الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ترحالات يحيى الرخاوى: الترحال الأول: “الناس والطريق”: الفصل الثالث: فى ضيافة المرأة المُهرة (8)

ترحالات يحيى الرخاوى: الترحال الأول: “الناس والطريق”: الفصل الثالث: فى ضيافة المرأة المُهرة (8)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 26-7-2023

السنة السادسة عشر 

العدد: 5807 

ترحالات يحيى الرخاوى

الترحال الأول: “الناس والطريق” [1]

الفصل الثالث: فى ضيافة المرأة المُهرة (8)

………….

…………..

مازلنا فى يوم الاثنين 27 أغسطس

أعود، وأبوك عند أخيك..،إلا قليلا .

أسمِّى مثل هذا النشاط: الجولة السرية فى الأماكن غيرالسياحية، فدخلنا القرية الصغيرة التى واعدتها بالعودة؛ حين لمحتها ونحن نبحث عن مخيمٍ نبيت فيه من فور وصولنا. الشوارع خالية خالية، وأحسن وصف لها هو مانسميه فى بلدنا “ليس فيها سريخ ابن يومين”. وحقدت عليهم، ثم أشفقت علينا، ورفضت هذا وذاك، ماهذا الصمت كله؟. أين الناس الزحمة؟. يعملون؟. كلهم يعملون؟. كل الوقت؟ وأين العجائز والنساء؟. وتركنا العربة وأخذنا نمشى على أقدامنا فى دهشة وصمت مفروض علينا حتى لا نجرح الصمت المطبق حولنا، وبين الحين والحين تمرق بجوارنا سيارة صامتة أيضا، وكأنها تسير دون دوران الموتور، وأخيرا توقفت سيارة غير بعيدة منا، ثم عدلها صاحبها فى مواجهة باب حديقة منزل لا هو بالفيلا، ولاهو بالقصر، ولكنه جميل متميز بين هذا وذاك، نزل منها صاحبها(من الوجهاء) لابسا “أبيض فى أبيض”، ومضى فى هدوء باسم، فأمر باب الحديقة أن يفتح ذاكرا- بالضرورة- كلمة السر. شئ أشبه بــــ:- افتح ياسمسم”. وعاد هذا الرجل إلى سيارته وأخرج حقيبته، وذهب إلى باب المنزل بالهدوء ذاته. ليفتحه بحركات موسيقية ناعمة، وكأنه يرقص الفالس، لا يمشى مثلنا، هكذا لعب خيالى وصاحـَبـَهُ حتى دخل إلى برجه الخالى بالسلامة.

 طيب ، بالله عليكم ، ماذا فى هذا المنظر حتى أحكيه بهذه التفاصيل الدقيقة التى تبدو بلا معنى.. لابد من البحث عن دلالة هذا الحدث الذى انتقل من أرضية جولتنا إلى واجهة مسرح وعيى الآن، وحينذاك. ربما كان ذلك بسبب ما جذب انتباهنا من ذوق رفيع تميزت به “عمارة” هذا المنزل وما جاوره، بالمقارنة بالنشاز المعمارى الذى أصبح يتحدى أى حس سليم فى بلدنا، لا… هذا لايكفى، إذن ماذا؟ نعم: وجدتها، فقد بدا لى- رغم كل شىء- أن هذا الرجل المهذب جدا، الأنيق جدا، هو وحيد جدا-جدا، لماذا؟. لست أدرى. قلت لزوجتى: هل يمكن أن يؤدى فرط النظام، وعمق الهدوء، وتمام الاستكفاء الذاتى، وتناهى الذوق المتناسق، هل يمكن أن يؤدى كل ذلك إلى هذه الدرجة القصوى من “الوحدة”، فأجابت بصدق دون أن تعلن شكّها فيما ذهبت إليه: أنها “لا تدرى”، فكانت أطيب منى وأبسط، سألت نفسى: لماذا ألجأ إلى الانتقاص من أى تكامل بهذه الشطحات الفرضية؟. وما الداعى إلى افتراض “الوحدة” وسط هذا النسيج المتناغم من الجمال والدعة؟. ومع ذلك، برغم اعتراض زوجتى غيرالمعـلن، فأنا أكاد أقسم أن هذا المهندم (الذى لا عيب فيه): كان وحيدا، وحدة “بلبل” أسمهان المهجور، لم يستقبله أحد، ولايبدو فى المنزل أحد أصلا، ولاحتى كلب فى الحديقة يهز ذيله لصوت السيارة، ويتمسح بقدم صاحبه من فور نزوله منها، نحن فى وقت الظهيرة، أين ناس المنزل؟ فى الداخل، أو مازالوا فى الخارج؟.. وأنا مالى؟

دخلنا إلى أقرب مقهى، فلم نجد به أحداً إلا رجل البار واقفا وراء طاولته دون اهتمام بقدومنا- ربما- حتى نقرر، فقررنا أن نخرج من الباب الآخر، وقد بدأ ظل من حزن صامت يزحف إلى وعيى فأسـَـرِّبــُهُ بعيدا حتى لا تلحظ زوجتى، هل هذا وقته.. هل أعدتْـنى الوحدة المزعومة التى أسقطتـُها على هذا الرجل “الأبيض فى أبيض”؟

دخلنا مقهى آخر سمعنا به أصواتا “ما”، وفعلا، كانت ثمة منضدة مستطيلة (لعلها اثنتان بجوار بعضهما) وقد جلس حولها خمسة أشخاص يلعبون الورق، وبجوار كل شخص شخص آخر، والأصوات شديدة الضجيج، والتشجيع شديد الحماسة، وانتقينا منضدة صغيرة بعيدا عن هذه المباراة المشتعلة، وكأنها بركان نشط فى صحراء غير بركانية. ولم يكن فى المقهى كله سواهم إلا نحن، وبصراحة هم لم يلاحظونا، أو قل: ماكانوا يستطيعون إلا أن يهملونا، حتى الصبى النادل الجميل الذى لا يزيد عمره عن السابعة عشرة قد جاءنا فى تكاسل، واللبانة فى فمه، وهو ينظر إلينا بربع أو نصف عين، ويتابع المباراة بعين ونصف، وهو مازال فى الوضع مائلا، أشرنا له بما يمكن، فانصرف، وعاد بكل تراخ ليضع أمامنا شرابا لـسنا واثقين أنه هو الذى طلبناه؛ لأننا لسنا واثقين ماذا طلبنا أصلا.

قلت لزوجتى إنهم لابد فريق من العمال الكادحين يمضون فترة استراحة الظهيرة فى هذا اللهو الخفى (!!)، ولكن “ظهيرة” من؟. لقد مر وقت طويل حتى انتبهنا إلى أن المسألة زادت عن كل توقعاتنا، كنت قد انهمكتُ مع زوجتى فى حديث يتصل بشكل أو بآخر بتعديل الكون، والجدّية، والإصرار، (و “أنه”… و “لذلك…”، فإنه من المستحيل”…، و”حتى لو..”).  أقر وأعترف أن بى هذه العادة القبيحة التى تقــلب أىة فسحة – ومع زوجتى بالذات- إلى هذه الجدّية المحفوفة بالهموم، وهى مسكينة تستمع وكأنها- شخصيا- المسئولة عن كل ذلك، وعن غير ذلك أيضا، ذلك أننى أفترض أنها- بدهيا- تتربص بى وبالزمن لتحقيق “حياة الدعة دون مقابل”، بمجرد أن أسهو..، وكلام من هذا “القبيل”. وأكاد أجزم أنها تلعن فى سرها “هذا القبيل” ليل نهار، وخصوصا فى مثل هذا الوقت، إلا أن تلك الحماسة الممتدة وغير المناسبة جعلتنا نتأمل هؤلاء الناس أطول فأطول، ونتابع رهانا بدون مقابل إنهم إما أن يكفوا عن الشراب، وإما أن يسكروا طينة حتى لايعودوا يعرفون “الآس السباتى” من “العشرة الطيبة”، ولا الملك من الكتابة- ونخسر- نحن الاثنين الرهان؛ لأنه لا هذا يحدث ولاذاك، ويعودنى المعنى الأول الذى جعلنى أقف أمام الرجل المهذب، “الأبيض فى أبيض” راقص الفالس، الذى زعمت بوحدته الثلجية، فهنا العكس تماما: صخب وسكر ولعب وقلة ذوق، وقفزٌ عند المكسب، وقفزٌ آخر مكتوم عند الخسارة،… حيوية صاخبة فى الاتجاه الصاعد والهابط على حد سواء. وأبلغ زوجتى ما خطر ببالى من هذه المقارنة، فتنبهنى إلى أننى آخذ بالظاهر، وأنه ربما كانت وحدة هؤلاء – على الرغم من صخبهم الظاهر – هى التى دفعتهم إلى “كل هذا”، فهل كسروها بما يفعلون؟. أتعجب لـمعارضتها، ولكنى أتأمل كلامها وأقول: يارب سترك، لو صح كلامى الأول عن وحدة الرجل المهذب، وصح كلامها الثانى عن وحدة أهل الصخب وقرب السُّكر وحماس المكسب والخسارة، لأُغلقت كل منافذ الأمل فى أن المجتمع البشرى يمكن أن  “يتواصل” أفراده مع بعضهم البعض، كما خلقهم الله.

 إذا كان ذلك كذلك عندهم ، فما ذا عندنا بالله عليكم؟

هل هذا الذى نفعله فى بلدنا، ويفخر بعضنا به باعتبارنا أدفأ عاطفة وأكثر تواصلا، هو العلاقات الأرقى إن شاء الله ؟  هل هذه القبلات التى أصبح الرجال بتبادلونها عندنا على العمّال على البطّال  هى الدليل على حرارة العواطف.عندنا ؟ هل هذا هو “التواصل البشرى” المناسب الذى نقيس به غيرنا؟.

ثم أليس من المحتمل – الآن – أننا(زوجتى وأنا) لا نفعل إلا أن نُسقط وحدتنا نحن (ومن مثلنا) على هؤلاء البشر الذين لا نعرف عنهم إلا ظاهرهم؟

ونخرج من المقهى بعد أن شبعنا جهامةً، وغما، واجتهادا، وأملا،ومراجعة، وتكون الساعة قد جاوزت الثالثة ظهرا، والشوارع ما زالت كما هى. أين الناس؟

فى الطريق إلى المخيم عائدين يلفت نظرنا مكان لانتظار السيارات، صغير وجميل، مكتوب عليه “خاص بزبائن المطعم فقط” (نفهمها بالعافية)، ونبحث عن هذا المطعم المُلحق، فلا نجد إلا محل بقالة مقفولاً، وبجواره كوخ متواضع نظيف وجميل أيضا. لابد أن يكون هو ذاك، وأفرح من جديد لأن هذا- بالضبط- هو ما أنشد الآن، فأنا شديد الانجذاب إلى مطاعم القرى والضواحى الصغيرة، ونقرر بلا تردد أن نخون الأولاد ونتناول وجبة ساخنة يخدمنا فيها “آخر”، فنبدو لأنفسنا كما الزبائن المحترمين فى هذا المطعم السرى الجميل. إلا أننا سرعان ما نكتشف أن المسألة ليست سائبة، وأن ميعاد الغذاء قد انتهى، و أنهم لن يفتحوا المطعم إلا فى السابعة مساء وحتى التاسعة والنصف تماما (أهلا…!!). هكذا احترام كل شىء، ويغلب على ظنى أن رواد هذا المطعم هم ضيوف أسرة هذا الكوخ، لا أكثر، رجح ذلك حين عدنا فى المساء، بعد أن ذهبنا نطمئن على الصغيرين، فشاركتهم غـُطسا عابرا، كان غـطسا أَبـَويـَّا هذه المرة؛ إذْ لم أعثر بداخلى على طفل الأمس، بعد ماكان من نقاش الظهيرة مع زوجتى، بما فى ذلك إسقاطات الوحدة.

يبدو أن عمل بعض الأسر يكون متكاملا ومحليا فى هذه الأماكن البعيدة الجميلة. فقد خيل إلىنا أن المنزل، ومحل البقالة، والمقهى، والمطعم هم جميعا جزء لا يتجزأ من منزل أسرة صغيرة تقوم فيها الأم أو الأخت أو الخالة بالطبيخ، ويقوم الابن بالخدمة، ويقوم الأب بالإدارة وطلبات المقهى ومحل البقالة… وحين جاء الشاب يسألنا: ماذا نأكل، حاولنا أن نـُفهمه أننا نريد أى أكل طليانى جدا، لا نجده إلا فى إيطاليا؛ شريطة ألا يكون بيتزا أو مكرونة إسباجتى. لم يفهم ـ طبعا ـ فقلنا ليس أمامنا إلا الإشارة، وربنا يستر، ولكن الإشارة إلى موائد الغير أكبر عيب، فكيف السبيل إلى أن نقول: “مِن هذا” دون أن “ننظر” فى أكل غيرنا؟. علما بأننا كنا قد عدنا نمتلئ سماحا، ونرى “كل الناس حلوين” رغم هموم الظهيرة والفشل فى تعديل الكون، وكسر الوحدة، فلم نكن فى حالة تشكك فى أى احتمال لما هو “نظر” فى أكل الغير، أو إلى نقود الغير أو أى شئ والـله العظيم. واهتدينا أخيرا إلى طلبٍ ما (أرز بالكمون وسمك مشكل على ما أذكر)، وجاءت الطلبات عند حسن الظن، وإن بدا الأرز لأول وهلة أنه “معجن”، ولكن ما إن ذقناه حتى تأكدنا أننا أمام شئ “مختلف”، وكانت هذه هى الحال مع أنواع السمك وطريقة طهيه. وبعد أن انتهينا ودخلت أغسل يدى إذا بى أجد نفسى فى المطبخ شخصيا. فوجئتُ وفوجئــْـن، (ثلاث نساء عجائز)، ولكننى سررت فى السر إذ تحقق ظنى أنى فى بيتٍ، ولستُ فى مطعم، وكدت أدهش من دهشتهن الشديدة، وأنا أتذكر الممثلة المصرية (التى لا أذكر اسمها) التى كانت تقوم بدور الزوجة الريفية للمرحوم سعيد أبو بكر فى مسرحية “حركة ترقيات”، وهى تنتفض حين دخول الغفير عليها، فتغض بصرها إلى الأرض قائلة: “يوهْ؟ رااجل!!”. تراجعتُ دون إحساس بالخطأ؛ فثم بابان بجوار بعضهما، وشكل بعضهما، وليس على الباب الذى دخلته أى شئ يدل على المنع أو السماح، ولا على الباب الآخر صورة رجل أو امرأة أو تسريحة أو صنبور، المهم.. جاء الفتى الصغير المهذب، وأشار إلى لافتة على الباب، عليها حروف “أوربية”ولفظة تنطق بـ “كازينا” (فى الأغلب) طيب بالله عليك ياسيدى كيف أعرف أن هذه النقوش تعنى “لاتدخل من فضلك.. هذا هو المطبخ”- ولكن العتب على الشم، إلا أنه من أدرانى من أين تأتى الرائحة والمطعم الجميل، كله روائح شهية تمنعك من مجرد التفكير؟ المهم. مرت الحادثة بسلام، وحاسبنا الشاب فى رقة، ولم ندفع أنا وزوجتى أكثر مما يقابل ثمانية جنيهات.

حين رجعنا إلى المخيم كان الأولاد قد رجعوا من جولتهم المستقلة، وقالوا إنهم تمتعوا أكثر من أمس، ربما بعد ما تخلصوا منا، لكنهم عزوا متعتهم إلى أنهم قد ألفوا المكان والناس. وكانت رائحة الحساء تفوح “كالعادة”، وكانوا قد أحضروا لنا مفاجأة ما ينفع لإعداد عشاء ساخن كما ينبغى. وأنظر إلى زوجتى وتنظر إلىَّ، هل نعترف بالخيانة؟. أم نضطر إلى اصطناع الجوع ثم التزويغ أو التمويه؟ وأنقذنا ذكاء الأولاد على كل حال من هذا وذاك؛ فقد وجدوا فينا فتورا فى استقبال المفاجأة، والإسهام فى إعداد الطعام نتيجة للشبع والرضا معا، ولم يثوروا احتجاجا، وإن كانوا قد تهامسوا حقدا، وفرضوا علينا تعويضا مناسبا، وهو أن ندفع نصيبنا من ثمن العشاء، حتى لو لم نتناوله معهم، فما ذنبهم فيما اشتروا حاسبين حسابنا. وفرحنا- زوجتى وأنا- بهذا الحل الوسط، ودفعنا “التعويض” المقرر عن طيب خاطر، وهمست زوجتى: “هين قرشك ولاتهين بطنك”. وقلت: جاءت سليمة.

ثلاث ليالٍ بالتمام، ننام فى المكان ذاته!!! هذا عز لم نحلم به والله والعظيم، وغدا سوف نشد الرحال إلى نيس، على الرغم من أننا أجمعنا جميعا على أننا سعدنا فى هذين اليومين والليالى الثلاثة؛ بما يجعلنا نقبل أن نمضى بقية الإجازة هنا دون ضجر، وتذكرت شعورى نفسه عند توهم مشكلة “الكارت الأخضر”، على حدود يوغسلافيا/إيطاليا، وسررت أن ما جعل هذه الرحلة موفقة بهذا القدر، هو ذلك الشعور بالرضا السابق لأى حركة أو سكون أو ذهاب أو رجوع.

كانت الغالبية راضية عن الإقامة فى أى مكان،

 كذلك عن السفر فى أى وقت،

عزمنا، وتوكلنا.

ذهبت أودع وأحاسب مضيفتنا “المرأة الفرس”، وكانت الساعة قد قاربت العاشرة مساء. فعجبت- من جديد- لهذه المرأة التى تخطت الخمسين دون أن تتنازل عن درهم أنوثة من أنوثتها المتفجرة المستبدة (عرفت لماذا تريد هندا أن تستبد يا ابن أبى ربيعة: . إنما العاجز من لا يستبد). أجابتنى المُهرة عن سؤالى عن الطريق السريعة إلى ميلانو فى إجابات قصيرة واضحة:

 “… إلى فينيسيا فى خط مستقيم، ثم ترى اللافتات إلى بادونا… ميلانو”. قارنت كلامها بخريطة شديدة التعقيد كان قد رسمها لى شاب سوبر ماركت أدوات التخييم، ذلك الشاب الخجول النحيف المتردد . كنت قد سألته نفس السؤال ، فرسم لى هذه الخريطة التى بدت لى كأنها خطوط فك اشتباكٍ ما.  هل التركيب الجسدى الواضح المتحفز، الذى تتميز به هذه المُهرة دون الفتى الرقيق، هل يصاحبه الوضوح العقلى المخترق ذاته؟. سيقول السلوكيون: “لا”، ولابد من “إحصاء”، والذى منه. وسأوافق، ولكنى لن أستطيع أن أمنع الربط بين وضوح وجه المرأة وتحديد تقاطيعها، وبين خفة دمها وثباتها، ووضوح وصفها ودفء حيوتها، وينتهى بى هذا البحث العلمى العابر إلى نتيجة تقول: “إن الوضوح، قرين الوضوح”، و”المهرة أقدر من السنجاب!!”.

وننام جميعا فى البنجالوز، حيث فضلنا أن نلم الخيمة ليلا؛ حتى نقوم مبكرين جاهزين. ويسعنا البنجالوز.

جحر ديب يسع مائة حبيب، وسِعنا البنجالوز، وهو ليس جحر ديب، ونحن تسعة.

………….

…………..

ونواصل الأسبوع القادم

ـــــــــــــــــــــــــــــ

[1] –  المقتطف من الترحال الأول: “الناس والطريق” الفصل الثانى: “بعد ظهرِ يوم سبتٍ حزين” (من 24 أغسطس 1984 إلى 25 أغسطس1984) (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الثانى: الموت والحنين ) و(الترحال الثالث: ذكر ما لاينقال ) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *