الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (84) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (84) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 28-7-2022                                  

السنة الخامسة عشر

العدد: 5444

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)  [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (84)

الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

 الأصداء

84 – ‏الندم

حملت‏ ‏إلى ‏أمواج‏ ‏الحياة‏ ‏المتضارية‏ ‏امرأة‏ ‏ما‏ ‏إن‏ ‏رأيتها‏ ‏حتى ‏جاش‏ ‏الصدر‏ ‏بذكريات‏ ‏الصبا‏، ‏ولما‏ ‏ذابت‏ ‏حيرة‏ ‏اللقاء‏ ‏فى ‏حرارة‏ ‏الذكريات‏ ‏سألتها‏: ” ‏هل‏ ‏تتذكرين‏”‏؟‏ “‏فابتسمت‏ ‏ابتسامة‏ ‏خفيفة‏ ‏تغنى ‏عن‏ ‏الجواب‏”. “‏فقلت‏ ‏متهورا‏”. “‏التذكر‏ ‏يجب‏ ‏ان‏ ‏يسبق‏ ‏الندم‏”! ‏فسألتنى: “‏كيف‏ ‏تجده؟‏” ‏فقلت‏ ‏بحرارة‏: “‏ذو‏ ‏ألم‏ ‏كالحنين‏” ‏فضحكت‏ ‏ضحكة‏ ‏خافته‏ ‏ثم‏ ‏همست‏: ” ‏هو‏ ‏كذلك‏، ‏والله‏ ‏غفور‏ ‏رحيم‏!”

أصداء الأصداء

‏”…. ‏ذو‏ ‏ألم‏ ‏كالحنين‏”

 ‏قصيدة كاملة‏ ‏جديدة‏ ‏تعيدنا‏ ‏إلى ‏ملعب‏ ‏الذاكرة‏ ‏المليء‏ ‏بمناورات‏ ‏عذبة‏: ‏من‏ ‏دلال‏ ‏ووصل‏ ‏وكر‏ ‏وفر‏،

 ‏والمتلفع‏ ‏بهمس‏ ‏الحيرة‏ ‏ودفء‏ ‏الحنين‏،

 ‏هذا‏ ‏التذكر‏ ‏الذى ‏يسبق‏ ‏الندم‏ ‏والذى ‏ألمه‏ ‏كالحنين‏ ‏هو‏ ‏شىء‏ ‏آخر‏ ‏غير‏ ‏الشعور‏ ‏بالذنب‏، ‏وقهر‏ ‏الاستغفار‏،

 ‏هو‏ ‏شيء‏ ‏أقرب‏ ‏إلى جذب ‏العودة‏ ‏للتجربة‏ ‏بكل‏ ‏مالها‏ ‏وما‏ ‏عليها‏،

 ‏عودة‏ ‏إرادية‏ ‏حاضرة‏ حاثية ‏حية‏،

 ‏وحتى ‏نهاية‏ ‏الفقرة‏ ‏جاء‏ ‏طلب‏ ‏الرحمة‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏الاستغفار‏ ‏ونفيا‏ ‏للذنب‏،

 ‏هو‏ ‏يقين‏ ‏بالغفران‏ ‏وبالتالى ‏استقبلته‏ ‏باعتباره‏ ‏إضافة‏ ‏إلى “‏ألم‏ ‏الحنين‏” ‏وليس‏ ‏نكسة‏ ‏إلى ‏شعور‏ ‏بالذنب‏.‏

______________________

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. مولانا الحكيم ما أبدع هذه الفقرة من الاصداء و ما أروع أصداء الاصداء
    شعرت كيف أن اليقين فى الغفران عاصم من نكسة الشعور بالذنب و ما يتبعها من الانغماس فيه و كيفية نبل ألم الحنين الذي يصير داعم لتخطي العثرة بدلا من يصبح عائق بشعور الذنب الدافع لليأس …. حقا تذكر الذنب بعد التوبة ذنب

اترك رداً على سحر+ابو+النور إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *