نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 21-7-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5437
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (83)
الفصل الثانى
فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
83 – الحقيقة/الذكرى
فى يوم السوق بحارتنا اخترقت الجموع امرأة عارية تتهادى، تسير فى ترفع وتذيب مفاتنها الصخور، كف الناس عن البيع والشراء ووقفوا ينظرون بأعين ذاهلة، كذلك مضت حتى غيـّبها المنعطف الأخير، وأفاق الناس من ذهولهم فركبتهم حال جنون واندفعوا نحو المنعطف، فتشوا فى كل مكان ولكنهم لم يعثروا لها على أثر.
كلما خطر ذكرها على القلوب أكلتها الحسرة.
أصداء الأصداء
يحذق محفوظ – كما ذكرنا كثيرا- لعبة تقديم الفرص الواعدة ثم الإسراع بإخفائها، بنفس القدر الذى يتوقف به عند اللحظات العابرة الدالة والملوحة، وهذه المرة يقدمها لنا فى صورة امرأة مترفعة فاتنه، وعارية أيضا، هل هى الحقيقة البسيطة المجردة المليئة بالوعد والتكامل؟
النظرة الأولى المترفعة التى لا تحتاج إلى ستر أو ادعاء تقول إنها فاتنة فى ترفـُّع خليق بقيمتها، ولم ينقص العرى من هذه الفتنة المتعالية، بل زادها جمالا؟ وهى بهذه الصورة، تلوح لتذكِّـر، ثم تظهر لتختفى، تذكرنا أنها موجودة لنواصل السعى نحوها، لا لنصل إليها، وقد تأتى لحظات أو فترات إبداع أو نبوة أو كشف، فتمكث معنا أطول قليلا، لكنها سرعان ما تختفى فى المنعطف الأخير، تختفى لا تمـّحى، ولا يبقى علينا إلا أن نواصل السعى طالما أننا رأيناها رأى العين هكذا: فاتنة مترفعة واعدة أكيدة، وهى الحقيقة العارية فى أصل حضورها ودوام تجلياتها، وجذب الكدح إليها.
غالبا هى.
___________________________
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net
مولانا الحكيم تجذبني و تحيرني ثم تدهشني أصداء الاصداء
( وهى بهذه الصورة، تلوح لتذكِّـر، ثم تظهر لتختفى، تذكرنا أنها موجودة لنواصل السعى نحوها، لا لنصل إليها، وقد تأتى لحظات أو فترات إبداع أو نبوة أو كشف، فتمكث معنا أطول ) كم استشعر وصف الحقيقة كما صغتها هكذا مولانا الحكيم