الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (14) الفصل الأول: “الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت”

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (14) الفصل الأول: “الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت”

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 1-4-2021                         

السنة الرابعة عشر                 

العدد: 4961

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)  (1)

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (14)

الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت

الأصداء

‏14- ‏عتاب

همت‏ ‏على ‏وجهى ‏حاملا‏ ‏طعنة‏ ‏الغدر‏ ‏بين‏ ‏أضلعى، ‏وقال‏ ‏الصديق‏ ‏الحكيم‏ ‏لست‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏كابد‏ ‏الهجران‏، ‏فسألته‏: ‏أليس‏ ‏للشيخوخة‏ ‏مقام‏. ‏

فقال‏: ‏غر‏ ‏من‏ ‏يعشق‏ ‏قصة‏ ‏معادة‏ ‏قديمة

‏ ‏ووقفت‏ ‏تحت‏ ‏شجرة‏ ‏الكافور‏ ‏أرنو‏ ‏من‏ ‏بعيد‏ ‏إلى ‏الملهى ‏وهى ‏تجلس‏ ‏وسط‏ ‏الشرفة‏ ‏يشع‏ ‏منها‏ ‏نور‏ ‏الإغراء‏ ‏المبين‏ ‏لا‏ ‏يدركها‏ ‏كبر‏ ‏ولا‏ ‏يمسها‏ ‏إنحلال‏. ‏وتخطانى ‏بنظرة‏ ‏لا‏ ‏مبالية‏ ‏فليس‏ ‏لقرارها‏ ‏تبديل‏، ‏وسوف‏ ‏أرجع‏ ‏وحيدا‏ ‏كما‏ ‏بدأت‏”.

أصداء الأصداء

لم‏ ‏نكد‏ ‏ننسى ‏أو‏ ‏نتناسى ‏الموت‏ ‏حتى ‏عاد‏ ‏يطل‏ ‏علينا‏ ‏وهو‏ ‏ينتظره‏ ‏عائدا‏ ‏وحيدا‏ ‏كما‏ ‏بدأ‏ ‏وحيدا‏، ‏أما‏ ‏هى- ‏الحياة‏ – ‏فستظل‏ ‏يشع‏ ‏منها‏ ‏نور‏ ‏الإغراء‏ ‏المبين‏، ‏لايدركها‏ ‏كبر‏ ‏ولا‏ ‏يمسها‏ ‏انحلال(2) ‏والدنيا‏ ‏الملهى ‏صاخبة‏ ‏كما‏ ‏هى، ‏أما‏ ‏طعنة‏ ‏الغدر‏، ‏والتخطى ‏اللامبالى، ‏فهما‏ ‏يعلنان‏ ‏الإفاقة‏ ‏من‏ ‏وهم‏ ‏الإحتفاظ‏ ‏بأدوات‏ ‏الوصل‏ ‏وزخم‏ ‏الوداد‏.‏ العتاب‏ (‏الغفران‏) ‏هنا (العنوان) ‏ ‏له‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏موضوع‏: ‏العتاب‏ ‏على ‏الزمن‏، ‏وعلى ‏الحيوية‏ ‏التى ‏هجرت‏، ‏وعلى ‏الشيخوخة‏ ‏التى ‏جعلت‏ ‏الهجران‏ ‏نتيجة‏ ‏طبيعية‏ ‏لمن‏ ‏فقد‏ ‏القدرة‏ ‏على ‏المشاركة (3).

 

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

[2] – فى لمحة عابرة أطل على وجه أنيس الجليس من ليالى ألف ليلة فنحيته جانبا وأكملت.

[3] – أكره‏ ‏الترجمة‏ ‏إلى ‏الرمز‏ ‏هكذا‏، ‏لكننى ‏تورطت‏، ‏فلم‏ ‏أقاوم‏، ‏لم‏ ‏أحاول‏ ‏التراجع‏.‏

admin-ajax (1)

admin-ajax

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *