الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “دمعتان‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏الأقنعة”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “دمعتان‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏الأقنعة”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 25-6-2023

السنة السادسة عشر

العدد:  5776

  ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب [1]

دمعتان‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏الأقنعة

‏….‏ وتسحبّت‏ ‏إحداهما‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏أقنعتى ‏المائهْ‏،

‏                     ‏كذّبتُ ‏ظنّى

أنكرتُـها‏، ‏كفكفتُـها‏، ‏أخفيتـُـها‏. ‏فتدفّقتْ‏،

 ‏                فخجلتُ‏: “‏لا”..‏

لا تفضحينى ‏إننى ‏أخشى ‏يرانا‏ ‏عابرٌ ‏فى ‏مثل‏ ‏سنـِّى.‏

‏-1-‏

فـِكرى ‏يـُلاحـِـقـُـنـِـى،

‏ ‏شـِـعْرى ‏يـُمـزِّقنى‏، ‏

حبّى ‏لكل‏ ‏الناس‏ ‏يجمـَـعـُـهـُـمْ‏، ‏يفرّقنى

‏ ‏أنا‏ ‏ما‏ ‏طرقتُ‏ ‏البابَ‏ ‏إَلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏نادتـْـكِ‏ ‏كلُّ‏ ‏خلايا‏ ‏جـوعى

جوعى ‏إلى ‏عينٍ‏ ‏ترانـِـى،

جوعى ‏إلى ‏أمِّى ‏تهدهدنى،

جوعى ‏إلى ‏بنتِى ‏تزمّلنى‏، ‏تدثرنى.‏

لـِـمَ ‏قلتُ‏ ‏هذا‏ ‏اللغو‏ ‏يـَـارَبَى؟‏ ‏لماذا‏ ‏غبتَ‏ ‏عنّى؟

فتركتَـنى ‏أهذى ‏كأنّى:‏

ما‏ ‏كنتُ ‏يوما‏ ‏سيّدَ ‏العقلاءِ، ‏

‏                             (‏سلْهـُمْ‏ ‏لا‏ ‏تسَلـْنى)‏

‏-2-

أنا‏ ‏لم‏ ‏أخـــُــنْ‏ ‏أحدًاً،

                          ولكنْ ‏معذرهْ،

 ‏أنا‏ ‏خنْـتـُـُنِى،

‏أنا‏ ‏خنتُ‏ ‏نفسِى،

أنا‏ ‏خنتُ‏ ‏سرَيَان‏ ‏الرؤى ‏فى ‏عـُمـْـق‏ ‏حـِسّى

أنا‏ ‏خنتُ‏ ‏حقّى ‏أن‏ ‏أطير‏ ‏بغيرِ‏ ‏وزنِ

ستّون‏ ‏عاما‏ ‏ما‏ ‏مـَـضـَـى ‏منـَها‏ ‏سوى ‏ستون‏ ‏عاما

                                ستون‏ ‏عاماً‏، ‏بل‏ ‏يزيدْ

واليومَ ‏أولدُ  ‏ممسكـًـا‏ ‏حبلَ‏ ‏الوريدْ

والفرْخُ ‏يبزغ‏ ‏نافـضًا‏ ‏وطْـأَ ‏السنين

ماطار‏ ‏فرخـُـكِ‏ ‏بعدُ ‏سيـِّـدَتى،

‏‏ما‏ ‏شالـَـه‏ ‏الزَّغَـبَ‏ ‏الجديدْ

والبـُـرْغــُـلُ‏ ‏المسحورُ‏ ‏فى ‏منقارها‏،

‏  ‏                   يسّاقط‏ ‏العقدُ‏ ‏الفريدْ

-3-‏

فتسحّبتْ‏ ‏أخرى ‏حسبتُ‏ ‏بأنها‏ ‏همسٌ ‏بعيدْ

‏ ‏                                 فمـَـدَدْتُ‏ ‏كفّى‏:‏

‏ ‏بللّتْ‏ ‏قطراتُها‏ ‏طْرفَ‏ ‏الأناملِ‏ ‏دافئهْ

فتركتُها‏ ‏تنساب‏ ‏فوق‏ ‏الخد‏ ‏هادئةً‏ ‏ترطّب‏ ‏مهجتى             ‏

  بعد‏ ‏اللظى

  وحمدتُ‏ ‏ربّى‏:‏

   أفليس‏ ‏يفعلُ‏ ‏ما‏ ‏يريد؟

الإسكندرية‏ 17/5/1997

(بعد المعاش بأربعة أعوام)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

– قصيدة “دمعتان‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏الأقنعة من الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” (ص 57)

 

تعليق واحد

  1. كيف حالك يامولانا:
    المقتطف : أنا‏ ‏لم‏ ‏أخـــُــنْ‏ ‏أحدًاً،
    ولكنْ ‏معذرهْ،
    ‏أنا‏ ‏خنْـتـُـُنِى،
    ‏أنا‏ ‏خنتُ‏ ‏نفسِى،
    أنا‏ ‏خنتُ‏ ‏سرَيَان‏ ‏الرؤى ‏فى ‏عـُمـْـق‏ ‏حـِسّى
    التعليق :تصلنى منك دائما ،دافئة عميقة حين تقولها : يا ماجدة يا بنتى انتى ظالمة نفسك ،حتى ظننت أنك اخترعتها من أجلى وحدى ،رغم أننى قرأتها فى القرآن كثيرا عن الإنسان كله ،لم أكن أعلم إنك التقطها شعرا من داخلك ،لكن لعل وطأة كلمة “الخيانة “أشد من الظلم ،أو لعلها تحمل عناصر جديدة لتضيفها إليه : المكر والكذب والخداع واللوع واللف والدوران والتلاعب والخذلان والغباء ،كلها عناصر جيدة شريطة أن يتم ضبط جرعتها ،بنفس المقياس الذى تصنع به الأمصال ، لكن تبقى ” أنا خنت سريان الرؤى فى عمق حسى “تحمل الحقيقة والألم الذى تشحن به عبارتك التى ” أيقظتنى من سباتى القطعى”: إنتى حارمه نفسك من نفسك “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *