الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (136) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (136) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 27-7-2023                                  

السنة السادسة عشر

العدد: 5808

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (136)

                  الفصل‏ ‏الثالث

“‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) ‏

فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

الأصداء عودة إلى النص:

‏136- ‏على ‏وشك‏ ‏الهروب‏:‏

حدث‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏ ‏قال‏ :‏

‏- ‏أغرتنى ‏نشوة‏ ‏الطرب‏ ‏ذات‏ ‏مرة‏ ‏بالتمادى ‏فى ‏الطرب‏ ‏حتى ‏طمعت‏ ‏أن‏ ‏أبعث‏ ‏من‏ ‏الطرب‏ ‏الأصغر‏ ‏إلى ‏الطرب‏ ‏الأكبر‏، ‏وسألت‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يكرمنى ‏بحسن‏ ‏الختام‏، ‏عند‏ ‏ذاك‏ ‏همس‏ ‏فى ‏أذنى ‏صوت‏ “‏لابارك‏ ‏الله‏ ‏فى ‏الهاربين”.‏

أصداء الأصداء

الشوق‏ ‏إلى ‏الموت‏/‏الحياة‏ (‏الطرب‏ ‏الأكبر‏) ‏يطل‏ ‏مرة‏ ‏ثانية‏، ‏فنشوة‏ ‏الحياة‏ ‏الممتلئة‏ ‏بالطرب‏ ‏تسمح‏ ‏بأن‏ ‏نقول‏ “‏أن‏ ‏كفى : ‏حمدا‏ ‏راضيا‏ ‏يقبل‏ ‏النهاية”، ‏وهذا‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏أشرنا‏ ‏إليه‏ ‏فى ‏شرح‏ ‏طلب‏ ‏الموت‏ ‏التكاملي‏- ‏إن‏ ‏صح‏ ‏التعبير‏-، ‏وحتى ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏النقلة‏ ‏إلى ‏أعلي‏.‏

‏(‏راجع‏ ‏فقرة‏ 127، ‏وإن‏ ‏كنت‏ ‏قد‏ ‏أجلت‏ ‏جمع‏ ‏الترابطات‏ -‏ومن‏ ‏بينها‏، ‏ومن‏ ‏أهمها‏، ‏الموقف‏ ‏من‏ ‏الموت‏ – ‏إلى ‏الدراسة الجامعة‏).‏

لكن‏ ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏تعود‏ ‏إلى ‏التنبيه‏ ‏إلى ‏ضرورة‏ ‏الحذرمن‏ ‏التبرير‏، ‏فمهما‏ ‏تزين‏ ‏الموت‏ ‏الـ‏ “‏كفى ‏حمدا‏ “، ‏ومهما‏ ‏كان‏ ‏الوعد‏ ‏بالطرب‏ ‏الأكبر‏ ‏يقينا‏، ‏ومهما‏ ‏كان‏ ‏الرضا‏ ‏قناعة‏ ‏بنهاية‏ ‏سلسة‏ ‏ذائبة‏ ‏فى ‏مطلق‏ ‏متناغم‏، ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏الحياة‏ ‏الدنيا‏ (‏الطرب‏ ‏الأصغر‏) ‏هى ‏الأصل‏، لكن ‏الشبع‏ ‏منها‏ وحدها ‏تحت‏ ‏أى ‏عنوان‏ ‏هو‏ ‏هرب‏ ‏لا‏ ‏محالة‏، ‏إن‏ ‏الطرب‏ ‏الأصغر ‏(‏الحياة‏) ‏إن‏ ‏صح‏ ‏تكامله‏ فهو ‏يؤدى ‏إلى ‏الطرب‏ ‏الأكبر‏ ‏كما‏ ‏تتفتح‏ ‏البراعم‏، ‏أو‏ ‏تفقس‏ ‏الشرانق‏، ‏وليس‏ ‏فى ‏أى ‏من‏ ‏هذا‏ ‏ما‏ ‏هو‏ “‏حسن‏ ‏الختام”، ‏لأنه‏ ‏ليس‏ ‏هناك‏ ‏ختام‏، ‏بل‏ ‏بدايات‏ ‏كامنة‏.‏

ومن‏ ‏ثم‏ : ‏لا‏ ‏بارك‏ ‏الله‏ ‏فى ‏الهاربين‏، ‏حتى ‏بالرضى ‏المنغلق‏ ‏النهاية‏، ‏حتى ‏لو‏ ‏كان‏ ‏سمى أحيانا “حسن‏ ‏الختام”‏.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. الدكتور يحي رحمه الله مع الحياة التي تتكامل إلى مالانهاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *