الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة: “ورأيته يسرى بأوراق الشجر!”

ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة: “ورأيته يسرى بأوراق الشجر!”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 17-9-2023

السنة السابعة عشر

العدد: 5860

  ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب [1]

 ورأيته يسرى بأوراق الشجر!

‏ -1-‏

قطعوا‏ ‏حبالى ‏بُعْثرت‏ ‏أوصالى،‏

وفُطمت‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏الرضَـاعْ‏.‏

فقبعتُ‏ ‏فى ‏ركــنٍ‏ ‏قصىٍّ ‏مظلمِ،‏

وحبوتُ‏ ‏جذعى ‏للجدارِ‏ ‏تمايلـتْ‏ ‏أعطافـُهُ،

                              ‏فلَـزمتُ‏ ‏صمْـِتى.‏

‏ -2-‏

وطرقتُ‏ ‏باب‏ ‏أمُـومَـتى ، ‏فتنصّتت‏:‏

هل‏ ‏ياتُرى ‏قد‏ ‏أدركتْ؟

همّــتْ‏ ‏؟‏   ‏تراجعتْ؟

ماتـتْ؟‏   ‏تماوتتْ؟

فاهتاج‏ ‏جوعى ‏للحياهْ،‏

‏ ‏والنَّزْفُ‏ ‏من‏ ‏وخز‏ ‏الألمْ، ‏

                   لا يــنـْـقطعْ‏. ‏

-3-‏

وتداخلتْ‏ ‏أطرافُـناَ‏ ‏فى ‏دِفْء‏ ‏بـَعْـضهَـا‏،‏

مادَتْ ‏ ‏بنا‏ ‏رخاوَةُ ‏مهترئهْ، ‏

‏( ‏الرجفةُ‏  ‏الصقيعْ‏.‏

                          التوبةُ‏  ‏الرجوعْ‏.)‏

-4-‏

وجمعتُ‏ ‏من‏ ‏أسبابِها‏ : ‏

ولدِى، ‏أَنَـا، ‏

يا‏ ‏لوعتى، ‏لستَ‏ ‏أنا،‏

‏-5-‏

وتسـَرَّبتْ‏ ‏خطواتنا‏ ‏بين‏ ‏الشقوقِ‏ ‏الجائعةْ‏.‏

‏ ‏ياربـــَّـنا‏ ‏ياقَـدرَى،‏

‏ ‏جفـَّـتْ‏ ‏مَـنَـابـِعى،‏

خُـذْنى ‏كَـفَـى،‏

خُـذْنى ‏كـفـى.‏

‏-6-‏

فأضاء‏ ‏وعيى ‏بالمـُـنـى،‏

‏ ‏تمتد‏ ‏بعد‏ ‏المنتهى.‏

يــا‏ ‏فرحتى:  ‏لستُ‏ ‏أنــا‏.‏

هى ‏فرحة‏ ‏الطير‏ ‏الذى ‏تطايرت‏ ‏خميلـَتـُهْ، ‏

ثم‏ ‏الْـتَـقَـى ‏بأمّه‏ ‏

حَـمَـلـَتْـهُ‏ ‏تحت‏ ‏جِـناحِـهـا، ‏وأوْدعْـته‏ ‏فى ‏الَـفـنَـنْ،‏

             هى ‏فَـرْحة‏ ‏السـَّمَـك‏ ‏الذى ‏رجع‏ ‏المياه،‏

من‏ ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏ذاق‏ ‏الجفافَ‏ ‏الموتَ‏ ‏فى ‏قر‏ ‏الرمال‏ ‏الساخنهْ‏.‏

‏-7-‏

ورضعتُ‏ ‏من‏ ‏مجرى ‏عيون‏ ‏لا‏ ‏تغيض‏:‏

ورأيتُـهُ‏ ‏يسرى ‏بأوراقِ‏ ‏الشجرْ،‏

وشربتُـهُ‏ ‏قطرا‏ ‏بهيجا‏ ‏فى ‏النَّـدى.‏

وطعمتُـهُ‏ ‏شهدا‏ ‏رحيقا‏ ‏فى ‏الثمرْ،‏

وسمعتـُه‏ ‏فى ‏صمـت‏ ‏طائرٍ‏ ‏شـَدَا،‏

صاحبتُـه‏ ‏صمتاً‏ ‏رصيناً‏ ‏فى ‏الحجرْ

‏ -8-‏

وِبَرغْم‏ ‏رقصِ‏ ‏الكونِ‏ ‏من‏ ‏حَـوْلىِ ‏بِـنَـا،‏

                           قد‏ ‏عاودتـْنى ‏عِلَّتِى:‏

ربى ‏أنا‏ ‏؟‏ ‏أفلستَ‏ ‏ربَّ‏ ‏الناس‏؟

                                             أين‏ ‏الناس‏‏؟

‏-9-‏

ورجعتُ‏ ‏أحبو‏ ‏فوق‏ ‏شـَوْكِ‏ ‏حَـنَـانهم‏،

‏                                   برحابهم‏ ‏

كدْحاً‏ ‏إلى ‏وجه‏ ‏البشرْ

                      نحو الذى نحن به كذا …‏ ‏

‏-10-‏

يـــا‏ ‏مرّ‏ ‏تاريخى ‏القديمْ‏ ‏

قد‏ ‏خِـفْـتُ‏ ‏لفّة‏ ‏دورتى .‏

الطائف‏ 15/9/1981

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

 – قصيدة “ورأيته يسرى بأوراق الشجر” من الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” (ص 103)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *