الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (22) “ضياع الفَقْد، وجوع الوحدّة!”

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (22) “ضياع الفَقْد، وجوع الوحدّة!”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 28-7-2021

السنة الرابعة عشر  

العدد: 5079

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه  (1)

الكتاب الثانى الحالات: من (21) إلى (40)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (22) من الكتاب الثانى من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجة!

جزى الله الجميع عنا خيرا

****

الحالة: (22)

ضياع الفَقْد، وجوع الوحدّة! (2)

د. مى: عندى عيانة بقالها معايا حوإلى سنة متابعة فى العيادة…(3)

د. يحيى: يعنى مش علاج نفسى؟!

د. مى: بقالها 4 مرات بس جلسات علاج نفسى.

د. يحيى: يعنى كانت متابعة وإنتِ قلبتيها علاج نفسى!

د. مى: هى كانت متابعة اضطرارى، لأنى كنت كل أما أتفق معاها على مواعيد علاج نفسى، ماكانتش بتيجى فى الميعاد، ولكن كانت بتيجى بعدها فى العيادة.. ما يكونشى فيه وقت، تتقلب متابعة.

د. يحيى: ده من الأول خالص كده؟

د. مى: آه من الأول هى كانت محتاجة علاج نفسى لأنها “اضطراب كرْب بعد الصدمة”(4)، وكان معاها ساعات أعراض انشقاق وتغير فى الوعى، واكتئاب وكده.

د. يحيى: عمرها قد ايه؟؟

د. مى: عندها 32 سنة.. مش متجوزة دلوقتى.. اللى حصل إنها كانت جاية بعد ما أخوها مات.. كان الأول جوزها مات، وبعدين باباها، وبعدين إبنها وبعدين أخوها..

د. يحيى: ياه!! إيه ده!!!… إيه ده؟! إبنها مات إزاى؟

د. مى: مات.. كان بيلعب برة البيت وبعدين مالقتوهوش وبعديها بأربعة أيام لقته فى البلاعة اللى قدام بيتهم..

د. يحيى: يا خبر!! عمره؟

د. مى: سنتين.. وهى شافته وهو متحلل بعدها بأربع أيام…

د. يحيى: عندها غيره؟

د. مى: لأ،.. وكان جوزها كان مات قبل أبوها… وهى جت لنا بعد ما أخوها شافته مات محروق.. إتحرق قدامها..

د. يحيى: لأ قوليلى بالترتيب، أنا منزعج ومتلخبط، يا ساتر يارب.

د. مى: الأول جوزها، وبعديها أبوها، وبعدين إبنها، وبعدين أخوها، كلهم فى خلال سنتين.. جوزها مات فى حادثة..

د. يحيى: فين؟ كان بيشتغل إيه؟

د. مى: لأ مش فاكرة.. أنا واخدة التفاصيل بس مش فاكرة دلوقت..

بعديها بـ6 شهور أبوها مات بهبوط كبدى، وهو كان محجوز فى المستشفى هنا (قصر العينى) وهى كانت معاه.. وبعديها بسنة إبنها تاه ولقوه بعديها بأربع أيام متحلل فى البلاعة زى ما قلت.. وبعدين آخر حاجة قبل ما تجيلنا على طول كان فيه حريقة جوه مخزن جنب بيتهم، وأخوها كان بيحاول يساعد ناس جوه، وكان بيحاول يرفع باب حديد غالبا كان الباب متوصل بحاجة فيها كهرباء فاتكهرب، وهى شافته وهو بيتكهرب لحد ما اتحرق..

د. يحيى: ياه! إيه ده؟!! هى جت لوحدها؟

د. مى: لأ أختها جابتها.

د. يحيى: عندها أخوات قد ايه؟

د. مى: عندها 4 أخوات صبيان وأخت بنت أصغر منها.. غير أخوها اللى مات..

د. يحيى: هى نمرة كام؟؟

د. مى: هى نمرة خمسة.. واللى مات ده كان أقرب أخ ليها.. كانت علاقتهم جامدة..

د. يحيى: كان نمرة كام؟

د. مى: كان نمرة اثنين.. ووالدتها صعبة جدا.. ماتعتبرش دعم ليها، حتى هى بتتخانق معاها كل ما تيجى هنا للعلاج.. لازم تيجى بخناقة علشان ترضى تنزّلها.. أختها اللى أصغر منها هى اللى بتقول لها لأ لازم تيجى.. ماكنتش بتيجى منتظمة فى الأول و دلوقت بتيجى فى المعاد، يعنى..

د. يحيى: طيب وهى ابتدت تنتظم ليه دلوقتى؟

د. مى: هى مش بتيجى علشان الكلام ده كله.. هى دلوقتى بتيجى علشان واحد متقدم لها وهو متجوز..

د. يحيى: إنت بتقولى بيحصلـَّـها انشقاق (5)، قصدك إيه؟

د. مى: شفتها مرة قدامى… بتبقى ناسية كل حاجة و بتبقى خايفه جدا.. خايفة من أى حد.. وتقعد مقرفصة فى وضع جنينى على الأرض..

د. يحيى: ومين قال إن ده انشقاق؟

د. مى: كان ساعتها معايا أستاذ مساعد وهو اللى قال لى إنها انشقاق، كنت أول مرة أشوف حاجة كده قدامى..، كنا قاعدين نتكلم وبعدين جت سيرة أخوها لأنه كان الأربعين بتاعه.. كانت هى قعدت فترة ماتروحش البيت، ولا تعدى من مكان الحادثة لحد الأربعين بتاعه لما راحت البيت و ساعتها جابوهالنا وهى كده..

د. يحيى: طب وبعدين؟

د. مى: المهم هى بتيجى علشان الراجل المتجوز اللى متقدم لها ده، هى بتحبه وعاوزة تتجوزه، وهو متجوز و عنده أولاد..

د. يحيى: عنده كام سنة؟

د. مى: هو أكبر منها بسنة.. يبقى عنده 33.. سنة، كانت أصلا تعرفه قبل ما تتجوز.. (أنظر الاستدراك فى النهاية).

د. يحيى: بيشتغل إيه؟

د. مى: بيشتغل سواق.

د. يحيى: سواق إيه؟ يعنى تاكسى ولا نقل ولا خصوصى ولا مقطورة ولا ميكروباص ولأَّ إيه؟

د. مى: سواق ميكروباص.

د. يحيى: تفرق؟

د. مى: آه تفرق.

د. يحيى: برافو عليكى، ماشى…

د. مى: هى أصلا كانت تعرفه قبل ما تتجوز.. كان صاحب أخوها وهو اتقدم لها قبل كده وأهلها رفضوا..

د. يحيى: قبل ما هى تتجوز ولا قبل هو ما يتجوز؟

د. مى: قبل ما هو يتجوز..

د. يحيى: عنده كام عيل؟؟

د. مى: اتنين ولد وبنت..

د. يحيى: عمرهم قد ايه؟ (أنظر الاستدراك)

د. مى: مش عارفة..

د. يحيى: طيب، معلشى، كمّلى..

د. مى: هى بتيجى دلوقت وما وراهاش إلا إنها تقول “تحلّى لى المشكلة دى”.. يوم تيجى تقول لى: أنا عاوزة أتجوزه وباحبه، وهو متجوز وهم مش موافقين.. و يوم تيجى تقوللى أنا اتخانقت معاه ومش عاوزاه..، وبعدين يوم تانى: لأ أنا بحبه..

د. يحيى: همّ مين اللى مش عايزينها تتجوزه؟؟

د. مى: أهلها..

د. يحيى: مين من أهلها مش عايزها تتجوزه؟

د. مى: مامتها وأخواتها الولاد، مش عايزين، وهى علاقتها بيهم وحشه قوى.. بيتخانقوا معاها كتير.. بس مش دى المشكلة.. أنا شايفة ان فى حاجات تانية نشتغل فيها..

د. يحيى: زى إيه؟ إيه المشكلة؟ إن الراجل متجوز؟؟

د. مى: الفكرة ان أنا مش حاقدر آخذ لها القرار ده

د. يحيى: هو إحنا بناخذ قرارات لحد يا بنتى؟

د. مى: ما هو بالضبط هو ده قصدى.. هى بتيجى علشان أنا اللى آخد لها القرار.. “أتجوزه ولا لأ”، كل مرة.. كده

د. يحيى: يعنى لو إنت قلتلها اتجوزيه حاتتجوزه؟ هى لو قررت تتجوزه حاتتجوزه غصبن عن أهلها، حتى لو أهلها قايلين لأه ويمكن غصبن عنك.

د. مى: كل مرة نفس السؤال: أتجوزه ولا لأ، وكل ما نطلع برة الحتة دى تسأل تانى..وبتقولى ما أنا لو اتكيت عليهم حايوافقوا.. أمى ساعات توافق و ساعات لأه..طيب خدى قرارك.. يابنت الناس، وبعدين أنا شايفه إن فيه حاجات تانية..

د. يحيى: هو حايتجوزها على مراته؟

د. مى: آه.

د. يحيى: ومراته موافقه؟

د. مى: ماتعرفش..

د. يحيى: يعنى حايتجوزها فى السر؟

د. مى: آه.

د. يحيى: هى قالت لك كده؟

د. مى: آه.

د. يحيى: وحاتخلف فى السر؟ ولاّ مش هاتخلف؟؟

د. مى: مش حاتخلف.

د. يحيى: مش ده من حقها،إنها تخلف برضه؟ خصوصا بعد ما إبنها مات؟

د. مى: حقها.. بس هى بقت خايفه قوى على الأطفال.. حتى ابن أخوها.. بتخاف عليه.. هى بتقول “أنا مش حابّه أخلف..”

د. يحيى: هى تعليمها إيه؟؟

د. مى: معاها تالتة ابتدائى.

د. يحيى: هى بتشتغل؟

د. مى: لأ.. بس ساعات بيبيعوا خضار قدام البيت..

د. يحيى: وهو بيع الخضار ده مش شغل؟

د. مى: أصلها مش حاجة دايمة، يعنى مش كل يوم.. مامتها هى اللى بتقعد بقفص قدام البيت وهى ساعات بتطلع تقعد معاها..

د. يحيى: أختها الصغيرة متجوزة؟

د. مى: لأ.. كانت مخطوبة بس مامتها كانت بتتخانق مع خطيبها كتير ففسخت..

د. يحيى: اختها عمرها كام؟

د. مى: 29 سنة.

د. يحيى: تقعد من غير جواز لحد السن دى، مش غريبة فى مجتمعنا ده؟ فى الطبقة الاجتماعية دى؟

د. مى: آه بس الأم وحشة قوى..

د. يحيى: هى ساكنة فين؟؟

د. مى: فى “……..”

د. يحيى: الحى ده كبير قوى، وفيه وفيه، فين فى الحى ده بالضبط، ساكنة فى أنهى حته فيه؟

د. مى: غالبا فى العشش اللى هناك..

د. يحيى: السؤال بقى؟ سؤالك؟

د. مى: بقالها 4 مرات.. بتيجى متأخرة عشر دقائق، ربع ساعة، وتقعد كل مرة تقولى المواصلات مع إنها ساكنه قريب..، وأول ما تقعد تقولى حا أعمل ايه؟ سؤإلى هو إن أنا مش عارفة أطلع إزاى من الحتة دى..

د. يحيى: دى حالة مهمة، وأنا قعدت أتحايل عليكم اللى عنده حالة؟ اللى عنده حالة؟

د. مى: لأ أنا بس كنتّ بارتب أفكارى..يعنى أنا كنت جإيه من البيت ناويه أقدمها..

د. يحيى: لا يا شيخة أنا ماشوفتكيش بتّرتبيها.. أنا شفتك مترددة تقدميها، وده يمكن له معنى، أصلها حالة مهمة.. فيها بُعد دينى وبُعد اجتماعى وبُعد مهنى.. إزاى ماتقدميهاش؟!! بصراحة إحنا بنخاف نتناقش فى الحاجات اللى بتقلّبنا، بيبقى فيه تهديد شخصى لينا.. أنا ماعنديش رد جاهز طبعا.. لا لِكِ، ولا ليها، الأول إنت إيه موقفك الشخصى، يعنى؟ لو إنت مطرحها، أو مطرح مراته.. إيه موقفك؟ لو مطرح مراته الأول؟ ولاّ خلينا فى العيانة.

د. مى: أنا بالذات أنا باحس إنها مابتحبهوش..

د. يحيى: إزاى عرفتى ده؟؟

د. مى: باحس إنه احتياج أكثر منه حب..

د. يحيى: احتياج لحماية؟ ولاّ احتياج للجنس؟ ولاّ احتياج لإيه؟

د. مى: يمكن احتياج لاحتياجه ليها.

د. يحيى: اسم الله!.. أهو دا الكلام! يعنى هو اللى عاوزها..وهىّ عايزة عَوَزَانه!، بس إنتِ عرفت منين إنها مابتحبوش؟ يعنى مثلاً: هى لو كانت بتحبه كانت قررت مثلا من غير كل التردد ده، كانت تقول أتجوزه وخلاص، هل معنى إنها مترددة إنها مابتحبهوش؟ إنت ماقلتيش حاجة عن مستوى ذكاءها؟

د. مى: متوسط…، ده يعنى بالنسبة لتعليمها،.. بس هى ناصحة.

د. يحيى: متأكده إنها ناصحة؟

د. مى: أيوه.

د. يحيى: طيب، هى دمها خفيف؟

د. مى: ساعات ساعات.

د. يحيى: شكلها حلو؟

د. مى: لأ بالنسبة لى لأ.

د. يحيى: إيه بالنسبة لى دى؟ بالنسبة لحلاوتك يعنى بتقيسى بحلاوتك.

د. مى: لأ.. قصدى بالنسبة لرؤيتى ليها..

د. يحيى: بالنسبة للراجل اللى فيكى ولا الست؟ المهم هىّ مصحصحة يعنى؟؟

د. مى: آه مصحصحة.

د. يحيى: أنثويا؟ هىّ جذابة؟

د. مى: دلوعة شوية.

د. يحيى: قعدتْ متجوزة قد إيه؟

د. مى: سنة ونص، سنتين.

د. يحيى: الجنس كان عامل ايه؟

د. مى: لأ مش فاكرة.

د. يحيى: ينفع؟ تحكى كل الحكى ده، وتسع شهور متابعة وأربع مرات جلسات علاج نفسى، وماتعرفيش الحكاية دى ياشيخه، الجنس ده حدوتة لوحده (انظر الاستدراك فى النهاية).

د. مى: اللى أعرفه إنها ماكانتش بتحب جوزها، ولما اتجوزته كانت مرغومة عليه، وإنه كان أكبر منها.. (انظر الاستدراك أيضا).

د. يحيى: بقد إيه؟؟

د. مى: بحوإلى 9 أو 10 سنين.

د. يحيى: ودا يبقى أكبر منها؟ هى المسألة تفرق قوى كده؟

د. مى: آه تفرق.

د. يحيى: تفرق فى إيه بقى؟؟!!!!

المهم، شوفى يا بنتى، الحالة دى صعبة.. بدءًا بكمية الآلام الإنسانية اللى زى مايكون نسيناها فى زحمة حكايات الحب وقلّته، آلام فوق الوصف. موت ورا موت ورا موت، والموت بيفكّر بالموت.. وبعدين خلّى بالِك: فقد الإبن له مشاعر، وفقد الوالد له مشاعر نوعية ثانية..، وفقد الأخ غير ده وده، مش مشاعر زى اللى مكتوبة فى الكتب.. لأ.. وكون إنه ده يحصل بهذا التلاحق الزمنى لبنت إنت بتقولى مصحصحة، وأنا باقول وحيدة، أنا أظن دى حاجة صعبة جدا، يعنى الست دى إتحرك فيها احتياج شديد لأى حاجة ولكل حاجة، ييجى الدين والقيم يقولولها لأ، وهى زى ما بتقولى بتقول أنا ماقدرش أغلط.. يبقى تعمل إيه؟

لو إنت نجحت بشوية جهد إنك تكونى موجودة فى وعيها بشكل له معنى، وإنت فعلا عملتى كده لمّا صبرت عليها جامد، يبقى أظن إنك حاتشوفى الفرق بين مشاعرك اللى انت متوقعاها من ألم وصعبانية، وبين اللى بيجرا قدامك.. من جوع ووحدة. وده أقل ما يمكن إنك تعمليه كبداية، إنك تشوفى اللى جارى، مش تشوفى المفروض، أو اللى إحنا بنتوقعه، وبمجرد إنك تعملى الخطوة الأولى دى حاتلاقى الأمور اختلفت… يمكن حاتلاقى إن المهم بالنسبة لها بعد كل الفقد ده، إنه هوّا فيه حد لسه موجود.. فى حياتها، حدّ لسه شايفها، ولاّ إيه؟

وبعدين إنت قلتى حاجة ذكية جدا.. إنها “عاوْزَه عَوَزَانه”.. زى ما يكون الموت ده كله هز ثقتها فى إنها موجودة من أصله، وبقى نِفْسها حد يقولها “إنْتِ أَهُـهْ”، مش “أنا أهُـهْ”، الحاجة الثانية عن طبيعة مجتمعنا وحكاية السرية دى.. دا شىء صعب صعب، العلانية عندنا أهم من الورقة، وده له معنى مش بطال، السرية حاتبقى عبء تقيل عليها، خلّى بالِكْ.

ثم نبص بقى فى حقوقها كأم: هى قالت لك أنا مش حابّه أخلّف(!!!) الأم، خصوصا اللى داقت الأمومة، لمّا تقرر إنها تحرم نفسها من الأمومة اللى هى عاشتها، وبعدين اتحرمت منها من غير ذنب يبقى ده ضد الطبيعة.

ثم إن المجتمع بيحمى المؤسسة التى بتتكون باسم الجواز، فلما ييجى المجتمع مايدعمش العلاقة، وتيجى هى تستغنى عن الخَلَف كده، يبقى فاضل إيه تكسبه من حب مهزوز بالشكل ده.

ألم الفقد بالموت، والوضع الاجتماعى الصعب ده، والوضع الدينى الضاغط من جوّه ومن بَرّه، يخلينا لازم نبص للهدف من العلاقة دى.. ونسأل هو إيه اللى جارى بالضبط يا ترى، هو إيه الهدف؟ الجنس؟ ولاّ سقف الجواز؟ ولاّ الهرب من أمها؟ ولا ايه؟

د. مى: كله على بعضه.

د. يحيى: كمان لازم تحطى نفسك مطرح الراجل ده برضه، هو.. بيحبها بجد؟ ولا لقاها واقعة فقال من السهل إنه يستعملها بعض الوقت؟

د. مى: أنا شفته، وقابلته بيتهيإلى إنه بيحبها بجد..

د. يحيى: دى حاجة إيجابية، وأنا مصدقك، برافو عليكى إنك طلبت مقابلته، بس برضه لازم تبصى لقدام، تشوفى.. عمر الجوازة دى ممكن تطول قد ايه؟ وبعد ده كله مش حاتقولى لها حاجة محددة، مش حاتشورى عليها برأى قاطع، إنت تلمّى كل المعلومات والعوامل دى، وتحطيها قدامك يعنى الزمن حايبيّن الممكن..، إحنا لازم نصبر.

د. مى: الزمن قد إيه؟

د. يحيى: كل ما البنيّه دى تكبر من خلال العلاقة العلاجية الإنسانية دى، حاتبقى أقدر على أخذ القرار.. فإنت يا بنتى معلشى، تستحملى التأخير فى المواعيد، وعدم الحضور أحيأنا برضه، وتستحملى ترددها، يمكن بالشكل ده هى تستحمل الظروف الصعبة دى لحد ما تتغير، فنرجع تانى نحسبها نشوف الاحتمالات الجديدة.. وما دام إنت قابلتيه وعرفت منه إنه بيحبها.. يبقى نحط ده فى الاعتبار.

د. مى: لأ أنا شفته بس فى الطرقة.. (طرقة العيادة الخارجية بقصر العينى!).

د. يحيى: ياخبر يا مَىْ! يعنى شفتيه فى الطرقة فلاقيتيه بيحبها كدهه؟ باين على وشّه؟ إزاى بقى؟!!

د. مى: لأ علشان بييجى ويستناها..

د. يحيى: كونه بييجى معاها ويستناها دى علامة ممكن تكون كويسة وممكن حاجة تانية، بس مش معناها إنه بيحبها كده خبط لزق، لأ.. إنت تقابليه وتتكلمى معاه بصراحة عن علاقته بمراته، وهل فيه ما يبرر المشروع الجديد ده، ولا لأ، ومدى مسئوليته، ولاّ هوّا بينتهزها فرصة وبيجدد القديم، وخلاص، وإيه حكاية فى السر دى؟ ولاّ هيه رمْرَمَة وريالة؟

كفاية كده عشان معاد الجروب جه (العلاج الجمعى يبدأ بعد الإشراف مباشرة).

***

استدراك وتعقيب الآن:

فى الجلسة التالية لهذا الإشراف على العلاج النفسى، جاءت المريضة إلى الدكتورة “مى” التى استوضحت منها بعض النقاط التى أثيرت أثناء الإشراف، ولم تكن لها إجابات فى حينها، وأبلغتنا بأمانة شديدة ما نحتاج لإثباته هنا للتصحيح ثم التعقيب.

الاستدراك:

د.مَىْ: عند مراجعة المشاهدة تبين أن الزوج توفى بعد عناء مع المرض لمدة عام فى المستشفى بسبب ورم فى الرئة.

التعقيب: (المشرف):

على الرغم من أن سبب الوفاة اختلف، فإن الفقد هو الفقد، لكن فقد الزوج بعد هذه المعاناة، والمرض الخطير غير موته فى حادثة مثلما حدث للإبن أو للأخ، وهذا يحتاج إلى تفاصيل هامة، لكن فى النهاية فإن الفراغ الذى أحاط بها، وحرك جوعها لأى اهتمام: هوهو.

الاستدراك:

د. مَىْ: سألت المريضة عن علاقتها بالزوج أكثر من مرة.. فى أول جلسة قالت أنها لم تكن تحبه وأن العلاقة الجنسية كانت مجرد أداء واجب.. فى الجلسة الخامسة قالت أنه طوال فترة الزواج كانوا يمارسون الجنس بانتظام ورغبة، وأن علاقتهم كانت جيدة جدا وأنها كانت تحبه حبا شديدا..، فى سابع جلسة متابعة أبلغتنى أنها عمرها ما وصلت للذروة طوال فترة الزواج.

التعقيب:

هذه المعلومات عن العلاقة المتذبذبة بالزوج لها أهميتها فى هذه الحالة وغيرها حتى لا نأخذ المسائل بتعميم مسطح، أو عجلة استستهالية، فما وصل للزميلة المعالجة فى البداية هو أنه زوج مفروض عليها، وأنه أكبر منها.(!!) وأنه.. وأنه.. إلخ، لكن بإعادة الفحص، تبين أن العلاقة كانت تلوّح بحركةٍ ما، وإن كان يبدو أن المريضة جاهلة بدرجة كبيرة بأبعاد هذه العلاقة، ولما كان عمر الزواج بكل هذا القصر، فإننا لايمكن أن نحكم على هذه العلاقة حكما جازما بأنها كانت فاشلة تماما كما يتبادر لذهن أى مستسهل يبحث عن سبب والسلام، لكن يأتى المرض فالموت (المتلاحق) ليجهض أية احتمالات، ويتركنا فى فراغ صعب وجوع مُلِحّ ووحدة كما رأينا، ثم نلاحظ تذبذب معرفتها عن طبيعة وأبعاد الجنس حتى أنها بعد ما أقرت الانتظام والرغبة فى المعاشرة لفترة وسطى، عادت تقرر أنها لم تصل للذروة مرة واحدة طوال فترة الزواج!

الاستدراك:

د. مَىْ: أيضا عند مراجعة أوراق المشاهدة تبين أنه يصغرها بعام.. عمره 31.

التعقيب:

هذا فرق لايهم.

الاستدراك:

د. مَىْ: عند سؤال المريضة فيما بعد.. علمت أن هذا المتقدم للزواج عمر إبنه 3 سنوات والبنت سنة واحدة.

التعقيب:

أظن أن هذا لابد أن يوضع فى الاعتبار عند تقدير مسئولية هذا الرجل عن مشروعه الجديد، وعن أسرته القائمة! ثم أسرته القادمة، وأيضا يوضع فى الاعتبار علاقة هذه الأم بأطفال هذا المتقدم وهى التى فقدت طفلها فى تلك الظروف المأساوية.

****

التعقيب والحوار:

د. أسامة فيكتور:

ياه على كم ونوع الألم!! إزاى دى عاشت وعاشت ليه؟ هى كانت مستنية حد يشوفها زى اللى عاوز يتجوزها ده ولا إيه الحكاية؟

د. يحيى:

لا أعرف

“الحياة” –  فى حد ذاتها–  قوية قوة ذاتية نحن لا نعرف سرها، ومساحة الآلام التى ينقلب فيها الناس.

أ. هيثم عبد الفتاح:

وصلنى جزء من معاناة الفقد التى عاشتها المريضة، وشدنى فيها قدرتها على معايشة هذا الوضع الصعب والاستمرار، وعدم التوقف، وألتمس لها، كل العذر والحق فى هذا التردد فى إتخاذ قرار الزواج، لكن أعتقد فى ظل هذا الوضع الشديد الألم ومع وجود هذه الأم التى لا توفر أى دعم حقيقى وأيضا الأخوات، أعتقد بأن هذه المريضة فى حاجة لخوض هذه التجربة بالزواج بعد الاطمئنان لنوايا هذا الزوج.

د. يحيى:

الزواج، نعم،

….لكن هذا الزوج بالذات، وفى السر، مع ترددها الشديد ذى الدلالة، وقبل مقابلة المعالجة للشريك المحتمل!!! أظن أنه، نظراً لكل هذه الاعتبارات، لابد من التأجيل والفحص وإعادة الفحص، ثم هى التى سوف ستتخذا القرار فى نهاية النهاية بعد أن تتضح الأمور بمساعدة العلاج.

د. عمرو دنيا:

مهم أوى إنى أشوف المريض بصحيح واتجاوز مرحلة الشفقة والفقد وانتقل إلى ما هو أشد، وهو جوع الوحدة… ألم الوحدة، إنها عاوزة عوزانه أو “محتاجة حد يشوفنى.. حد يعوزنى”.. بس مين بيشوف ده ويحسه؟ وفين..؟

د. يحيى:

تعبير ” تجاوز مرحلة الشفقة والفقد” يحتاج لوقفة.

 إن مرحلة الشفقة تخصنا نحن المعالجين بشكل أكثر، ولابد من تجاوزها إلى التعاطف والمسئولية،

 أما تجاوز الفقد فى مثل هذه الحالة فهو شأن المريضة بمساعدتنا، وهو أمر صعب صعب.

أ. عبده السيد:

إيه دلالة تكرار أن “الموت يهز الثقة فى أنها موجودة من أصله”؟

د. يحيى:

يا أخى بالله عليك: العدم هو العدم، أنا لا أقدم أدلة، إما أن يصلك الاجتهاد فى الرأى، وإما أن تبحث عن غيره، هذا حقك، ثم تعالى معى: ماذا يتبقى لامرأة لم تتح لها أية إنجازات استقلالية منذ الطفولة، وجودها مهزور من البداية، يلبس أدواراً لا يتمثلها، لقد وجدت نفسها فى دور الابنة، ثم الزوجة، ثم الأم، لكن يبدو أنه لم يتبق من أى من ذلك شىء يصفها أو يحدد معالمها هى.

ثم إذا بها تفاجأ أنه حتى هذا الوجود المهزوز ينسحب منها، حتى هذا الوجود المستعار ينسحب منه من يرقعه من الواحد تلو الآخر بعد معاناة ممتدة: مرة بالمرض ومرة إثر موت فى حادثة كأنه القتل أعلن نفسه فى صورة ضناها وقد تحلل فى بالوعة، ومرة ثمن الشهامة تقضى على الأخ محترقاً ماذا تبقى بالله عليك يجعلها تثق فى أى أحد، أو أى شىء.

بل فى وجودها ذاته.

 هل تكفيك هذه الأدلة؟!

أ. عبده السيد:

هل ينفع أنى أعمل إتفاق علاجى مع عيان ويوقعه بنفس الطريقة أسبوعياً وأكمل معاه بنفس القيم لمدة سنة؟ وممكن أسمى دى إعتمادية متبادلة ولا لأ.

د. يحيى:

ما علاقة أسئلتك هذه يا عبده بهذه الحالة تحديداً؟

وما حكاية الاتفاق بنفس الطريقة أسبوعيا؟

 إذا كنت تعنى التوقيع على ورق، فطبعا لا

 أما إذا كنت تعنى بالاتفاق: الاستمرار فى التردد للعلاج، والالتزام، فهذا وارد (الإقرار أسبوعيا، بالحضور المنتظم، لا التوقيع).

 ثم إن مصطلح “اعتمادية متبادلة” لا يستعمل بشكل صريح عادة بين المعالج والمريض فى هذه المراحل خاصة، إنه وصف يلزم بفحص نوع حرص المعالج على حضور المريضة وانتظامها.

أ. عبده السيد:

أول مرة أعرف أهمية التفرقة بين مشاعر الموت (الابن – الاب- الأخ)

ومش فاهم، رغم أنى جربت موت الأب والأخ، بس مصدق ما جاء من ضرورة التفرقة.

 د. يحيى:

المهم أنك عرفت، ومعرفتك هذه تستأهل الاحترام بإقرارك عدم الفهم وفى نفس الوقت: مصدق!! إن التصديق برغم عدم الفهم ميزة رائعة فى المعالج، وهى ميزة أكثر لو أقرّ بذلك.

 المهم أنه وصلك ضرورة احترام الفروق، وأنه ليس كل موت هو نفس الموت، ثم إن المسألة ليست تنظيراً وبحثا عن تعريفات فارقة، بل هى تنبيه ودعوة لاحترام دقة المشاعر وتنوعها حتى لو كانت تحمل نفس الاسم، حتى لو لم نفهم تفاصيلها بالألفاظ.

أ. هالة حمدى:

مش عارفه هى مستحملة كل الوحدة والأحداث دى إزاى، ربنا يكون فى عونها، موت ورا موت ورا موت يقسم الظهر ويجنن دا أقل حاجة ممكن تحصل.

د. يحيى:

ربنا معها فعلا

لكن يارب هى تصدق إنه -سبحانه- معها.

وليكن معنا حتى نقف معها كما ينبغى.

أ. هالة حمدى:

وصلنى منها أنها محتاجة حد يقولها إنتى لسه عايشة وموجودة، بس اللى أنا خايفه منه إن الراجل اللى هى عايزه تتجوزه ده لو انحط فى موقف اختيار بينها وبين مراته أكيد حايختار مراته اللى تمثل الأسرة – والأولاد.

د. يحيى:

ليس ضروريا بهذه البساطة، لكن من المهم وضع هذا الاحتمال فى الاعتبار.

أ. هالة حمدى:

“… إنها خايفة تخلف” أنا إديتها عذر، لأنها جربت الأمومة وإزاى هى اتحرمت منها، هى قبلت تدفع ثمن الحرمان عن إنها تتعرض مرة ثانية لألم الفقد، هو أصعب ألم فى الدنيا وهى جربته وجربته جامد قوى فوق طاقة البشر.

د. يحيى:

هذا صحيح، وهو صعب، وربما يستحيل تمثـّـله بأية درجة من التقمص.

عموما رأيى أن التداوى من الألم بحلول مهزوره وسرية لا نعرف عمرها الافتراضى، هو أمر لا نلجأ إليه إلا اضطرارا شديدا، وبمقابل عطايا صعبة، وهى غير متوفرة فى هذا المشروع الجديد.

أ. رباب حمودة:

هل جوع الوحدة أقوى من ضياع الفقد.

د. يحيى:

أظن لكل خبرة قاسية آلامها الخاصة، ونوعيتها بحيث لايمكن المقارنة بهذه البساطة.

أ. رباب حمودة:

ما هو الفرق بين: “نشوف اللى جارى”،

“نشوف المفروض أو اللى إحنا متوقعينه”.

د. يحيى:

هو الفرق بين الرؤية الموضوعية (حقيقة الأشياء) وبين إسقاطنا نحن رؤيتنا أو توقعاتنا أو موقفنا أو حكمنا حسب نظريتنا لنرى ما نريد، أو ما نستطيع وليس ما هو كائن.

أ. رباب حمودة:

عجبنى جداً تعبير: “عاوزه عوزانه”.

د. يحيى:

أنا أيضا تعجبت من استعمالها هذا التعبير الدقيق الذى ورد منى فى “قصيدة حمام الزاجل” (6) منذ أكثر من ثلث قرن (أغوار النفس)، وأيضا هذا التعبير أظن أن “لانج” (7) إستعمله فى وصف غياب “الموضوع الحقيقى” (الآخر الحقيقى) فى العلاقة الثنائية من هذا النوع المسماة الحب.

أ. محمد إسماعيل:

هو ليه حضرتك بتتخض من الموت كده رغم تصالحك معه، وليه سميته هنا فقد، أو ضياع.

د. يحيى:

إيش عرفَّك أننى تصالحت مع الموت يا محمد، ياليت ياشيخ، أنا فعلا جريت فى ملعبه، حاولت أن أتعرف عليه، رأيته من عدة زوايا علمية، ونقدية (نقد محلمة الحرافيش) (8) وخبراتيه.

ثم غامرت بوضع الفروض لفهمه فى أول نقلة الوعى الشخصى إلى الوعى الكونى سعيا إلى وجه الله، حتى رأيت أنه أزمة نمو ممتد، مرورا بمواكبة تجليات موازية فى النوم ودورات النمو.

ولكن ليس معنى كل ذلك أننى تصالحت معه، ويظل الموت شىء، والفقد والغياب، والضياع أشياء أخرى كما ورد فى هذه الحالة وفى الحياة.

أ. محمد إسماعيل:

الموت بيفكر بالموت، أنواع مشاعر الفقد ودور طريقة الفقد فى نوع المشاعر، كل ذلك يحتاج لتوضيح.

د. يحيى:

توضيح ماذا أكثر من هذا يا رجل؟

يا أخى حين يموت لك عزيز ثم يلحقه عزيز آخر تتذكر الأول وتتراكم الأحزان.

لكن لكل عزيز موقع فى عواطفنا واحتياجاتنا يختلف عن موقع الآخر، وبالتإلى لكل فقد طعم آخر لا يتكرر.

 ثم إن الحزن والأسى يتراكم فوق بعضه البعض مهما اختلفت الأنواع.

أ. عبد المجيد محمد:

يعنى إيه تعبير: “مش مشاعر دى اللى مكتوبة فى الكتب”؟

د. يحيى:

يعنى لما تقرأ تعريف فى كتاب جيد للفقد أو حتى للموت، ثم ترى أمامك خبرة إنسانية لا تتفق مع ما قرأت، عليك (علينا) أن نبدأ مما نراه، لا أن نفرض على ما نراه ما قرأناه.

أ. أحمد سعيد حسين:

هل وجودى فى وعى أى إنسان يحدث بشكل له معنى؟

وهل له معيار؟

د. يحيى:

بشكل له معنى، “نعم”.

أمـّـا أن “له معيار بمعنى القياس”، فالإجابة: “لا”.

د. هانى عبد المنعم:

لا أستطيع أن أتخيل أن إشباع الوحدة يعوّض ضياع الفقد، وخاصة إذا كان بهذا الفجع (لم أستطع أن أقرأ اليومية فى جلسة واحدة).

د. يحيى:

لم يقل أحد أن هذا هو السبيل لكسر الوحدة.

أما تأثرك الشديد، فأنت عندك حق بجد.

كثيرون قرأوا هذه الحالة بالتقسيط، مثلك.

د. هانى عبد المنعم:

ألا تمثل البيئة العشوائية لهذه المريضة (ساكنة العشش) درعاً واقياً لها من التفسخ، بعد هذه المشاهدات المأساوية؟

د. يحيى:

ياشيخ حرام عليك، أغلب سكان العشش عندهم مشاعر شديدة الرقة ….، درع واقى من ماذا يا رجل؟ إنهم أرق من سكان القصور والمنتجعات غالباً.

أ. رامى عادل:

رأيت وجهها المحترق لأول مرة عند ركوبها الميكروباص، لم أشعر بشىء تجاهها رغم ابتسامتها التى فى عيناها المبهمة، بعد ساعات، تساءلت، هل هى مرتبطة؟ كيف أتقدم لها إن رأيتها مرة ثانية لن أعرفها؟

د. يحيى:

أهلا عادل: لقد حللتها من أوسع الأبواب يا رجل، وتظل المسئولية أصعب من كل تصور.

واحدة واحدة يا رامى!!

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net

[2] – نشرة الإنسان والتطور: 26-10-2008 (من حالات قصر العينى) www.rakhawy.net

[3] – “حالة قصر العينى”

[4] – PTSD. Post Traumatic Stress Disorder .

[5] – Dissociation وهو أحد تجليات ما يسمى عصاب الهستيريا.

[6] – بعض من قصيدة “حمام الزاجل” من “أغوار النفس”

أنا ‏عايزة‏ ‏حد‏ ‏يعوزْنِى،‏ …. وأعوز‏ ‏عَوَزَانُهْ‏،‏

إشمـِعـْنى ‏حسن‏ ‏ونعيما؟ْ ..  إشمعنى ‏بتوع‏ ‏السِّيما؟

أنا ‏مش‏ْْ ‏قدّ‏ ‏الحب‏ ‏التانِى … وانْ‏ ‏كان‏ ‏لازم‏ ‏نتطوْر‏؟

نتطوّرْ‏ْ،‏ .. ‏ ‏ما‏ ‏يـْضـُرّش‏ْْ.‏ .. بس‏ ‏ارجع‏ ‏تانى ‏لْعشّى،‏

ولَفَندى ‏بتاعى،‏ … يطوينى ‏تحت‏ ‏جناحهْ‏،‏

وأنا ‏ماسكةْ‏ ‏الخيط‏ ‏بالجامدْ‏، ‏.. لـَـيْـــطيــــر‏ْْ.‏

[7] – H.J. lang.

[8] – مجلة فصول المجلد التاسع، العدد الأول والثانى،  سنة 1990، دورات الحياة، وضلال الخلود ملحمة الموت، والتخلق فى الحرافيش.

admin-ajaxadmin-ajax (1)