الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / جذور إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (من الإبداع) “وقفة ضرورية”

جذور إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (من الإبداع) “وقفة ضرورية”

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 26-5-2018

السنة الحادية عشرة

العدد: 3920

عودة إلى:

جذور إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (من الإبداع)

 وقفة ضرورية

بعد تجربة الضغط على بناتى وأبنائى لاستثارة الحوار حول مصادر هذا الذى نمارسه تحت مسمى الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى، وبعد أن اكتشفت ثم تأكدت من أن هذه الإرهاصات لم تكن نابعة تماما من إنجازاتى العلمية وقراءتى المرجعية فحسب، وإنما أيضا وربما قبلا من إبداعاتى الخاصة الباكرة، غامرت بهذا الضغط – الكريه إلى نفسى – وطلبت من زملائى وزميلاتى المتدربين والمشاركين بان نختبر هذا الفرض، وقد كانت الاستجابة طيبة وذات دلالة كالتالى:

الذى حدث أن غمرتنى وفرة من التعقيبات والتساؤلات من قلة منهم لكنها كانت تعقيبات ذكية وصادقة ومهمة ووجدت فيها نموذجا لما كنت أرجو، ونظرا لأنى أعلم أنه لا أحد – تقريبا- ممن يعملون معى يتابع ما يسمى “حوار/بريد الجمعة” فقد وجدت أننى بحاجة أن أقتطف منه فى هذه الأيام الثلاث المخصصة لنشرة إبداعى الخاص كمصدر لتنظيرى العلمى، أقتطف من البريد ما يمكن أن يؤكد ما ذهبت إليه وهو:

“علاقة هذا الإبداع بممارسة الطبفنسى الإيقاعحيوى التطورى”

أعتذر لما فى ذلك من تكرار، لكننى أود أن أبلغ الرسالة لأبرئ ذمتى، ولعل فيه ما يفيد فى ترشيد الأصغر والمتردد من عيالى، فيتعلم كيف يعلق وماذا يمكن أن يفيد من الحوار والرد مقتديا بزميلائه وزميلاته!

أ. رباب حموده

سؤال يطرح نفسه ولم أجد له إجابة ولكن استمتعت جداً بالقراءة.

كيف تشرح ما يدور بداخل المريض من أفكار لا يقدر المريض نفسه أن يفسرها أو يعرف أن يقولها.

د. يحيى:

يا رباب، يا رباب: هذا بالضبط ما أردته لكم ولى وأنا أحفزكم للكتابة والحوار، إن ما أدعو إليه فى تدريبى لكم (وممارستى طبعا) هو أن نتعلم كيف نتقمص المريض بكل ما هو ما أمكن ذلك، وهذا يصل إلى المريض بصدق غائر دون أن نتحدث عنه، وقد يصل إلينا فى نفس الوقت دون تسميته، وأعتقد أن هذا الصدق المتراكم هو المسئول عن إبداع مثل هذه الرؤية بشكل أو بآخر (وعن العلاج في النهاية).

أ. نادية حامد

طبيعة وعمق وهلامية وتنويعات ما يسمى اختيار قرار المرض أرى أنه يختلف من مريض لآخر والصعوبة الأكبر نجدها فى مرضانا اللى بياخدوا قرار المرض بلا عوده

د. يحيى:

أولاً: هذا صحيح ففكرة “قرار المريض” أو “اختيار المرض” برغم أنها حقيقة يمكن فحصها فى كل مريض برغم الفروق الفردية، لكن علينا أن نبذل الجهد الكافى وأن نصبر الصبر المناسب حتى لا تنقلب المسألة إلى “اتهام المريض باقتراف المرض” فالاختيار حقيقى وعميق ومتعدد المصادر وغامض، ولعل الإضافة التى تصلنا من تداعيات عبد السلام المشد تبين بعض ذلك.

هيا نقرأ سويا مرة أخرى هذه الفقرة أوائل الفصل الثانى

“…لو‏ ‏قالوا‏ ‏لى ‏ألف‏ ‏مرة‏ ‏ومرة‏، ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يحدث‏ ‏ما‏ ‏حدث‏، ‏إن‏ ‏الإنسان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يسهم‏ ‏فى ‏اختلال‏ ‏توازنه‏ ‏لهزأت‏ ‏بهم‏ ‏واعتبرتهم‏ ‏قساة‏ ‏القلوب‏ ‏جهلة‏، ‏أما‏ ‏بعد‏ ‏تلك‏ ‏الكلمة‏ ‏ذلك‏ ‏الصباح‏، ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏دار‏ ‏رأسى، ‏وأفرغ‏، ‏وامتلأ‏، ‏وانقلب‏ ‏عاليه‏ ‏سافله‏، ‏عرفت‏ ‏أن‏ ‏وراء‏ ‏الأمور‏ ‏أمورا‏، ‏وحمدت‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏أحدا‏ ‏لا‏ ‏يعلم‏ ‏هذه‏ ‏الهواجس‏ ‏وإلا‏ ‏اتهمونى ‏بالتمارض‏ ‏والادعاء، ‏لو‏ ‏كنت‏ ‏أعلم‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏ستكون‏ ‏بمثل‏ ‏هذا‏ ‏العنف‏ ‏والرعب‏ ‏والسخرية‏ ‏والغرابة‏ ‏لما‏ ‏سعيت‏ ‏إليها‏ ‏أبدا‏، ‏ولكنى ‏لم‏ ‏أسع‏ ‏إليها، بل‏ ‏هى ‏التى ‏سعت‏ ‏إلىّ.. ‏ولكن‏ ‏يبدو‏ ‏أن‏ “‏هي‏”.. ‏ليست‏ ‏إلا‏ “‏أنا‏”.‏

لعلك لاحظتِ يا نادية إلى أى مدى يمكن أن نتعلم كيف يكون قرار المرض اختيار غائر معقد متداخل وعلينا أن نحترمه ونبدأ منه كما هو دون اختزال.

****

الجزء الأول من الفصل الثانى:

 “إمّا أنْ تعودَ… أو: نقتلكْ” (رواية الواقعة)

د. مريم سامح

المقتطف: “‏ولكنى ‏لم‏ ‏أسع‏ ‏إليها، بل‏ ‏هى ‏التى ‏سعت‏ ‏إلىّ.. ‏ولكن‏ ‏يبدو‏ ‏أن‏ “‏هي”.. ‏ليست‏ ‏إلا‏ “‏أنا”.”

التعليق: حرّكت هذه العبارة داخلى التوقف و السكون و رؤية اللى جوه بدلاً من الهروب منه. للأسف أغلب الأحيان ارى نفسى اهرب منها وهى قابعة داخلى تتحرك و تتساءل، و اتلكك بالمشغولية. بل افكّر أيضاً أن هذا من أسباب توقفى عن التمعن و الرد على النشرات.

د. يحيى:

إن رحلات الدخول والخروج هكذا ليست سوى نتيجة للتلقى المحيط الأمين لهذه الخبرات، وهى من علامات حركية الداخل واستعداده للتشكل على مسار النمو، وهى لا تحتاج منـّا لأكثر من الاعتراف بها دون تـَمّعنْ وإلا انقلبت عقلنه أو “مكلمة”، أعنى انقلبت إلى حديث عنها دون معايشتها، ثم إنها هى هى أيضا تصبح عرضا مرضيا إذا تسارعت وتشتت واتحرفت ونكصت، إن ما شعرت به هو من خطوات تنمية مهارتك المهنية الفنية.

وبعد

أتوقف هنا بعد إذنكم لأن الابنة الدكتورة “مريم سامح” احتلت بقية البريد تقريبا ( 16 تعليقا) وقد أفرد لها نشرة باكر وربما بعد  باكر للشكر، ربما حفزا لزملائها وزميلاتها أن يقتدوا بها إن وجدوا أن ثمة فائدة.

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *