الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (103) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (103) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 8-12-2022                                  

السنة السادسة عشر

العدد: 5577

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (([1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (103)

الفصل‏ ‏الثانى

                                 فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

الأصداء

‏103 – ‏السر

طالما‏ ‏سمعت‏ ‏الحكايات‏ ‏عن‏ ‏الملاك‏ ‏المتجسد‏ ‏فى ‏صورة‏ ‏امرأة‏ ‏وكم‏ ‏بحثت‏ ‏عنه‏ ‏فى ‏الميادين‏ ‏والطرق‏ ‏والحوارى ‏وأنا‏ ‏أقول‏ ‏لنفسى ‏إن‏ ‏رؤيته‏ ‏تضارع‏ ‏رؤية‏ ‏النور‏ ‏فى ‏ليلة‏ ‏القدر‏، ‏وفى ‏ليلة‏ ‏الموسم‏ ‏المباركة‏ ‏سمعت‏ ‏همسا‏ ‏بأنه‏ ‏سيمر‏ ‏عند‏ ‏السبيل‏ ‏حين‏ ‏سطوع‏ ‏القمر‏، ‏وتجولت‏ ‏حول‏ ‏السبيل‏ ‏بنية‏ ‏العاشق‏ ‏وعزيمة‏ ‏البطل‏. ‏وإذا‏ ‏بامرأة‏ ‏تلوح‏ ‏لفترة‏ ‏قصيرة‏ ‏فاقتحمنى ‏وجهها‏ ‏السافر‏ ‏الملائكى ‏وغمرنى ‏بالهيام‏ ‏والنشوة‏ ‏ولكنى ‏لم‏ ‏أسع‏ ‏وراءها‏ ‏لعلمى ‏باستحالة‏ ‏العبور‏ ‏من‏ ‏دنيا‏ ‏البشر‏ ‏إلى ‏دنيا‏ ‏الملائكة‏. ‏عند‏ ‏ذاك‏ ‏انكشف‏ ‏لى ‏سر‏ ‏حبى ‏الأول‏.‏

أصداء الأصداء

تكررت‏ ‏محاولات‏ ‏السعى ‏الفاشل‏ ‏أو‏ ‏الجرى ‏وراء‏ ‏النداهة‏ (بتشكيلاتها المتعددة، بشكل مباشر أو غير مباشر مثل  فقرات  19، 44، 49،  80، 173)، ‏ويبدو‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏القفزة‏ ‏هنا تقول‏ ‏إن‏ ‏صاحبنا‏ ‏قد‏ ‏تعلم‏ ‏من‏ ‏الخبرة‏ ‏السابقة‏، ‏فعدل‏ ‏عن‏ ‏ملاحقتها‏، ‏مع‏ ‏أنها‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏نداهة‏، ‏بل‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏كان‏ ‏يتمناها‏، ‏ويجسدها‏ ‏ملاكا‏ ‏فى ‏صورة‏ ‏امرأة‏، ‏وحين‏ ‏أدرك‏ ‏هذ‏ه ‏الاستحالة‏: ‏فهم‏ ‏لماذا‏ ‏لم‏ ‏يحدث‏ ‏الوصال‏ ‏فى ‏حبه‏ ‏الأول‏، ‏الأرجح أنها‏ ‏كانت‏ ‏ملاكا‏ ‏صنعه‏ ‏خياله‏ ‏أيضا‏.‏


[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18

من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

4 تعليقات

  1. سيدى ومعلمى الذى لم ألقاه بعد وجها لوجه الا في كتاب او مقال .. تعلمت منك سيدى أن الحاضر اقوى واعظم من الماضي .. تعلمت ان لكل حالة تفسيرها الخاص بها والمميز أيضا .. تعلمت أن المعالج إنسان مستمر في النضج .

    • د. يحيى:
      أهلاً بك خالد قارئاً ومحاوراً
      د. محمد:
      اللهم بارك فى تلقيك، وإن كان تعلـّم كل هذا ليس مكافئاً لفهمه، التعلـّم تغيـُّر، والخوف والنسيان يغريان بالاستسهال، هكذا فإن تحدى الاستمرار فى النضج قد يكون أصعب مما توحى به الكلمات، فاستعد.. واستمر… ولا تنس.

  2. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف :‏ويبدو‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏القفزة‏ ‏هنا تقول‏ ‏إن‏ ‏صاحبنا‏ ‏قد‏ ‏تعلم‏ ‏من‏ ‏الخبرة‏ ‏السابقة‏، ‏فعدل‏ ‏عن‏ ‏ملاحقتها‏، ‏مع‏ ‏أنها‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏نداهة‏، ‏بل‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏كان‏ ‏يتمناها‏، ‏ويجسدها‏ ‏ملاكا‏ ‏فى ‏صورة‏ ‏امرأة‏، ‏وحين‏ ‏أدرك‏ ‏هذ‏ه ‏الاستحالة‏: ‏فهم‏ ‏لماذا‏ ‏لم‏ ‏يحدث‏ ‏الوصال‏ ‏فى ‏حبه‏ ‏الأول‏، ‏الأرجح أنها‏ ‏كانت‏ ‏ملاكا‏ ‏صنعه‏ ‏خياله‏ ‏أيضا‏
    التعليق : الذى يبدو لى هنا ،أنه تعلم كيف يشحذ خياله ليصنع ويخلق الكثير ،وتعلم أيضا مما لحقه به ومما لم يلحق به كذلك ،كأنه عاش يخلق الخبرات ويتعلم منها جميعا ( ما فاته وما لحق به ) ثم يمضى فى سبيله كدحا إليه ( مثلك )

    • د. يحيى:
      ربما
      د. محمد:
      ما وصلنى من “صَنَعَه خياله” فى أصداء الأصداء، مختلف عما يصلنى من “شحذ الخيال للصنع والخلق” فى تعليقك يا د. ماجدة، فما هو “من صنع الخيال” أرحب وأثرى وأكثر تلقائية واستجابة للاحتياج، مما هو نتيجة التعمـّد المباشر فى شحذ الخيال، أو هكذا انطباعى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *