الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “النورس العجوز..”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “النورس العجوز..”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 18-6-2023

السنة السادسة عشر

العدد:  5769

  ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب [1]

النورس‏ ‏العجوز‏..

أنهكًنـِى ‏التحليُق‏ ‏فى ‏سمائِـها‏ ‏اللعوبْ

               أنهكنِى ‏نجاحِىَ ‏الدؤوب

وصخرتِى ‏تودّع‏ ‏الصلابة‏  ‏

‏               ‏لكنّها‏ ‏لا‏ ‏تنكسرْ

  أريدُ‏ ‏والدى  

أريده‏ ‏يحول‏ ‏بينها‏ ‏وبينى ‏

أرُيد‏ ‏سجَّانا‏ ‏يفك‏ ‏قيدى، ‏

‏           ‏إذ‏ ‏يُـحكمُ‏ ‏الأقفال‏ ‏لا‏ ‏أضيعُ‏ ‏حرّا

‏    ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أنام‏ ‏فى ‏حضن‏ ‏التى ‏ترانى،‏

كما‏ ‏أنا:‏ ‏

‏فرخًا‏ ‏صغيراً ‏لائذاً ‏بعُشـَّـهِ

‏     ‏لا‏ ‏فى ‏الأعالى ‏حيث‏ ‏يحسَبُون‏ ‏

لم‏ ‏ينمُ‏ ‏بعدُ‏ ‏ريشُهُ‏ ‏فلم‏ ‏يَطِر‏ ‏أصْلاً ‏

فكيف‏ ‏تبحثون‏ ‏عنه‏ ‏فى ‏السماء‏ ‏أيها‏ ‏القساهْ

 أريد مَنْ ترانى فاتحا منقارىَ الطرىّ

ألقُطُ من منقارها الحنانَ والأمانَ الحياهْ

 أريد أنطوى تحت الجناحِ

أعبر الفيافى دون أن أحلّقْ

أريد‏ ‏خيزرانة

تفيقنى:

 ‏أرى ‏بها‏ ‏حدودي

 أريد‏ ‏جلادا‏ ‏يحول‏ ‏دون‏ ‏قتلي

‏   ‏يأبى ‏أضيعُ‏ ‏وسْـطَ‏ ‏وهـْـمِ‏ ‏ذاتِـى

 لا‏ ‏تضحكوا‏ ‏على ‏طفلٍ‏ ‏غريرٍ‏ ‏صدّق‏ ‏الأكذوبة

لا‏ ‏تخدعوه‏ ‏تتركوهٌ ‏فى ‏سمائها‏،‏

والخيط‏ ‏فى ‏أيديكمو‏ ‏كأنه‏ ‏المشانقُ‏ ‏الخفيّة‏.‏

‏ ‏لا‏ ‏تزعموا‏ ‏بأنه‏ “أراد”

 النورسُ‏ ‏الجسورُ‏ ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏يدورْ‏.‏

قد‏ ‏أنهكتْـهُ‏ ‏لــُـعبة‏ ‏الصعودِ‏، ‏والسرابٌ ‏يسبقهْ‏،‏

يغمرُه‏ ‏الدُّوار‏، ‏والفراغُ‏ ‏يخنُـقه

قد‏ ‏آن‏ ‏أن‏ ‏يـَـحُطَّ‏ ‏فوق‏ ‏أرضكمْ‏- ‏

                    ‏لا‏ ‏ترجموهُ‏ ‏كهلا‏.‏

 إن‏ ‏حطّ ‏تدفنوه‏ ‏دون‏ ‏معـزَى،‏

تأكله‏ ‏الديدان‏ ‏وهو‏ ‏بعدُ‏ ‏حيّا‏.‏

لا‏ ‏لن‏ ‏يعودْ

أسنـَّـةُ ‏الرماح‏ ‏مُـشـْرَعة

تملأ‏ ‏وجهَ ‏الأرض‏ ‏والقلوبْ

لم‏ ‏يبقَ‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يظـلّ‏  ‏فوقَ‏ ‏الفوق‏ ‏ضائعـَا

‏ ‏وكلُّ‏ ‏ما‏ ‏يشُدّه‏ ‏يذوبْ

فتختفى ‏السماءُ‏  ‏فى ‏الضياءْ

ويختفى ‏الضيآءُ‏ ‏فى ‏الغروبْ

يتوه‏ ‏فى ‏دوائرِ‏ ‏الصباح‏ ‏والمساء

‏ ‏يواصلُ‏ ‏التحليقَ‏  ‏صاعدا‏ ‏معانِدا

لكنّه‏: ‏ما‏ ‏عاد‏ ‏يسـتطيع‏ ‏

‏        ‏ما‏ ‏عاد‏ ‏يستـطيع

الإسكندرية‏ 23/5/1996

ــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

– قصيدة “النورس العجوز.. من الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” (ص 51)

 

تعليق واحد

  1. تتناثر ركام الحقائق
    علي قارعة الطريق
    لفظها من لن يتحمل حتمها
    يتلقفها نسك عارف
    يحملها علي كاهله
    يسري بها في بحار الانين
    يقترب منه من يصله نوره
    فاما ان تصله روع الامانة
    واما الا يتحمل وهج الحضور
    يعاود
    يعاود
    دون اختيار
    تخرج منه الفاظ مبهمة
    تنحبس في بحار الوحدة
    ليس له اختيار
    ليس له اختيار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *