الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “أنياب الظلام” (2)

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “أنياب الظلام” (2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 26-3-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5685

 ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثانى: “شظايا المرايا [1] 

أنياب‏ ‏الظلام‏ (2)‏ [2] 

-1-‏

وصاحبى:

يقولها‏ ‏بعد‏ ‏انتهاء‏ ‏الموعِد‏،‏

بلهاءُ‏ ‏ترعى ‏فى ‏سراب‏ ‏الخلد‏ ‏تفرز‏ ‏العدمْ‏.‏

‏-2- ‏

وصاحبى‏..،‏

يلهثُ‏ ‏خلفَ ‏الموتِ، ‏قَبْل‏ ‏الموتِ‏،

 ‏جاء‏ ‏الموتُ‏ ‏يسحبُ‏ ‏الحياَة‏ ‏قطرةً‏ ‏فقطرهْ،‏

فتطفحُ ‏البثورُ‏ ‏فوقَ ‏صفحة‏ ‏الكلامْ.‏

أُقـَلـِّبُ‏ ‏الديوان‏ ‏بَحثاً ‏عن‏ ‏قصيدةٍ‏ ‏مُهْترئهْ‏،‏

وصاحبى‏: ‏يروِّضُ‏ ‏الهواءَ‏:‏

                           ينتظمْ:‏.‏

‏-3-‏

مَرْحى ‏انطلاَقـَةَ‏ ‏التـَّحـَرَّرِ‏، ‏

مَرْحَى ‏استدارةَ‏ ‏الزَمنْ‏.‏

‏(‏العار‏ ‏ياسيدتى ‏الكريمة‏،‏

العار‏ ‏ألاّ‏ ‏نختفى‏. ‏

‏ ‏أجسادنا‏ ‏تـُكـَبّل‏ ‏الإلهامْ، ‏

تـُبـَرِّرَ العـَفـْنْ)

‏-4-‏

تجمّد‏ ‏الصقيع‏ ‏ذرّاتُ ‏المناوبهْ‏.‏

يا‏ ‏حسْرتا‏ ‏

لم‏ ‏يبقَ ‏إلاّ‏ ‏ما‏ ‏تبقّى ‏من‏ ‏فُتَاتِ‏ ‏المائدهْ.‏

                      يا صاحبى ‏:

لا‏ ‏تطفئ‏ ‏الشموعَ‏ ‏قَبْل‏ ‏الرَّجْفةَ‏ ‏المسافَرة‏.‏

الآنَ؟‏ ‏ليس‏ ‏الآنَ‏، ‏حتى ‏الآن‏،‏‏ ‏قبل‏ ‏الآن‏،‏

يا‏ ‏نبضها‏ ‏حقيقة‏ ‏الرّانِ‏ ‏المكثّـفِ‏ ‏فوق‏ ‏قلب‏ ‏الخائبين‏ ‏العزّل.‏

‏-5-‏

يشهق‏ ‏فى ‏رَتابة

سرُّ‏ٌٌ ‏توارى ‏فى ‏لحَاء‏ ‏الشْوكَة‏ ‏المزدهرةْ.‏

يحنوُ‏ ‏عليها‏ – ‏تنطلقْ.‏

يزفرَها‏، ‏تـُـسلـِّـمُ‏ ‏الَعلَمْ‏.‏

يُطلّ‏ ‏من‏ ‏ورائها‏ ‏المجهولْ‏.‏

‏..‏لا‏ ‏سَهْلَ‏ ‏إلا‏ ‏ما‏ ‏سَهُلَ‏ ‏

“شيخٌ ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏لـَبـِس‏ ‏الدِّرْعَ‏ ‏حَرَن‏،‏

‏سهلٌ‏ ‏لمنْ‏ ‏سَاَهـَلَ‏، ‏حزْنٌ‏ ‏للحَزنْ‏”

‏ ‏هل‏ ‏يا‏ ‏تـُـرى ‏تَسَلَّمَ ‏القيادةْ؟

هل‏ ‏يا‏ ‏تُرى ‏قد‏ ‏أَصبحا‏ ‏فى ‏واحدٍ‏، ‏إن‏ ‏قال‏: ‏كن‏، ‏تكن؟

‏-6- ‏

جُزْئيّةُ ‏حائرةُ‏،‏

تقوُل‏؟‏ ‏لا‏ ‏تقولُ؟‏ ‏تَعْتَملْ‏.‏

‏(‏لم‏ ‏أبدُ‏ ‏يوما‏، ‏لاَ‏ ‏ولمّا‏ ‏أستترْ‏)‏

سارعتُ‏ ‏أنفخ‏ ‏المـَقـُولة‏ ‏القديمهْ‏، ‏

دارتْ‏ ‏تئنُّ

تـَرَدَّ‏دَ ‏الصَّدىَ، ‏

يرقص‏ ‏رقصة‏ ‏المصلوب‏ ‏فوق‏ ‏شاهد‏ ‏العدم‏.‏

‏-7-‏

 هذا‏،‏

ولمّا‏ ‏كان‏ ‏يوُمها‏ ‏بلا‏ ‏غدٍ، ‏

وريحُها‏ ‏بلا‏ ‏اتجّاَه‏،‏

مزّقتُ‏ ‏ثوبَ ‏الشِّعـْر‏،‏ ذابتِ ‏القصيدةُ‏ ‏الوليدهْ‏،‏

فى ‏وَعْدِها‏ ‏القتيلْ‏.‏

‏-8-‏

‏ ‏فى ‏كلِّ ‏وجهةٍ‏ ‏نبى، ‏

فى ‏كل‏ ‏نبضة‏ ‏أًلم‏.‏

‏-9-‏

يعاودٌ ‏الشهيقُ‏، ‏يُشهد‏ ‏الدهور‏ ‏والحقبْ‏:‏

‏”‏ما‏ ‏مضّنِى ‏سوى ‏الزَّفير‏ ‏ينتحبْ‏ ‏

ما‏ ‏هــدَّ ‏ظهرى ‏غيرُ‏ ‏طوْطَم‏ ‏الَبكَمْ،‏

ماَ‏ ‏راَعنى ‏سوَى ‏الكذبْ‏” .‏

‏-10-‏

وصاحبى

غَافَلَنَا‏ ‏بَلا‏ ‏ودَاعْ‏ ‏

أَرْخَى ‏سُدُوَلُها‏

 ‏ أكملتها ‏بعد‏ ‏الوفاة: ‏ 13/2/ 1986‏

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

– قصيدة “أنياب الظلام (2) من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 211)

[2] – كتبتْ منى أثناء نزعات احتضاره فى انتظار الرحيل

 

تعليق واحد

  1. الموت يقظة . والزمن نقطة في محيط سحيق لا ندرك ابعاده. والغيب حاضر لمن حضر
    والاحاطة مستحيلة الا بشيء من علمه بما شاء لمن شاء . والفعل قاصر لا محالة
    والحياة ابتلاء شديد ورائع لمن ادرك جلالها . والخلود وهم .والاسئلة غامرة والاجوبة مستحيلة
    والصبر لاخيار فيه.
    يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *