نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 16-11-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5920
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (152)
الفصل الثالث
“إبن حظ”: طفل تائه (يا أولاد الحلال)
فى ثوب كهل يعبد ربه
الأصداء عودة إلى النص:
152- الثبات:
رأيت الشيخ عبد ربه التائه ماشيا فى جنازة. ولعلمى بأنه لايشيع إلا الطيبين انضممت إلى صفه حتى صلينا عليه معا. ثم سألت الشيخ عنه فقال :
- رجل نبيل وما أندر الرجال النبلاء، أبى رغم طعونه فى العمر أن يقلع عن الحب حتى هلك.
أصداء الأصداء
شرط الحياة الحقيقية هو ألا ترتبط بمسار هابط، ومحفوظ بعد أن جعل الشيخ الطبيب يتزوج فتاة فى العشرين وهو يرقص ويغنى فى عيد ميلاده المائة (فقرة: العريس 148)، يعود هنا يؤكد لنا أن النبل الحقيقى هو أن تحيا ما شئت دون أن تقلع عن الحب.
أما مسألة “حتى هلك” هذه فقد بلغتنى خارج هذا السياق، ولعله يقصد، حتى ذهب أو حتى اكتفى. رجل بهذا النبل، وهذا الفيض الحيوى للحب، وبالحب لا يهلك أصلا. قد يرضى ويستأذن، أو يكتفى ويصعد، لكنه يلغى الهلاك من حسبته، والسنين التى تمر عليه لا ينقص بها عمره إذ تمر، بل إن الحياة النبيلة الزاخرة تزيدها السنين حيوية وتفجرا، بمعنى أن مرورالسنين هو زيادة لا نقصان، فمن أين يأتى الهلاك؟ حتى الموت فى هذه الحالة ليس هلاكا، بل صعودا وتكاملا كما ذكرنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net