الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المجموعة الثالثة: مقامات: المقامة الأولى: كوْمَـة رعْب

ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” المجموعة الثالثة: مقامات: المقامة الأولى: كوْمَـة رعْب

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 28-1-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 5993

  ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات [1]

المجموعة الثالثة: مقامات

المقامة الأولى:

كوْمَـة رعْب

يا‏ ‏أيها‏ ‏الرعب‏ ‏المكوَّم‏ ‏عندَ جِذر‏ ‏القولِ‏، ‏شوكِ‏ ‏الوصـل‏، ‏غـورِ‏ ‏الصـدِّ،

‏قِف‏.ْ‏

‏ ‏لاتـُلــقِنى ‏تحت‏ ‏السـنـابك‏ ‏والخيول‏ ‏مُطـْهَمَةْ‏.‏

‏ ‏قفْ،‏ ‏واختبئْ‏ ‏خـلـفَ‏ ‏الوفـاءِ‏ ‏النـابـتِ ‏المـتـعـدِّدِ ‏الوجْـهِ‏ ‏الملوَّنِ‏ ‏أحـرفا‏ ‏لا‏ ‏تـنـطفئْ‏…، ‏لا‏ ‏تكتملْ.‏

قفْ‏.

‏لا‏ ‏تـطـلبِ‏ ‏الأخـرَى ‏المزيَّنِ‏ ‏حرفُـهَا‏ ‏ببريقِ‏ ‏وعـىِ ‏الصبحٍ‏ ‏لمَّـا‏ ‏ينبلجْ‏.‏

لا‏،.. .. لا ‏لـم‏ ‏يُــقـَـلْ‏ ‏بعدُ ‏الذى ‏لاَ‏ ‏يـرتـسـمْ ‏أبدًا‏،  ‏لأنَّ‏ ‏الـرسـمَ ‏ضـِـد‏ الإسـمَ،  ‏ضد‏ ‏الحـرفِ‏، ‏ضـد‏ ‏العـيـنِ‏: ‏ضد‏ ‏الحقِّ‏، ‏ضد‏ ‏الوجـدِ‏ ‏سـهْـمـًا‏ ‏يغـــمِدُ‏ ‏الجُمَل‏ ‏المفيدة‏ ‏فى ‏الرمـال‏ ‏الزاحفة‏.‏

يا‏ ‏حولُ‏ ‏ماذا‏ ‏حــوّلـَـكْ؟

فى ‏أىِّ ‏شـبـه‏ ‏القـارة‏ ‏المنـسـيـةِ‏ ‏الرّبعِ ‏المكوَّمِ‏ ‏خالياً ‏خلفَ‏ ‏الشبكْ؟‏

فى ‏ أىِّ ‏شـكـلٍ‏ ‏صوَّرك؟‏

فى ‏شـكـل ِ ‏عنقاءِ‏ ‏اليمامـةِ ‏أيقظتْ‏ ‏نـومَ‏ ‏المـطـأطـئِ ‏رأسَــه‏ُ ‏خـلـفَ‏ ‏السـِّياج‏ ‏يـنـاهـزُ‏ ‏العـمـرَ‏ ‏الذى ‏قـد‏ ‏أفـرزك؟

فبأىِّ ‏آلاءِ‏ ‏الحياةِ ‏البـكـر‏ ‏عـاهـدَكَ‏ ‏الـذى ‏لا‏ ‏يـمـلكُ‏ ‏العـهـدَ‏ ‏الـذى ‏قـدْ‏ ‏كـانَ‏ ‏لـكْ؟

أُمـْـدُدْ‏ ‏يمينــكَ‏ ‏خـلـفَ ‏وهـمِ‏ ‏البُــعدِ‏، ‏بَـعـْـدَ‏ ‏البَعـْدِ‏ ‏عـمَّـا‏ ‏أنـت‏ فيه الآن، ليس الآن إلا من سَلَكْ.‏

ما‏ ‏أحـلـكَـْك‏ !‏

يا‏ ‏أيها‏ ‏العجـز‏ ‏الفجور‏ ‏المختبئ‏،  ‏

                 فى ‏عمقِ‏ ‏طياتِ‏ ‏الحياءِ ‏الباسـم‏ ‏المتهرِّبِ‏، ‏

        ما‏ ‏أغفلكْ‏،‏

‏ ‏لستَ ‏المهـيأُ‏ ‏للرسالةِ ‏جمرةٍ ‏حمقاءَ ‏تُــخفى ‏وجهَ‏ ‏ظلٍّ‏ أشعلكْ‏.‏

‏ ‏قالتْ‏: ‏وأيـم‏ ‏الحق‏ ‏لمْ‏ ‏تُولدْ، ‏ولـــم‏ ‏يكُ‏ ‏للكيانِ‏ ‏الغامضِ‏ ‏المهجورِ كُفْوًا أو أحَدْ،

فظللتَ مشروعاً تدور كما الرّحَى فى بؤرة الكهف‏ ‏المكوَّم‏ِ ‏خاليا‏ ‏خلف‏ ‏الشَّبَكْ‏. ‏

‏ ‏فتحرَّكَ ‏القمرُ‏ ‏المـغـطَّـى ‏وجهُهُ‏: ‏بالطِّـينِ‏،

                           ‏بالسُّحبِ‏ ‏الجـلـيلـةِ،

                           ‏بالنـعـومـة، باللزوجةِ،

                           بالشـراسـةِ‏، ‏بالـبـلـهْ.

 ‏هلْ ‏أُجهـِضَ‏ ‏اليـومُ‏ ‏الذى ‏لـم‏ ‏يـأتِ‏ ‏بعدُ؟

‏ ‏رغـم‏ ‏المـخاضِ‏ ‏المـنـتـظمْ؟

تبَّا‏ ‏ليومٍ ‏ماوُلـدْ‏،‏

‏ ‏تبَّا‏ ‏لعـَـــيْنٍ‏ ‏لـم‏ ‏تـجـدْ،

‏تبا‏ ‏لقلبٍ‏ ‏لم‏ ‏يـَــعـُــْد‏،

‏ تـبـتْ ‏يداهْ‏،‏

طُمِسَـتْ‏ ‏رؤاه‏،

ما‏ ‏أغـنَـى ‏عـنـهُ ‏مـا‏ ‏كـسَـبْ‏.‏

…..

القوةُ ‏المـُـدوَّرةْ؟

‏ ‏وبـقـايـا‏ ‏عُشِّ‏ ‏القـُبَّرةْ؟

وريـاحُ ‏رائـحـةٍ ‏تـفـوحُ‏ ‏بلا‏ ‏لقاحْ؟‏ ‏

ودوائـرُ‏ ‏الحـظِّ‏ ‏السـعـيدِ، ‏دفاترُ ‏التوفيـرِ،‏ ‏سـِعْرُ‏ ‏الـفائـدهْ؟

آلَ ‏المآلُ‏ ‏إلى ‏المُحالْ‏.

‏ما‏ ‏دام‏ ‏عَـقـرَبُـهَـا‏ ‏يُـطـاردُ ‏عـقـرباً‏ ‏ضـلَّ‏ ‏السؤالْ،

ضلَّ‏ ‏السؤالَ ‏طريقَـهُ‏ ‏نـحـوَ‏ ‏السؤالِ‏ الماثلِ‏ ‏المتمهِّـلِ‏ ‏الخطوِ‏ ‏الذى ‏ضلَّ‏ ‏السؤالَ‏ ‏بدورِهِ ‏نحوَ‏ ‏التساؤلِ‏ ‏كدْح‏ ‏كـلِّ‏ ‏الموقنين‏ ‏بحتمِ خطوِ‏ ‏الكدْح‏ َ ‏نورِ‏ ‏الحقِّ‏ ‏ليسَ ‏كمـثـلـه‏ ‏شىءٌ ‏مضَى‏، شىءٌ ‏ ‏أتَى‏، ‏شئٌ‏ ‏يكون‏ ‏بلا‏ ‏كيانْ‏،‏

‏                    ‏لكنَّهٌ‏ ‏هوَ ‏كلُّ‏ ‏شئ‏.‏

وجهٌ‏ ‏بعـمقِ‏ ‏الشـوقِ‏ ‏نحوَ‏ ‏الشرقِ‏ ‏ينـتـظرُ‏ ‏الأنَا‏،

                                                   ليسـتْ ‏هـُـنَا‏.‏

وجهٌ توارى تحت ظلِّ الطفـْـلِ يجرى خلف طيفِ سحابةٍ أسـْـمــَـتـْـهـَـا أمُّ الخِضر باسم الجدَّةِ العذراء: ضاعت تحت صعق سنابك الخيلِ الذى قد ظلّ يجرى بعد خط نهاية السبق الذى ما كان قطُّ لهُ نهاية.

فرسُ النبىّ، …ذاك الذى قد أسرجوه لغير وجـْـهـَـةِ صـَـاحـِـبـِه،

 فرسُ النبى المائل الرأس المطأطئ ذيله نحو الشياطين التى تلهو عميقا بعد غوْر الهاوية

فرس النبى فراشة الفردوس سحر الملتقى عند الذى مِشكاته من زيت زيتون يقطـِّر شافيا سم المخاوف والمهارب والمحارق والرؤى. 

ضاع الصدى فى رجع ترديد النُّواحِ على الفقيد “المَاوُلِدْ”

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

 – المجموعة الثالثة: مقامات “كومة رعب” من الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”، ص (305)

 

تعليق واحد

  1. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف:تبَّا‏ ‏ليومٍ ‏ماوُلـدْ‏،‏
    ‏ ‏تبَّا‏ ‏لعـَـــيْنٍ‏ ‏لـم‏ ‏تـجـدْ،
    ‏تبا‏ ‏لقلبٍ‏ ‏لم‏ ‏يـَــعـُــْد‏،
    ‏ تـبـتْ ‏يداهْ‏،‏
    طُمِسَـتْ‏ ‏رؤاه‏،
    ما‏ ‏أغـنَـى ‏عـنـهُ ‏مـا‏ ‏كـسَـبْ‏
    التعليق : أحدثك فى البداية عن ” كومة الرعب ” تعبير ينبض بالحركة ،حركتك من الخوف إلى الحب : رايح جاى ،بتغزل منهم حياة ،علمتنى أقبل خوفى وأشوف الطاقة الدافعة به لخلق إمكانات جديدة ،ولما قبلت خوفى شوفت محبتك ،محبة مسيح لخلق الله ،( آه مسيح،ويوما ما سنحدثهم عن صليبك ! )،مسيح يقرأ القرآن وعيا خالصا ،وهاهو يتجلى في كلماتك هذه،نعم تبا لكل ماحجبه الخوف أن يكون ،وحبا لكل ما أحياه الحب فكان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *