نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 2-6-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5388
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (76)
الفصل الثانى
فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
76 – الغفلة
كالعصافير يمرحون فى كنف الوالدين. البيت صغير والرزق محدود ولكنهم لم يتصوروا نعيما يفوق النعيم الذى ينعمون به، وتمادى يوم حار من أيام الصيف بأنفاسه المحملة بالرطوبة فهتفت عصفورة.” أف،.. متى يجيء الخريف؟” وغمغم وهو يراقبهم من بعيد” لماذا تفرطون فى الأيام المتاحة الطيبة؟”
أصداء الأصداء
”الآن” عند نجيب محفوظ ليس كمثلة شىء، وحتى الحنين إلى “المابـعد”، والشوق إلى عزف الناى فى الخلاء، والاستماع إلى ألحان الكون لايتم “فيما بعد”، بل هو “حاضر فى الآن”.
هذه الفقرة تؤكد على ضرورة الغوص فى “الآن” طالما هو مُـرض وكاف، حتى لو كان ذلك نتيجة للنكوص إلى طفولة غير مسئولة، أو الاختباء فى غفلة لاهية، على أن “الآن” حتى لو كان طفولة أو غفلة أو نكوصا أو هربا فإن به قدرا كافيا من المكدرات والمبغضات والمنذرات، ومع ذلك فإن التمادى للاستجابة للضجر من هذه الضروريات المصاحبة لابد وأن يترتب عليه حرمان من روعة “الآن” بلا مبرر.
_________
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net
“لماذا تفرطون فى الأيام المتاحة الطيبة؟”
دي مشكلتنا دايما بنفرط في الايام اللي في ايدينا علشان ساريحين مع اللي جاي او بنندم علي اللي فات وناسين نعيش هنا ودلوقتي، وفعلا اتحرمنا من روعة الآن بلا مبرر زي ما حضرتك وضحت فعلا
وصل ما أريد توصيله
إعاننا الله على تحقيقه
دايما بحاول مع نفسي اني اركز على الان وافكر نفسي به دايما
دون استغراق فى التأمل الذاتى Introspection لو سمحت، فخداعاته لا حصر لها.
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف : ….”الآن” عند نجيب محفوظ ليس كمثلة شىء، وحتى الحنين إلى “المابـعد”، والشوق إلى عزف الناى فى الخلاء، والاستماع إلى ألحان الكون لايتم “فيما بعد”، بل هو “حاضر فى الآن”.
التعليق : استوقفنى جدا تعبير حضرتك ب ” ليس كمثله شيء”،ثم تذكرت قوله ،فى الحديث القدسي : لا تسبوا الدهر فإنى أنا الدهر ،الحقيقة يا مولانا ،وجدت هنا نوع من” الوجد ” ،جعلنى أحتار بين ” الآن ” عند نجيب محفوظ ،و ” الوجدان ” عند يحيا الرخاوى …..
نعم نعم: ليس كمثله شيء وهو السميع العليم