الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تشكيلات شعرية على أنواع العلاج

تشكيلات شعرية على أنواع العلاج

“نشرة” الإنسان والتطور

27-2-2008

العدد: 180

             تشكيلات شعرية على أنواع العلاج

 مقدمة:

وأنا أكتب عن أنواع العلاج عامة، والعلاج النفسى بوجه خاص، كنت أتصور أننى أكتب أساسا خبرتى – مع زملائى الأقرب – بعد خمسين عاما، لكننى كنت أرجع، مضطرا أو مختارا، لبعض ما يخيل لى أننى كتبته من قبل، وإذا بى أفاجأ أن ما أتصور أننى قد وصلت إليه “الآن” من رؤى وتصنيف قد سبق أن سجلته “من ورائى” منذ ثلاثين عاما أو أكثر، وبالذات سجلته “شعرا” بشرحٍ على المتن، أو بدونه.

أتعجب!!

ما الحكاية بالضبط؟؟!

هل يمكن أن يسبق الشعرُ -حدْساً مكثَّفاً- التنظيرَ اللاحقَ: خبرةً منظمة وعلماً موثقا؟

ربما!!

قارنت بين ما سبق لى تقديمه حتى الآن فى هذه النشرة خلال الأيام السابقة، عن ما أسميناه مؤخرا علاج “م.م.م. (المواجهة المواكبة المسئولية) وبين ما كتبتُه شعرا بالفصحى سنة 1972 وآخر بالعامية 1974، فوجدت توازيا أدهشنى، ولم أجد تفسيرا كافيا

قلت أُشْركُكُم فى الدهشة، وأطلب الرأى والتعقيب.

*  *  *

أولا: تشكيلات بالفصحى، من قصيدة “حب للبيع”

آخر قصائد ديوان “سر اللعبة”

(1)           العلاج بالتسكين الكيمائى (وغيره)  (1)

‏- ‏بضعة‏ ‏قطرات‏ ‏من‏ ‏فضلك‏

= ‏لم‏ ‏يبق‏ ‏إلا‏ ‏المتبقى‏،

–       ‏جوعانٌ‏..،

 ‏محروٌم‏ ‏من‏ ‏نبض‏ ‏الَكِلَمةْ‏

= ‏ما‏ ‏بَقىَ ‏لدىّ ‏بلا‏ ‏معنى‏..،

 ‏مخزونٌ‏ ‏من‏ ‏أمس‏ِِ ‏الأوُّلْ‏،

–       ‏آخذه‏ ‏أتدبَّرُ‏ ‏حالى،

‏          قد‏ ‏يعنى ‏شيئاً‏ ‏بخيالى

= ‏الحجزُ‏ ‏مقدم‏ْْ،

– ‏لكنى ‏جائعْ

= ‏تجد‏ ‏قلوبا‏ ‏طازجةً‏ ‏توزَنُ‏ ‏بالجملة‏ْْ

 ‏فى “درب‏ ‏سعادة‏”،

– ‏قلبى ‏لا‏ ‏ينبضْ

= ‏عندى ‏أحدثُ‏ ‏بدعةْ،‏

    ‏تأخذها‏ ‏قبل‏ ‏الفجرِ‏ ‏وبعد‏ ‏أذانِ‏ ‏العصْر

‏ ‏وتناْم‏..

 ‏لا‏ ‏تصحو‏ ‏أَبدَا‏،

– ‏كم‏ ‏سعر‏ ‏الحب‏ ‏اليوم؟

= ‏حسب‏ ‏التسعيرهْ

‏ ‏الطلبات‏ ‏كثيره‏ْْ،

 ‏وأنا‏ ‏مرهق‏ْْ.

– ‏لكنّى ‏أدفع‏ ‏أكثرْ

‏= ‏نتدبّرْ‏.‏

(2)               العلاج بتقوية العَمَى

‏= من‏ ‏أنْتْ؟‏

– ‏أنا‏ ‏رقمٌ‏ ‏ما‏،

= ‏طلباتكْ؟‏

– ‏قفصٌ‏ ‏من‏ ‏ذهب‏ .. ‏ذو‏ ‏قفل‏ ‏محكم‏ْْ، ‏

من‏ ‏صُلبِ‏ ‏تراب‏ ‏السلف‏ ‏الأكرمْ‏..

= ‏فلتُحكِمْ‏ ‏إغلاقً‏ ‏نوافذ‏ ‏عقلكْ‏ ‏

وليصْمُتْ‏ ‏قلبكْ‏ ‏أو‏ ‏يخفتْ‏..،

 ‏تمضى ‏تتسحبُ‏ ‏لا‏ ‏تندم‏،

– … ‏لكنى ‏أمضى ‏أتلفتْ.

= ‏إياكْ‏،

 ‏قد‏ ‏تنظرُ‏ ‏فَجأْة‏ ‏فى ‏نفسكْ‏،

 ‏قد‏ ‏تعرفُ‏ ‏أكثر‏ ‏عنْ‏ ‏كونكْ،

‏ ‏تتحطم‏ْْ،

– ‏ساعدْنى ‏باللهو‏ِِ ‏الأْخفَى.

= ‏أغلِقْ‏ ‏عينيكَ‏ ‏ولا‏ ‏تفهمْ‏.‏

(3)             العلاج بالكلام (محلّك سِرْ)

‏= ‏وجنابكْ؟‏

– ‏لا‏ ‏أعلم‏.

= ‏طلباتك‏

–       ‘‏أتناول‏’ .. ‏أستسلمْ‏،

 ‏أتعبد‏ ‏فى ‏ما‏ ‏هو‏ ‏كائنْ‏،

 ‏وأبرر‏ ‏واقع‏ ‏أمرى،

 ‏أتكلم‏ .. ‏أتكلم‏ .. ‏أتكلم‏.

= ‏تذكرتكْ؟‏؟

– ‏فى ‏أعلى ‏المسرح‏.

= ‏قاعتنا‏ ‏ملأى ‏بالأْنعاْم‏ْْ

–       ‏أجلسْنى ‏فى ‏أىّ ‏مكانٍ‏،

 ‏فى ‏الكرسى ‏الزائد‏ ‏خلف‏ ‏الناسْ‏،

 ‏بجوار‏ ‏التيس‏ الثرثاِر ‏الأبكم‏ْْْْ.

= ‏البطلُ‏ ‏تغَّيبْ‏

–       ‏لا‏ ‏تحزنْ‏،

 ‏ألعب‏ ‏دوره‏ْْ،

وأكرر‏ ‏ما‏ ‏أسمع‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏الكُوَّةْ‏،

 ‏لا‏ ‏تخشى ‏شيئا‏ ..

‏لا‏ ‏أحد‏ ‏سيفهمْ‏ْْْْ.

= ‏لا‏ ‏ترفعْ‏ ‏صوتك‏ ‏وتكتَّمْ‏

– ‏سمعا‏ .. ‏تَمْ‏ ..‏تَمْ‏ .. ‏تَمْ‏ ‏تَمْ‏ ..تَمْْ تَمْ ..تَمْ‏ ‏تَمْ‏.

= ‏سلِّم‏ ‏تغنمْ‏

‏إخترت‏ُُ ‏الأسلمْ‏.

– ‏الصفُّ‏ ‏تنظّم‏ْْ.

= ‏ما‏ ‏أحلى ‏السيرُ‏ ‏وقوفاَ ..

‏تررم‏ ..‏تررم‏ ‏‏.. ‏رَمْ‏َ ‏رَمْ‏، رَمْ‏َ ‏رَمْ

(4)                  علاج المواكبة

= ‏الثالث‏ ‏يتقدم‏

– .. ‏سمعا‏ ‏يا‏ ‏أفندم‏ْْ.

= ‏طلباتك‏ ‏أنت‏ ‏الآخر؟

‏ – ‏أبحثُ‏. ‏أتألم‏ْْ

= ‏مجنوٌن‏ ‏أنت؟؟‏

– ‏أتعلّمْ.

= ‏قد‏ ‏جئتَ‏ ‏أخيرا‏ ‏يا‏ ‏عِفريت‏

– .. ‏أنا؟‏!

= ‏هو‏ ‏أنت‏..

 ‏قد‏ ‏طال‏ ‏غيابك‏ ‏يا‏ ‏بْن‏ ‏سبيلِى

– .. ‏لكنى ‏جئت‏،

= ‏كم‏ ‏ضاع‏ ‏الزمنُ‏ ‏بلا‏ ‏معنى

– ‏غلبنى ‏اليأس‏ ‏دهورا‏،

= ‏لكنك‏ ‏جئت‏

– ‏ضاعتْ‏ ‏منى ‏الألفاظ‏

= ‏نجمعُ‏ ‏أحرفها‏، ‏تتكلمْ‏

– ‏فاح‏ ‏العفن‏ ‏من‏ ‏الرمز‏ ‏الميت

= ‏و”معاً” سيعود‏ ‏النبض‏ ‏إليه‏

– ‏الحبُّ‏ ‏يهدد‏ ‏أمن‏ ‏الناس،‏

= ‏الناسِ‏ ‏الأجبنْ‏.

– ‏البسمة‏ ‏شبحٌ‏ ‏فى ‏جمجمة‏ٍٍ ‏جوفاءْ‏،

= ‏نجعلها روحاً‏ ‏تحيى ‏الموتى،

– ‏من‏ ‏لى ‏باليأس‏ ‏الخِدْر‏ ‏الأعظم‏ْْ،

= ‏قد‏ ‏جئتَ‏ ‏لنبدأ‏ ‏بعد‏ ‏الطوفان‏ْْ

– ‏يا‏ ‏ويحى ‏من‏ ‏حبى ‏للناس

= ‏يا‏ ‏سعدك‏

– ‏بم؟‏

= ‏بالناس.

– ‏الناس؟؟‏!!

= ‏لا‏ ‏مهرب‏ ‏بعد‏ ‏الآن‏

– ومعاً نفعلها، نتعَلَّمْ

= ‏العودُ‏ ‏على ‏بدءٍ‏ ‏أكرم‏ْْ.‏

 ثانيا: مقتطفات متفرقة من ديوان

“أغوار النفس” بالعامية المصرية (1974)

علاج المواكبة من شعرى العامى

لم أكن أعرف أننى كتبت بالعامية أيضا عن علاج المواكبة، مقارنة بعلاج الميكنة والتسكين والكلام والتداعى الحر إلا حين بدأت أجمع ما يميز هذا العلاج م.م.م. وفيما يلى بعض ذلك أيضا: (هذا بعض ما كان سنة 1974)

(1)  نقد دور الطبيب النفسى فى التسكين والتسطيح والإعلام (2)

الطبيب‏ ‏أصبح‏ ‏مهندسْ‏ ‏للعـُقـَولِ‏ ‏الـَبايْـظَهْ‏ (‏يعنى .. !!)،‏

واللى ‏برضه‏ ‏اتْصلـَّـحـِتْ‏.‏

‏(…………)

‏(الطبيب‏ ‏دا‏ ‏هوّ‏ ‏انا‏، ‏مش‏ ‏حد‏ ‏غيرى‏) ‏

……….

اللَّه‏ْْْ ‏عليهْ‏، ‏والسِّتْ‏ ‏بـِتـْمسِّى ‏عليهْ‏!‏

والشاشةْ‏، ‏والواقع‏ْ، ‏خـُلاصـْةِ‏ ‏القـَوْل‏ِِ، ‏منظوم‏ِِ ‏الـَكـَلام‏ْْ:‏

آخـِرْ‏ ‏تمام‏ْْ،  ‏فـِى ‏حَـلْ‏ ‏مُعـضـِلـَةِ‏ ‏الأنَــــامْ‏:‏

…….

‏”‏لّما‏ ‏كنا‏ ‏نـَحـْنُ‏ ‏فى ‏عصر‏ ‏الـَقـَلق‏ْْ،‏

يبقى لازْمَنْ كلنا “نـَدَعِ القلق”

لاجل ما “نبدأ حياة” سهله قوى

مَاَ فَيهَاشْ أىِّ عقدْ

 أو أى حاجة مش قوى.

والكآبة برضه مالْهاش أى لازمة،

إلا لو مات لكْ عزيز أو بعد أزمة،

……

ثـُمَّ‏ ‏إن‏ّّ ‏الأُم‏ ‏لازِمَنْ، ‏إِنـّها‏ ‏تْـحـِبّ‏ ‏عـِيـَالـْهـَا

دا‏ ‏لزوم‏ ‏فكِّ‏ ‏العقد‏ ‏إلـلى ‏فى ‏بالها‏.‏

فلقد‏ ‏ثبت‏ْْ: ‏إن‏ ‏الـعُـَقد‏ْْ “‏وِحـْشـَةْ‏ ‏قوى”!!. ‏

هـَذَا‏ ‏الذى ‏قد‏ ‏أَظـْهـُرهُ‏ ‏الـْبـَحـِثِ‏ ‏الـفُلاَنـِى،‏

‏”‏لمّا‏ ‏عد‏ ‏التانى ‏ساب‏ ‏الأوّلانى”.‏

ثم‏ ‏أوصى: “‏ان‏ْْ ‏يكون‏ ‏الكــل‏ْْ ‏عالْ‏.‏

إذْ‏ ‏لا‏‏بـُدْ‏ ‏انّ ‏الـُكوَيـِّسْ‏:‏

‏ ‏هـُوَّا ‏أحـْسـَنْ مـِالَّذِى مـُا هـُوشْ كُوَيـِّسْ.

إمـَّاِل‏ ‏ايـِهْ؟‏”‏

‏[هذا‏ ‏برنامج‏ “‏عفاف‏ ‏هانم‏”،‏

‏ ‏بـتسأل‏ ‏حضرة‏ ‏الدكتور‏ ‏فلان‏ ]‏

*  *  *

(2)                                    نقد التطبيب التسكينى الكيميائى

…..

وساعات‏ ‏أشوفه‏ ‏مـِطـيّباتى ‏مُـعْـتَبـر‏ْْ،‏

آه‏ ‏يا‏ ‏حلاوتـُهْ‏ ‏وهـُوَّا‏ ‏بِيـْلبِّـسْ‏ ‏خـُدُوُده‏ْْ ‏الإبْـتسَامةْ‏،‏

أو‏ ‏لمّا‏ ‏بِيْـشَـَخـْبـَط‏ْْ ‏ويكتبْلَكْ‏ ‏حـُبـُوب‏ْ “‏منع‏ْْ ‏السآمـة‏”، ‏

أو‏ ‏لما‏ ‏يْوصف‏ ‏حقنة‏ ‏المُـحـَاياة‏ ‏تقوم‏ ‏تمسح‏ ‏مشاعرك‏ “‏بالسلامة‏”.‏

وساعات‏ ‏جنابه‏ ‏يلف‏ ‏أحكامو ‏فْ‏ ‏زُواقْ‏، ‏مش‏ ‏أى “‏حاجةْ‏”.‏

يفتى ‏كما‏ ‏قاضى ‏الزمان‏ ‏وكإنه‏ ‏جاب‏ ‏المستخبى، ‏يقولك‏ ‏انك‏ْْ: ‏

‏”‏لا‏  ‏تخَفْ‏”!ْ!  “‏بـطـّلْ‏ ‏سماجة‏”،‏

‏”‏كُـنْ‏ ‏منافقْ‏”،  ‏يعنى “‏جامِلْ‏”، “‏مَشِّى ‏حالَك‏”.‏

تبقى ‏ماشى ‏فى ‏السليم‏، ‏مهما‏ ‏جرالكْ‏.‏

والعواطف‏ ‏تـِتـْشـَحـَنْ‏ ‏جوّا‏ ‏العيون‏ْْ ‏زى ‏البضاعـَهْ‏.‏

‏(‏كل‏ ‏ساعةْ‏ ‏نُصّ‏ ‏ساعةْ‏).‏

‏”‏يعنى ‏إيه‏ ‏؟‏!‏؟‏”  ‏

‏”.. ‏مشْ‏ ‏مُـهِـمْ‏”.‏

*  *  *

(3)                             نقد التداعى الحر “الكلامى” كيفما اتفق (فقط)

مر‏ّّ ‏الهَوَا‏ ‏صفَّرْ‏، ‏سِمْعِنَا‏ ‏الّصُوْت‏ ‏كإن‏ ‏النَّعْش‏ ‏بِيْطلّع‏ ‏كَلاَمْ‏:‏

‏”‏لأ‏ْْ..، ‏لسّهْ‏..، ‏إسْكُتْ‏،.. ‏لَمْ‏ ‏حَصَلْ‏.‏

‏‏سيِمَا‏ .. ، ‏ياتَاكْسِى، .. ‏لسَّه‏ ‏كام‏ ‏؟‏”‏

‏    ‏أىّ ‏كلام‏.‏

ألفاظ‏ْْ ‏زينَهْ‏، ‏مَسْكيَنه‏ْْ،‏

بتزقْزَقْ‏، ‏وتْصَوْصَوْ‏،  ‏

‏.. ‏وِخَلاَصْ‏!!‏

اللفظ‏ ‏ماتْ‏ ‏مِنْ‏ ‏ركنِتُهْ‏.‏

من‏ ‏لعبة‏ ‏العسكر‏ ‏وطول‏ ‏تَخْبــيِّـُتهْ‏،‏

ظرف‏ ‏رصاص‏ ‏فاضى ‏مصَدِّى ‏فْ‏ ‏عِلْبتـُـهْ‏.‏

لما‏ ‏القلم‏ ‏سنه‏ ‏اتقصف‏؛

‏عملــته‏ ‏تلبيسه‏ ‏تـِـَمــكِّنْ‏ ‏ماسكته‏،‏

‏  ‏و‏اهى ‏شخبطه‏. ‏

. . .

واحدْ‏ ‏نايم‏ ‏مـِتْـصَلـْطَحْ‏،

‏وعْنيه‏ ‏تتفرجْ‏:‏

على ‏رسم‏ ‏السقف‏ِِ ‏وْعَلَى ‏أفكارُو‏ ‏اللى ‏بتلف‏ْْ،‏

‏                       ‏تْلِفْ‏،. ‏تْلِفْ‏، ‏

وكلام‏ْْ ‏فى ‏كلام‏ْْ .. ‏هاتَكْ‏ ‏يا‏ ‏كَلاْم‏. 

‏                       يا‏ ‏حرام‏ْْ!!‏

والتانىِ ‏قاعِدْلِى ‏وَرَاه‏ ،

 ‏على ‏كرسى ‏مـدَهَّبْ‏.‏

قلبه‏ ‏الأبيض‏ ‏طيّب‏.

 ‏وسَماعُهْ‏ ‏لَمْ‏ ‏يِتخيــِّبْ‏،‏

عمال‏ ‏بيفسَّرْ‏ ‏أحْلاَمْ

وصاحبنا‏ ‏يرص‏ ‏فْ‏ ‏أوهام‏،‏

وعُقـدْ‏، ‏ومركَّب‏، ‏و‏”‏المكتوبْ‏”‏

و‏:‏قدَرْ‏”،‏وحكاوِى، ‏وْصَفّ‏ ‏ذْنوب‏.‏

وأخينا‏ ‏شَفَايفُهْ‏ ‏قِفْل‏ ‏رْصاص‏،‏

وِوْدانُهْ‏ ‏يا‏ ‏خويا‏ ‏شريطْ‏ ‏حسَّاسْ‏.‏

يِسَمعْ‏ ‏حكاياتْ‏ .. ‏حكايات‏ْْ،‏

وتمرّ‏ ‏ساعاتْ‏ ‏وساعات‏ْْ،‏

‏        (‏ما‏ ‏أَظنّش‏ْْ ‏أَيوب‏ْْ ‏ماتْ‏).‏

‏”‏إٍشى ‏عدّى ‏البحر‏ ‏ولا‏ ‏اتْبَلِّش‏”؟؟

‏”‏قالَّك‏: ‏إٍلعجل‏ ‏فْ‏ ‏بطن‏ ‏امه‏”!!‏

أرْزَاقْ‏ ..!‏

وخلايق‏ ‏لابْسَه‏ ‏الوِشّ‏ ‏زْوَاقْ‏.‏

*  *  *

(4)                       نقد المريض الذى “يتكلم” “ليتكلم!” (محلَّك سر)

 لأ‏ ‏مِشْ‏ ‏لاعِبْ‏.‏

حاستنى ‏لمّا‏ ‏اعرف‏ ‏نفسى،

 ‏              من‏ ‏جـوّه‏.‏

على ‏شرط‏ ‏ما‏ ‏شوفشِى ‏اللـِّى ‏جــوَّهْ‏.‏

واذَا‏ ‏شفته‏ ‏لقيتـُـه‏ ‏مشْ‏ ‏هـُوٍّه‏،‏

‏    ‏لازِمْ‏ ‏يفضَلْ‏ ‏زىْ ‏ما‏ ‏هُوَّهْ‏.‏

. . .

أنــا‏ ‏ماشى ‏”‏سريع‏”‏ حوالين‏ ‏نفسى،‏

وباصبّح‏ ‏زىْ ‏ما‏ ‏بامَسِّى،‏

وان‏ ‏كانْ‏ ‏لازم‏ ‏إنى ‏أَعدّى: ‏

رَاحَ‏ ‏اعدّى ‏مِنْ‏ ‏شَطّىْ ‏لـشَطِّىْ، ‏

هوَّا‏ ‏دَا‏ ‏شَرْطى‏.‏

. . .

ولحد‏ّّ ‏ما‏ ‏يهدَى ‏الموج‏،‏

واشترى ‏عوّامة‏ ‏واربطها‏ ‏على ‏سارِى ‏الخوفْ‏،‏

ياللا‏ ‏نقول‏ “‏ليهْ‏ْ”‏؟

‏ ‏و‏”‏ازاىْ؟‏”‏

‏”‏كان‏ ‏إمتَى‏”‏؟

‏ “‏يا‏ ‏سَلاَمْ‏”!

 “‏يْبقَى ‏انَا‏ ‏مَظْلومْ‏”.‏

‏ ‏شكر‏ ‏الله‏ ‏سعيك‏!!‏

*  *  *

(5)                             نقد المريض السلبى ينتظر  اللذة الاعتمادية

والأَفندى ‏اللى ما عَنْدوشْ أىِّ حاجة غير كلام

” أنا كنت، وهيَّه كانت..، لما كنا..، وفين وكام”.

بس شرطُهْ:  إنه يفضل عالسلالمْ

قد ما يِطْلَع بينزلْ،

                والكلام سايحْ وعايمْ

نفسه إن الراحة تيجى لحد عنده

هوه دافعْ،

 يبقى من حقه الحكيمْ لازمْ يساعدْه

……………….

……………….

الحكيم زرجنْ وقالّه مش كده

الجدع مافهمشى حاجة راح مكمّل:

 

أنا‏ ‏نِفْسِى ‏ابقَى ‏كده؟

بس‏ ‏أَتْحَبْ بصحيح ، أيوهْ، … ‏كمانْ‏.‏

حُط‏ ‏حتُّهْ‏ ‏عالميزان‏.‏

أصلِى ‏متعَّود‏ ‏زمانْ‏:‏

إنى ‏انام‏ ‏شبعان‏ ‏كلامْ‏.

…..

…..

“الحكيم” زرجن وقالُّهْ: لأ ياعمْ

خلّى بالكْ،

 العلاج دا مش هِزار، دا حَمْل همّ

‏”‏يا‏ ‏أخينا‏ ‏مِدّ‏ ‏إيدك

يا‏ ‏أخينا‏ ‏هِـمّ‏ ‏حبَّـهْ‏.‏

الحكاية‏ ‏مِش‏ ‏وِكالة‏ ‏بْتَشتِرِى ‏منها‏ ‏المَحَبّةْ‏”.‏

…..

الجدع مافْهمشى حاجة

راح مكمّل فى السماجة

والمعلّم‏ ‏صْبُرهْ‏ ‏بحباله‏ ‏الطويلة‏ْْ، ‏

قال‏ “‏لا‏‏بد‏ ‏أشوفْ‏ ‏لُه‏ ‏حيلهْ‏”.‏

قال‏ ‏لـه‏ ‏وعيونه‏ ‏بتضحكْ‏:‏

‏  “‏إنت‏ ‏تُؤْمر‏”.‏

قام‏ ‏صاحبنا‏ ‏راح‏ ‏مصدًَّق‏ْ،‏

‏ ‏رَاحْ‏ ‏مِنَاوْلُه‏ ‏عرضحال‏ْْ ‏فيه‏ ‏المُراد‏ْْ:‏

‏”.. ‏بعد‏ ‏موفور‏ ‏السلام‏،‏

نِفْسِى ‏حبِّةْ‏ ‏حُبْ‏ .. ‏أو‏ ‏حتِّةْ‏ ‏حقيقهْ‏،‏

نفسى ‏أفْهَمْ‏ ‏نَفْسى يعنى، ولو دقيقة‏،‏

نفسى ‏أعرف‏ ‏فى ‏اللى ‏بتقولوا‏ ‏عليهْ‏،‏

نفسى ‏اشوف‏ ‏دا‏ ‏إسمه‏ ‏إيه‏”‏

المعلّم‏ ‏قالّه‏: “‏ماشى، ‏يالله‏ ‏بينا‏”‏

‏- ‏يالله‏ ‏بينا‏!!! ‏يالله‏ ‏بينا؟‏ ‏على ‏فين؟

دانا‏ ‏مستنى ‏نصيحه تّديِهالى

أو تكون “فتوى” تحقق ما فى بالى!

أى ‏حاجة‏ ‏فيها‏  ‏لذّة‏،‏

الكلام‏ ‏الحلو‏، ‏والمنزول‏، ‏ومزّة‏.‏

أنا مستنى سعادْتكْ،

أنا‏ ‏أحكى، ‏وانت‏ ‏تتصرف‏ ‏براحتك‏ْْ.‏

أنا‏ ‏تِعجبنى ‏صراحتكْ‏، ‏

إٍوعَى ‏تزعل‏ْ ‏منّى: ‏دنَا‏ ‏عيّل‏ ‏باريّل‏،‏

لسَّه‏ ‏عندى ‏كلام‏ ‏كتير‏ ‏أنا‏ ‏نفسى ‏اقوله‏ْْ،‏

عايِز‏ ‏اوْصف‏ ‏فى ‏مشاعرى ‏وإٍحساساتى،‏

واقعد‏ ‏اوصفها‏ ‏سنين‏،‏

مش‏ ‏حا‏ بَطّلْ‏،

 ‏خايف‏ ‏ابطّلْ‏،‏

لو‏ ‏أبطّل‏ ‏وصف‏ ‏فى ‏الإحساسْ‏ ‏حَاحِسْ‏ّ،‏

وانا‏ ‏مِش‏ ‏قد‏ ‏الكلام‏ ‏دهْ‏.‏

المعلم‏ ‏قالُّه‏: ‏شوف‏ْ ‏لَكْ‏ ‏حد‏ ‏غيرى،‏

جَنْبِنَا‏ ‏دكّانة‏ ‏تانيةْ‏،‏

‏ ‏فيها‏ “‏بيتزا‏” ‏مِالّلى ‏هيَّه‏ْْ، ‏

أو‏ “‏لازانْيَا‏”.‏

فيها‏ ‏برضكْ‏ ‏وصفهْ‏ ‏تشفى ‏مالعُقد‏ْ،‏

إسمها‏ “‏سيب‏ِ ‏البلد‏”.‏

فيها‏ ‏توليفة‏ْْ ‏حبوب‏ ‏من‏ ‏شغل‏ ‏برّة‏.‏

تمنع‏ ‏التكْشيره‏ْ، ‏والتفكيرْ‏، ‏وْتمِلاكْ‏ ‏بالمسرّة‏.‏

فيها‏ ‏حقنةْ‏ ‏تخلِّى ‏بَالََك‏ْ ‏مِستريحْ‏.‏

تِنتشِى ‏وْتفـضَلْ‏ ‏مِتَنَّحْ‏. ‏

فيها‏ ‏سر‏ّّ ‏ما‏ ‏يِتْنِسِيشْ‏.‏

إنـه‏ “‏مِشَ‏ ‏لازِمْ‏ ‏نعيش‏”!!‏

*  *  *

 (6)                                           علاج المواكبة

لما  دبّ المعنى جوه الكلمة واحْنَا لْبعضنا

قوم قلوبنا عاد إليها نبضها مع ربّنا

 قوم لقينا ان الكلام بقى حاجة تانية

قلنا عالبركة وكانت إلبداية من هنا:

 

‏ ‏اللفظ‏ ‏قام‏ ‏من‏ ‏رَقْدِتُـه‏.‏

ربك‏ ‏كريم‏ ‏يِنْفُخْ‏ ‏فى ‏صُورْتُه‏ ‏ومَعْنِتُه‏.‏

يرجع‏ ‏يغنى ‏الطِّير‏ ‏عَلَى ‏فْروعِ‏ ‏الشَّجَرْ‏.‏

ويقول‏”‏يارب‏”،‏

وتجيله‏ ‏ردّ ‏الدعْوَهْ‏ ‏مِنْ‏ ‏قَلْبُه‏ ‏الرِّطِبّ‏. ‏

. . .

ألفاظ‏ ‏بتهِزّ‏ ‏الكُونْ‏،‏

وبتضرب‏ْْ ‏فى ‏المَلْيَانْ‏،‏

وتغّير‏ ‏طَعْمِ‏ ‏الضِّحْكَةْ‏،‏

وتشع‏ ‏النُّورْ‏ ‏مِا‏ ‏الضَّلمَهْ‏،‏

وبتفضَحْ‏ ‏كِدْب‏ ‏السَّاكِتْ‏،‏

وبْتِفْقِسْ‏ ‏كل‏ ‏جَبَانْ‏.‏

 

[1] – العناوين على اليسارْ إضافات لاحقة، يستحسن قراءة القصيدة بدونها!

[2] – لأنها مقتطفات من قصائد أخرى، وضعت لها هذه العناوين الجانبية، وهى أكثر مشروعية لأنها تحدد المقتطفات من قصائد مختلفة، فلا تخل بانسياب قصيدة، فهى أولى بالقراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *