومية (19-12-2007)

فى منهج تناولكم لأحلام فترة النقاهة يبدو أن مَنْحَى قراءة الداخل يأخذ المساحة الأكبر، لكنى استشعرت أمرا ما .. وهو إيقاع التكرار مما جعلنى أتساءل هل هذه التكرارية إن صح حدسى هى جزء من إيقاع عملية الابداع؟ أى أنها أشبه ما تكون بطور البسط قبل القبض؟ (folding-unfolding ) أم أنها فى هذه المرحلة كانت نوعاً من التوقف و الحركة فى المحل، قد يأتى أو لا يأتى ما يليها؟؟

د. يحيى:

لا أظن ابتداء أن أى توقف أو حركة فى المحل هو مطروح بأى صورة وبأية درجة.

ثم إنى لست متأكدا يا أسامة إن كنت تعنى إيقاع الأحلام ذاتها، أو فى قراءتها (نقدها)؟ عموما: سواء كان هذا أم ذاك فأنا أرى أن عندك حقا،  من حيث المبدأ بالنسبة للإيقاع، وليس للتكرار أو الحركة فى المحل، بجد يا أسامة عندك حق، ولو قرأت حِلّمَىْ أمس، (19، 20) وقد كتبتهما قبل وصول رسالتك، لتأكد لك أن ملاحظتك فى محلها فعلا، فقط أذكّرك أنها ليست أحلاما، لكنها إبداع صرْف، إبداع يستمد مادته من بعض محتويات الأحلام التى يحلمها المبدع محفوظ، أو يتصور أنه يحلمها.

أما أنها تمثل طور البسط – أحد ذراعىْ الإيقاع –  فهذا وارد فى كل من الحلم والنقد، ويظهر ذلك جليا فى حلم (20) مثلا، وقد نشر أمس.

أذكّرك يا أسامة أن الذراع الآخر لطور البسط حتى تكتمل النبضة: هو طور الملء أو الاستيعاب وهى ترجمة لكلمةFilling phase  إذا قارنا دورات القلب وامتلاء البطين بالدم، أما طور البسط، فهو ما يقابل طور دفع الدم Systole ejection phase، ولهذا فأنا أختلف معك فهى ليست “بسط وقبض” وإنما هى “امتلاء فبسْط”، ثم أذكّرك أنه فى الحلم والإبداع يتقدم طور البسط وينجح بقدر ما يكون الإمتلاء قد نجح، وإلا، فماذا يمكن أن يبسط؟ ليتخلق تشكيل بديع جديد؟

د. أسامة عرفة: عن يومية 26-12-2007 (قراءة النص: بين التفسير والاستلهام)

… تعلمنا منك أن مسودات العمل الابداعى أحيانا تكون أهم من العمل نفسه، فلماذا لا تكون قراءاتك للنفرى ليست إعادة قراءة تحل محل الأولى، بل قراءة أخرى او ثانية أو ثالثة وأن تحمل كل قراءة تاريخها.

إن تعدد هذه القراءات سوف يثرى من يقترب للبحث العلمى أو النقدى لفكر أو تفكير أو ابداع الدكتور يحيى الرخاوي. لِمَ لا ؟؟..

إن القيمة الحقيقية للنص ليست فى فهمه أو شرحه أو تفسيره وبدرجة أقل استلهامه، إنما فى التفاعل الحى معه: حركةً وفعلاً ونبضاً حياتياً، وربما لا يكون هذا بعيدا عن المعرفة بالجسد أيضا (أقصد دور الجسد فى الموقف المعرفى).

د. يحيى:

يا عم أسامة، وهل أنا ناقص؟ أنا – نفسى – حين أقرأ ما كتبتُه استلهاما من مواقف النفرى، أتعجب كيف كتبته، ولِمَنْ. ومع ذلك أعِدُكَ أن أضع اقتراحاتك فى الاعتبار، أوافقك – بجد- من حيث المبدأ، أنت تجدد لى ضرورة التزامى بتحمل مسئولية الكلمة باستمرار فى مراحل نموى المختلفة، حاضِرْ.

د. أسامة عرفة

بمناسبة التغذية الراجعة وتحسين الاستجابة للدواء مازلتُ مستقبلاً ومستلهماً لقولكم أن ما تفعله مع المريض قبل الدواء هو الذى يفتح الطريق لعمل الدواء …

د. يحيى:

يا ليت يا أسامة ياليت، بل إنه أيضا هو الذى يعد المريض للاستفادة القصوى من جلسات تنظيم الإيقاع التى يسمونها خطأ العلاج الكهربائى أو الصدمة الكهربائية، ياليت يا أسامة يصدقنا أغلب الزملاء، المسألة ليست إيحاءاً مسطحا، إنه حوار البيولوجى مع البيولوجى فعلاً،

لقد نسينا كيف كان يتعايش أجدادنا دون أطباء من الأسود والأيائل والحيتان والنوارس والدرافيل، لا يوجد الدكتور ليث، ولا الدكتورة شيتا!!

بالمناسبة هل قرأت يومية “أنواع العقول”؟

د. أسامة عرفة: عن يومية 25-12-2007 (أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى)

(نعم) وبمناسبة حكاية ربنا عرفوه بالعقل أنا شايف إن ربنا عرفوه بالقلب .. أحيانا أشعر أن بداخل كل منا عقل كبير يحوى كل المعرفة على عمقٍ ما بداخلنا، وعقل آخر متلقى للمعرفة المحيطة، وعقل ثالث نشط فى الحركة بين العقلين يصنع ويعيد تشكيل مساحات المعرفة الفاعلة بقدر معطيات ونتاج هذه الحركة، وكأننا نعيد صياغة أو إبداع معرفتنا الكلية فى فعل حى معاش  شديد الثراء والتنوع.

د. يحيى:

ربما أوافقك من حيث التوجه العام، لكن: لا تعبير عرفوه “بالعقل” صحيح، ولا عرفوه بالقلب صحيح، أو دعنى أقول إن كلاَّ من لفظىْ “العقل” و”القلب” يقع فى وعى أى متلق حسب منظومته، وليس حسب ما تعنى أنت، أو أعنى أنا، فما العمل؟.

ثم إنى فرحت بمقولتك “… إن بداخل كل منا عقل كبير.. إلى أن قلت: هذه الحركة وكأننا نعيد صياغة أو إبداع معرفتنا الكلية فى فعل حى معاش شديد الثراء والتنوع”.

ربما تكون هذه الحركة  التى أشرتَ إليها هى الكدْح الذى أكرر الاستشهاد به، وليت هذا العقل الأكبر الحركىّ يستوعب ويحاور العقل الكونى الكبير المفتوح النهاية، إذنْ لأمكنْ ما لا يمكن… وعداً وكدحاً أيضا…

شكرا يا أسامه. والآن تعالى معى نرحب بهذا الزائر (19 سنة) يبدو أنه أخفى اسمه الحقيقى وسمى نفسه “المطالع بن الكتاب 

المطالع بن الكتاب: (22-12-2007)

السلام عليكم الاستاذ الكريم

… بدأت للتو قراءة كتاب “حركية الوجود.. وتجليات الابداع” جذبتنى محاولة الربط بين الجنون، والحلم، والإبداع، وهى من أفضل ما قرأت لتوضيح العلاقة بينهم. إلا أنى أعبر لك عن استيائى الشديد من أسلوب كتابتك – وأسلوب كتابة المؤلفين العرب بشكل عام- بسبب تخصصه الشديد من غير هوامش لتفسير الكلمات الموحشة.انا طالب طب اسنان ولم افهم من كلامك إلا الفحوى العام.فما بالك بغير المتعلم؟

….. (من أهم اقتراحاتى أن تقوم بــ) استئناس الكلمات الموحشة بتفسيرها على الهامش بنية أن يكون الكتاب أليفا مألوفا ليس، لــ 5 الاف باحث فى علم النفس بل ليكون مألوفا لكل راغب معرفة. وهناك سلسلة علمية فى المانيا باسم “العلوم للأغبياء” و تشرح الامور بشكل مبسط….

د. يحيى:

عزيزى المطالع

أهلا بك أولا، ثم هل تسمح لى أن أبدى رأيى فى اختيارك هذا الاسم المستعار، أو الحركى؟!

لقد فرحت بك شابا (19 سنة)، لأننى أعانى من حفيدى وأصدقائه فى نفس السن، كما أعانى أيضا من شباب أكبر سنا ربما حتى الخامسة والعشرين حين لا يصاحبون القراءة أصلا، فما بالك بالإطلاع وهو غير القراءة، ثم خذ عندك استيعاب ما نقرأ ثم المسئولية عنه!! ما علينا، فعلا يغمرنى الغيظ حين أواجَهُ بأن الواحد منهم “مش فاهم” حتى يلقى الكتاب أو المقال جانبا بعد صفحة أو اثنتين، وأنا لا أخفى عليك أننى قد أقول لأى منهم    – فى نفسى على الأقل- “إن شاالله ما فهمت”، ثم أرجع لأقرأ ما لم يفهمه، فأبادر بالاعتذار له – بينى وبين نفسى أيضا- لكننى لا أتراجع،

أما حكاية بقية اسمك “ابن الكتاب”، فإن كنتُ أفوّت لك اسم المطالع فأنا لن أفوت لك حكاية “ابن الكتاب هذه”، أنت إبن الواقع، وإبن نفسك، وإبن زمانك، وإبن حركتك، ومع ذلك كُنْ إبن الكتاب، شريطة أن يكون هو الكتاب الذى أعطاه ربنا ليحيى بقوة “يا يحيى خذ الكتاب بقوة”، وهو ليس كتابا مكتوبا على أية حال.

شكراً بنّى،

كتابى الذى أشرتَ إليه “حركية الوجود.. وتجليات الابداع” هو متاح فى الموقع لمن يصبر عليه، وواضح أننى كتبته لكل من يبذل جهداً يقابل الجهد الذى كتبته به، أى أننى كتبته لأى قارئ جادّ وليس للمتخصص فى العلوم النفسية، ثم إن محتواه الأول – قبل التحديث – نشر فى مجلة للنقد الأدبى، وهى مجلة “فصول”، فى الثمانينات، والأرجح عندى أن أحداً من النفسيين لم يقرأه حتى الآن (على قدر علمى).

وعلى الرغم من نقدك اللاذع، وحدة الاعتراض والرفض، فقد فرحت جدا أن بعض ما أردتُه قد وصلك بشأن محاولة ربط الحلم بالجنون بالابداع، أما تفضّلك بمحاولة التبسيط والتشكيل بمهاراتك الخاصة للموضوع: فهذا فضل كبير منك، ولكن نسمع اقتراحك تحديداً أولاً

المطالع بن الكتاب

…. أنا شبه متأكد انى سوف أعرض كتابك بشكل أقرب للقارئ العادى خلال الاشهر القادمة بسبب أهميته واهتمامى بقضية الإبداع والعولمة وأنماط التفكير، ولربما حولت أجزاءا من كتابك إلى “فلاش”.

د. يحيى:

…أكرر شكرى، ولكن أرجوك ألا تفعل ذلك إلا بالاتفاق معى، ليس بسبب حق النشر أو هذا الكلام، وإنما خوفا عليك – وعلىّ- من مغامرة صعبة، قد تُوصّل ما لم أقصد إليه بهذا “الفلاش الذى لا أعرف تفاصيل ما هو”، أرجوك على الأقل أن تعرضه علىّ قبل نشره فى موقعك، فإما أن أوافق أو قد يكون الأنسب أن تعتبره نقداً، أنت مسئول عنه دون مشاركتى إلا كصاحب النص الأصلى، مثل أى متن لأى شخص حق نقده، لا عرضه بما يرى

النقد نقد، والأصل أصل

هكذا أستطيع الاحتفاظ بحقى، الحفاظ على رأيى ورؤيتى.

أما إشارتك إلى مطالبتى بمزيد من الهوامش فلك حق

 لكن مسألة أن أستعمل لغة أبسط فهذا تقع فى منطقة تيسير العلوم أو تبسيط العلوم، هى منطقة ليست من بين اهتماماتى حاليا، مع أنها واجب مفيد.

عزيزى المطالع، أشكرك من جديد وأرحب بضيف، اسمه خالد، كتب لى بضعة أسطر بالانجليزية الهجين فترجمتها هكذا:

خالد صلاح حسين: (22-12-2007) (ترجمة موجز الرسالة بالإنجليزية الهجين)

… لا أعلم إن كان فى مقدورى أنا أخاطبك “شخصيا” أم لا، على أية حال أرجو اعتبارى ابنا لك.

د. يحيى:

…. أشكرك يا خالد، وأرجو أن تبذل جهدا للكتابة بالعربية، خصوصا وأنا لا أحب هذه اللغة الإنجليزية الهجين التى شاعت مؤخرا، ولا حتى اللغة الإنجليزية الصرْف، ثم إنه يشرفننى أن أكون عند حسن ظنك مع أنى والد صعب (غتيت). فأنا لا أرد مباشرة على الأسئلة عادة، بل إن بعض زوار الموقع التقطوا ذلك وطلبوا منى أن أسألهم وليس العكس، مثل الإبنة “سندس”.

سندس محمد على: (22-12-2007)

…. دلوقت احب تسألنى أسألة واستفيد منها علما انى فاهمه كتير من الامور فى دماغى وصعب أحيانا انفذها، بس قطعت شوط كبير فى إنى أعمل واقدر واحترم ذاتى وكونى انى مخلوقه فى الحياه …عايزه اعرف انا ماشيه صح ولاّإيه اللى ناقص؟

د. يحيى:

… لا أحد – يا سندس- يُرِى أحداً إن كان “سيره صح ولاّ إيه اللى ناقص”.

 طيب بذمتك: أنا – شخصيا – ماشى صح ولاّ آيه اللى ناقص؟.

يا شيخة حرام عليكى، المهم تكونى ماشية.

أنا أفتقر يا سندس رأياً من أصدقاء قدامى، يقولون لى إن “كنت ماشى صح ولاّ إيه اللى ناقص”، لا .. لا.. إنتظرى، هذا هو أحدهم جاء يعقب، وهو شاعر هادئ وقاصّ رقيق كما كنت أعرفه، وهو مازال كذلك، هو القاص الشاعر نعيم صبرى.

نعيم صبرى: (حزمة من مفاتيح السر “الآخر”) يومية (23-12-2007) (مفاتيح الدكتور يحيى)  

أولا مبروك على هذا المجهود الكبير، ولكنى لاحظت أن المقالة طويلة جدا والمفاتيح كثيرة خالص وأنا شخصيا تهت ولم أستطع أن أمسك بكل هذه المفاتيح.

واٍذا جاز لى الاٍيجاز فأنا أستعمل مفتاحا واحدا وهو “أننى أحاول كل يوم أن أتصالح مع نفسى”، يعنى تقدر تقول أننى أجريت تحويرا بسيطا على مقولة ستنا أم كلثوم (صالحت بيك أيامى) اٍٍلى أنى أصالح بى أيامى، وأزداد حبى كثيرا لسيدنا النفرى.

د. يحيى:

أهلا نعيم! “كيف حالك”؟ ماهذا العنوان الذى ابتدعْتَه؟ مفاتيح يحيى الرخاوى ماذا؟!، أنا ليس لى مفاتيح، إنها مفاتيح خطرت لى أفتح بها أبوابا إلى “السر الآخر” كما أسميته، وهو سر “الهنا والآن” سر “أنت أصل الكون ولك عنده حق“.

أما طول المقال فأنا لا التزم بحجم معين،

وأخيرا فرحت بمفتاحك البسيط المهم الذى تُصالح به أيامك، بعد أن تتصالح مع نفسك، وقد وصلنى أن ثم فرقا بين أن تصالح تتصالح مع نفسك وبين أن تصالح أيامك بك!! هذا كله طيب، لكن والنبى تقول لى كيف؟.

أما مولانا النفرى فأنا أحبه وأحب من يحبه، ولا أعرف إن كان لديك كتابى عنه .. أم لا .. ولقد أشرت إليه فى يومية سابقة  (مواقف النـفـّرى بين التفسير والاستلهام)، عموما هو فى الموقع يمكنك أن تتطلع عليه أو تنسخه لك،

أتمنى ان تواصل متابعتك لما أحاوله، وأن تشترك فى الملتقى (أنظر المقدمة وملحق بريد الجمعة الماضى)، لأننى لا أريد أن يكون كل المشاركين نفسيين.. (يعنى).

ثم أرجو الآن أن تكمل معنا الحوار، هذا هو الابن “إسلام أبو بكر” المسئول عن الموقع

إسلام أبو بكر: (25-12-2007)

أثناء تجوالى على شبكه الانترنت بحثا عن معلومات أو أجوبة لاسئلة تقع على عقلى كالنيزك الفضائى، دخلت الموسوعة الحرة على الانترنت ووجدت معلومات عن مرض الفصام، فقرأت وقرأت الى أن وجدت ارتباطات بمواقع تختبر عن طريقها نفسك أن كنت قلقا أو تشعر بالوحدة إلى آخر هذه الأشياء وبعد إتمامى للإختبارات وقراءتى للنتائج، وجدت نفسى انتقد هذه النتائج وأحسبها ليست علمية، وقلت لنفسى ماذا لو ارسلت لك هذه الصفحة على الانترنت كى تعرف ماذا يدور هناك، سوف اكون شاكرا جدا ان عرفت وجهة نظر حضرتك أو رأيك فى هذا الموقع و الاختبارات النفسية التى يحتويها وهذا هو الرابط

http://www.najahteam.com/test/testyour.php

د. يحيى:

لقد كلفت صديقك يا إسلام، وزميلنا فى المسئولية عن الموقع، الإبن “أحمد السيد” بالبحث عن هذا الموقع  وإيجاز ما يراه وهذا هو رأيه وتعليقه:

أحمد السيد:

الموقع المشار إليه هو موقع باسم “فريق النجاح” ويتضمن مجموعات من الاختبارات والاستبيانات مثل

هل حياتك الزوجية مستقرة؟

هل تعانى من التوتر أو الإجهاد النفسي؟

هل تعانى من الوسواس القهرى ؟   ……     وهكذا

ويشرف عليه  أ.د. عبد الله السبيعى

ولكن الموقع فى مجمله بسيط وهو يعتمد بشكل أساسى على الأسئلة والرسائل بين القراء ومشرفين على الموقع، كما أنه يتميز بالمقتطفات من المجلات الطبية وصفحات الانترنت، وهو ليس بقوة بعض المواقع الأخرى الجادة كموقعنا مثلا.

د. يحيى:

شكرا يا بوحميد، وإليك مع إسلام أكرر شكرى على عنايتكم بموقعنا المتواضع هذا، وإن كنت أعرف أو أرجح أن زوار المواقع يفضلون “قزقزة الفشار” عن البحث عن “شريحة مشوية من بيت الكلاوى”، أنا لا أمدح موقعنا فهو صعب ويحتاج لمزيد من الجهد والتنظيم، وبه أخطاء بلا حصر، تحتاج الإسراع بالتصحيح خاصة بعد حكاية الملتقى (أنظر المقدمة) التى سوف أعتمد على الله وعليكما فى متابعتها… ربنا يسهل،

إنتظر يا إسلام، ها هو ابن قديم، يبدو أنه دخل إلى الموقع مؤخرا فصادفته النشرة، ثم يبدو أنه بحث فى الأرشيف فعلق على يوميات قديمة فعلاً وقد فرحت بذلك، لأننى كنت قد نسيت ما كتبت خلال أربعة أشهر، إذ يبدو أن تدفق وتلاحق الكتابة هكذا يقلل فرص التذكر قليلا أو كثيرا، ها هو الضيف الجديد د. محمد عزت:

د. محمد عزت: (نستعمل الواقع، لا نستسلم له، ونظل نرفضه حتى نغيّره)  يومية 3-9-2007!!)

صباح الخير يا استاذى أنا محمد عزت .أرجو ان تكون لا تزال تذكرني.النقاط المركزة الاخيرة (فى هذه اليومية “نستعمل الواقع لا نستسلم له..” نستعمل)، محِّرضة صادقة، ولكن يبدو ان الكثير من الشجاعة تنقصنا والكثير الكثير من العمى يتملكنا.

د. يحيى:

أهلا يا محمد ولكنك تعرف أن لدىّ أكثر من ابن بنفس الاسم (محمد عزت) وأنا لا أعرف لماذا يسمى عزت ابنه باسم محمد؟ ومازال ابنى محمد يلومنى سرا وعلانية لأنه لا يعّرف إلا باسمى: محمد يحيى الرخاوى، فلو قالوا محمد الرخاوى، لاختلط اسمه باسم عشرات بهذا الاسم، أنا فقط أداعبك، أرحب بك، خصوصا أنك تعلّق على يومية قديمة جدا فهل مررت بأخرى.

د. محمد عزت: عن يومية 10-9-2007

نعم: يومية الشرق الأوسط: تلفيق خطر

 جزاك الله عنا خيرا

د. يحيى:

أيضا يا محمد هذه يومية قديمة، يا شيخ، ذكّرتنى ببداية الحماس لهذه الورطة التى تزداد كل يوم حضورا ومسئولية، يا ترى يا محمد متى تستطيع أن تغطى الـ119 يومية التى ظهرت حتى الآن، وتقول لنا رأيك؟ هل عندك تعليق آخر؟

د. محمد عزت: عن يومية 20-9-2007  

(نعم لى تعليق على قراءتك للأحلام) … رغم اعتقادى أن ‏أحلام‏ فترة النقاهة” ‏هى ‏إبداع‏ وليست مجرد سرد أحلام إلا أن الشك ساورنى بعد أن شاهدت العديد من النقاد وهم يؤكدون انها مجرد سرد للاحلام. ولذلك اشكرك علىتوضيح هذه الحقيقة الهامة.

د. يحيى:

يا د. محمد أرجو أن ترجع إلى نقدى فى مجلة وجهات نظر عدد يناير 2003 (أعظم‏ ‏ما‏ ‏نقدمه‏ ‏لشيخنا‏ ‏الجليل‏.. ‏العمل‏ ‏الجاد قراءة‏ ‏فى‏ “‏آحلام‏” ‏نجيب‏ ‏محفوظ)، ومجلة إبداعالعدد الأول” يناير – مارس 2002 (أحلام‏ ‏نجيب محفوظ تعد من قبيل المنامات.. أم هى أحلام يقظة)، للتأكيد على هذه النقطة ومعرفة رأيى فيها بالتفصيل، وهو ما لخصَتُه أنت الآن، والآن تعالى معنا إلى رامى، فهو حكاية مستقلة عموما، يحتاج بريده إلى يوم يخصص له بأكمله، ولكن دعنى أستأذنك يا رامى فهذا هو محمد ابن اخى فى استراليا يصيح بنا بنفس الطريقة.

د. محمد أحمد الرخاوى

…………….

(1) …………. هذا هو السر الوحيد الذى يعرفه كل البشر حتى الذين عموا وصموا خلقنا من كل الجمال كل الكمال كل المطلق \”انى جاعل فى الأرض خليفة\” أن تكون الخليفة هو أن تعيش فى هذا المطلق وأنت على الأرضولكن كيف؟؟؟ أن تربط نفسك وعيك عقلك قلبك حضورك بهذا الذى خلقت من أجله، فالخروج من هذا الذى لم تخير فيه هو الخروج ، من المسار من الهدف هو غطاؤك، هو عدمك هو اللاشئ فأن توقن بغير الله هو الغباء لأن غير اللهلا يملك أى شئ لا يقدر، لا يستطيع “.

…………….

…………….

(2)………… على حافة الوجود يتتعتع الوجود إلى المدى الذى لا يعرفه أصلاً !!!! يتغطرس من يظنون أنفسهم \” المتحررون\” بكل المعارف وكأنها هى نهايتها وكأنها هى \”المعارف\” يقولون أنهم قادرون وأنهم يملكون وأنهم وأنهم وتزداد أغطيتهم فيدورون فى ساقية الفراغ والشقاء واللاشئ

د. يحيى:

يا محمد يا ابنى، بصراحة، أنا خجلان منك لما أغفله من خطاباتك، لكننى أبحث فى كل ما ترسل عن جديد، عن مشاركة لسائر المتحاورين، عن حقيقة أخرى بجوار ما تقول، فأعجز.

عذرا يا محمد، ودعنى، وانت معنا، نستمع إلى رامى، لعلك، – مثلى – تتعلم من شطحه الرائع – أفضل من خَطَاَبَتِنَا الرنانة.

رامى عادل: عن يومية 19-12-2007 (عيدية لكبارنا من عيال الأمريكان!!)

… هيهْ. كل سنه وانت طيب يا عم يحيي. انا بقيت اكسر وحدة ناس كتير. بالنسبه لتقلب مزاجى بنشاط طازج. فيه دكتور (نفسى طبعا) طلع فى التليفزيون. وقال الحشيش صحى بنسب معينه فى فترات محددة. أنا عارف يا عم يحيى هى مش سايبه طبعا.

د. يحيى:

أهلا يا رامى تذكر أننا اتفقنا – ضمنا – ألا أنشر من رسائلك إلا أقل القليل مما يصلح للنشر، وأنا حذفت ما قبل كلامك فى الفقرة السابقة مع أنك لا تعملها كما تقول إلا كل 4 شهور مثلا، ثم إنى قررت ألا أحاول التمييز فيما ترسل إلىّ بين ما هو واقع خارجى، وما هو واقع داخلى (هذا التعبير أفضل عندى من تعبير “بين ما هو واقع، وما هو خيال”).

ما رأيك يا رامى فى قراءتى لأحلام محفوظ، لقد أصبحتْ تمثل عندى تحدياً متجدداً وصعوبة متزايدة،

أخاف أن أتمادى، وأخجل أن أتوقف،

ولا أحد من الأصدقاء النقاد أو حتى المقربين إليه وإلىّ، (د. زكى سالم أو الضيف الجديد فى هذا الحوار نعيم صبرى، مثلا)، يرسل تعليقه تفصيلا مع أننى فى أشد الحاجة إليه، ما رأيك أنت؟

رامى عادل: عن يومية 20-12-2007 قراءة أحلام فترة النقاهة (حلم 17-18)

.. والنبى هيه مش ناقصه غموض وتخريف. انت واخدنا على فين؟ قراءتك معظم الأحلام (تقلبها) داخل الذوات اكثر منها خارجها. فالمنزل هو الرحم. وأنت تصر على رصد تعدد الذوات بدل واقع الشخوص: انت رجعت بينا تانى لتعدد الذوات ليه؟ مش عايز تبطل أنانيه يا بروفيسور. انت بتفرضها فرض وجهة النظر دى. مع انى معاك فيها، بس واقع الشخوص أوقع وطعمه أحلى وأنضج، وهو أوفر ويعّيشنا فى واقع وحياة وجدل اكثر رخاء.ومع ذلك سكتك جديده. خلينى وراك يا بروفيسور. انا مشتاق أعرف المزيد (هو ده باراسيكولوجى او هى السكه اللى انت بتتشقلب وبتتدحلب وبتسحبنا ووراك/وياك ليها). شوف نفسك وأنت بتقول

تاقت نفسى للرجوع لمسكنى وكذلك الحنين للرجوع هو حنين للبيت، وأسف على تركه“.

وهذا حدث فى اكثر من حلم.البيت/الوطن مثلا.

(هذا كلامك)

هل كان يقصد محفوظ ذلك؟

لا اظن ولا أحبذ.

هل البيت هو المرأة؟ هو الرحم؟ وما الذى يدعم ذلك؟ 

وهيّا الحكاية ناقصه شفرات؟

لماذا لا يكون البيت هو البيت. ويكون محفوظ عاش كل ده وعاصره واختتم بختمه وتطبع به فَتَمّ أسر محفوظ بالحياه/الواقع/

د. يحيى:

ليس عندى مانع ضد ما تقول، لكننى أكتب ما يصلنى أنا، بما أتصور أنه يرتفع بهذا الحدس الإبداعى المكثف الذى كتب فى ظروف خاصة جدا، وبطريقة فريدة، يرتفع به إلى ما يليق به.

رامى:

انا مش هستسلم وبقولها على الملأ . انا مش هستسلم.

انا حجازف واصارع باذن الله.

د. يحيى:

بصراحة لو أنك استسلمت، أنا سوف أتوقف، انت حر، هاأنذا أهددك.

رامى عادل: عن يومية 21-12-2007 حوار/ بريد الجمعة

شكرا. ربنا يستر. اوعى تيسبني. اوعى تسيب إيدى من إيدك. أصل انا خايف تنسانى وتسيبنى بسبب السجال بتاع د. ترك. انا مش هسيب ايدك. معك إلى الامل.

د. يحيى:

أنا أيضا خائف من حكاية المنتدى هذه، أنت أسميتها السِّجال، قد يكون الأمر كذلك، ليكن، لكن قولك “معك إلى الأمل” ظريف منك، نحن عادة نقول، معا بالأمل إلى الهدف، لكننى فرحت أكثر بتعبيرك معك إلى الأمل،

يبدو أننا يا رامى لكى نحافظ على الأمل، علينا أن نخٌّلق الأمل باستمرار، علينا أن نكون معا، وإلا يسقط من كل واحد أمله على حده، بهرب منه، يراوغه، أو يضمُرْ إذا هو انتظر أكثر من عمره الافتراضى.

والأن هات بقية تعليقك عن قراءة للأحلام، التى لا يعلق عليها غيرك أنت والدكتور أسامة عرفة – تقريبا – ربنا يخليكما.

رامى عادل: عن يومية 21-12-2007 حوار/ بريد الجمعة

 … موضوع الحلم الأولانى بتاع عمنا نجيب محفوظ . وتحديدا اخر الحلم لما الحرامى سرق المعطف، واللى انت/ حضرتك سميته او نسبته للقناع، وانه سرق قناع صاحبنا وانتحل شخصيته تقريبا،.

احمد عامل النضافه الجديد فى المطعم الذى أعمل فيه اصبح “انا”، والله كما رايته وكمان سمعته

ده اللى أنا متأكد منه وهو بيرد على الأوامر بتاعة الشيفات بصوت/ صوتى الواهن الطفلى زياده عن اللزوم. واللى بيغرى فى رأيى بالضرب بالشلوت.

د. يحيى:

يا رجل، حسبتك ستعلق على الحلم لكنك لَبسْتَهُ، وألبَستَه زميلك الذى سرق شخصيتك، فأراك داخلك، ربما!

أوافقك أن الصوت الواهن يغرى بالضرب بالشلوت،

هل يا ترى صوتنا واهن أمام حكومتنا السنية ولهذا هى تقوم بالواجب حسب كلامك؟

رامى عادل:

… مش عارف اقولك إيه، بس نبراسك المنير ده حجه لنا إن شاء الله. وهى خير خاتمة لليالى قاسية شائكة ومع ذلك متلونه.

النهارده أنت نقلتنا للتفاؤل وشرف التجربة والمؤاخاة.

د. يحيى:

بصراحة، لم أستطع أن أحدد أية يوميه هى التى نقلتك، نقلتنا، هكذا، وهل تفرق؟

يا ليت يا شيخ، يا ليت، ثم دعنى أتوقف فرحا عند حكاية “شرف التجربة” هذه.

رامى عادل: عن يومية 22-12-2007 (مفاتيح بسيطة واختيار الحياة)

ازاى تستحمل انك تشوف حد عايز نصيحه وماتنطقهاش وتدوخه؟ كده برضه يا عم يحيى؟

 أنا مش متخيل انك تكون بهذه العقليه الاحترافيه والعيان يقعد يجيلك 10 سنين وحل مشكلته فى نصيحتين تلاته.

أنا مش باخدع نفسي. ده اللى وصلنى من كلامك.

وبصراحه انت مش هين مش بسيط لدرجة إنك ماتعرفش تخبط العيان نصيحه ترجعله بيها عقله.

د. يحيى:

بذمتك يا رامى، بعد مشوارك هذا الذى لا أعرف تفاصيله، والذى يبدو لى شديد الثراء، كان ينفع أن أخبطك نصيحة أرجّع لك بها عقلك، طيب لو رجع عقلك أو رجع عقلى بنصيحة واحدة أو ألف، كيف سنكمل حوارنا هذا بهذا الصدق وبكل هذه المخاطرة.

رامى عادل:

انت يا عم يحيى بتشتغل مع المخابرات؟  وهل بتعمل غسيل مخ للأصوليين واللى معتنقين فكر متطرف (مش ضرورى ديني). أنا افتكرت أنا لازم “اجذب” ما اريده. انت هتساعدني؟  هتقعد معايا؟  هشوفك؟  أنا عايز احاورك. عايز التقى بيك. عايز اتعرف عليك.. ممكن. ممكن طبعا اخد من وقتك نص ساعة فى العيادة أو المستشفي. وممكن نسهر سوا. واكيد انت بتحب النيل.

د. يحيى:

إيش عرفك؟ أنا فعلاً أحب النيل، واشتريت مركب للتجديف من مدة قصيرة، وأحب البحر والجبل والناس. غصباً عن أى معترض، هذه ثروة بلا حدود،

أما حكاية إدينى من وقتك نص ساعة، فيبدو أنك أكثر تواضعاً من شهرزاد (على ما أذكر) وهى تقول “إدينى من وقتك ساعة” ساعة مين يا رامى، نعمل فيها ماذا؟ نخسر بعض؟ خلّينا هكذا على الورق علانية يجوز ننفع غيرنا. معنا.

رامى عادل: (23-12-2007)

….(بصراحة المقالتين) خرّجونى من “مود” لمود تاني، وبصراحه هما خفاف خالص مش عايزين استفسار، لدرجة أنى حسيت أنى بقوم بيهم وبعملهم خاصة نقطة الجذب لما نريده بدل التركيز على تجنب ما لانريده، وفكرتنى بكلام “عمر حفيد حضرتك” عن ازاى نكون ايجابيين. وأنا علاقتى مش إيجابية فى الأساس؟ 

ادعيلى يا عم يحيي. ادعيلي. أهتم بجسدى المتحاور، وبحوارك فنثبت وعشان نمشى على الأرض، وسط الناس، ويا الناس، بالناس. وياك ياعم يحيى باشوف حاجات ومحتاجات، باشوفك وانت بترقص

د. يحيى:

وأنا أيضا أراك أكثر مما تتصور، وأطلب منك الدعاء، وأفرح حين يصلك – أكثر من غيرك – حديثى عن الفطرة والجسد.

رامى عادل:

وانت/حضرتك بتكلمنى عن الفطره والجسد، وازاى أنا احرجتك وتعبتك ثم اثلجتك بعدها بصمتي. أظن الآن أن واجبى أن اتابعك بشغف وصمت، فمهما بلغ بنا الحوار فلن يبلغ المدى المرتقب ، ولن نتوجه الى الله، الى الله، الا بمنطق اخر بعيدا عن كل المفاهيم التقليديه وغير ذلك،.

د. يحيى:

ماشى، لكنك لم تشر بعد إلى يوميات أخرى كثيرة، عن العقل، والشك، وأنواع العقول.. أرجح أن فى خبرتك العملية الصادقه ما يفيدنا جميعا.

رامى عادل: (25-12-2007)

… انا من اشد المتيمين بمحفل العقل والشك وقصور كل منهما، درست الشك فى وجود الله وتذوقته جدا كأحد اهم الفلسفات، ولسوف اخوض مباشرة فى خبرتى الذاتيه ضد الشك: بدايه كان الشك فى الناس/ البنى ادميين. وهم بيعملوا كده ليه؟  بيتفلسفوا ليه؟  بيفتوا ليه؟  بيلسِّنوا على بعض ليه؟ مش عاجبهم الحال ليه؟ وازاى مستحملين روحهم؟  وهل كل الناس زى بعض؟  اسئله عاديه وانا مصّر انها اسئله عاديه على الرغم انى لم اسال احدا عن رايه فيها.

د. يحيى:

هى فعلا أسئلة عادية، فى رأيى أن غير العادى هو ألا نسألها

رامى عادل

(سأكلمك الآن عن هبة).. وهل تعتبر مصر بلدها ام لا؟  ولماذا هى محاطه بكل هؤلاء الرجال فى العمل؟  هل لطلاقتها ام لأنوثتها؟  ولماذا قرأت فى عيناها لفظ الجلاله؟  وما هذه الدماء؟  مالها الدماء قد شغلت عيناها وكانها كل الوجود؟  هل هى قاتله(هبه)؟  هل تبغى قتلي؟ هل تحبني؟ هل هى من نسفت قضيب ابليس بنظره من عينيها فخصته؟  واخيرا هل هى البحر بشعرها المجدول؟ هل “هبه” هى الطريق/القدر/الحياه/الامل؟  من هى هبه؟  الأسطورة ام الدموع؟  هبه الحنين، هبه حديقتى ومغناها، هبه مرساى الذى ابتغيه ولا احققه، هبه الماضى الذى رجوته ولم انله. هبه هى نيلى ومجراي، هبه قد ارْدَتني، ولازلت اتمسح بوشاحها، مازال بريق عيناها يجليني. لك الله يا عم يحيي، لك الله من قبل ومن بعد فهبه قد اردتني. لك الله من قبل ومن بعد

د. يحيى:

وأنت أيضا يا رامى لك الله من قبل ومن بعد.

يا رب يقتنع من اتهمونى باختراعك، وأنك شخصية وهميّه، لا لا يا رامى بذمتك هل أنا أستطيع (أو حتى أجرؤ) أن أقول هذا الكلام؟ شكرا لك.

رامى عادل

…… طب إبقى عرفنى على أصدقائك وصديقاتك بتوع الوهمية دولْ. على فكرة دول بيزاولوك. دى عيال متشيطنة وعايزين يتعرفوا مش أكتر. وطبعا حضرتك بتقول لاااا رامى مش سلعه، وأنك مش هتستغلنى وتعملنى صورة وفرجة، وأنى لا زم أوصل بمجهودي. أنا اتفلت. اتدبس يا عم البروفيسور. أنا مبسوط منك. وخليك فى الشغل.

د. يحيى:

ليس هكذا تماماً. أنا أظن أنهم ظنوا – من فرط صدقك- حسبوا أننى أستعملك لأوِّصَل علماً أعمق، وتجربة أصدق على لسانك، أما أنهم عايزين يتعَرَفَوا، فأبدا، لأنهم رفضوا حتى أن يرسلوا هذا الاعتراض باسمهم، ورفضوا نشر هذه الملاحظة باسمهم، يا شيخ حرام عليك.

رامى عادل:

إليك إجابتى على أسئلتك فى نهاية يومية “قراءة النص: بين التفسير والاستلهام”

السؤال الأول: هل هذا الاستلهام هو المنهج النقدى الذى اقرأ به أحلام فترة النقاهة: محفوظ؟

.. أنتَ تُفرغ الحلم من امواجه وتجعله خاويا، بل وتفرغه من محتواه الواقعى الفعلى كحلم له كيان ووجود حاضر متمثل. وكانك تخرج بى عند نقدك لاحلام محفوظ من واقع الحلم (العالم) وتدخل بى فى متاهة النفس. وينبغى على ان اقرا حلم محفوظ منفصلا. لا ادري. ولكن به من الاستلهام ما لا استطيع انكاره.. ولكنك تطغى على الحلم بوجودك. ولا اريد ان اصرح انك تلغى وجود محفوظ الذى اعرفه.

السؤال الثانى: هل يمكن أن أرجع “لمفاتيح السر” الأربعين أفسرها بما يقربها من الإفادة العامة؟

اتخيل ان تفسيرك للمفاتيح ال40 اذا ما دمجته وغمسته داخل تجاربك الواقع ناسْيه (من واقع الناس). كل ما تعلمته وصادفته وبهرك، من اول بياع الفول الى الفنان احمد زكي. ما تسمعه فى الشارع وليس اللى فى التلفزيون. اقترب واعجن لغتك بلغة رجل الشارع العادى بجفافها وعيوبها وكذلك بيئتها وغجريتها.

السؤال الثالث: هل افعل مثل ذلك مع الألف حكمة وحكمة (زائد واحد) التى أطلقتها فى حكمة المجانين؟

ان قربك من واقع الناس، ما يدور من احاديث داخل المنزل وفى المترو. ما نتناقله من اخبار والحواديت والكلام الهايف المكرر، هو طريقك إلى ما تقول …

اما آن الاوان ان تهدى شويه وتبطل طيبه وتفكير.

هو انت ينفع تبقى روائي؟ وليه ماتتفرغش للاطفال؟ وليه ماتحكيش حكايات؟ مش انت جدو اللى بيحب يحكى الحكايات؟ ولا بطلت حكايات؟! ارجوك انسجم اكثر من ذلك، فما احوجنى لك..لطبيبى النفسي. اللى بيعقّل المجانين (حضرتك).

السؤال الرابع: هل أعود للقراءة الثانية (الاستلهام) التى صدرت منى على بعض نصوص النفرى أزيدها إيضاحا لتزيد فائدة؟

بالضبط لتزيد فائده لازم تزيدها ايضاحا وقربا لواقع مصرى كادح..

د. يحيى:

بصراحة يا رامى، لن أعلق على إجاباتك، وإن كانت إجابتك على السؤال الأول هزّتنى حتى فكرت أن أتوقف عن نقد الأحلام،

كفانا هذا اليوم يا رامى، الناس تعبت

رامى عادل:

لا.. عندك ملحوظه أخيرة: انا ماشى كويس فى الشغل والشيف العمومى قاللى هات فيش وتشبيه عشان هو بيسعى فى ترقيتي. فوجدت ان عليه قضيه محكوم فيها باسمي. ربنا يستر. انا لسه هعرف من الموظف نوع القضيه وايه اللى لازم اعمله.

د. يحيى:

ربنا يستر

رامى عادل:

واخيرا انا معجب جدا بأداءك الكتابى زى ما حضرتك عارف، بس انا بخاف عليك من الشطح. وعايز شعبيتك تبقى جارفه بصحيح. جمد قلبك. ربنا معاك.

د. يحيى:

ماذا سوف أعمل بشعبيتى الجارفة؟!! يكفينى اعجابك “بأدائى الكتابى”

ذات مرة وأنا أداعب شيخى محفوظ أمدح له حلما موجزا جدا، قلت له: عليك أن تستمر، هذه كتابة كاتب واعِدْ…” فقال لى وهو يضحك ضحكتة الواسعة المجلجلة “لا يا شيخ”!! واتسعتْ الضحكة هذه المرّة أكثر من كل مرة

رحمه الله،

 ونلقاه على خير.

[1] – Evolutionary Psychology – Dylan Evans and Oscar Zarate –  published 2000 “Totem Books U.S”

[2] – Evolutionary Psychiatry– Anthony Stevens and John Price – published 1996 “Taylor & Francis Group”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *