الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الرابع الحالات من (61) إلى (80) الحالة (68) المؤسسة الزواجية، وثقوب الاستسهال

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الرابع الحالات من (61) إلى (80) الحالة (68) المؤسسة الزواجية، وثقوب الاستسهال

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 20-7-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5436

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (68) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

****

الحالة: (68)

المؤسسة الزواجية، وثقوب الاستسهال [1] 

د. سامى فايق: هى مدام عندها 33 سنة، تالتة من تلاتة، واخده ليسانس آداب فرنساوى وبتشتغل سكرتيرة ، متجوزة وعندها ولدين حضرتك حولتها لى من شهر ونصف

د.يحيى: وبعدين؟

د. سامى فايق: هى كانت جاءت قبل كده بسنة ونص تقريبا، عن طريق واحده يعنى كان أبوها فى المستشفى، وهى جت تعمل معايا جلسات،  وبعدين من تلات شهور تقريبا، جت لحضرتك وحضرتك حولتها لى لما عرفت إنى قعدت معاها قبل كده، وأنا بقالى ست  جلسات المرة دى معاها، وملاحظ إن عندها  أعراض طاقة زياده

د.يحيى: وده تشخيص ده ؟

د. سامى فايق: ما حضرتك علمتنا نوصف أكتر ما نشخص، أو قبل ما نشخص

د.يحيى: طيب، تقصد إيه بطاقة زايدة؟

د. سامى فايق: هى جاية بأعراض طاقة زيادة، ومابتنامشى،  وعاوزه  تسيب جوزها، هى من زمان من أول ما شفتها قبل ما حضرتك تحولها لى وهى عايزة تسيب جوزها وأنا كنت باأجل وأهدّيها، بس بطريقة عكسية . 

د.يحيى: طريقة عكسية  يعنى إيه؟ هى اتجوزت إمتى ؟

د. سامى فايق: يعنى أقول لها سيبيه تقوم  ترجع فى كلامها، وهى جَتْلىِ من 9 سنين، وعندها ولدين

د.يحيى: وعايزة تسيب جوزها من إمتى ؟

د. سامى فايق: من سنة ونص أو سنتين

د.يحيى: وقبل كده لأه ؟؟

د. سامى فايق: لأه، ما فكرتشى قبل كده.

د.يحيى: مــتأكد؟

د. سامى فايق: لأ،  أو ممكن هى قالت لى إنها فكرت تسيبه قبل ما تجيلى بخمس ست شهور، وانا عارف إنها عنديه، فكنت بقولها سيبيه ، فكنت عارف إنها حاتخالف رأيى، وتعند وتفضل معاه. 

د.يحيى: هى دى بقى الطريقة العكسية؟ بس دى مخاطرة ياابنى، إنت متأكد إنها عيـّلة وبتعمل العكس وخلاص، مش تخلى بالك لا تلزقها فيك؟

د. سامى فايق: آه، ما انا كنت واخد بالى

د.يحيى: إزاى بقى؟!! إنت كنت عمال تزق فى الطلاق، وبتعض على شفايفك “كده وكده” ولا إيه؟

د. سامى فايق: لأه، كنت باقول آه، عشان هى تقول لأه

د.يحيى: اسم الله ، الحكاية مش بالبساطة دى       

د. سامى فايق: ده كان فى الأول، بس لما حضرتك حولتها لى بعد ما انقطعت المدة دى، ماعملتش كده تانى، يعنى مازقتش تانى، الظاهر كـِبـِرت، أو خـُفـْت

د.يحيى: ودلوقتى هما فين من بعض؟

د. سامى فايق: الأسرة بقت مشـّته، جوزها بيبات عند أخوه، بس مافيش طلاق حالياً انفصال بس

د.يحيى: أخوه متجوز ؟

د. سامى فايق: أخوه ؟ لأه

د.يحيى: أخوه قاعد فى بيت العيلة

د. سامى فايق: لأه،  فى شقه بتاعته

د.يحيى: أخوه أكبر ولا أصغر؟

د. سامى فايق: أكبر

د.يحيى: أكبر منه ومش متجوز، والأخ الصغير، جوز الست دى عنده ولدين؟

د. سامى فايق: أيوه

د.يحيى: ليه الكبير ماتجوزش ؟

د. سامى فايق: ما سألتش

د.يحيى: هو جوزها عنده كام سنه

د. سامى فايق: 36 سنة

د.يحيى: يبقى أخوه بتاع   38 – 40 سنة

د. سامى فايق: تقريبا

د.يحيى: أخوه بيشتغل إيه ؟

د. سامى فايق: ماسألتش برضه، أنا كل اللى قدرت عليه إنى قابلت جوزها.

د.يحيى:  برافو، ما كان من بدرى   

د. سامى فايق: هوا بصراحة كان مستعد، وفعلا جه، وبدأ يعمل معايا هو لنفسه جلسات

د.يحيى: جلسات إيه ؟ بفلوس؟

د. سامى فايق: آه بفلوس

د.يحيى: كويس، بقت رسمى، وهو بييجى لوحده، ولا معاها؟

د. سامى فايق: لأ هو بييجى لوحده

د.يحيى: بيجى بقاله قد إيه؟

د. سامى فايق: هو المفروض إن ليه خمس أسابيع بيجى، بس فيه أسبوعين ماجاش، هوه بعد ما جه تلات مرات، ولقيته راجل كويس فعلا، رحت الجلسة الأخرانية قولت لها خلاص أنا حاكلم الدكتور يحيى ونعرض الحالة بتاعتكم عليه. 

د.يحيى: قلت لها هى ولا قلت له؟

د. سامى فايق: ليها هيه،  عشان المفروض بعد أربعة جلسات حضرتك بتشوفها عشان تأخذ قرار الطلاق ولا لأه، قالت لى لأ أنا مش جاية عشان الطلاق، قولت لها ما انتى طول النهار والليل بتتكلمى عليه، هوه احنا اتكلمنا فى حاجة تانية ، لكن بصراحة انا فرحت إنها بقت مش عايزة

د.يحيى: السؤال بقى ؟!! لكن قول لى هى  غابت عنك بين المرة الأولانية والتانية قد إيه؟

د. سامى فايق:  هى غابت كده حوالى سنة ونص

د.يحيى: ياه !!  السؤال بقى

د. سامى فايق: عايز أخلى جوزها يرجع ويعيش معاها، هوه لسه قاعد عند اخوه

د.يحيى: انت اللى عايز كده ، ولا هيه؟

د. سامى فايق: أنا اللى متحمس، بس مش عارف صح ولا غلط

د.يحيى: يعنى السؤال ازاى تخلى جوزها يرجع ، مش تشتغل يا بنى، لحد ما تشحن البطاريتين والجاذبية ترجع، تقوم تشدهم لبعض

د. سامى فايق: عندها صعوبة فى العلاقة بالآخر عموما، مش بس بجوزها

د.يحيى: وأنت ماعندكشى؟ ما كلنا عندنا ، تعريف المنطقة دى صعب وعايز شغل

د. سامى فايق: عندى بس باحاول اتغلب عليها

د.يحيى: ما كلنا برضه بنحاول نتغلب، هو الجنس بينهم كان عامل إيه ؟

د. سامى فايق: أنا سألته وسألتها،  هى بتقول إن هو بيمارس الجنس يعنى اللى  هو الجنس التبولى يعنى ينام معاها وخلاص يقلب

د.يحيى: وهو بيقول فى ده إيه؟  

د. سامى فايق: هوه الظاهر مش واخد باله، بيقول عادى

د.يحيى: ما يمكن هى يا عينى بتسمع كلام من صاحباتها، وتكرر الكلام وخلاص، أصل تعبير التبولى دا صعب شويتين، هوه بينى وبينك إهانة له وليها، بس انا مش متأكد إن كانت فاهمة معناه قوى زى ما وصلنى، ولا سِمْعِتـْها من واحدة صاحبتها وخلاص، أو يمكن من دكتور قبلك، أو يجوز قرت حاجة زى كده، طب وهى بعد ما قالت كده ، مش انت استفسرت منها عن قصدها، وعن إيه اللى ناقص من وجهة نظرها؟  

د. سامى فايق: تقريبا، بتقول إنها نفسها إنه يعمل معاها كذا وكذا وكذا وكذا

د.يحيى: وكذا وكذا إيه؟ إنت مكسوف ولا إيه؟ ده علم يا ابنى. 

د. سامى فايق: هى بتطلب منه إنه  هو مثلاً يعنى يبوس يحضن ويداعب والحاجات دى

د.يحيى: يا ابن الحلال، إنت لسه صغير ، داخل على خبرة جديدة (كان على وشك الزواج)، الحكاية عايزة دراسة أعمق شوية، خلى بالك، احنا وصلنا للطلاق، وعندنا ولدين، لازم ناخد كل نواحى العلاقة جد على الآخر، زى الكلام ما فيه اللى بنسميه حوار الصم، أو حوار الطرشان، يعنى انت تقول كلام، أنا أرد عليه بكلام تانى كانى ماسمعتش اللى انت قلته، الجنس برضه كده، الأجساد كده، الجنس فيه حوار صم برضه، يعنى جسم ده يقول كلام، دا إذا كان بيتكلم، يقوم جسم ده يرد كلام تانى خالص، دا إذا رد من أصله، فاهم، الجنس حوار زى أى حوار تانى، محتاج آخر، ومعنى، وإلا يبقى أصوات وخلاص، أصوات من جانب واحد، يا أصوات مختلفة عن بعضها من الناحيتين.         

د. سامى فايق: مش فاهم. 

د.يحيى: عندك حق، يعنى مثلا هى عايزاه يحضن ويبوس الأول عشان تـُثار، ولا عشان تحس إنه موجود معاها، وهى موجودة معاه، وإن فيه عوزان طيب، وكده، أنا مش عارف أقول لك إيه بالظبط، طيب، خلينا نتكلم هنا على ثلاث مراحل عشان نتبين الأمور ماشية ازاى:

المرحلة الأولى: قبل ما تعرفها خالص، هى متجوزة بقالها تسع سنين مش كده، نتكلم مثلا على الست سنين الأولانيين قبل ما يبقى فيه طاقة زيادة، وزهق وكلام من ده

المرحلة التانية: لما انت شفتها من سنة ونص لوحدك، وكانت بتتكلم عن الطلاق جامد، بعدين قطعت، وبعدين رجعت تانى تستشيرنى أنا

المرحلة التالتة: لما انا حولتها لك، ورجعت فى كلامها، بس مشت جوزها عند اخوه، مش كده؟

د. سامى فايق: معقول

د.يحيى: على فكرة ، هى ليها علاقات مع حد  غير جوزها ؟

د. سامى فايق: أيوه، هى ليها علاقات

د.يحيى: علاقات كاملة ؟

د. سامى فايق: لأ مش كاملة حسب كلامها

د.يحيى: بوس واحضان زى اللى بتتكلم فيه عن اللى عايزاه مع جوزها ؟ ولا حب ولا إيه؟

د. سامى فايق: آه، بوس وحاجات تانية بس مش لحد الآخر.

د.يحيى: طيب وهى موقفها إيه من الحاجات التانية دى

د. سامى فايق: هى بتقول إن هو أحسن من جوزها

د.يحيى: طيب ياابنى، مش  كل ده لازم يندرس قبل ما تتحمس إنك ترجّع جوزها، مش بس من ناحية القيم والأخلاق، من ناحية نضجها من عدمه، من ناحية عمى جوزها اللى باين عليه زيادة حبتين                 

د. سامى فايق: طبعا لازم، بس الحكاية صعبة جدا

د.يحيى: ما هو كله صعب؟

د. سامى فايق: أنا ساعات باكتب بعض الكلمات فى الجلسات لما أحس إن لها دلالة خاصة، فلقيتنى كاتب  عبارة هى قايلاها أظن إنها مهمة، قالت لى ” أنا ثقتى فى نفسى اتهزت بعد ما جوزى بطل يعاكسنى”

د.يحيى:  يا خبر، ما انت شاطر أهه، دا كلام مهم، من ناحية إن جوزها كان بيعاكسها، ويلاعبها فى الأول، يمكن أحيانا فى الست سنين اللى شاورنا عليهم، وبعدين بطـّل، وبرضه الجملة المهمة اللى انت كتبتها بتشير إنها عايزة الحاجات اللى كانت فى الأول دى، المعاكسات دى، عشان تشعر بالثقة فى نفسها، ومش الثقة بشكل عام، الثقة إنها أنثى، وبنى آدماية متشافه، ومرغوب فيها هى بالذات وكلام من ده. هى قالت الجملة دى  فى المرة الأولانية ولا التانية؟

د. سامى فايق: الأولانية.

د.يحيى: هوه انت كتبت الكلام ده وهى قاعدة ، ولا من الذاكرة بعد ما مشيت

د. سامى فايق: من الذاكرة بعد ما مشيت

د. يحيى: أحسن، إنت عارف بيقولوا جلسة العلاج النفسى  55 دقيقة ليه،  عشان الخمس دقائق دول الحكيم يكتب ملاحظاته، وحاجات زى كده، فيه زملاء بيكتبوا أثناء الجلسة، بس انا باشوف إن ده موقف دمه ثقيل، بيبعدنى عن العيان مهما كان

د. سامى فايق: أنا عارف، أنا فى الغالب باكتب بعد العيان ما يمشى، ومش كل مرة

د.يحيى: ده جيد، اللى أنت بتعمله ده جيد، طيب، وبقية المستويات

د. سامى فايق: مستويات إيه

د.يحيى: مستويات العلاقة ، ما هو احنا لما بندرس العلاقة بين اتنين متجوزين أو عاملين علاقة أيا كانت، ما بنركزشى على الجنس وخلاص، صحيح هو من أهم المستويات، لكن خد عندك: الكلام مع بعض، المواضيع المشتركة، الناحية العاطفية ، مش بتحبنى مابتحبنيش، إنت بتحبى زى زمان ولا أقل، وكلام من ده وغيره، لأه، بتشوف بيعملوا إيه سوا، بيتعشوا بره ولا لأه، بيلعبوا مع بعض أى لعبة تسلية، بيقعدوا مع بعض والتليفزيون مقفول ولا ما بيطيقوش ويروحوا فاتحينه على طول، كل ده كلام بسيط بس مهم جدا. إحنا قلنا تلات مراحل، وانت كتبت  جملتها “إنه بطل يعاكسنى”، يا ترى بطل إيه بالظبط ، ويعنى إيه يعاكسنى، مش احنا قلنا تلات مراحل، يبقى فى كل مرحلة، إيه اللى نِقِص، وإيه اللى ظَهَر، وإمتى ، وساعات ليه إن أمكن. وبعدين تقارن  كمياً ونوعياً الحاجات الصغيرة اللى شاورنا عليها دى، كل ده يشاور لك على قرارك وحماسك إن الراجل يرجع بيته، ويهديك للوقت المناسب والتحضير المناسب لرجوعه، وإلا يبقى ماعملناش حاجه.  دلوقتى إنت عايز ترجعه لمين؟  للى كتبت الجمله دى، ولا للى عاملة علاقات خفيف خفيف، وكأنها مش عاملة حاجة، ولا للأم اللى مش واخده بالها إنها أم زى ما وصلنى، وبعدين أنا مش فاهم هى اختارت كلمة يعاكسنى بالذات ليه، ما قالتشى يدلعنى، يلاعبنى، أنا متصور إن المعاكسة دى أكتر فى الشارع، جر كلام، إنما فى البيت حايعاكسها ازاى مثلا؟  يقول لها أنتى ألذ من طبيخك، ويمكن طبيخها زى الزفت،  حايعاكسها يقول لها إيه يعنى الضبط مش تسألها قصدها إيه؟ وعايزه إيه.

وبعدين حكاية إن واحدة ست متجوزة، وتعمل علاقات مهما كانت خفافى، فى مجتمعنا بالسهولة دى، ده يعطلها عن إنها تبذل جهد فى اتجاه تعميق علاقتها مع جوزها، مهما كان فيه عيوب، طبعا هو مسئول زيها وأكتر، وعايز شغل أصعب، لأن الرجالة زى ما انت عارف مغرورين،  وده بيخلى الأمور أصعب، إحنا اتكلمنا هنا عن صعوبات  المؤسسة الزواجية عدة مرات، إتكلمنا بطريقة فيها شجاعة المعرفة، إنما ماقلناش حلول واحد اتنين تلاتة، لأن هى مالهاش حلول واحد اتنين تلاتة،  شجاعة المواجهة مع تواضع الحلول بينى وبينك بيتعبنا،  زى الديمقراطية كده مالهاش حل لأن مافيش بديل جاهز أحسن منها، أما يكون الأمر كده بنستحمل ونعترف بالصعوبة عشان نبذل جهد،  أنا أعتقد إن البشرية لسه برضه فى مرحلة الاجتهاد فى مسألة فقه العلاقات البشرية دى، أنا متصور المسألة عايزة تتعمق ويبتدى الفهم  من مراحل يمكن قبل الإنسان لحد ما نشوف ازاى وصل البنى آدم للعلاقات الواعية اللى احنا اتدبسنا فيها دى، أظن حانلاقى إن البنى آدم متورط فى حكاية العلاقات دى، لا هو قادر يرضى بالمستوى الحيوانى، ولا عارف يشتغل فى المستوى اللى يخليه إنسان بحق وحقيق، حتى من الناحية النظرية، وانا باشتغل فى اللى باسميه “فقه العلاقات البشرية”، حسيت إن ما ينفعشى تمسك  قلم وورقة النهاردة وتكتب: إن العلاقة الموضوعية بين البشر هى كيت وكيت، هو على حد علمنا، وحتى فى بلاد بره، الصعوبات موجودة، والفشل على ودنه، لما تيجى تضيف للصعوبة دى فى مجتمعنا إحنا بالذات حكاية منظومة القيم، أنا مش عايز أخطب واقول الأخلاق والدين والكلام ده، تلاحظ إن الست دى  بالذات منظومة القيم عندها مش واضحه قوى، على فكرة تعبير منظومة القيم ده بيشمل مساحة أكبر من الدين والأخلاق، وفيه برضه خصوصية أكتر، يعنى الست دى معتبرة نفسها  حرة ولا مش حرة، ويعنى إيه حرة، بتصلى ولا مابتصليش ، مش دين بس، الصلاة ساعات بتعلن أبعاد أكتر شوية من مجرد أداء العبادة.

د. سامى فايق: هى مابتصليش

د.يحيى: مابتصليش عن اعتقاد ولا عن كسل

د. سامى فايق: لأ عن كسل انا أخر جلسه بس فتحت حكاية الصلاة قالت لى أنا ساعات باصلى مرة أو مرتين فى اليوم حسب التساهيل

د.يحيى: حتى اللى بيصلوا  بتختلف منظومة القيم عندهم عن بعض، فيه  اللى بيصلى عاده، وفيه  اللى بيصلى خوف، وفيه اللى بيصلى ورطه، وكده،  نيجى بقى للعلاقات اللى عاملاها وهى متجوزة، وعاملاها من ورا جوزها، حتى لو هى علاقات مش كاملة زى ما بتقول، والله أعلم، لكن يا ترى هى معتبراها خيانة زوجية ولا لأه، أو حتى خيانة حب بلاش زوجية، ما هو الحب التزام برضه، الحاجات دى كلها قيمتها إنها بتورى مدى الاستسهال، وإن لما جوزها يرجع، يرجع على أساس إيه؟ مش شروط، لأه مجرد يرجع لمين، عشان إيه، مش كفاية عشان الأولاد، ولا يرجع على شرط إنه  يعاكسها زى زمان!!، يعنى إيه؟ واخد بالك؟

د. سامى فايق: أيوه، أنا نـَفسى موقفها من جوزها غايظنى التعليقة بتاعتها دى، ومش عارف هو مستسلم ليها ليه، روح عند أخوك، يروح عن اخوه، أنا مش مبسوط من الحكاية دى.

د.يحيى: بصراحة عندك حق،  إوعى تكون مستعجل على رجوعه عشان الحكاية دى ، يعنى انت متغاظ من سمعانه الكلام، إتغاظ زى ما انت عايز، بس مش ده اللى يرجعه

د. سامى فايق: طبعا

د.يحيى: وبعدين فيه احتمال تانى، إن الست دى نتيجة لعدم نضجها تكون بتاخد احتياجاتها زى الأوبن بوفيه، يعنى تاخد اسم الجواز من هنا، والبوس من رف تانى، والإنصات والتحمل منك، وحاجات كده

د. سامى فايق: أنا فكرت كده برضه

د.يحيى: ما هو لما تلاقى الست دى الصعوبات قدامها بشكل منظم ومحكم من كل ناحية، مش نتيجة لوعظ وإرشاد بس، يمكن تفهم إن عليها دور فى إنجاح المشروع الزواجى الصعب ده، خصوصا بعد تسع سنين وعيلين، إنما طول ما فيه خروم هنا وهنا وحتى خرم العلاج النفسى معاك، حاتلاقيها عمالة تاخد من كل رف حاجة، تحطها فى سبت احتياجاتها، وبالشكل ده ماتشتغلشى فى العلاقة كفاية، ولا هوه طبعا، لأنه هو أصعب، وبعدين تقعد تقارن بين جوزها اللى بيتبول فيها، وبين دكهه اللى عمال بوس واحضان مع وقف التنقيذ، حا تبقى الحكاية زروطة، ولا نمو، ولا يحزنون.

فلازم انت تدرس المسألة من كل الوجوه، وتحاول تسد الاخرام على قد ما تقدر، وإوعى تلبس عمة وهات يا وعظ، مش حاينفع، تلاقى كل اللى حواليها ماعندهومشى إلا النصايح والوعظ، وما نفعتشى زى ما انت شايف: الراجل عند اخوه، وهى عندك، وعند صاحبنا، وسلامتك وتعيش، حتى علاقتها باللى هى عاملة معاه، أو معاهم علاقة، لازم تتقطس تشوف بيتقابلوا فين، مش تعرف العنوان يعنى، لأ ، يعنى فى شقة، ولا فى العربية، ولا فى الشغل، التفاصيل دى مهمة، لأنك بتقدر تعرف هى صداقة ولا تهريج، ولا حركات نص كم، وتعرف برضه موقفها إيه من المجتمع، ومن الفضيحة، بتخاف، ولا مش هاممها ، إحنا مش بنعرف الواحدة من الكلام والحكى، قد ما بنعرفها من مشاعرها الخاصة والعامة، وحساباتها وكده.

د. سامى فايق: بس ده يبان إنه مش علاج

 د. يحيى: لأه دا علاج ونص، إنت مفروض تعرف كل معلومة تساعدك إنك تفهم عيانتك، وتقدر تتقمصها، عشان تقدر تحكم هى بتفكر ازاى وكده،.

خلى بالك إن قيمة الاستسهال اللى سادت فى البلد مؤخرا، دخلت فى كل مؤسسة، بما فى ذلك المؤسسة الزواجية، والمنظومة الأخلاقية بالطول وبالعرض، فى بلاد بره هم مدركين الصعوبة برضه، وبيفركشوها أول ما تنفعشى، إنما فى الغالب ما بيكذبوش، أو بيكذبوا بطريقة شيك

د. سامى فايق: الظاهر أنا احترت زيادة، ولسه قدامى مشوار طويل

د. يحيى: هوا فيه حد فينا مشواره قصير، ولا فيه مشوار بيخلص من أصله

 د. سامى فايق: شكراً جزيلاً 

****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف: “مش تشتغل يا بنى، لحد ما تشحن البطاريتين والجاذبية ترجع، تقوم تشدهم لبعض”

التعليق: أنا بحب طريقتك الأدبية فى وصف الإنسان أو يمكن وصف السيكوباثولوجى غالبا ده اللى خلالنى لما بعدت أربع سنين عن المستشفى كنت باجئ أسلم على حضرتك وأقعد ماكنتش معرفش الظاهر بتفكرنى بكل الأدباء اللى بحبهم وده بيخلينى استمتع واصبر على الشغلانة،

 وكتر خيرك من كل قلبى والله

د. يحيى

الحمد لله أن وصلك الحس الأدبى والنقدى فى ممارستنا ومهنتنا فى هذه المؤسسة (ربما مقارنة بغيرها) آملا أن تواصلى الحوار والتعلم والتعليم.

لكن يا رضوى أرجوك أن تتذكرى -برغم تكرارى- أن عملنا هو “نقد النص البشرى” وهو ليس عملا  فنيا خالصا، لكنه واقع إبداعى صعب خاص، متبادل!!

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: “مستويات العلاقة ، ما هو احنا لما بندرس العلاقة بين اتنين متجوزين أو عاملين علاقة أيا كانت، ما بنركزشى على الجنس وخلاص، صحيح هو من أهم المستويات، لكن خد عندك: الكلام مع بعض، المواضيع المشتركة، الناحية العاطفية ، مش بتحبنى مابتحبنيش، إنت بتحبى زى زمان ولا أقل، وكلام من ده، لأه، بتشوف بيعملوا إيه سوا، بيتعشوا بره ولا لأه، بيلعبوا مع بعض أى لعبة تسلية، بيقعدوا مع بعض والتليفزيون مقفول ولا ما بيطيقوش ويروحوا فاتحينه على طول، كل ده كلام بسيط بس مهم جدا”

التعليق: مهم جدا جدا شكرا جزيلا

د. يحيى

العفو

د. رضوى العطار

المقتطف: “أنا أعتقد إن البشرية لسه برضه فى مرحلة الاجتهاد فى مسألة فقه العلاقات البشرية دى، أنا متصور المسألة عايزة تتعمق ويبتدى الفهم  من مراحل يمكن قبل الإنسان لحد ما نشوف ازاى وصل البنى آدم للعلاقات الواعية اللى احنا اتدبسنا فيها دى، أظن حانلاقى إن البنى آدم متورط فى حكاية العلاقات دى، لا هو قادر يرضى بالمستوى الحيوانى، ولا عارف يشتغل فى المستوى اللى يخليه إنسان بحق وحقيق، حتى من الناحية النظرية، وانا باشتغل فى اللى باسميه “فقه العلاقات البشرية”، حسيت إن ما ينفعشى تمسك  قلم وورقة النهاردة وتكتب: إن العلاقة الموضوعية بين البشر هى كيت وكيت، هو على حد علمنا، وحتى فى بلاد بره، الصعوبات موجودة، والفشل على ودنه، لما تيجى تضيف للصعوبة دى فى مجتمعنا إحنا بالذات حكاية منظومة القيم، أنا مش عايز أخطب واقول الأخلاق والدين والكلام ده”

التعليق: بالك انى ساعات بقول للزملاء أنى بحس إن العلاقات البشرية أصعب من الطب اللى بندرسه فى اكتر من سبع سنين أنما العلاقات مش بندرسها ونزعل من مشاكلها رغم أن مفيش وسيلة لتطورها وفهمها غير المحاولة والخطأ والمراجعة والإستمرارية….

د. يحيى

….وحوارات وجدل كل مستويات الوعى البينشخصى والجمعى والجماعى …الخ

د. رضوى العطار

المقتطف: “إحنا مش بنعرف الواحدة من الكلام والحكى، قد ما بنعرفها من مشاعرها الخاصة والعامة، وحساباتها وكده”.

التعليق: معاك حق جدا

د. يحيى

على البركة

د. رضوى العطار

المقتطف: “هوا فيه حد فينا مشواره قصير، ولا فيه مشوار بيخلص من أصله”

التعليق: يا دهوووتى السودة .. ربنا يستر

د. يحيى

وصلتنى أيضا أنه: يا فرحتى يا هناى (أيضا)،

ربنا يلطف.

أ. يوسف عزب

وصلنى ان الطبيب نفسه مش على الخط واحتمال ان يكون مضرا لمريضته، وتقريبا لم يستوعب ما قلته او لن يستوعبه، كما ان سيادتك كنت مغيرا عليه اغارة كبيرة

د. يحيى

أرجو أن تعيد قراءة اليومية، وأن تحترم محاولة هذا الإبن الناشئ الصادق المستشير، وقد استوعب ما قلتُه أكثر منك بكثير، ربما لأنه قَبِلَه فاهما متعلما ما اسميته أنت إغارة عليه.

أ. عزة هاشم

الله عليك يا دكتور يحيى، بجد رائع.

د. يحيى

ربنا يخليك.

 د. أميمة رفعت

إرتحت لقولك إحنا مش بنعرف المريض من الكلام والحكى، قد ما بنعرفه من مشاعره الخاصة والعامة، وحساباته، وأن فكرة أنه “يبان إنه مش علاج” هى فكرة خاطئة، ده علاج ونص، لأنه يساعد على الفهم والتقمص.

كنت أخشى ان أكون منتقصة لحق المريض إذا ظللت “أعرف” دون ان أعطيه شيئا يخرج به آخر الجلسة، شىء أسميه علاجا مع أننى أكون فى حاجة شديدة للمزيد من الإجابات والمعلومات . فجاءت جملتك لتطمئنى. كما أنها ذكرتنى أنه أحيانا أثناء جمع المعلومات تترتب فى ذهن المريض أفكاره وتبرز أولوياته لتحرك تفكيره وتثير بداخله أسئلة مهمة ربما تساعدنا معا.

وبعيدا عن هذه الحالة، أذكر حالة تعانى من رهاب شديد لاحتمال اختراق مهبلها، وهى متزوجة منذ عشرة أعوام وعند سؤالها (أثناء جمع المعلومات) عن تدينها وإن كانت تصلى، قالت بالحرف الواحد “وأنا فى الإعدادى ما كنتش متأكدة إن ربنا موجود زى ما أنا دلوقتى مش متأكدة إن المهبل موجود”  ثم توقفتْ فجأة وتعجبتْ من الجملة التى صدرت منها دون أن تعى، وسألتنى لماذا قالت ذلك؟ وما علاقة ربنا بالمهبل؟ وبعيدا عن “الفهم” فقد شعرتْ بشىء قوى بداخلها يربط الإثنين ببعضهما ولكنها لم تستطع تفسيره (ولا أنا، ولا حاولت).

د. يحيى

ياه!!! نحن فعلا نتعلم من المرضى

لابد من احترام ما لا نفهم، حتى لو لم نفهمه تحديدا طول العمر، وعلى حد علمى فإن بعض الأساطير قد تلمس هذه المنطقة، بنفس الطريقة.

 __________________

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 12-1-2010  www.rakhawy.net

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *