الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “خِسّــة”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “خِسّــة”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 22-1-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5622

 ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثانى: “شظايا المرايا  [1] 

خِسّــة [2] 

                                 قالوا‏: ‏خسّة [3] 

قلت‏ ‏بـِخـُبـْثِ‏ ‏الطفلِ‏ ‏الأبلَـهِ‏ ‏إذْ‏ ‏يتحسس‏ ‏جَسَدَ‏ ‏الكلمهْ‏:‏

‏ ‏الخسـَّهْ‏‏؟‏ ‏ما‏ ‏الخسـَّهْ؟؟

أفـْتىَ ‏صاحبُ‏ ‏مُعجمِ ‏كلَّ‏ ‏الأصواتْ‏:‏

‏”‏أن‏ ‏تضربَ‏ ‏تحتَ‏ ‏حزامٍ ‏الرؤيهْ،‏

أن‏ ‏تخطبَ‏ ‏بالَّـرشَّاشِ‏ ‏وتـُقِـنـْعْ‏ ‏بالطـَّلقـْه”.‏

قلت‏: “هَمَمْ‏ ‏”

‏(‏أعنى: ‏فعلاً، ‏أو‏ ‏أيةَ‏ ‏لفظٍ ‏للإستحسانْ‏) ‏

واسم‏ ‏الفاعل؟؟

‏ ‏من‏ ‏أطلق‏ ‏لـِحـْيـَتـَه‏ ‏دون‏ ‏سراح‏ ‏الفكرهْ ،‏

‏ ‏من‏ ‏أحنى ‏هامـَـتـَهُ‏ ‏للمخلوقِ‏ ‏الصنمِ،‏

      رغم‏ ‏توجـُّه‏ ‏وجْـهتهِ‏ ‏نَحْوَ‏ ‏القبلهْ‏.‏

قلت‏: ‏همَمْ‏!!‏

‏( ‏ليس‏ ‏المعنى ‏الأولْ،‏

‏ ‏بل‏ ‏شىءٌ ‏أدعـَى‏ ‏للدهشهْ‏)‏

‏-2-‏

الخسة؟‏ ‏الخسّة‏…؟؟…؟؟

قد‏ ‏كان‏ ‏وخطر‏ ‏ببالى ‏وجهٌ ‏آخرْ‏:‏

يعرفه‏ ‏الأمىُّ ‏الْيقرأُ‏ ‏بعد‏ ‏السطر‏ ‏المحذوف‏:‏

الخسةْ، الخسة:

‏”‏القوةُ ‏تبطشُ‏ ‏بالحريهْ‏ ‏

الحريةُ‏ ‏داخلَ‏ ‏قضبانِ‏ ‏الذاتِ‏ ‏المخدوعهْ‏ ‏

القرشُ‏ ‏القادرُ‏ ‏يشرى ‏نبضَ‏ ‏الثورةْ”‏

***

تـَخْـتلّ‏ ‏قواعـِدُ‏ ‏حبْك‏ ‏الصَّـنعـه

‏… ‏خفتــتْ‏ ‏أضواءُ ‏الكلمهْ، ‏

وتلاشتْ ‏أحرفها‏ ‏داخل‏ ‏أصْـل‏ ‏الصوتِ‏ ‏النغمةْ‏.‏

أذّن‏ ‏فى ‏الناس‏ ‏بلال‏ ‏أخرس‏: ‏

                        أنْ‏ ‏هُـبّوا‏، ‏  

نبح‏ ‏الكلبُ‏ ‏الأجربْ‏، ‏

فتعلّق‏ ‏نـَفـَسُ‏ ‏الطفلِ ‏بذيلِ ‏الجلبابْ‏.‏

‏”.. ‏ماذا‏ ‏قال‏ ‏الأجربْ‏؟”

زاَحـْته‏ ‏الأمُّ‏ ‏المشغولةُ‏ ‏بشواءِ‏ ‏اللحمِ ‏الطازَجْ‏،‏

‏( ‏لحم‏ ‏الجارة‏، ‏بنت‏ ‏العمة، ‏وبقايا‏ ‏حفل‏ ‏القمّة‏.)‏

فتواصلتِ‏ ‏الأصواتُ‏ ‏نـُـباحاً‏ ‏يزأرُ‏ ‏مثـْلَ ‏مـُوَاءِ‏ ‏القطِـطِ‏ ‏الجوعىَ:‏

‏( ‏الخسّة‏: ‏هـَيجـْة‏ ‏كل‏ ‏الناس، ‏فى ‏وجه‏ ‏شهيدٍ‏ ‏خائن،‏

الخسة: ‏ذِمَـمٌ ‏مثلوجةْ،‏

وصدور‏ ‏نعامٍ مستوردةٍ طازجِة‏ ‏أشهى‏).‏

***

يقفز‏ ‏ذاَك‏ ‏الطّـفلُ ‏الآخَـرُ‏ ‏منتشياً:‏

يقضـِمُ‏ ‏عنقَ‏ ‏العصفورِ ‏المخـِفى ‏نـِصـْفـَهْ،

                       ‏داخل‏ ‏نصفِ‏ ‏القـِشْرهْ. ‏

المطار‏  14/10/1981   ‏

حادث‏ ‏المنصة‏  6/10/1981

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

[2] – قصيدة “خِسّــة من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 149)

[3] – بعد حادث المنصّـة، 6 أكتوبر 1981، مقتل الرئيس محمد أنور السادات، ووصفه بــ “الخسة”.

 

تعليق واحد

  1. التخثر

    تتقاطر نقاط السم
    من مسام مسوخ البشر
    يرتدون حلي عصرية
    تزدان بكل ما يغلق
    احتمال الحياة

    يخلدوا الي ما يشبه النوم
    في أحضان الحاسبات
    التي تحسب
    عدد فقاعات الحياة
    التي لا بد ان تقفأ!!!

    تلف سواقي الثيران
    الي مصير مجهول
    يحكموا رباط الغمامة
    تشرئب روح مزهوقة
    تحاول أن تتنفس
    لا حياة لمن تنادي

    يتلعثم مدعو التحرر
    في بالوعات انفصامية
    دفاعا عن صنم محدث
    لات وعزي العصر
    يلقوا بانفسهم رفاتا
    الي ما يشبه البشر

    يطلقوا اللحي
    ترمز الي صكوك غفران
    لم يؤتوا مفاتيحها
    يغلقوا آفاق أكوان
    لا تغلق
    يظنوا احتكار جنان
    هي ملك لخالقها

    لماذا النكوص؟؟؟
    ألأنه الفشل

    خلقنا لنعرف
    لنرقي
    لنحيا بشر
    وأدنا احتمال الحياة
    كي نموت
    لا بل لنعدم الحياة

    لن تعدم الحياة

    جموع البشر
    تفرقوا
    الي ما ينهي البشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *