نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 29-7-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 5080
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (32)
الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت
الأصداء
32- التحدى
فى غمار جدل سياسى سأل أحد النواب وزيرا:
هل تستطيع أن تدلنى على شخص طاهر لم يلوث؟
فأجاب الوزير متحديا:
إليك – على سبيل المثال لا الحصر- الأطفال والمعتوهين والمجانين، فالدنيا مازالت بخير.
أصداء الأصداء
من موقع التنبيه نفسه إلى ضغوط الحياة التى تضطر مدعى الفضيلة إلى الدعارة الخفية (فقرة 28)، أو تضطر المكافح من أجل لقمة العيش له ولأولاده إلى التنازل عن الكرامة (فقرة 34)، أو تضطر رب الأسرة البريئة إلى عمل صفقة مع ضميره (فقرة 23)، يكاد يعمم نجيب محفوظ استحالة الحفاظ على البراءة بإعلانه أن الوحيدين القادرين على أن يظلوا “طاهرين لا يلوثون”، هم الأطفال والمعتوهين والمجانين وأنه “هكذا” تظل الدنيا بخير!!!
وبديهى أن هذا الموقف الإبداعى من شيخ ينصت إلى أصدائه، لا يحكى خبرته ولا رأيه، إنما يريد أن يتردد فى وعينا ما يحل هذا الإشكال المزعج “تلك هى المسألة الصعبة: “أن نعطى للطفل الحكمة والنضج دون مساس ببراءته بطهارته بحلاوة صدقه، أن نصبح ناسا بسطاء لكن فى قوة، أن ننسج من خيط الطيبة ثوب القدرة، وإلا، فلنظل أطفالا طاهرين، أو معتوهين لم نتلوث، أو فلنُجن، أو لتستمر الدنيا بخير كما يراها النواب والوزراء، إذ نتلوث.
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net