نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 21-12-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5955
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (157)
الفصل الثالث
“إبن حظ”: طفل تائه (يا أولاد الحلال)
فى ثوب كهل يعبد ربه
الأصداء عودة إلى النص:
157- الزمن الحلو:
قال الشيخ عبد ربه التائه
وجدتنى على ربوة أنظر إلى شاشة عرض مبسوطة فى الفضاء، ورقصت فرقة من الفاتنات وغنت على إيقاع كونى، فنثرن من حركاتهن لآليء النور البهيج”
سألت بصوت جهير
- من أنتن؟
فأجبن.
- نحن الأيام القليلة الحلوة التى مرت فى غاية من البهاء والصفاء ولم يشبها كدر.
أصداء الأصداء
إعادة لفكرة: ساعة الحظ لا تعوض”، ولكن المسألة بدت هنا منفصلة عن المعايشة الزاخرة، وحل محلها نوع من “الفرجة” (شاشة مبسوطة فى الفضاء) فهى الذاكرة البانورامية تجتر الأيام الحلوة.
ولكن لماذا هى أيام قليلة؟ هل لأنها كانت غاية فى البهاء والصفاء
ولماذا يؤكد أنه لم يـَـشـُـبـْـها كدر، مع أن حلاوة الأيام لا تكون صافية صفاء مطلقا هكذا إلا إن كانت خدعة، فالأيام القادرة على الخلود فى الذاكرة لإثراء الحاضر والمستقبل هى القادرة على اختراق الكدر لا على إلغائه، وقد سبق أن رفضنا الصفاء المعادل للفراغ (فقرة 151)
على كل، ليس لنا أن نختار، ولا نستطيع أن نرفض القليل الصافى القادر على نثر النور البهيج طمعا فى كثير مخترق قادر على الاحتواء الخلاق.
________________________
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net