الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المجموعة الثالثة: مقامات: المقامة السادسة: “بركة دم”

ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المجموعة الثالثة: مقامات: المقامة السادسة: “بركة دم”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 3-3-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6028

 ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”[1]

المجموعة الثالثة: مقامات

المقامة السادسة:

بـركـــة دم

وتمهـَّلـتْ، ‏وتلكَّأتْ‏، ‏وتسرَّبــتْ‏، ‏وتسربلتْ‏، ‏وتجمعتْ، ‏وتفرَّقتْ، ‏فتآزرتْ،

‏وتعدَّدتْ‏ ‏فانضـم‏ ‏جيشُ‏ ‏النمِل‏ ‏فى ‏تشكيلةٍ‏ ‏لم‏ ‏تكتملْ.‏

يا‏ ‏سيدى:‏

‏ ‏آتـِـى ‏بها‏ ‏من‏ ‏قـبـل‏ ‏أن‏ ‏يـرتَدَّ‏ ‏طـرف‏ ‏الخـوف‏ ‏بعد‏ ‏القـَـرْعـَـةِ‏ ‏الأولَى؟‏ ‏

من‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تمحو‏ ‏الرمالُ‏ ‏الزاحفـَـةْ.. ‏آثارَ‏ ‏أقدام‏ ‏الرُّؤَى؟‏ ‏

من‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يـلـدَ‏ ‏السرابُ‏ ‏مياهَه‏ ‏المتـفـجرةْ؟‏

 من‏ ‏قـبـل‏ ‏أن‏ ‏يتلوَّن‏ ‏اللونُ‏ ‏الـذى ‏لا‏ ‏لـون‏ ‏له؟

‏ ‏من‏ ‏غـيـر‏ ‏لـونٍ ‏يـنـطـقُ ‏الطـيـرُ‏ ‏الــذى ‏حـذقَ‏ ‏الـمـخارجَ.‏ ‏والطـبـائع‏، ‏

والرموزَ ‏الشـفرةَ ‏المـلـقـاة‏ ‏بين‏ ‏البيـن‏، ‏بعد‏ ‏البين‏، ‏نن‏ ‏العين‏، ‏بؤرة‏ ‏الحدق‏.‏

فتمهلتْ‏، ‏حتى ‏استفاق‏ ‏وما‏ ‏استفاقَ‏ ‏وما‏ ‏ثملْ.‏

لمْ ‏تــُــطــْـلق‏ ‏السهمَ‏ ‏الممزقَ ‏بين‏ ‏أشلاء‏ ‏القـُـزَحْ،‏

‏فإذا‏ ‏لمحتَ‏ ‏شعاعها‏ ‏بين‏ ‏السحاب‏ ‏الهــش‏ ‏لمـَّـا‏ ‏ينكسرْ‏،

 ‏فاجمع‏ ‏به‏ ‏ما‏ ‏ليس‏ ‏فيه‏،

 ‏واجمع‏ ‏بــنـا‏ ‏ما‏ ‏ليس‏ ‏نحنُ‏ ‏فكلُّـنا‏ ‏ماضٍ‏ ‏إليهِ ‏بكل‏ ‏كل‏ ‏الكل‏ ‏فى ‏دور‏ ‏الدوار‏ ‏المنهمرْ‏،

 ‏كدْحا‏ ‏إلى ‏بعد‏ ‏المدَى‏،

 ‏والغيُب‏ ‏نبضُ‏ ‏الكون‏ ‏عبـْر‏ ‏الدائرة ‏

  ألِـمُـلـتَـقَى؟‏ ‏

ذُبْـنَـا‏ ‏بـِلـَيـْل‏ ‏الخوفِ‏ ‏قـبـل‏ ‏الرؤية‏.‏

رأس‏ ‏الحكمة 16/5/1989

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

 –  المجموعة الثالثة: مقامات “بركة دم” من الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”، ص (331)

 

تعليق واحد

  1. الله يا مولانا :
    المقتطف : واجمع‏ ‏بــنـا‏ ‏ما‏ ‏ليس‏ ‏نحنُ‏ ‏فكلُّـنا‏ ‏ماضٍ‏ ‏إليهِ ‏بكل‏ ‏كل‏ ‏الكل‏ ‏فى ‏دور‏ ‏الدوار‏ ‏المنهمرْ‏،
    ‏كدْحا‏ ‏إلى ‏بعد‏ ‏المدَى‏،
    ‏والغيُب‏ ‏نبضُ‏ ‏الكون‏ ‏عبـْر‏ ‏الدائرة ‏
    ألِـمُـلـتَـقَى؟‏ ‏
    ذُبْـنَـا‏ ‏بـِلـَيـْل‏ ‏الخوفِ‏ ‏قـبـل‏ ‏الرؤية‏.‏
    التعليق : أبحث عن ذلك الذى هو ” ماليس نحن “يا مولانا ،فأجد أنه قد صار نحن بعد الجمع والكدح..أما تساؤلك عن الملتقى ،فأراه ألمك وهمك ،وأراك ترقب ليل الخوف ،وخوف الليل : نعم هو ساحق مذيب ،يعطيك الحق في الألم ،ليريك اقتراب الرؤية ،وكنت أظنها تحمل الفرحة باللقاء ،لكن ،على ما يبدو أنها أكثر إيلاما ،فهى رؤية بلا لقاء ،والكدح كدحا حتى اللقاء …..يارب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *