نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 18-1-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 5983
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (161)
الفصل الرابع
حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه
الأصداء عودة إلى النص:
161- الضيف:
قال الشيخ عبد ربه التائه:
كان بيتنا عامرا بالأحباب، وذات يوم نزل بنا ضيف لم أره من قبل
وحرصا على راحته أرسلنى أبى لألعب بعيدا
ولما رجعت وجدت البيت خاليا فلا أثر للضيف ولا للأحباب.
أصداء الأصداء
مرة أخرى يظهر الموت، ولكن ليس بوجهه الجميل وإنما فى صورة ضيف مهم (لابد من الحرص على راحته، وإبعاد الأطفال عنه) ثم إذا به يأخذ الأحباب ويمضى. المهم هنا هو أن الضيف لم يأخذ فردا عزيزا واحدا مثل الجدة فى أول الأصداء (فقرة 2)، وإنما لمّ الأحباب كلهم، ولم يتضح إن كان الوالد قد ذهب مع الأحباب أم لا، والأرجح أنه فعل.
ويبدو أن هذا الموت الذى “يقش الجميع” ليس هو الموت الحقيقى الذى اختطف الجدة من حفيدها فى أول الأصداء، ولكنه الوعى بالموت، فحين تكون الحياة عامرة بالأحباب، يتمنى الطفل الفرح دوام الألفة وخلود الوصال، فيقفز التنبيه: “عندك، فالكل زائل، والضيف قادر على أن يخلى البيت من أهله جميعا، ولولا أن الطفل طفل، لما سمح له “بالتزويغ” حتى ينهى الضيف مهمته.
ــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net