الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (85) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (85) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 4-8-2022                         

السنة الخامسة عشر

العدد: 5451

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)  [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (85)

الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

 الأصداء

‏85 – ‏المعركة

‏”‏فى ‏عهد‏ ‏الصبا‏ ‏والصبر‏ ‏القليل‏ ‏نشبت‏ ‏خصومة‏ ‏بينى ‏وبين‏ ‏صديق، ‏اكتسح‏ ‏طوفان‏ ‏الغضب‏ ‏المودة‏، ‏فدعانى ‏متحديا‏ ‏إلى ‏معركة‏ ‏فى ‏الخلاء‏ ‏حيث‏ ‏لايوجد‏ ‏من‏ ‏يخلص‏ ‏بيننا‏، ‏ذهبنا‏ ‏متحفزين‏ ‏وسرعان‏ ‏ما‏ ‏اشتبكنا‏ ‏فى ‏معركة‏ ‏ضارية‏ ‏حتى ‏سقطنا‏ ‏من‏ ‏الإعياء‏ ‏وجراحنا‏ ‏تنزف‏ ‏بغزارة‏، ‏وكان‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏نرجع‏ ‏إلى ‏المدينة‏ ‏قبل‏ ‏هبوط‏ ‏الظلام‏، ‏ولم‏ ‏يتيسر‏ ‏لنا‏ ‏ذلك‏ ‏دون‏ ‏تعاون‏ ‏متبادل‏ ‏لزم‏ ‏أن‏ ‏نتعاون‏ ‏لتدليك‏ ‏الكدمات‏، ‏ولزم‏ ‏ان‏ ‏نتعاون‏ ‏على ‏السير‏، ‏وفى ‏أثناء‏ ‏الخطو‏ ‏المتعثر‏ ‏صفت‏ ‏القلوب‏ ‏ولعبت‏ ‏البسمات‏ ‏فوق‏ ‏الشفاه‏ ‏المتورمة‏، ‏ثم‏ ‏لاح‏ ‏الغفران‏ ‏فى ‏الأفق‏”.‏

أصداء الأصداء

مواجهة‏ ‏أخرى، ‏داخليه‏ ‏أصلا‏ (غالبا)، ‏وهى ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏مواجهة‏ ‏هادئة‏ ‏تكاملية‏ ‏تبدأ‏ ‏بفنجانى ‏قهوة‏ ‏وتنتهى ‏بكاسين‏ (‏راجع‏ ‏فقرة‏ 64) ‏لأنها‏ ‏مواجهة‏ ‏باكرة‏ ‏حدثت‏ ‏فى ‏عهد‏ ‏الصبا‏ ‏فلزم‏ ‏العراك‏ (‏فى ‏الخلاء‏ ‏أيضا‏) ‏العراك‏ ‏جسدا‏ ‏لجسد‏، ‏ليحل‏ ‏الإعياء‏ ‏وتنزف‏ ‏الجروح‏ ‏لكن‏ ‏نهايتها‏ ‏تؤكد‏ ‏ما‏ ‏أشرنا‏ ‏إليه‏ ‏سالفا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏التكامل‏ ‏داخل‏ ‏الذات‏، ‏إنما‏ ‏يتم‏ ‏بالجدل‏، ‏لا‏ ‏بالتسوية‏ (‏الحل‏ ‏الوسط‏) ‏ولا‏ ‏بترجيح‏ ‏جانب‏ ‏على ‏الآخر‏.‏

هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏تذكرنا‏ ‏أن‏ ‏الصراع‏ ‏الصريح‏ ‏هكذا‏ ‏رائع‏ ‏حافز‏، ‏وأن‏ ‏التكامل‏ ‏ممكن‏، ‏وأن‏ ‏التنظيم‏ ‏التبادلى ‏بين‏ ‏الذوات‏ ‏محتمل‏، ‏وكل‏ ‏ماعدا‏ ‏ذلك‏ ‏مما‏ ‏يغرى ‏بالإسراع‏ ‏فى ‏التخلص‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏لحساب‏ ‏الأخر‏ ‏هو‏ ‏تشويه‏ ‏معطل‏ ‏لا‏ ‏تتواصل به مسيرة النمو‏، ‏ولابد‏ ‏من‏ ‏التفرقة‏ ‏بين‏ ‏صراع‏ ‏يتنامى ‏حتى ‏التصالح‏ ‏هكذا‏ ‏وبين‏ ‏صراع‏ ‏يستمر‏ ‏بل‏ ‏ويزداد‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏معركة‏ ‏تاركا‏ ‏وراءه‏ ‏وعدا‏ ‏بالثأر‏ ‏وحفزا‏ ‏للانتقام‏، ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏الأخير‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يقال‏ ‏عنه‏ “‏صراع‏ ‏قتالي‏” ‏لكن‏ ‏المعركة‏ ‏هنا‏ ‏هى ‏من‏ ‏نوع‏ ‏آخر‏ ‏لعلها‏ ‏أقرب‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يسمى “‏صراع‏ ‏الجدل‏ ‏الخلاق‏”.‏

____________________________

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. مولانا الحكيم رغم ما يبدو من صعوبة الوصول إلى استبدال الصراع القتالي بصراع الجدل الخلاق إلا أني اعتقد أن النية الخالصة هى خير عون فهي القائد والموجه لمسير الصراع هل وراء الصراع نية الوصول إلى الحق فيصير صراع جدل خلاق
    أم نية غلبة و إنتصار الأنا فيكون الصراع القتالي
    و الأمر بالمثل فى الصراع بين الجوانب المختلفة للذات الواحدة ……
    ياريت أكون اقتربت و لو قليلا لاستيعاب عزف أصداء محفوظ و استيعاب عزف أصداء الاصداء لحضرة مولانا الحكيم ……..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *