الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حـوار بريد الجمعة

حـوار بريد الجمعة

“يوميا”  الإنسان والتطور

2-11-2007 

حـوار بريد الجمعة

صباح الخير:

      يتراجع عدد المشاركين فى حوارنا أسبوعا بعد أسبوع، كما يتواضع محتوى الحوار كذلك، وهذا طيب ودال، أما أنه طيب فلأنه واقع، أما أنه دال، فلست أعرف على ماذا يدل؟ لكنه دال!!

جاءنى شفاهة من أكثر من مصدر أنه لا داعى للالتزام، بجدول تقسيم أيام الأسبوع على مواضيع بذاتها.

وأنا موافق (هل رأيتم سهولة التراجع الذى وعدتكم بها)،

 كما جاءتنى آراء أخرى، أغلبها شفاهيا أيضا، أن باب “سر اللعبة” هو من أضعف أبواب هذه النشرة اليومية، مع أنه من أقربها إلى نفسى، وسوف أحاول أن أبحث عن  أسلوب آخر لتقديمه، لكننى فى الوقت الحالى لن أرجع عن التمسك به،

وأخيرا جاءنى – شفاهة ثالثة – أن باب الحوار هذا هو “أى كلام” أيضا.

وأنا غير موافق.

والآن هيا إلى صديق لمجلة الإنسان والتطور (الورقية) الأصلية، وهو صديق قديم جديد باستمرار: هو الابن الأستاذ يوسف عزب، وقد كَتَب تعليقات قصيرة على أكثر من أربعين يومية بعد أن ألححت عليه أن يساهم بأن أعطيته نسخة مكتوبة من كل ما نشر لحرصى على معرفة رأيه، ورأى صحبته، وقد اعتبرت أن هذه التعليقات مغتصبة برغم صدقها، لأنها جاءت بناء على طلب صريح وإلحاح سخيف (منّى)، فافتقدت التلقائية، ومع ذلك:

د. يحيى:

أهلا يوسف، لا أريد أن أشكرك على ما اضطَّرَرتك إليه، ولكن شكراً.

أ. يوسف عزب:

 ……..، أجمل ما أتصوره فى هذه اليوميات أنها للقارئ العادى.

د. يحيى:    

لست متأكدا هى لمن؟ خاصة بعد أن بدأت أكتب فى بابىْ الفصام والإدمان.

أ. يوسف:

أتصور أن هذا معيار لتقييم اليوميات (أن تكون للقارئ العادى).

د. يحيى:

لا.. ليس هذا هو المعيار الأول، ولا الأهم. أنا لم أضع معايير بعد

 

أ. يوسف:

 دليل على ذلك (أنها للقارئ العادى) …. أننى قرأت ما يقرب من مائتى صفحة فى يوم ونصف ولم يتطرق إلى الملل مطلقا، بل على العكس كنت شغوفاً باللحاق بالباقى.

د. يحيى:

هذا – يا يوسف – قد يشجعنى أن أجمع مادة كل شهر فى كتيب أو مجلة ورقية.

أ. يوسف عزب

– موضوع الحوار ذكَرنى بروح الإنسان والتطور فيما كنتم تفعلونه (فى باب الحوار)، ولكن هذه الروح وصلنى منها شئ سلبى وليس إيجابيا.

د. يحيى:

أشرت فى مقدمة حوار اليوم إلى رأيك هذا الذى وصلنى شفاهة، وأنا لا أرفض أن يكون هناك شئ سلبى، ربما يرجع ذلك جزئياً إلى أننى أفتعل حوارا من خطاب، لكن هذا اضطرار كما تعلم اعتذرت عنه مرار، فماذا وجدتَ من سلبيات.

أ. يوسف عزب:

(مثلا) ….فيما يتعلق بالحماس عند الرد، فقد اندهشت من الحماسة، “واحتمال أن يكون حسداً منى”، ولكن هل الحماس فى الرد سنة 1980 و 1985 و1990 هو هو الآن 2007، أعتقد أنه من أضعف ما فى اليوميات.

د. يحيى:

…. هل تعنى أن الحماس هو الذى من أضعف ما فى اليوميات؟! هأنذا أرد عليك بفتور يا سيدى.

أ. يوسف عزب          :

يومية (2-9) “أعلى جبال الخوف” هى أساس ما تتميز به اليومية، وهى أروع ما أتوقع أن تكون هذه اليوميات له، وهو تحضير العلم والدين والدنيا والفلسفة فى “اليوم الآن” …. لو قدرنا نكمل على كده يبقى تمام.

د. يحيى:

ربما فهمت أكثر ما كنت تعنيه فى البداية من أنها (اليوميات هى) للشخص العادى، لكن عندى أن ثم فرق بين تحضير العلم والدين والدنيا فى اليوم الآن، وبين أن يكون المخاطَب هو أساسا “الشخص العادى“، صحيح أن كل اهتمامى هو هذا الشخص العادى، لكن هذا التحديد بهذه الصورة يجعلنى أحيانا أبسِّط ما لا ينبغى أن يتبسط، وأنا لا أريد ذلك، ولا أقدر أن أفعله فى كثير من الأحيان.

أ. يوسف عزب:

يومية (3-9) “نستعمل الواقع لا نستسلم له” إن عبارة “بمجرد أن يثبت الحق المؤقت تماما دائما، يصبح باطلا هو هو، لأنه ثبت فأوقف مسيرة الحق القادم” أتصور أن هذه العبارة هى جوهر ما وصلنى من القرآن، والقرآن فقط.

د. يحيى:

ياه!! هل أنا كتبت هذه العبارة هكذا، آسف؟ لكن ما علينا، أنا لم أفهم عبارتك “أن جوهر هذه العبارة هو ما وصلنى من القرآن، والقرآن فقط”، أنا مع فكرة أن القرآن الكريم هو مصدر إلهامٍ متجدد، لقد فرحت بهذا الرأى جدا.

أ. يوسف:

(لكن رغم صحة عبارتك هذه)، إلا أنها أعطتنى انطباعاً حزيناً، ذلك لأن الحركة والحياة بهذا المعنى لا تهتم بأحد، ولا تلق بالا أحد، ولا تتوقف عند أحد.

د. يحيى:

الحركة هى قانون الحياة يا يوسف، إما أن نواكبها، أو أنها سوف تدوسنا، فماذا يُحزن فى ذلك، هيا نواكبها يا أخى، لأنها لن تنتظرنا، أنت الذى قلت “لاتتوقف عند أحد” (ولا لأحد يا أخى).

أ. يوسف عزب

يومية (5-9) “اختبار ذاتى لأستاذ بكلية الطب” الاختبار مخيف، وأعتقد فى ضرورته الحيوية الآن للكل، وليس للجامعة فقط، وهو يكفى كده من غير تطوير.

د. يحيى:

تصور يا يوسف أننى فعلاً قمت بنشره لأننى شعرت أنه يصلح لأى واحد، وليس خاصا بأستاذ كلية الطب، ومع ذلك فإن ابنتى أسماء نبيل“…… تصورت أنه خاص بأستاذ الطب، ولها حق هكذا يبدو ظاهره..،

أ. يوسف عزب

يومية (7-9) “بدال ما نثور نفن” القصيدة رائعة ولكنها بدأت تتدهور ابتداء من “لما ألاقى الفكرة بايتة، لما ألاقى الفرصة فايتة” .. إلى أن قالت .. “أى فكرة حلوة يعتبروها بدعة” ورجعت ثانى رائعة

د. يحيى:

لك رأيك، أنا لم أفهم كيف تدهورت القصيدة، وهى أغنية وليست قصيدة على فكرة، أعدت قراءتها وسوف أنشرها فى الدستور قريبا باعتبارها أغنية للكبار خارجنا (بعد أن كنت أنشر أغانى للأطفال داخلنا)، حتى لو كانت تدهورت فى وسطها كما تقول!

أ. يوسف عزب

“حكاية بدل ما يثور يفن”

إما أنها حدْس عظيم لأمر غير مكشوف أو أنها تحتاج إعادة نظر، ثم هل أنت فنان أم ثائر، تعتبر ما تفعلَه فن أم ثورة؟”

د. يحيى:

لست متأكدا، الفن (أعنى الإبداع)، إن كنت توافقنى، هو ثورة مؤجلة، أو هو تمهيد لثورة قادمة قادرة على أن تحتوى حماسها فى فعل معين، والثورة هى فن تغيير الواقع، أعنى إعادة تشكيل الناس والحياة على أرض الواقع، بجرعة مكثفة من التغيير الجماعى.

أ. يوسف عزب:

يومية (18-9) “مع الناس فى رحابه هذا الكلام الذى كتب عن الحج كتب فى أى وقت؟.

د. يحيى:

لقد أثبتُ تاريخه منذ واحد وثلاثين سنة.

أ. يوسف عزب:

وهل كانت الرؤية بهذا الوضوح فى هذا الوقت؟ وهو “ما تتميز به هذه اليوميات”

د. يحيى:

أظنها كذلك، كما أظن أنها مازالت كذلك.

أ. يوسف عزب:

يومية (23-9) “بعض وصف بعض مصر” عاوزه تكمل

د. يحيى:

حاضر. ربنا يسهل.

أ. يوسف عزب:

يومية (29-9) “إبداع الشخص العادى وإبداع المرأة”  الموضوع كبير قوى وما بينفعش يتم تناوله فى هذه المساحة الصغيرة جدا دى.

د. يحيى:

أعتقد أن هذا من أكبر عيوب هذه اليومية، أحيانا أشعر أن أى يومية قد تصلح أن تكون عنوانا لكتاب، أو دعوة للمشاركة فى موسوعة، أشعر أحيانا أخرى أن كل هذه اليوميات هى مجرد عناصر أو بالتعبير العامى الجميل: “فَتْح كَلام”!!.

أ. يوسف عزب:

يومية (30-9) “الصوفية والفطرة” تعليقا على قولكم أن الهدم هو مستمد من الجانب الإيجابى فى العدوان وهو معنى الكسر عند الجنيد وليس العدم الذى يفاجئنا به ماسنيون صادما” اقول لسيادتك أن الذى قال هذا عن العدم هو الشيخ الجنيد بلفظه وليس ماسينيون؟.

د. يحيى:

رجعت إلى الأصل والنص يقول: “إن رأى الجنيد إثبات ذات الله من خلال العدم أفضل من إثباتها من خلال الوجود، يجعل ماسينيون يستنتج  أن العقيدة الإسلامية تميل بشكل عام إلى إثبات ذات الله من خلال الهدم، وقد أنهيت الفقرة قائلاً: “…. وبالتالى نفهم معنى الكسر الذى يقوم به الجنيد أو العطاربمعنى غير العدم الذى يفاجئنا به ماسينيون“، فأنا اعترضت على فهم ماسينيون للجنيد، وليس كما قلت أنت. أرجو مراجعة الفقرة كلها لو سمحت.

أ. يوسف عزب:

هناك اعتراض آخر لتفسير سيادتك بأن العدم عند الجنيد ليس هو العدم السلبى، وأنه إعدام للثابت المعيق عن الحركة، وأنه هو العدم الذى يتخلق منه ضده، ليصبح وحدة أكبر فَعَدماً أنشط.

والاعتراض أنه فى تصورى أن إعدامنا للثابت المعيق لا يساوى أبدا العدم لأن الأول عمل إيجابى ثورى والثانى عدم، والأمر الآخر هو: كيف ننتظر أن يتولد من العدم ضده، ثم نفاجأ بعدم آخر؟

د. يحيى:

إعدام الثابت المعيق أو تفتيته حتى يتفجر من عدمه وجودٌ جديد هو عملية رائعة متداخلة، فالعدم لا يوجد أبدا بالمعنى السلبى الذى نتصوره دائما.

أ. يوسف عزب:

يومية (1-10) “مستويات الوعى وأساطير المتصوفة”  عمل رائع وجميل ولكنه يؤكد هنا خطورة فتح الموضوعات الضخمة الخطرة دون قفلها.

د. يحيى:

لا.. لا.. لا..، علينا أن نفتح كل الموضوعات مهما بلغت ضخامتها، ومن يريد أن يقفلها يقفلها على مسئوليته، هذه المواضيع لا تقفل أبداً.

أ. يوسف عزب:

يومية (5-10) “حوار الجمعة”  هو المقصود دكتور أسامة عرفة أم أسامة رفعت، وعندى اعتقاد أن كلام د. زكى سالم حدث له تشويه عند التقطيع.

د. يحيى:

لا طبعا، هو د. أسامة عرفه، وهو أحد أبنائى الأكبر، فى السعودية الآن، أما إبنى الأصغر أسامة رفعت فهو صاحب الفضل فى بداية تسجيل ما أقوم به من علاج جمعى فى قصر العينى بالصوت والصورة منذ حوالى عشر سنوات “بإذن المرضى طبعاً”، وللاثنين فضل علىّ متجدد أبدا، أما الابن د.زكى سالم، فقد احتجب عن التعليق، برغم أننى استشهدت به مراراً، وأتمنى ألا يكون رأيك فى تشويه تعقيبه صوابا، وله الكلمة الأخيرة.

أ. يوسف عزب:

يومية (9-10) “الطفل الخاص” من أروع ما قرأت، وأروع منه رد طاغور، والأبدع من الكل هو عدم تعليقك عليه.

د. يحيى:

معك حق فى الجملة الأخيرة بالذات، كثيرا ما أشعر أن عدم التعليق، هو أعظم ما نخدم به المقتطف، وأحياناً العكس،

هلا تفضلت معى الآن يا يوسف نستمع إلى زميل كريم يسأل تحديداً عن حلقة الإدمان، وهذا بعض ما يشجعنى أن استمر.

د. خليل محمد عبد الفتاح:

  يومية (23-10) (أدمغة المدمن ومستويات الوعى)

ربما يكون من الصعب على من يقرأ هذه اليوميات استيعاب المراد بها دون شرح وافٍ لافتراضات الكاتب مثل تغير الوعى و التعتعة؟

د. يحيى:

عندك حق، لكن اليوميات تكمل بعضها بعضا، ويستحيل أن أعيد تعريف أبجديتى مع كل يومية. عذرا.

د. خليل محمد عبد الفتاح

 لم أعرف من هى الفئة المقصودة بهذه الكتابة: الأطباء المتخصصين أم المدمنين أم العامة؟

د. يحيى:

ولا أنا ….، راجع ردّى على الصديق يوسف عزب فى أول حوار اليوم.

د. خليل محمد عبد الفتاح:

كطبيب متخصص احتجت أن أعرف المزيد من المعلومات عن المريض وتحديدا معلومات عن علاقاته المختلفة وعن سمات شخصيته؟

د. يحيى:

لك حق من حيث المبدأ، لكننى نبهت من البداية أننى أقدم بعض “أحوال حالة”، وليست مشاهدة مطولة لتاريخ حالة، ولقد أكدت ذلك لاحقا وأنا أكتب عن الفصام (حالات وأحوال أيضا)، إن تقديم تاريخ أربعة حالات فى الإنسان والتطور، (كانوا إخوة)، استغرق منى أكثر من ثلاثمائة صفحة ستنشر فى كتاب قريباً، أرجو أن نتعود معا أن نقرأ الأحوال” مقتطفات دالة فى ذاتها، وإلا ستضيع منا الفائدة المحددة من هذا المنهج الانتقائى بالذات.

د. خليل محمد عبد الفتاح:

اعجبتنى كثيرا فرضيه أن التوقف عن الإدمان ثم العودة تمثل نوعاً من التغيير الذى يُحدث متعه عند المدمن، لقد فسرتْ عندى بعض السلوكيات التى رأيتها عند المدمنين.

د. يحيى:

وأنا كذلك، والابن الدكتور كريم كذلك، والفضل هو لذكاء وحدّة وعى وسلامة تعبير هذا الابن المدمن ذى السبعة عشرة عاما، فهو الذى علمنا كل هذا، لننتبه أن الدماغ هو “ليس وعيا آخر“، بقدر ما هو “حالة التغّيّر إلى وعى آخر“.

د. خليل محمد عبد الفتاح    

 لم افهم فرضيه تفسير استمرار المدمن فترة طويلة على نفس المادة

د. يحيى:

عَّلمَنَا أيضا نفس الابن، أن الاستمرار على نفس مادة التعاطى قد يثبّت الوعى الذى تغيَّر فسكن حتى يَفْتُر، فيضيع منا “الوعى بهذا الوعى”، “حالة كونه يتغير”، فلا يعود يعمل “دماغ” الذى هو هدف المدمن..، وبالتالى فالمدمن إذا وصل إلى هذه الحالة، فهو إما أن يغير المادة، أو يتوقف ليعود – كما لاحظت أنت تعليقك السابق.

د. خليل محمد عبد الفتاح

 برجاء تخفيف بعض الألفاظ المستعملة مثل التعليق على الصورة الخامسة لأنه ليس من السهل على البعض تقبل استعمال هذه الالفاظ على الملأ.

د. يحيى:

لا طبعا…، لا أوافقك..

كلام المرضى هو كلام المرضى، وكلام الناس هو كلام الناس، وقد تشوه التراث واختُزِلَ من كثرة التحذير مِنْ مثل هذا الخطر، ودعك من حكاية “خدش الحياء العام”، الحياء العام والحياء الخاص لا تخدشه هذه الألفاظ إلا إذا كان زائفا أو هشا، الحياء تخدشه أشياء أخرى أرق وأخبث وأكذب.

د. خليل محمد عبد الفتاح

لاحظت عدم التعليق على اختلاف الزمن الذى استغرقه المريض فى التعليق على كل صورة

د. يحيى:

عندك حق، وإن كنت قد ذكرت أن الزمن الذى استغرقته المحاولة الثانية (الاستجابة بعيدا عن الانشغال بالإدمان) كان- بصفة عامة – أقصر.

د. خليل محمد عبد الفتاح

أحسست ببعض المبالغة والشطط فى افتراض مغزى تعليق المريض على الصور، ومع ذلك أرى أن هذه الطريقة مفيدة من ناحيه المبدأ فى فهم المريض ووضع خطة علاجية له

د. يحيى:

يجوز..

ولكن هذه هى طبيعة تفسير الاختبارات الإسقاطية عامة: إسقاط على إسقاط، ومن حقك أن تسقط بدورك فيكون إسقاط على إسقاط على إسقاط، لا يوجد رأى واحد نهائى فى قراءة استجابة الناس والمرضى.

د. خليل محمد عبد الفتاح

 نهايةً أرى (أنه توجد) فائدة من الاستمرار من تقديم مثل هذه الحالات مع بعض التنقيح؟ ومعذرة على الإطالة والجرأة فى النقد.

د. يحيى:

… يا رجل جرأة ماذا؟ أشكرك بجد، إن فضل هذا الموقع هو أنه عرفنى بك وبأصدقائنا هكذا، وهذا هو الإبن الذى صمم الموقع ويتابعه واسمه إسلام أبو بكر، يريد أن يشارك فى الحوار.

أهلا إٍسلام

أ. إسلام أبو بكر:

 يومية (21-10) “س و ج عن الإدمان”

…. أتابع النشرة يوميا ولكنى أجد فى الرد شيئا مقدسا يجب له تحضير الطقوس، والطقوس هنا ورقه وقلم وذهن يقظ.

د. يحيى:

يا عم إسلام .. مقدس ماذا؟، وطقوس ماذا؟! هات ما عندك على البركة، على فكرة هذه فرصة لأشكرك على فضلك فى إعداد الموقع هكذا، وأنتهز فرصة لأقدمك للناس بصفتك هذه، فلولا مهارتك وانتماؤك وجهدك، ما وصل كل هذا للناس.

أ. إسلام أبو بكر:

(أدمغة المدمن ومستويات الوعى)

عنى، لم يحدث لى أن وصلت لهذه الأدمغة من قبل عن طريق وسائل الإدمان المختلفة ولا مرة ولكني أصل لها في بعض الأوقات التي اعتبرها تجارب شخصية عمومية شمولية.

د. يحيى:

.. أتذكر أننى لم أقل “إن قمة الإبداع” هى الدماغ العالية، وأوضح نفسى من جديد هنا كالتالى:

إن ما يسميه المدمن الدماغ العالية، وهو ربما مايحققه تحريك أكثر من مستوى من مستويات الوعى “معاً”، هو ما يقابل حالة الوعى الفائق التى يعيشها المبدع ليؤلف تشكيلا جديداً من هذه المستويات فى جدل خلاق، وحين أقول “يقابل” لا أعنى يرادف، ففى حين يعملها المبدع، فيحرك فينا مستوياتنا معاً إذا أحسنا التلقى، لنبدع إبداعه، يتوقف المدمن عند دماغه العالية، ويروح يدور حولها وحول نفسه نازلا إلى الهاوية دون أى إبداع يا إسلام.

أ. إسلام أبو بكر

أنا لا أعتقد أن قمة الإبداع هو بالوصول الى الدماغ العالية.

د. يحيى:

ما هذا يا إسلام؟ هل أنا قلت ذلك؟ أرجو أن تقرأ الحالة من جديد، ثم إننى سأواصل النشر فى ذلك حتى نتعرف على أبعاد هذا الفرض الذى أعود فأوجزه كالتالى “.. إيش رماك على “الدماغ” الذى تحققه لك المخدرات والمنشطات، قال قلة فرص “عمل دماغ” طبيعى نظيف جميل.

أ. إسلام أبو بكر

يوما ما سألت نفسى: كيف أن الإنسان يظل هو، وهل يبقى هو وللأبد هو نفسه، هو نفس الجسد ونفس الوجه كل يوم، على أنه فى داخله واحد أو أكثر، ومع ذلك فى جسد واحد، مع ملاحظة وجود حركية الوعى هنا.

د. يحيى:

أنا أفرح بذكاء السؤال أحيانا – بل كثيرا- أكثر من فرحتى بسداد الإجابة، لعل مهمة هذه اليومية، بل مهمة وجودنا كله هو محاولة الإجابة (الناقصة حتما) على هذا السؤال، سؤالك ذكى فعلاً يا إسلام، ولذلك سوف أتركه “هكذا” دون إجابة، هل له إجابة؟ ألا يكفى السؤال.

أ. إسلام أبو بكر

ماذا لو أحس الشخص انه ليس من هنا“، وأنه من مكان أخر، سوف يرجع له قريبا قريبا ولكن هناك شيء يجب تحصيله والرجوع لمكان الأصل.

د. يحيى:

يقول أحد المتصوفة (لا أذكر مّنْ) “كل من انفصل عن أصله يطلب أيام وصله”، لقد نسينا أن هذه الحركة هى الأصل، وأن تشكيل الذات المستمر (وليس البحث عنها، أو الزعم بتحقيقها) هو قانون الفطرة التى علينا أن نحسن دراسة قواعده ليتحقق، وأن الرجوع لمكان الأصل لابد سيوجهنا إلى وجه الحق سبحانه وتعالى .. دون أن نصل أبداً بالمعنى الساذج، فالتوجّه نفسه هو غاية السعى وليس الوصول.

أ. إسلام أبو بكر

(ردّا على تساؤلك فى نهاية الحالة)

“وهل خَلَقَنا الله بدماغ واحد (مِبَطّلْ) أم بعدة أدمغة”. سوف أحاول الإجابة عن نفسى قائلا:

“…. بعدة أدمغة بالطبع وإلا ما حركنا وعينا على مدى التاريخ البشرى بداية من الدين الى علوم التكنولوجيا”.

د. يحيى :

شكراً ،

وشكراً لاقتطافك ما أُنهى به حوارى معك اليوم (وعذراً لحذف الباقى)، أنت الذى اقتطفت قولى:

…. ومادام الحصول على دماغ عن طريق هذه السموم له كل هذا الثمن الغالى، فكيف يمكن أن تحصل \”بقية أدمغتنا\” على حقها فى التواجد، والتبادل، والتنشيط، والإبداع، والتراجع، والمحاولة، والخطأ؟، ثم نترك السؤال مفتوحا، فما جعلت هذه اليومية إلا لهذا.

والآن هيا معى يا إسلام لتحية أكثر الأصدقاء انتظاما فى التعليق،

أهلا رامى ، كنتُ قد خشيت عليك ألا تكون ملتزما بعملٍ يومى.

رامى عادل:

…. أنا باعشق الشغل اليومى، وهو ركيزة أساسية لحياتى وحياتنا جميعا، ومن غيره ماقدرش ألمّ الدور.

د. يحيى:

شكراً يا رامى، ثم دعنى أذكرك بفضل هذا التقديس للفعل اليومى على مسيرة شيخنا نجيب محفوظ، ثم أحيلك إلى رائعته “حضرة المحترم” التى أسهمت فى توضيح ما هو الفعل اليومى حتى يصل الأمر إلى تقديسه مع تحذيرنا من أن نصل إلى شطح “حضرة المحترم” حتى التأليه!!، ثم أحيلك أخيراً لفصل كامل فى كتابى “حكمة المجانين” بعنوان “قصائد مديح فيما لا يْْمدّحَ” …. مثل العقل البسيط والروتين

رامى عادل:  

 يومية (28-10) (سد هارتا)

أبى العزيز: كلامك ضحّكنى وبكّانى بكّانى، … جحود ونكران جيل بل قل أجيال، … أنت حواليك ناس كتير وبتشتكى من الوحدة ومرارتها..؟

د. يحيى:

ما هذا؟ ما هذا يا رامى؟ أشكرك من حيث المبدأ، لكننى آسف إن كان قد وصلك مثل هذا المعنى، لعلنى أسأت التعبير، لا يوجد جحود يا رجل ولا نكران جميل، أنا حولى كل الناس، حتى من ينكرونى أو يتنكرون لى، وأنا لا أشكو من الوحدة، أنا أفرح بالوحدة إذا فرضت علىّ، وأفرح بك إذا كسرتها، “الوحدةهى الذراع النشط فى “رحلة الذهاب، والعودة” للموجود البشرى، وهى رحلة لا تتوقف أبدا، حتى ظننت أنها لا تتوقف حتى بالموت، ثم إن الوحدة ليست مُرَّة على طول الخط.

هيا معى الآن يا رامى إلى الابن د. أسامة عرفة.

د. أسامة عرفة:

 يومية (25-10) ( حلم رقم 3)

” أتوقع أن يصدر عمل يقرأ الدكتور يحيى الرخاوى من خلال قراءته هو لأحلام الأستاذ .. لكن يا ترى هذا الذى سيقرؤك سيقرؤك أنت، أم أنه سيقرؤك من خلال قراءته لك؟ ثم نقرأه (نحن) من خلال قرائتنا له وهكذا.

… حاجة كده زى طْبقنا طبق فى طبقكو، يقدر طبقكو يطبق فى طبقنا … وهلم جرا؟

د. يحيى:

حلوة هذه يا أسامة .

أنا موافق.

د. أسامة عرفة:  

 يومية (28-10) (سد هارتا)

“… جاءتنى دعوة حضور “الندوة الشهرية” بالبريد الإلكترونى، ولجهلى الشديد بتكنولوجيا الاتصالات افترضت أنه لابد أن تكون هناك وسيلة تقنية بسيطة تسمح لى بالمشاركة فى حضورها عبر الإنترنت.

اللهم أجعله خير.

د. يحيى:

إن شاء الله خير، آمل يا أسامة أن يتحقق أملنا هذا، وقد علمت أن ذلك ممكن بدلا من المؤتمرات المشبوهة التى ترعاها جهات مشبوهة، وقد سبق أن قلت لك أننى أتعجب مِنْ مَنْ يدعونى لحضور مؤتمر فى آخر الدنيا أتكلم فيه نصف ساعة محاضرة افتتاحية تكلف الذى يصرف بخبث على هذا المؤتمر عشرات أو مئات الآلاف من الجنيهات، ولا تتم بعد المحاضرة مناقشة جادة، من أين الوقت يا أسامة؟ أقارن هذا كله بعدد الزملاء الأفاضل الذين يشاركون أو قد يشاركون فى الاطلاع على هذه اليومية، ولو عينة من هنا وفقرة من هناك، وعندهم الفرصة للسؤال والإجابة، كأنه مؤتمر يعقد يومياً، والدعوة عامة، ولكن لا حس ولا خبر كما ترى.

دعنا نأمل يا أسامة فى تكنولوجيا الاتصالات أن تتجاوز وصاية تلك السلطات المشبوهة التى تنظم المؤتمرات لأغراضها الخاصة ثم هيا معى نختم بابن أخى الذى أنتظر منه أى جديد مهما تمادى فى التكرار.

د. محمد أحمد الرخاوى:

 يومية (31-10) (وعد بلفور)

….لا نستطيع أن نسامح الغرب حكاما وشعوبا، وقد عشت وسطهم على كل هذا الظلم والجبروت؟

د. يحيى:

أظن يا محمد، مع حبى الشديد لك، واحترامى لمحاولتك، أننى سوف أكف عن حوارك إذا أصررت على موقفك الخطابى التعميمى هذا، هكذا، تُسامِحُ من يا عَمّ، دعنا نعمل ونبدع، ربما نضيف إلى من يعملون ويبدعون عندهم، أما السلطات المشبوهة هنا وهناك، فهى تحمل مقومات هدمها. وحينئذ سيحتاج الناس إلى كل ما يحاوله كل الناس الآن شرقا وغربا.

د. محمد أحمد الرخاوى 

….بالمناسبة أيام افتتاحيات الإنسان والتطور الورقية كنت تعرج على الأحداث المحلية والعالمية فلم لا تخصص على الأقل جزءا من اليوم الحر لذلك؟

د. يحيى:

عندك حق، لكن ربما أجد لهذا مكانا آخر، وقد نبهنى الابن مصطفى حسن لمثل ذلك فى أول حوار نشر هنا يوم 17/9/2007، حين قال كلاماً مطابقاً لما قلت تقريبا، ورددت عليه بأننى لا أرفض، ولا أعد، ولكل مقام مقال، وأنا حتى الآن لم أحدد أين تقع الهموم اليومية (التى أشرت إليها أو أشار إليها مصطفى) أو الأحداث المحلية والعالمية من هذه اليومية تحديدا، دعنا ننتظر ونرى، دع ذلك ولنعد لما ورد فى اليومية عن أمر آخر.

د. محمد أحمد الرخاوى

 يومية (30-10) (الفصام)

المسألة أعقد من كل ذلك: فقدان التوجه الضام كما سميته أنت أخرج كل ذرة من مدارها بحيث تداخلت الذرات وتناثرت بخروجها من الدوران حول النواة (التوجه الضام).

د. يحيى:

إذن ماذا؟

د. محمد أحمد الرخاوى 

أرى أن من أهم أسباب تخلفنا وغبائنا ومرضنا هو هذا القهر والغباء والكذب، وكأننا لا نفرز إلا مزيداً من جيوش المرضى النفسيين فعلا أو المرضى المدمرين لأى وجود صحيح سوى؟

د. يحيى:

طيب، وبعدين يا محمد، إسمع لمّا أقول لك، أكبر بناتى د.ماجدة صالح، تصورت من يومية “سد هارتا” أنى آخذُ على خاطرى، فقالت كلاما طريفا يخفف من سمومك هذه، هل تسمعها معى؟

د.ماجدة صالح 

(الندوة)

ياه يا دكتور يحيى! أنت صحيح مقموص ولا وجدت البديل اليومى (عن الندوة)؟ ربنا يطولنا فى عمرك.

د. يحيى:

وهل أنا أستطيع يا ماجدة ؟! (هوّا أنا أقدر)، سوف أكتب يوما عن “حق القمصْ” كحق أساسى من حقوق الإنسان المنسية مثل: “حق العوزان”، و“حق الضعف” و”حق الشوفان“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *